اكبر المشاكل البيئية
يواجه كوكب الأرض حالياً الكثير من المخاوف البيئية أبرزها التلوث والتغيرات المناخية. من المشكلات البيئية الأخرى الأمطار الحمضية وتلوث الهواء، إضافة إلى أضرار الامتداد العمراني، ومشكلة التخلص من النفايات واستنفاد طبقة الأوزون وتلوث المياه وغيرها الكثير التي تؤثر على الإنسان والحيوان.
أنواع المشكلات البيئية
مفهوم البيئة:
هي كل شيء يدور من حولنا من كائنات حيَّة أو غير حيَّة لها تأثير واضح على حياتنا، كما أنّها كل شيء سخَّره الله لنا من ماء وهواء وتربة وصخور لاستمرار الحياة، حيث يُعتبر البشر الأكثر تأثيراً على البيئة، وليس شرطاً أن يكون هذا التأثير إيجابي وذلك نظراً لما تُعانيه الأرض من مشاكل وتلوّث.
مفهوم المشكلات البيئية:
هي تغير في المكونات البيئية سواء كان هذا التغيُّر كيمائي أو فيزيائي أو حتى نوعي، مما يؤدي إلى حدوث اختلال في الطبيعة واتزانها، حيث يُعتبر التلوث الأساس في حدوث المشكلات البيئية.
أنواع المشكلات البيئية:
استنزاف المصادر الطبيعية والتي تشتمل على المصادر الجيولوجية التي يمكن استخراجها من باطن الأرض، بحيث يكون استهلاك هذه المصادر يفوق معدل انتاجها خاصة المصادر غير المُتجددة، كما أنّ هذه المصادر تتعرض للنضوب والعدم، ومن مظاهر هذا الاستنزاف: استنزاف التنوُّع الحيوي والذي يُقصد به الغطاء النباتي والناتج عن الرعي الجائر والحرائق والبراكين، في حين يكون استنزاف الغطاء الحيواني مُتمثل في الصيد الجائر والتلوث، ومن الأمور الواجب اتباعها للحفاظ على التنوع الحيوي من الاستنزاف القيام بإنشاء محميّات طبيعية تقوم بحماية الحياة البريّة والحيوانيَّة والنباتيَّة.
التصحر: ينتج نتيجة انحباس الأمطار، ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها، أو بفعل قيام الإنسان بعمليات متعددة كالرعي والصيد الجائر والزحف العمراني كما أنّ لقطع الأشجار دور مهم في حدوث التصحُّر.
ملوثات المياه والتي تشتمل على النفايات المستهلكة للأكسجين كمخلفات النباتات وبقايا المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى المواد العادمة، كما تشتمل على مواد سامَّة وغير عضوية مصدرها الصخور، والمواد السامَّة العضوية بما فيها النفط.
التنوع البيولوجي والذي يتضمن كل الكائنات الحيَّة نباتية كانت أو حيوانية بالإضافة إلى الكائنات الدقيقة، والتي تعرّضَ جزء كبير منها للانقراض نتيجة عدّة أسباب منها الصيد الجائر واستخدام المبيدات الحشرية بالإضافة إلى الرعي بشكل عشوائي وبطُرق غير صحيحة تؤدي إلى تدهور البيئة.
زيادة عدد السكان بشكل مستمر بحيث يؤدي إلى ضُعف معدلات الإنتاج مقارنة مع معدلات الاستهلاك، كما تؤدي هذه الزيادة إلى قيام الإنسان بعادات وتقاليد تؤثر بشكل سلبي على البيئة مثل عادات الثأر.
ملوثات الهواء والتي تشتمل على: الأكاسيد كأكسيد الكربون والنيتروجين، المواد العضوية كالبنزين والميثان الناتج من عوادم السيارات، بالإضافة إلى الغبار والكائنات المُتحوِّلة وحبوب اللُقاح.
وصول بعض من الكيماويات الناتجة من اختراق ثقب الأوزون إلى الغلاف الجوي بعدَّة طرق منها: أكاسيد النيتروجين القادمة من عوادم الطائرات النَّفاثة، مركبات الكلوروفلوروكربون المُستخدمة في تبريد وتكييف الهواء، أكاسيد الهيدروجين الناتجة من التفجيرات النووية.
تلوُّث البحار والمحيطات من خلال مياه الصَّرف الصحيُّ، النفط ومشتقاته، المواد الكيماوية، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية.
الضوضاء: أصوات غير مرغوب فيها، تحدث نتيجة التقدُّم الصناعي، تُسبِّب عدَّة أمراض للإنسان كارتفاع ضغط الدم، والاضطرابات النفسية المُستمرة.
التلوث الضوئي: الناتج عن الإنارة غير الطبيعية في الليل والتي تؤدي إلى حدوث تغيُّرات في وظيفة الأنظمة البيئية.
الاحتباس الحراري: ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي بشكل واضح.
المطر الحمضي: والناتج عن البراكين وتعفُّن النباتات واطلاق أكاسيد النيتروجين التي تختلط مع المطر لتُكوّن هذا النوع من الأمطار.
الأغذية المُعدَّلة وراثياً: كنقل جينات سامَّة للحياة البرية.
مشاكل التربة الناتجة بفعل الرعي الجائر وقطع الأخشاب ومن هذه المشاكل: تملُّح التربة ومبيدات الآفات.
المخاطر النووية والناتجة عن استخدام الطاقة النووية مثل الانصهار النَّووي.
طُرُق المُحافظة على البيئة:
تقليل الأدخنة المنبعثة من السيَّارات من خلال عمل صيانة دورية لها.
ترشيد استخدام مصادر الطاقة.
استبدال استخدام السيَّارات الخاصَّة بسيارات النقل العام أو الدّراجات.
استخدام كميات محددة ومناسبة من الأسمدة والمبيدات الحشرية.
الحرص على استخدام بطاريات قابلة للشحن بدلاً من البطاريات العادية.
الحرص على شراء كميّات محددة من المواد الكيمائية التي تفي بالغرض دون زيادة أو نقصان، ووضع الزائد منها في حاويات مخصَّصة لمثل هذه المواد.
ترشيد استهلاك المياه.
أسباب المشكلات البيئية
الاسباب التي ادت الى المشكلات البيئية المعاصرة
1- الانفجار السكاني : وما يترتب عليه من اتساع نمو المدن بالإضافة الى مشكلات الخدمات وتحقيق الضروريات للسكان وكذلك يؤدي الى اجهاد التربة الزراعية لتوفير الغذاء وهذا كله يؤدي تهديد البيئة واختلال توازنها
2- نقص المعرفة عن البيئة : وهو الامر الذي يترتب عليه عدم فهم المشكلات البيئية التي تزداد اتساعا يوما بعد يوم ويصبح من الصعب ايجاد حلول هذه المشكلة لعدم وضوح العلاقة المتبادلة بين الانسان والبيئة
3- الاستغلال الجائر للتكنولوجيا في البيئة :والذي يترتب عليه الاخلال بالتوازن البيئي عن طريق استخدام المزيد من الموارد الطبيعية في الصناعة وما يرتبط بها من تلوث الهواء والماء والتربة
4- اختلاف البيئة الاجتماعية : وهي الخاصة بممارسة الانسان للتنمية الاقتصادية دون مراعات امكانية البيئة وهذا ينعكس على السلوك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تجاهها.
تصنيف المشكلات البيئية:
يختلف ويتباين تصنيف المشكلات البيئية باختلاف الأسس والمعايير التي اعتمدت في تحديد طبيعة نشأتها والعوامل التي أدت إلى تكوينها وأبعادها المكانية . لقد صنف إعلان ستوكهولم عام 1972 المشكلات البيئية على أنها:
– تلوث المياه والجو والأرض والكائنات الحية بدرجة خطيرة.
