هل كانت لحية الرسول بيضاء ؟ لمعرفة هذا السؤال لا بد لنا من الاطلاع على الأحاديث المتعلقة بصفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، لكن القليل منها صحيح ومأخوذ به، وقد استنبط العلماء من الأحاديث النبوية الشريفة ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم من صفات خُلقية، وصفات خَلقية؛ والتي منها لون لحيته وشكلها، ووجهه الشريف وقامته وما إلى ذلك من الصفات. وفيما يأتي ذكر لبعض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل كانت لحية الرسول بيضاء
لم يضرب الشيب شعر الرسول صلى الله عليه وسلم، فالنبي كان قليل الشيب، ولم يُرَ في شعره سوى شعيرات بيضاء معدودات في مقدم اللحية، وفي الرأس نبذ يسير. حتى عد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- شعرات رسول الله البيضاء لقلتها، فعندما سُئِل أنس بن مالك رضي الله عنه: “أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه لم يرَ من الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته”.
وفي بعض الأحاديث ما يظهر أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات، يخفيهن الدهن ويواريهن صلى الله عليه وسلم إذا أدهن، ودهن الرسول صلى الله عليه وسلم كان الطيب والحناء. وهذه الشعرات البيضاء شابت من كثرة تدبر القرآن، والخشية من الله سبحانه وتعالى، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه:” قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”. وقد استقرت الشعرات هذه في مفرق رأسه، ولحيته أسفل الشفة، أو بينها وبين الذَّقَن؛ أي العنفقة الواردة في الحديث الشريف: “سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ صاحبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيخًا؟ قال: كان أشَبَّ من ذلك، ولكنْ كان في لِحيَتِه -ورُبَّما قال في عَنفَقَتِه- شَعَراتٌ بيضٌ.”. والله تعالى أعلم.
كيف كانت لحية الرسول صلى الله عليه وسلم
لمعلافة صفات لحية النبي صلى الله عليه وسلم لا بد لنا من التطرق للأحاديث الواردة في ذلك، وقلة منها صحيحة، وسنذكر هنا بعض هذه الأحاديث:
- الحديث النبوي الشريف: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَكانَ إذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وإذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، فَقالَ: رَجُلٌ وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ قالَ: لَا، بَلْ كانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكانَ مُسْتَدِيرًا وَرَأَيْتُ الخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ”.
- الحديث النبوي الشريف: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم توضَّأ فغرفَ غرفَةً غسل بها وجهَهُ وكان كثَّ اللِّحيةِ”.
وقد استدل بعض أهل العلم من الأحاديث النبوية على اتصاف لحية النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثرة الشعر والكثاثة، لكن لحيته الشريفة لم تكن طويلة؛ فالكثاثة تعني غزارة الشعر والتِفَافَه مِن دون طول، بل كانت معتدلة ومتوسطة، والله أعلم.
صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية
نتناول هنا بعض صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخَلْقية مما نُقل نقلاً صحيحاً ثابتاً، وهي بالتأكيد صفات طيبة. ونذكرها فيما يأتي:
- كان صلى الله عليه وسلم متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير.
- كان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة.
- كان وجهه صلى الله عليه وسلم جميلاً مستنيراً، وعلى وجه الخصوص إذا سُرَّ.
- كان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديراً كالقمر والشمس.
- كان صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل.
- كان له خاتم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده صلى الله عليه وسلم مثل الشامة.
- كان له قوةً أكبر من الآخرين، من ذلك قوته في الحرب.
- وكان بصاقه طيباً طاهراً.
- كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية.
- كان كما وصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه، فقد قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قالَ: قُلتُ لِسِمَاكٍ: ما ضَلِيعُ الفَمِ؟ قالَ: عَظِيمُ الفَمِ، قالَ قُلتُ: ما أَشْكَلُ العَيْنِ؟ قالَ: طَوِيلُ شَقِّ العَيْنِ، قالَ: قُلتُ: ما مَنْهُوسُ العَقِبِ؟ قالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العَقِبِ”.
صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقية
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، وعلينا جميعًا أن نتخذه قدوةً ونتحلى بأخلاقه العظيمة. وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الأخلاق:
- أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أهل بيته: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله، وخيرهم لأمته، من ناحية طيب الكلام وحُسن معاشرة زوجاته بالاحترام والإكرام.
- عدل النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان يعدل بين الناس ةيقيم شرع الله تعالى، حتى على أقرب الأقربين.
- كلام النبي صلى الله عليه وسلم: كان نبينا الكريم إذا تكلم، تكلم بكلام فَصْلٍ واضح، فلم يكن كلامه سريعًا لا يحفظ، ولا منقطعًا لا يُدرك، بل كان هديه فيه على أكمل وجه.
- أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال: كان صلى الله عليه وسلّم هينَا لينًا في تعامله مع الأطفال، يلاطفهم ويلاعبهم ويقبلهم ويحترم حقوقهم.
- أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الخدم: لقد كان لطيفا رحيمًا، ولم يكن فاحشاً ولا متفحشا، ولم يكن يجزي بالسيئة السيئة ولكن بالعفو والتسامح.
- تواضعه صلى الله عليه وسلم: وفقد كان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الجميع؛ من حر وعبد وغني وفقير، وكان يعود المرضى ويقبل عذر المعتذر.
- زهده صلى الله عليه وسلم: فقد كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الحياة الدنيا، وأرغبهم فيما عند الله بالآخرة، فقد خيره ربه -جلّ في علاه- بين الملك والنبوة وبين أن يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.
ذكرنا فيما سبق بعض صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجبنا عن تساؤل البعض: “هل كانت لحية الرسول بيضاء”، وذكرنا أن الشيب لم يضرب شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا في شعرات قليلات، قام بعض الصحابة بعدهن.