الامومة والطفولة

أطفال التلقيح الصناعي معرضين لخطر الإصابة باضطرابات الدماغ

أطفال التلقيح الصناعي معرضين لخطر الإصابة باضطرابات الدماغ

قال المؤلف الرئيسي بو سترومبرج، دكتور في الطب وأستاذ مشارك في طب الأعصاب للأطفال في مستشفى جامعة أوبسالا للأطفال في السويد، في بيان صحفي: ” ترجع هذه المخاطر إلى حد كبير إلى ارتفاع وتيرة الحمل بالتوأم، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة بين [ أطفال التلقيح الصناعي]. ويظهر بحثه في المجلة الطبية The Lancet هذا الأسبوع.

وصرح: “لا يزال التلقيح الصناعي” خيارًا قابلاً للتطبيق للأزواج المصابين بــالعقم“. “ومع ذلك، فمن واجبنا إبلاغهم بالمخاطر حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار حول ما إذا كانت هذه مشكلة يمكنهم تقبلها.”

كما يقول سترومبرج: “نقترح بشدة أن يتم زرع جنين واحد فقط مخصب للحد من هذا الخطر.”

لقد أدرك الباحثون منذ فترة طويلة أن التلقيح الصناعي يؤدي غالباً إلى ولادة متعددة، وولادة مبكرة، وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة. ومع ذلك، فإن القليل من الدراسات قد نظرت على المدى الطويل إلى هؤلاء الأطفال وتطورهم العصبي، كما يقول.

ويقول تشارلز بريل، أخصائي أعصاب الأطفال في مستشفى تمبلد تشيلدز في فيلادلفيا، إن الشلل الدماغي نفسه مرتبط منذ فترة طويلة بالولادة المبكرة  والولادات المتعددة “لأن هؤلاء الأطفال يولدون صغارًا وقبل الأوان”. ويضيف: “لكنني لم أعتبر التلقيح الصناعي أحد الأسباب المحتملة.”

إن الشلل الدماغي هو اضطراب يصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يحدث عادة بسبب إصابة في الدماغ أثناء الطفولة. يمكن أن يكون الاضطراب خفيفًا، ولكن في شكله الأكثر حدة، يحدث شلل وتشنجات عضلية لا يمكن السيطرة عليها.

يقول بريل أن نتائج سترومبرج “مربكة بعض الشيء”. “إن الأزواج بحاجة إلى معرفة هذه الحقائق لاتخاذ قرار مستنير.” واضاف قائلاً أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات هذا النمط بحزم.

شملت الدراسة نفسها على تحليل سجلات 5،680 أطفال التلقيح الصناعي الذين ولدوا بين الأعوام 1982 و 1995. تم تسجيل الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة في 26 مركز لإعادة التأهيل في السويد. كما نظر الباحثون في بيانات من سجل وطني للمكفوفين وغيرهم من أطفال المصابين بضعف بصري شديد.

لقد كان هدفهم هو البحث عن أنماط للإعاقات العصبية الشديدة والتخلف العقلي والعيوب البصرية الشديدة لدى هؤلاء الأطفال.

ووجدوا أن التشخيصات الأكثر شيوعًا هي الشلل الدماغي، والتأخر في النمو، والتشوه الخلقي، والتخلف العقلي، والانحراف الصبغي، والاضطرابات السلوكية.

ولكن عندما ألقوا نظرة فاحصة على 2060 من التوأم في هذه المجموعة، وجدوا أن أطفال التلقيح الصناعي – وخاصة التوائم – كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بالشلل الدماغي مقارنة بـ أطفال من عموم السكان، كما يقول سترومبرج.

كما كان أطفال التلقيح الصناعي أيضا معرضون لخطر متزايد لتأخر النمو بأربعة أضعاف.

ويقول سترومبرج إن عوامل أخرى، مثل عمر الأم، لا تزيد من خطر الإصابة بالمشاكل العصبية.

ويصرح ديفيد ل. هيلي، أستاذ التوليد / أمراض النساء بجامعة موناش في ملبورن، فيكتوريا، في مقال افتتاحي: “إن نتائج هذه الدراسة مهمة”. “إذا كان معدل الانتشار المرتفع نتيجة حقيقية، فإن السؤال هو ما إذا كانت عملية التلقيح الصناعي ناقصة وضعيفة بطريقة ما.”

وكتب هيلي: “يبدو أن ارتفاع معدل الإصابة بالشلل الدماغي يرجع إلى ارتفاع وتيرة حالات الحمل بــالتوأم والحمل المتعدد.” “وناشدت شخصيات بارزة في الولايات المتحدة مؤخرًا بخفض عدد حالات الحمل بالتوأم والحمل المتعددة للحد من الأضرار القصيرة الأجل والطويلة الأجل التي يتعرض لها الأطفال والأمهات.”

وضح هيلي قائلاً أن في حين أن بحث سترومبرج يشير إلى وجود نمط، إلا أنه لا يترك أسئلة بدون إجابة، فقد تضمن: فيما إذا كانت عملية التلقيح الصناعي دورة طبيعية أو دورة محفزة أو ما إذا كان نقل الأمشاج إلى داخل قناة فالوب، أجنة طازجة أو مجمدة، أو حقن السائل المنوية في سيتوبلازم الخلية.

ومع ذلك، تشير الدراسة إلى “الحاجة إلى التحول من نقل الأجنة المتعددة إلى نقل جنين واحد فقط” ، كما يقول هيلي. كما إنه، مثل بريل، يدعو لمزيد من البحث. “إن ما يحتاج الزوجان المصابان بالعقم لمعرفته حقًا، لا يتمثل في خطرهما النسبي في إنجاب طفل مصاب بالشلل الدماغي إذا كان لديهما طفل من أطفال الأنابيب، ولكن الخطر المطلق ما زال يتعين إثباته.”

السابق
كل ما تحتاجين إلى معرفته قبل التلقيح الصناعي
التالي
ما هو تجميد الأجنة ؟

اترك تعليقاً