– الإخلال بالتوازن الطبيعي للغلاف الجوي على نحو خطير.
– تدمير واستنفاذ الموارد التي لا يمكن الاستعاضة عنها.
وتصنف المشكلات البيئية إلى مشكلات كمية ونوعية:
أ- مشكلات بيئية كمية: وتنصرف إلى تلك الآثار السلبية لأنشطة الإنسان على حجم الموارد الطبيعية غير المتجددة وعلى معدلات تجدد الموارد الطبيعية المتجددة، وتعد مشكلات نضوب المعادن ومصادر الطاقة وقطع الغابات والتصحر وانجراف التربة وندرة المياه من أمثلة هذه المشاكل.
ب – مشكلات بيئية نوعية: وهي تلك المشكلات التي تؤثر على نوعية القدرات الطبيعية للأنظمة البيئية مسببة بذلك أضرارا” مباشرة للإنسان والأنشطة الإنتاجية، ومن أمثلة تلك المشكلات هي مشكلات تلوث العناصر البيئية الطبيعية وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وتآكل طبقة الأوزون.
المشكلات البيئية المعاصرة
يُعدّ التغيّر المتسارع الحاصل في البيئة أحد الأمور المؤكّدة في الوقت الحالي، والذي أدّى إلى زيادة المخاطر البيئيّة، وإصابة نظام حفظ الحياة (بالإنجليزيّة: Life Supporting System) بالعديد من الأضرار، وبالتالي زادت الآثار السلبيّة على المدى البعيد على كلّ من النظام البيئيّ والنظام الاقتصادي، وزادت الآثار السلبيّة التي تصيب حياة البشر، خاصة في الحقبة الزمنيّة الحاليّة التي تُعرَف باسم الأنثروبوسين (بالإنجليزيّة: Anthropocene)، وهي الحقبة التي يعيش فيها الإنسان ويساهم فيها في تغيير معالم ومظاهر كوكب الأرض من خلال الأنشطة البشريّة، والتحضّر، والعولمة، وزيادة عمليّات التصنيع، والاستهلاك المفرط لموارد الأرض، وتتميّز هذه الحقبة بالترابط والتسارع الذي يسود العالم، ونتج عنها الكثير من المشاكل البيئيّة المعقّدة، وفيما يأتي بعض منها: الاحتباس الحراري يُعرَّف الاحتباس الحراري العالمي (بالإنجليزيّة: Global Warming) أو (بالإنجليزية: Greenhouse Effect) بأنّه ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضيّة بسبب زيادة كميّات الغازات الدفيئة المنبعثة إلى الغلاف الجوي بما فيها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُعدّ المسبب الرئيسي لها، وتؤدي هذه الظاهرة إلى التسبب بالعديد من المشاكل التي تصيب الكرة الأرضيّة، منها: ظهور العواصف المطيرة المدمرة، وذوبان الأنهار الجليديّة، والتغيّرات التي تتعلّق بكميّات الأمطار الهاطلة على الكوكب، وتغيّر معدلات درجات الحرارة بين عام وآخر، وتغيّرات المناخ المختلفة على المدى البعيد. عملت الوكالة الأوروبية للبيئة (بالإنجليزية: European Environmental Agency) على تقديم دراسات تشير إلى زيادة متوسّط درجات الحرارة العالميّة بشكل كبير؛ حيث زادت بمقدار 0.3°-0.6° درجة مئوية مع بداية القرن العشرين، وبلغ أعلى متوسّط لدرجات الحرارة عام 1998م، والذي يُعدّ أكثر تلك الأعوام حرارة على الإطلاق، وتشير بعض الدراسات الأخرى إلى ارتفاع متوسّط درجات الحرارة من 0.87°-0.92° درجة مئوية خلال العقد الماضي، وتمّ تصنيف عام 2016م على أنّه العام الأكثر دفئاً على الإطلاق؛ حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 1.1° درجة مئوية عن الدرجات التي تمّ تسجيلها في الفترة ما قبل الثورة الصناعية. وتشير بعض الدراسات إلى إمكانيّة وجود بعض التغيّرات المناخيّة التي تتجاوز الحدود السابقة والحاليّة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تقدّر هذه الدراسات ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضيّة إلى 2.0° درجة مئوية بحلول عام 2100م، وهذا يعني ضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها التقليل من كميّات غاز ثاني أكسيد الكربون حول العالم بنسبة تتراوح بين 50-70% من نسبة الانبعاثات الحاليّة، وذلك حسب دراسة اللجنة الدولية للتغيّرات المناخية (بالإنجليزية: Intergovernmental Panel on Climate Change) اختصاراً (IPCC) لعام 2007م. فقدان التنوع الحيوي ترتبط كافة المشاكل البيئيّة التي تحدث في العالم مع بعضها البعض، ويتوقّع بعض العلماء أنّ تغيّر المناخ سوف يؤدي إلى القضاء على التنوّع البيولوجي في الكرة الأرضيّة، بالإضافة إلى ظهور عدّة مشاكل بيئيّة أخرى، مثل: التصحّر، وتغيّر النظم البيئية البريّة والبحريّة، وأشارت بعض دراسات الصندوق العالمي للطبيعة (بالإنجليزيّة: The World Wildlife Fund) التي أجريت على حوالي 3,000 نوع من الحيوانات حول العالم إلى فقدان ما يزيد عن 52% من التنوّع البيولوجي للكرة الأرضيّة بين عامي 1970-2010م، وخسارة حوالي 39% من الحياة البحريّة والبريّة، بالإضافة إلى خسارة 76% من الأحياء البريّة التي تعيش في المياه العذبة، بسبب النمو المضاعف لعدد السكان خلال 40 عاماً الماضية. كما تشير بعض الأبحاث إلى تسارع نسبة انقراض الحيوانات بشكل كبير في المستقبل مما سيؤدي إلى خلل في النظام البيئيّ، الذي سيؤدي بالتالي إلى العديد من الآثار الصحيّة السلبيّة لدى البشر، ويرجع السبب في ذلك إلى قيام البشر بالعديد من الأنشطة، مثل: التحضّر، والممارسات الخاطئة أثناء الصيد أو الزراعة، والاستغلال المفرط للموارد الحيوانيّة والنباتيّة، بالإضافة إلى حرق الغابات وإزالتها. ومن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى فقدان التنوّع البيولوجي: استخدام المبيدات الحشريّة والمواد الكيميائيّة بشكل عشوائيّ، وعمليّات التجارة غير القانونيّة للكائنات الحية، وتحويل الأراضي إلى منشآت حديثة، وينتج عن ذلك حدوث خسائر كبيرة في النظام البيئيّ، وتدمير الكثير من مواطن الكائنات الحيّة، وضعف القدرة الزراعيّة، وفقدان الكثير من الموارد النباتيّة وأنواع الكائنات الحيّة المختلفة، وتتسبب هذه المشكلة بظهور العديد من الأمراض، وظهور أنواع من الكائنات الحيّة الغازِيَة (بالإنجليزيّة: Invasive Species). التلوث العابر للحدود نتج النمو الاقتصادي المشترك في العديد من القطاعات الاقتصاديّة حول العالم بسبب استحداث نظام التجارة الحرّة والعولمة، بالإضافة إلى اشتراك العديد من هذه الدول بالحدود الطبيعيّة مع بعضها البعض، مما أدّي إلى التأثير على النظام البيئيّ بشكل سلبيّ عن طريق ما يُسمى بتلوّث الهواء العابر للحدود (بالإنجليزية: Transboundary Air Pollution)، ويقصد به تأثير الهواء الملوَّث على الدول الأخرى غير الدولة التي نشأ فيها، ويسبب هذا التلوث العديد من المشاكل البيئية، مثل: تلوّث المسطّحات المائيّة، وتشكّل الأمطار الحمضيّة، وتجارة النفايات الخطرة حول العالم. ينشأ تلوّث الهواء العابر للحدود من عمليّات التصنيع، وإنتاج الطاقة، ووسائل النقل المختلفة، مثل: الشحن الدولي والتنقّل الداخلي، وتشير دراسات الوكالة الأوروبية للبيئة إلى مساهمة تلوّث الهواء العابر للحدود في ظهور التحمّض، والضباب الدخاني خلال الصيف، ويساهم هذا التلوّث بانتشار المواد الخطيرة كالعناصر المشعة في الهواء، وحدوث ظاهرة فرط المغذيات أو الإثراء الغذائي (بالإنجليزية: Eutrophication) في المياه والتربة.[١] تدمير طبقة الأوزون تحمي طبقة الأوزون الكرة الأرضيّة من الآثار الضّارة للأشعة الشمس فوق البنفسجيّة، وقد اكتشف العلماء عام 1974م أنّ هناك ارتباطاً مباشراً لمركّبات الكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Chlorofluorocarbons) اختصاراً (CFCs) -وهي أحد الغازات الدفيئة- بظاهرة نضوب الأوزون (بالإنجليزيّة: Ozone Depletion) في الغلاف الجويّ، ووصول الأشعة فوق البنفسجيّة إلى الكرة الأرضيّة، والتي ينتج عنها نقص الإنتاج النباتي، والعديد من الأمراض التي تصيب البشر، مثل: أمراض نقص المناعة، وسرطان الجلد، والساد أو إعتام عدسة العين (بالإنجليزيّة: Cataract)، وغيرها. مشاكل بيئية أخرى يعاني النظام البيئيّ في الكرة الأرضيّة من عدّة مشاكل إضافة إلى المشاكل التي تمّ ذكرها، ومنها ما يأتي: تدهور جودة المياه: تتلوّث المياه بشكل كبير نتيجة الجريان السطحي للمياه من الأراضي المختلفة إلى مصادر المياه المختلفة، حاملة معها نسبة كبيرة من الفسفور والنيتروجين نتيجة مرورها بالمناطق السكنية والأراضي الزراعيّة، كما تتلوّث المياه السطحيّة بسبب العديد من الأنشطة البشريّة الأخرى، مثل: تسرب النفط، وتراكم المخلّفات البلاستيكيّة، والعمليّات الصناعيّة، وعمليّات التعدين وما ينتج عنها من تدفّق المياه السامّة في بعض الأحيان، إضافة إلى التراكم الحيوي لبعض المواد الكيميائيّة الثابتة، وينتج عن هذا النوع من التلوّث كثير من الآثار الصحيّة والبيئيّة السلبيّة، ويؤدي إلى تدهور البيئة البحريّة بشكل كبير. شح المياه العذبة: تواجه العديد من دول العالم مشكلة في نقص المياه العذبة الصالحة للشرب نتيجة العديد من الممارسات البشريّة الخاطئة التي تتعلّق بسوء إدارة الموارد المائيّة كالإفراط في استخراج مياه الأنهار، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة مجارى الأنهار بسبب نقص المياه الموجودة فيها، كما تؤدي بعض الممارسات الأخرى إلى استنزاف مياه ريّ المزروعات، وظهور مشكلة التملّح في التربة المروية. تلوّث الأراضي: يُعرَف تلوّث الأراضي بأنّه التلوّث الذي ينشأ عن المواد الإشعاعيّة أو الكيميائيّة بما فيها المواد الكيميائيّة الثابتة ذات الأعمار الطويلة في التربة، ويؤدي تلوّث الأراضي إلى انخفاض قدرة البيئة على النمو، إضافة إلى العديد من الآثار السلبيّة الشديدة على البيئة، ولا بدّ من إعادة تأهيل هذه الأراضي قبل استخدامها للبناء، أو الزراعة، أو جعلها من الأراضي المخصصة للأنشطة الترفيهيّة. تدهور التربة وتآكلها: تؤثر المشاكل البيئيّة بشكل سلبيّ على أداء الأنظمة البيئيّة الطبيعيّة، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبيّة على الإنتاج الرعوي والزراعي، وأصبحت المخاوف من آثار تدهور التربة كبيرة جداً، خاصة تلك المبنية على التجارب التاريخيّة لعمليّات حت ونقل التربة التي حدثت في دول العالم الجديد خلال ظاهرة قصعة الغبار (بالإنجليزية: Dust Bowl) التي حدثت خلال ثلاثينيّات القرن العشرين. إزالة الغابات: تغطّي الغابات الاستوائيّة 6% من المساحة الكليّة للكرة الأرضيّة، وتُعدّ جزءاً مهمّاً من أجزاء النظام البيئيّ؛ إذ إنّها تقاوم عمليات التجوية والتعرية، وتساعد على تنظيم مناخ الكرة الأرضيّة، وتُعدّ الغابات الاستوائيّة موطناً لكثير من النباتات والحيوانات المختلفة؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ ما يقارب 90% من أنواع الكائنات الحيّة توجد ضمن الغابات الاستوائيّة، وهذا يعني أنّ إزالة الغابات قد يؤثر على وجودها، ويُمكن أن يسبب العديد من المشاكل البيئيّة؛ إذ تتمّ إزالتها للحصول على الأخشاب، أو للتوسع في الأنشطة المتعلقة بالزراعة والرعي، وتشير بعض الدراسات إلى قيام البشر بإزالة حوالي نصف الأشجار الموجودة حول العالم تقريباً. استخدام الأراضي لغايات مختلفة: تتقاطع هذه النقطة مع نقطة إزالة الغابات، وتشتمل على عمليّات تجفيف المناطق الرطبة، وإزالة الغابات بهدف استخدام الأراضي لتطوير البنية التحتيّة أو استخدامها لبناء مساكن للبشر، مما يؤدي إلى حدوث خلل كبير داخل النظام البيئيّ. زيادة عدد السكان: تعدّ زيادة أعداد البشر بشكل كبير واحدة من المشاكل البيئيّة أيضاً؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أنّ أعداد سكان الأرض ستتراوح بين 9-10 مليار نسمة خلال عام 2025م، مما يعني زيادة الطلب على الموارد النباتية والحيوانية بشكل كبير.
مشاكل البيئة وحلولها
تعريف التلوث: هو إدخال مواد معينه” الملوثات” إلى البيئة الطبيعية، تلحق الضرر بها وتسبب الاضطراب في النظام البيئي، وهذه الملوثات إما أن تكون مواد دخيلة على البيئة، أو مواد طبيعية ولكن تجاوزت مستوياتها المقبولة.
أقسام التلوث: يقسم التلوث بالنظر إلى طبيعته أو بالنظر إلى نوع المادة الملوثة إلى:
ا / التلوث الكيميائي: وهو التلوث بالمواد الكيميائية المصنعة.
ب/ التلوث البيولوجي”الحيوى” : وينشأ نتيجة وجود كائنات حية (مرئية أو غير مرئية، نباتية أو حيوانية: كالبكتريا والفطريات وغيرها) في الوسط البيئي كالماء أو الهواء أو التربة.
ج/ التلوث الإشعاعي: وهو تسرب مواد مشعة إلى أحد مكونات البيئة، كالماء والهواء والتربة. د/ التلوث الضوضائي: ويشمل ضوضاء الطريق و الطائرات والسونار والضوضاء الصناعية.
ه/ التلوث الحراري: يقصد به التغير في درجة الحرارة ،نتيجة للنشاط البشري.
و/ التلوث الضوئي : ويحدث بسبب الإفراط في الإضاءة.
ى/ التلوث البصري : وهو اى منظر يشعر الإنسان بعدم الارتياح عندما يراه.
حلول علميه لمشكله التلوث البيئي :وقد اقترح خبراء وعلماء البيئة العديد من الحلول العلمية لمشكله التلوث البيئي ومنها:
• تفعيل ووضع وتطوير قوانين حماية البيئة، ويتضمن ذلك وضع عقوبات صارمة
ضد كل من يساهم أو يشارك في تلويث البيئة،ووضع ضوابط “بيئيه ” للنشاط الاقتصادي وعمليات التصنيع
• الاهتمام بالتشجير الذي يقلل نسب التلوث البيئي ،عن طريق امتصاص
الغازات الضارة ،ويتضمن تشجير المدن والقرى والمصانع والمدارس… تبعا لقواعد التشجير السليمة ، اقامه احزمه خضراء حول المدن.
• تفعيل الاتفاقيات الدولية لحماية البيئة.
• تفعيل الدور الشعبي والاهلى في حماية البيئة، عن طريق إنشاء و تفعيل
لجان شعبيه لحماية البيئة، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في حماية البيئه.
• نشر الوعي البيئي وتدريس ماده للتربية البيئية في المراحل التعليمية المختلفة
• تشجيع السكن فى المناطق الريفيه
الوعي البيئي في المنظور الحضاري الاسلامى : وللوعي البيئى في المجتمعات المسلمة أساس عقدي يتمثل في الوعي البيئي في المنظور الحضاري الاسلامى والذي ينطلق من جمله من المفاهيم الكلية كاستخلاف الإنسان في الأرض (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة: 30 )، و تسخير الطبيعه للإنسان(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)(الجاثية: 13)، وتعمير الإنسان للأرض كإحدى غايات خلق الإنسان (…هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها …) (هود:61)، والنهى عن الإفساد في الأرض ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )( البقرة: 205 )، ومنع كل ما يسبب الضرر للإنسان استنادا إلى قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار)، ومن مظاهر الوعي البيئي في المنظور الحضاري الاسلامى :
ا/ الدعوة إلى التشجير والاستزراع: روى الإمام أحمد في مسنده والبخاري في (الأدب المفرد) عن أنس أن الرسول( صلى الله عليه وسلم) قال ( إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها). وروى الشيخان عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(ما من مسلم يغرس غرسًا ، أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة).
ب/ النهى عن تلويث الموارد المائية :فقد نهى (صلى الله عليه وسلم) أن يبال فى الماء الجاري ( رواه الطبراني بإسناد حسن ) ، وقال ( صلى الله عليه وسلم) ( اتقوا الملاعن الثلاث البراز فى الماء ، وفى الظل وفى طريق الناس ) ( رواه ابو داود ) .
ج/ النهى عن الإسراف في استخدام الموارد المائية: قال الرسول( صلى الله عليه وسلم) ( يكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور) .ودعا الإمام الغزالي إلى ترشيد استخدام الماء عند الاستحمام حيث قال(وأن لا يكثر صب الماء بل يقتصر على قدر الحاجة).
د/ النهى عن قطع الأشجار وتدمير الغطاء النباتي:حتى في حاله الحرب، فمن وصايا أبي بكر الصديق ليزيد بن أبي سفيان، حينما بعث جيوشا إلى الشام (… وإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة، ولا بعيرا إلا لمأكله، ولا تغرقن نخلا).
ه/ النهى عن التعدي على الثروة الحيوانية: فعن إبن مسعود قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر، فانطلق لحاجة، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: (من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها).وأباح الإسلام الصيد للحاجة فقط ، ونهى عن الصيد للهو اللعب ، يقول إبن تيمية( والصيد لحاجة جائز، وأما الصيد الذي ليس فيه إلا اللهو واللعب فمكروه وإن كان فيه ظلم للناس بالعدوان على زرعهم وأموالهم فحرام)
الأساليب العلمية للحد من تلوث المياه داخل المنزل: وقد اقترح الخبراء العديد من الأساليب العلمية للحد من تلوث المياه داخل المنزل ومنها:
• غسل و تنظيف خزانات المياه كل ستة أشهر .
التأكد من تغطية فتحات خزانات المياه.
استبدال أنابيب المياه القديمة و التالفة بأنابيب جديدة و مصنوعة من مادة غير قابلة للصدأ أو التآكل ..
• عدم استخدام الماء الراكد فى الأنابيب طوال الليل ، وصب الماء لفترة دقيقتين على الأقل قبل استخدامه ..
• إبلاغ الجهات المختصة باى مشكلة تتعلق بتلوث المياه
• تجنب استعمال المبيدات قدر الإمكان
• استخدام فلاتر تنقيه الماء
الأساليب العلمية للحد من تلوث الهواء داخل المنزل: وقد اقترح الخبراء العديد من الأساليب العلمية للحد من تلوث الهواء داخل المنزل ومنها:
• تقليل الاعتماد على المواد والأدوات الصناعية التي قد تنتج مواد كيماوية ضارة ، وتلوث الهواء كمعطرات الهواء والشموع ،واستخدام بدائل طبيعيه لها قدر الإمكان.
• فتح النوافذ لأطول فترة ممكنة خلال اليوم،لان الهواء النقي الاتى من خارج المنزل يساعد على إعادة تدوير هواء المنزل، والتخلص من الأبخرة والغازات السامة .
• تقليل الاعتماد على المنظفات التي تتكون من مواد كيماوية ضارة بالبيئة، واستخدام مواد تنظيف مصنوعة من مواد عضوية.
• تقليل الاعتماد على السجاد ،لأنه يشكل بيئة خصبة للملوثات. وفى حاله استخدامها يجب الاهتمام بتنظيفها بشكل دائم ، بالسجاد، والتأكد بأن تبقى نسبة الرطوبة أقل من 50%، وتهوية المنزل بشكل دائم.
• التهوية السليمة للمنزل عن طريق المروحة و، عدم استخدام المبيدات الخاصة بالبكتيريا ومضادات الحساسية ووقف التدخين نهائيا فى المنزل وعدم استخدام الشموع والبخور.
• الاهتمام بتجديد هواء الغرفة في حاله استخدام المكيفات ، التي تعتمد على تدوير الهواء الداخلي.
• استخدام منظفات الهواء، وهي عبارة عن أجهزة يتم تركيبها داخل المنزل تقوم بفلترة الهواء الداخلي ، وهى ذات كفائة عالية لإزالة الأتربة والمعلقات الهوائية ،ولكن غير فعالة للغازات الملوثة.
• الحد من التلوث الناتج من مصادر التلوث الداخلية من خلال :ا/ تقليل من الاعتماد على مصابيح الفلورسنت (النيون)،وفى حاله تعرضها للكسر يجب فتح النوافذ وإخلاء الغرفة لمده 15دقيقه ، لأنه ينبعث منها في هذه الحالة الزئيبق. ب/ تهوية المنزل جيداً عند شراء أجهزة الكترونية جديدة كأجهزة الكمبيوتر، والطابعات، وأجهزة التلفزيون.. لأنه ينبعث منها في هذه الحالة مادة الفثالات. ج/تقليل الاعتماد على المواد اللاصقة التي تنبعث منها مركبات عضوية متطايرة مثل الأسيتون أو الميثيل إيثيل كيتون، واستخدام المواد اللاصقة ذات القاعدة المائية والتي لا تحتوي على مادة الفورمالدهيد. د/ الصيانة الدورية للموقد والأفران مرة واحدة سنوياً على الأقل للتأكد من عدم وجود أي تسريبات. ه/ عند دهن المنزل أو حتى غرفة يجب تهويتها لمدة لا تقل عن الأسبوع قبل الانتقال إليها، أيضاً يجب ارتداء قناع على الوجه أثناء العمل بهذه الدهانات. و/ تهويه اى أثاث أو منتجات خشبية جديدة قبل وضعها في المنزل ، و تهوية المنزل لعدة أيام بعد ذلك، لان العديد منها يمكن أن ينبعث منها مادة الفورمالديهايد.
• تزيين المنزل بالنباتات الطبيعية بدلاً من الصناعية ، لأنها تلعب دوراً هاماً في تنقية الهواء، بامتصاص الغازات السامة، ومن النباتات الفعالة في هذا المجال: البامبو/ الدراسينا / السرخسيات ” مثل كسبرة البئر والفوجير” / الزنبق ” الليليم” / لاريكا ” من أشباه النخيل” / نخيل الرابس / فيكس اليستكا / الهيدرا “اللبلاب الانجليزي / بعض انواع النخيل المتقزم /بعض أنواع الفيكس /بعض أنواع الصبار.
• تنظيف المرشحات التي تنقي الهواء بشكل دائم كمكيفات الهواء وأجهزة التنقية، لان الأوساخ والشوائب تمنع دخول الهواء النقي إلى المنزل.
• قياس ومراقبه درجه التلوث في المنطقة السكنية، وإبلاغ الجهات المختصة في حاله وجود مؤسسات صناعية تشكل مصدر للتلوث.
• تدريب الأطفال على ارتداء الكمامات الواقية في حاله مرورهم بالقرب من اى مصدر للتلوث.
• وضع اعتبار لحركه واتجاه الرياح ، ومدى القرب أو البعد من مصادر التلوث الخارجي ، عند شراء او بناء أو تصميم المنزل.
• الاهتمام بقضاء أطول فتره ممكنه بالأماكن الريفية والبعيدة من مصادر التلوث في المدن، في حاله تعذر السكن فيها.
• الاهتمام بتقوية مناعة الأطفال وتغذيتهم.
حلول مشاكل البيئة
وسائل معالجة التلوث: 1- معالجة تلوث الهواء: * التقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيميائية، بإيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق. * البحث عن مصدر بديل للطاقة لا يستخدم فيه وقود حاوٍ لكميات كبيرة من الرصاص أو الكبريت، وربما يعتبر الغاز الطبيعي أقل مصادر الطاقة الحرارية تلوثاً. * الكشف الدوري على السيارات المستخدمة، واستبعاد التالف منها. * الاستمرار في برنامج التشجير الواسع النطاق حول المدن الكبرى. * الاتفاق مع الدول المصنعة للسيارات بحيث يوضع جهاز يقلل من هذه العوادم، وذلك قبل الشروع في استيراد السيارات. 2- معالجة تلوث الماء: * عدم إلقاء مياه المجاري الصحية في المسطحات البحرية قبل معالجتها. * معالجة مياه الصرف الصحي بإنشاء محطات حديثة لتخليصها من التلوث، وتصفيتها لإعادة استخدامها في الزراعة. * مراقبة تلوث ماء البحر بصورة منتظمة، وخاصة القريبة من مصبات التفريغ من المصانع. 3- معالجة تلوث التربة: * التوسع في زراعة الأشجار. * الترشيد في استخدام المبيدات الزراعية. * عدم إلقاء المخلفات والنفايات بكل صورها. * العناية بالتربة وسلامة المياه. 4- معالجة تلوث النفايات: * معالجة القمامة؛ مثل: الفضلات، وفوائض المواد عديمة الفائدة، بإنشاء مواق نظامية للطمر الصحي. * إنشاء مصانع كيميائية لتصنيع المخلفات والمواد الثقيلة، باعتبارها مواد أولية لصناعة الأسمدة الكيمياوية، ومواد البلاستك، والمعادن الأخرى.
بحث عن مشاكل البيئة
تلوّث البيئة يُعرَف التلوّث البيئي بأنّه ارتفاع نسبة الطاقة في النظام البيئي كالإشعاع، والحرارة، والضجيج،، أو زيادة كميّة المواد المختلفة بأشكالها السائلة، أو الصلبة، أو الغازيّة بشكل يفقد النظام قدرته على تحليلها، أو تشتيتها، أو إعادة تدويرها، أو تحويلها إلى مواد لا ينتج عنها أيّ أضرار، ويُمكن تقسيم التلوّث البيئي إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة، وهي: تلوّث التربة، وتلوّث المياه، وتلوّث الهواء، وتضمّ المجتمعات الحديثة أنواعاً أخرى من التلوّث البيئي، مثل: التلوّث الضوئي، والتلوّث البلاستيكي، والتلوّث الضوضائي. يُعدّ التلوّث البيئي مشكلة عالميّة؛ لأنّه يؤثر على أنواع الحياة المختلفة، ويتسبب بالعديد من النتائج السلبيّة على صحة البشر ورفاهيّتهم، وله آثار سلبيّة على البيئة وحياة الكائنات بشكل عام، إذ تعتمد جميع الكائنات الحيّة الصغيرة والكبيرة على مكونات الأرض من الماء والهواء، ويؤدي تلوّثها إلى تعرض هذه الأحياء إلى الخطر، كما تؤثّر الملوِّثات البيئيّة على المدن الحضريّة بشكل أكبر من تأثيرها على الأرياف. أنواع تلوّث البيئة تلوّث الهواء يُمكن تقسيم ملوّثات الهواء إلى ملوثّات غير مرئيّة، وملوّثات مرئيّة كالدخان الذي يتصاعد من مداخن المصانع أو الذي يخرج من عوادم المركبات، حيث تتسبب هذه الملوِّثات بالعديد من الآثار الخطيرة على حياة البشر؛ إذ تزيد من نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض، إضافة إلى التسبب بضيق النفس، وحُرقَة الأعين، وقد يؤدي تلوّث الهواء إلى الموت السريع في بعض الأحيان، وذلك مثل ما وقع عام 1984م في أحد مصانع المبيدات في الهند، ونتج عن هذا الحادث إطلاق أحد الغازات السامة في الهواء، مما تسبب بجروح دائمة لمئات الآلاف من الأشخاص، بالإضافة إلى وفاة ما يزيد على 8,000 شخص خلال أيام فقط. مصادر تلوّث الهواء تندرج مصادر تلوّث الهواء تحت أربعة أقسام رئيسيّة، وهي: المصادر المتحركة: وتنتج عن المركبات، والطائرات، والحافلات، والقطارت، وغيرها. المصادر الثابتة: وتنتج عن المنشآت الصناعية المختلفة، ومصافي البترول، ومحطّات الطاقة. المصادر النطاقيّة: وتنتج عن المناطق الزراعيّة، وعن مدافئ احتراق الأخشاب في المدن. المصادر الطبيعيّة: وتضمّ الملوِّثات الناتجة عن البراكين، وحرائق الغابات، إضافة إلى الغبار الذي تحمله الرياح. مخاطر تلوّث الهواء حسب مؤشر جودة الهواء، سينخفض مجموع أعمار سكان الكرة الأرضيّة بشكل كبير إذا بقيت مستويات تلوّث الهواء بالجزيئات الدقيقة على ما هي عليه اليوم؛ أيّ سينقص حوالي 1.8 عام من متوسط عمر الشخص الواحد الذي يُقدر بحوالي 74 عاماً، ولكن في حال التزام الأشخاص حول العالم بتخفيض نسبة تلوّث الهواء بالجزيئات إلى حوالي 10 ملغ/م3 حسب توجيهات منظمة الصحة العالميّة فمن المتوقع ارتفاع متوسط عمر كل فرد بنفس المقدار، ولا يقلّ الخطر الذي تتسبب به ملوِّثات الهواء عند مقارنته بالمخاطر التي تتسبب بها العديد من المواد الضارة الأخرى، مثل: التدخين، وتلوّث المياه الصالحة للشرب بمياه الصرف الصحي، والخوف والذعر، وهذا يعني أنّ ضرر ملوِّثات الهواء يفوق الأضرار التي تتسبب بها الأمراض والمواد المذكورة. طرق الحد من تلوّث الهواء يُمكن الحد من ملوِّثات الهواء عن طريق تخفيض كميّات الوقود المحترقة من خلال: استخدام وسائل النقل العام، أو الدراجات الهوائيّة، أو حتى المشي بدلاً من استخدام السيارات الشخصيّة؛ للتقليل من عمليات احتراق الوقود. استخدام السيارات الكهربائيّة، أو السيارات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود. استخدام الرياح أو الطاقة الشمسيّة لتوليد الكهرباء بدلاً من الاعتماد على محطات توليد الطاقة التي تعمل بواسطة احتراق الوقود. شراء الأطعمة المحليّة بدلاً من المستوردة، ما يؤدي إلى انخفاض كميّات الوقود التي تحرقها الشاحنات أثناء عمليّات النقل الداخليّة أو الخارجيّة. دعم المسؤولين الذين يقومون بالعديد من الإجراءات للمحافظة على جودة الهواء المناسبة. ولمعرفة المزيد حول تلوّث الهواء يمكن قراءة مقال بحث حول تلوث الهواء. تلوّث الماء يُعرَّف تلوّث الماء بأنّه وجود بعض المواد البيولوجيّة، أو الفيزيائيّة، أو الكيميائيّة غير المرغوب بها، والتي تغيّر من خصائص المياه، مثل: الطعم، والرائحة، وتعكر المياه في بعض الأحيان، وتتسبب العديد من الأضرار المختلفة للكائنات الحيّة، إلّا أنّ هناك بعض الملوِّثات ليس لها آثار ظاهرة على الماء، مثل: وجود بعض المواد الكيميائيّة، والكائنات الحية الدقيقة التي تنقل الأمراض، ونتيجة المشاكل الصحية التي يُمكن أن تسببها المياه الملوّثة يُمْنع استخدامها في الأنشطة الزراعيّة، كما يُمنع استخدامها للشرب، أو الغسيل، والاستحمام؛ وتختلف نسبة إصابة الأشخاص بالأمراض باختلاف نوع الملوِّثات، ونسبة تركيزه. مصادر تلوّث الماء تنقسم مصادر تلوّث الماء إلى مصادر مباشرة ومصادر غير مباشرة: المصادر المباشرة: وتضمّ جميع المصادر التي تُصرّف السوائل المختلفة مباشرة إلى أماكن إمدادات المياه الموجودة في المناطق الحضريّة، وتشتمل هذه الملوِّثات على النفايات السائلة التي يتمّ تصريفها من المصافي، والمصانع، ومحطات معالجة النفايات، وعلى الرغم من قيام العديد من دول العالم بتنظيم الأنشطة المذكورة، إلّا أنّ ذلك لا يعني خلوّ المياه من الملوِّثات بشكل كليّ. المصادر غير المباشرة: تشتمل على ملوِّثات الغلاف الجويّ التي تصطحبها مياه الأمطار عند هطولها والناتجة عن بعض الأنشطة البشريّة، منها: الأنشطة التي تؤدي إلى انبعاث الغازات من تصاعد الدخان الناتج عن أنشطة المصانع، والمخابز، وقيادة السيارات، وغيرها، والملوِّثات التي تتسرب من التربة إلى مصادر المياه الجوفيّة في باطن الأرض بسبب الممارسات البشريّة الخاطئة كالتخلص من النفايات الصناعيّة بطرق غير صحيحة، واتباع العديد من الأنشطة الزراعيّة الضارة كالتسميد ورش المبيدات الحشريّة. للتعرف أكثر على مصادر تلوث الماء يمكنك قراءة المقال ما هي مصادر تلوث الماء مخاطر تلوّث الماء ينتج العديد من المخاطر البيئيّة المختلفة بسبب تلوّث المياه، حيث تتسبب الأمطار الحمضيّة بإزالة الغابات، ويؤدي تلوّث المياه إلى تلوّث مياه الشرب وتلوّث العديد من الكائنات الحيّة التي يتغذى عليها الإنسان نتيجة تعرضها للكثير من السموم البيولوجيّة التي تراكمت في أجسامها على المدى الطويل خلال فترة حياتها، كما يؤدي تلوّث المياه إلى وقوع خلل كبير في النظام البيئي نتيجة عدم قدرة البحار والأنهار على دعم التنوع البيولوجي الكامل للكائنات الحيّة، وتختلف نتائج هذا التلوّث بشكل كبير باختلاف أنواع الملوِّثات التي يتعرض لها. طرق الحد من تلوّث الماء يُمكن الحد من تلوّث المياه عن طريق القيام بالعديد من الأنشطة اليوميّة التي تقلّل من كميّة الملوِّثات المختلفة مثل: إعادة تدوير النفايات بدلاً من التخلص منها. التخلص من المواد الكيميائيّة المنزليّة بطرق صحيحة. تقليل شراء الأطعمة الجاهزة، حيث يتمّ تعبئتها بصناديق كرتونية أو زجاجات تحتوي على نسبة كبيرة من الأصباغ التي ينتهي بها المطاف إلى المياه الجوفية، مما يؤدي إلى تلوثها. تقليل استخدام السيارات والاستعاضة عنها بالمشي أو استخدام الدراجات الهوائية إن أمكن ذلك، الأمر الذي يُخفّض من كميات الدخان التي تتصاعد إلى الجو، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الهيدروكربونات والأحماض التي تصل إلى الغلاف الجويّ، وبالتالي زيادة كميّة المياه العذبة في العالم. ولمعرفة المزيد حول تلوّث الماء يمكن قراءة مقال بحث عن تلوث الماء. تلوّث التربة يُعرَف تلوّث التربة بأنّه وجود بعض المواد الكيميائيّة داخل التربة بتركيزات كبيرة -أكبر من تركيزها المعتاد- تؤثر بشكل سلبي على الإنسان، والحيوان، والنبات، وينتج تلوّث التربة بسبب أنشطة البشر المختلفة، إلّا أنّ جزءاً من التلوّث يحدث نتيجة بعض العوامل الطبيعيّة كزيادة تركيز المعادن الثقيلة السامة، مثل: الكادميوم، والزرنيخ، والنيكل في التربة الصالحة للزراعة بشكل كبير، ويُعدّ تلوّث التربة واحداً من الأخطار الخفيّة في البيئة نتيجة لعدم القدرة على رؤية هذا النوع من التلوّث بالعين المجردة، إضافة إلى عدم القدرة على تقييمه بشكل مباشر. للتعرف أكثر على تلوث التربة يمكنك قراءة المقال بحث عن تلوث التربة مصادر تلوّث التربة هناك العديد من المصادر المختلفة لتلوّث التربة، ومنها ما يأتي: المعامل الصناعيّة والكيميائيّة. محطات الطاقة النوويّة. محطات تصفية النفط. عمليات التعدين. مياه الصرف الصحي التي تنتج عن الاستخدامات البشريّة. أماكن دفن النفايات. مخلفات أعمال البناء المختلفة. النفايات الصلبة والفضلات المختلطة. النفايات المنزليّة التي تحتوي على كثير من بقايا الأطعمة التي تتحلل مع مرور الوقت وتنتج سائلاً يُسمى الرشاحة (بالإنجليزية: Leachate) الذي يتسرب إلى التربة ويُعرّضها لمستويات مرتفعة من التلوّث؛ لأنّه يحتوي على العديد من الملوِّثات السائلة ذات التركيزات المرتفعة مثل: المركبات العضويّة، والمواد الكيميائيّة السامة، والكائنات الحية الدقيقة المُسببة للأمراض، ويزداد أثر النفايات المنزلية بشكل كبير مع تساقط مياه الأمطار عليها، بحيث تبدأ بغسلها وإخراج الملوِّثات منها. مخاطر تلوّث التربة يؤدي تلوّث التربة إلى العديد من الأضرار التي تصيب الأراضي الزراعيّة؛ حيث يؤدي إلى انخفاض جودة وكميّة المحاصيل الزراعيّة التي تنتجها التربة، ويتسبب بموت حوالي 700,000 نسمة حول العالم نتيجة نمو البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية، ويتسبب التلوّث بالمبيدات الحشريّة بوصول 3 ملايين شخص إلى المستشفيات، ووفاة 250,000 شخص حول العالم سنويّاً، وتشير بعض التقديرات أنّه في حال لم يتمّ حل المشكلة بحلول عام 2050م ستزيد نسبة الوفيات الناتجة عن التلوث بنسبة أكبر من نسبة الوفاة بأمراض السرطان، وستتجاوز التكاليف المترتبة على تلوّث التربة حجم الاقتصاد العالمي الحالي. ومن المتوقع أن تزيد نسبة إنتاج الملوِّثات بحلول عام 2025م إلى حوالي 2.2 مليار طن سنوياً، على الرغم من إمكانيّة [[بحث عن تدوير النفايات|تدوير] كميّة تتراوح بين 60-80% من هذه النفايات إلاّ أنّه لا يتمّ ذلك، مما سيزيد من نسبة تلوّث التربة، ويجدر التنبيه إلى إمكانيّة تلوّث 10 دونم من التربة بكميّة مقدارها 7 ملاعق كبيرة من الرصاص فقط، كما يُمكن لهذه الكميّة الصغيرة تلويث 200,000 لتر من الماء أيضاً. طرق الحد من تلوّث التربة من أفضل الطرق التي تساهم في الحد من تلوّث التربة: إعادة تدوير النفايات. شراء المنتجات القابلة للتحلل بيولوجياً. إعادة استخدام جميع الأدوات والمواد مرّة أخرى. شراء المنتجات التي لا ينتج عنها الكثير من مخلّفات التغليف. استخدام الأوعية المانعة للتسرب لتخزين المواد الكيميائيّة وغيرها من النفايات للمحافظة على التربة. عدم استخدام المبيدات الحشريّة. شراء الأطعمة العضويّة التي تتمّ زراعتها دون استخدام المبيدات الحشريّة. استخدام الأوعية المناسبة لجمع زيوت السيارات، وعدم السماح بتسرّب هذه الزيوت إلى التربة.
التلوّث السمعي يُعرّف التلوّث السمعي (بالإنجليزية: Noise Pollution) بأنّه مجموعة من أنواع الضوضاء المزعجة التي يتسبب بها البشر أو الآلات المختلفة، وينتج عن هذا النوع من التلوّث الانزعاج، وتشتيت الانتباه، وتداخل الأصوات، وبعض الآلام الجسديّة في بعض الأحيان. مصادر التلوّث السمعي تُقسم مصادر التلوّث السمعي إلى مصادر داخليّة وخارجيّة، وهي كالآتي: المصادر الخارجيّة: وتضمّ جميع أنواع الإزعاج التي تتسبب بها حركة المرور، والطائرات النفّاثة، ومعدّات البناء المختلفة، ومنفاخ أوراق الأشجار، وجزازة الأعشاب، وعمليّات التصنيع، وشاحنات نقل النفايات. المصادر الداخليّة: وتضمّ الضوضاء الناتجة عن المكيفات، والأصوات المرتفعة كالتي تصدر من إزاحة الكراسي على الأرض، أو صوت التلفاز المرتفع.
مخاطر التلوّث السمعي يُعدّ التلوّث السمعي أحد المشاكل الصحيّة العامة ذات الوتيرة المتزايدة، حيث يؤدي إلى ضعف السمع، وارتفاع ضغط الدم، والصّداع، وتداخل الكلام عند الحديث، واضطرابات النوم، والإجهاد، بالإضافة إلى التأثيرات السلبيّة على الإنتاجيّة، والصحة النفسيّة، وعلى نوعيّة الحياة بشكل عام، وذلك حسب البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (الإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention). طرق الحد من التلوّث السمعي لا بدّ من اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من آثار التلوّث السمعي، ومنها ما يأتي: خفض مستوى الصوت في الأجهزة: يساهم التحكم في مستويات الصوت الصادرة من سماعات الأذن وغيرها من الأجهزة الصوتيّة، والمحافظة عليها ضمن المستويات المنخفضة في انخفاض الطاقة التي تتعرّض لها الشعيرات الموجودة في قوقعة الأذن، بالإضافة إلى انخفاض مدى تأثر هذه الأصوات على طبلة الأذن. الابتعاد عن مصادر الضوضاء: يُمكن الحد من آثار التلوّث السمعي عن طريق التجنّب التام لجميع مصادر الضوضاء المرتفعة، أو وضع العديد من الحواجز التي تمنع وصول الضوضاء إلى الأذن مثل إغلاق الأبواب. استخدام واقيات الأذن: تقلل واقيات الأذن المختلفة من وصول الضوضاء إلى الأذن بنسبة 25 ديسيبل، ويُمكن ارتداؤها عند استخدام المعدّات التي تصدر عنها مستويات مرتفعة من الضوضاء، أو أثناء التواجد في الأماكن ذات الأصوات المرتفعة، وتشتمل هذه الواقيات على سدّادات الأذن وواقيات الأذن الخارجيّة. الابتعاد عن أماكن الضوضاء: يؤدي الابتعاد بمقدار الضعف عن مصادر الضوضاء إلى انخفاض كميّات الضوضاء التي تتعرّض لها الأذن إلى أربعة أضعاف، وهذا يبين أهميّة التباعد عن مصادر الضوضاء للمحافظة على الجهاز السمعي. إجراء عمليّات الصيانة اللازمة: يُمكن القيام بصيانة مصادر الضوضاء التي تصدر عن بعض الآلات، بالإضافة إلى صيانة كاتم صوت السيارة (بالإنجليزيّة: Mufflers) للحدّ من مستويات الضوضاء التي تتعرّض لها الأذن. التلوّث الضوئي يُعرَّف التلوّث الضوئي (بالإنجليزية: Light Pollution) بأنّه كافّة الأضرار التي تنتج عن مصادر الإضاءة الاصطناعيّة المختلفة مثل: الوهج (بالإنجليزية: Glare)، والتعدّي الضوئي (بالإنجليزية: Light Trespass)، وتوهّج السماء (بالإنجليزية: Sky Glow)، والتشتيت الضوئي (بالإنجليزية: Light Clutter)، وانخفاض مستويات الرؤية الليلة، ويُعدّ التلوّث الضوئي أحد العوامل التي تُسبب الأمراض للإنسان، ويتسبب ببعض الاضطرابات للحيوانات، ويتسبب بهدر الأموال، والطاقة، والموارد، ويُشكّل خطراً أمنيّاً على الممتلكات الخاصّة ويجعلها معرضة للسرقة، ويؤثر بشكل السلبي على علوم الفلك. هناك العديد من الأنواع المختلفة للتلوّث الضوئي، ومنها ما يُسمّى بالتشتيت (بالإنجليزيّة: Clutter)، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من مصادر الإضاءة ذات السطوع المرتفع مثل ميدان التايمز الذي يقع في مدينة نيويورك الأمريكيّة، ومن أنواع التلوّث الضوئي ما يُسمّى التوهّج (بالإنجليزيّة: Glare) الذي يتسبب بالإزعاج البصري نتيجة درجات السطوع الكبيرة التي تنبعث من مصادر الإضاءة، وذلك ما يحدث للسائقين أثناء القيادة الليلة في بعض الأحيان، كما أنّ هناك نوعاً آخر يُطلق عليه اسم التعدّي الضوئي (بالإنجليزيّة: Light Trespass)، ويحدث عندما ينتقل الضوء إلى الأماكن التي لا نحتاج إلى الإضاءة فيها، كانتقال الضوء من وحدات الإنارة الموجودة في الشوارع إلى الغرف عبر النوافذ في بعض الأحيان.
أنواع ملوِّثات البيئة حسب المصدر يُمكن إدراج التلوّث تحت قسمين مختلفين بالنظر إلى مصدر انبعاثه؛ حيث تنقسم هذه المصادر إلى: مصادر ذات المصدر الثابت: (بالإنجليزية: Point Source)، ويُمكن تحديدها بسهولة كبيرة، مثل: الشاحنات التي ينبعث منها عادم أسود اللون من أنبوب العادم، أو أنابيب تصريف المياه التي تصب الملوِّثات في الأنهار. المصادر غير محددة المصدر أو المصادر المنتشرة: (بالإنجليزية: Non-point Source)، أي لا يمكن تحديد نقاط انبعاثها بسهولة، كما يحدث عندما تحمل مياه الفيضانات كثيراً من الملوِّثات التي ينتهي بها المطاف إلى الأنهار، دون القدرة على معرفة الأفراد أو المؤسسات لأسباب بوجودها. أنواع ملوِّثات البيئة حسب القطاع يُمكن تقسيم الملوِّثات حسب القطاع الذي ينتجها إلى:[٦] قطاع المواصلات: تحتوي المدن على كثير من السيارات والشاحنات التي تختلف في نوع وقودها، وتختلف حالتها الميكانيكيّة، وبالتالي تختلف نسبة الانبعاثات الضارة الصادرة عنها، ويدل تصاعد الدخان العادم على عدم صيانة المركبة بالشكل الصحيح، كما تُعدّ أعمار هذه المركبات واحدة من العوامل المؤثرة في نسبة الانبعاثات الضارّة أيضاً؛ حيث تزداد كميّة الانبعاثات عندما تكون أعمار السيارات أكبر، وتتفاقم هذه المشكلة بشكل كبير في الطرق ذات الكثافة المروريّة والازدحامات المرتفعة. القطاع المنزلي: يشتمل هذا القطاع على العديد من أنواع الملوِّثات المختلفة التي تنبعث من المنازل بما في ذلك مياه الصرف الصحي، ومياه الغسيل والاستحمام، ومواد التغليف، وبقايا الطعام، وغيرها، وهي ملوِّثات ذات آثار بيئيّة منخفضة في حالة التعامل معها بشكل صحيح، إلّا أنّ أضرارها البيئيّة ترتفع عندما يتمّ التخلص منها بطرق خاطئة، ويتسبب حرق الملوِّثات المنزلية بانتشار العديد من الغازات إلى الجو على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون، ودخان. القطاع الصناعي: يُشكل التلوّث الذي ينشأ عن القطاع الصناعي مشكلة بيئيّة خطيرة، وتختلف أنواع التلوّث التي تنتج عن هذا القطاع، فمنها: الأبخرة التي تتصاعد في السماء، وتُعدّ مصانع المنسوجات، ودباغة الجلود، ومصانع الأغذية من أكثر القطاعات الصناعيّة التي تساهم في تلوّث البيئة، حيث يتمّ تصريف المخلفات السائلة لهذه المصانع إلى المياه السطحيّة دون معالجة في أغلب الأحيان. القطاع الزراعي: تتزايد العمليّات الزراعيّة المختلفة في العديد من دول العالم، وهذا يعني زيادة استخدام المبيدات والأسمدة الزراعيّة، مما يؤدي إلى ارتفاع كميّات التلوّث التي تتعرّض لها البيئة، حيث تحتوي الأسمدة على النترات والفوسفات التي تزيد من نموّ النباتات بشكل فائض عن الحد الطبيعي في المسطحات المائيّة في حال وصول الملوِّثات إليها، كما يُعدّ القطاع الصناعي مسؤولاً عن زيادة نسبة غاز الميثان في الجو والناتج عن مخلفات المواشي، وبقايا المحاصيل الزراعية.
مسارات ملوِّثات البيئة يُمكن تعريف مسارات الملوِّثات (بالإنجليزية: Pathways of Pollution) بأنّها الطرق التي تنتقل إليها أنواع التلوث المختلفة من مصادرها إلى البيئة وصولاً إلى الإنسان أو مكونات النظام البيئي، وتختلف هذه المسارات بشكل كبير نتيجة لاختلاف أنواع التلوّث، وقد تصل إلى الإنسان عندما يتغذى على الأطعمة الملوّثة، أو يتنفس الهواء الملوّث، أو يشرب المياه الملوّثة؛ إذ تُعدّ المياه والتربة والهواء أكبر مستقبلات لأنواع التلوّث المختلفة. يقوم النظام البيئي بالعديد من العمليات المختلفة التي تهدف إلى تخفيض آثار التلوّث عن طريق التقليل من تركيز هذه الملوِّثات، فقد يقوم أحياناً بتبديدها، كتشتيت الدخان المُتصاعد بعيداً عن مصدره، أو إذابة بعضها في مياه النهر؛ لتخفيف تركيزها، وتساهم عمليات الترسيب كترسيب المواد الصلبة في مجرى النهر، وعمليات التحليل لبعض الملوِّثات إلى مواد بسيطة لا تتسبب بتلوّث البيئة بتقليل تركيز الملوِّثات في البيئة، وبالتالي تقليل نسبة التلوث، ويُعرَف التركيز بأنّه حجم هذه الملوِّثات بالنسبة إلى الحجم الكلي المعلوم من الهواء أو الماء، وعلى الرغم من قيام النظام البيئي بالعديد من العمليات التي من شأنها تخفيض تركيز الملوِّثات، إلّا أنّ بعضها يظل في حالته دون تأثّره بهذه العمليّات، ويُطلق عليه اسم الملوِّثات الثابتة (بالإنجليزية: Persistent Pollutants)
أهم المشكلات البيئية التي يعاني منها المجتمع المصري
تشمل القضايا البيئية في مصر على ندرة المياه وتلوث الهواء والأضرار التي لحقت بالمناطق التاريخية ومسائل رعاية الحيوانات المهددة بالانقراض.
تلوث الهواء
تلوث الهواء في القاهرة هو أمر مثير للقلق الشديد حيث أن جودة الهواء في وسط القاهرة هي أقل من 10 إلى 100 مرة من المعايير العالمية المقبولة. وتعاني القاهرة من ضعف شديد بسبب قلة الأمطار وسوء تخطيطها للمباني الشاهقة والشوارع الضيقة مما يخلق تأثيرًا على الصحة العامة بسبب التهوية السيئة وحبس الملوثات. مشكلة تلوث الهواء الرئيسية في مصر هي في الجسيمات الثقيلة الضارة. من أبرز مصادر الغبار والجسيمات الصغيرة ووسائل النقل والمصانع وحرق النفايات في الهواء الطلق.بالإضافة إلى مصدر مهم آخر الرياح المحملة بالتربة والغبار القادمة من المناطق القاحلة في جميع أنحاء مصر (على سبيل المثال الصحراء الغربية).
الهواء في مصر سميك جداً ذو لون رمادي وهناك ضباب على القاهرة. وعلاوة على ذلك هناك أشكال أخرى من تلوث الهواء في أول أكسيد الكربون في الشوارع بسبب الكمية الزائدة من عوادم السيارات وملوثات المصانع. السماء رمادية وليست زرقاء وهي تشبه إلى حد كبير السماء الرمادية في مكسيكو سيتي ولندن وبكين بسبب الملوثات بالطبع مما تسبب الكثير من أمراض الجهاز التنفسي حيث أن وكالة حماية البيئة الأمريكية قد نشرت بيانات المخاطر التي تنص على ما ذكر أعلاه أن الحد الآمن من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الخطيرة والسرطان الناتج عن استنشاق الجسيمات في الهواء (الغبار والسخام والهيدروكربونات ومركبات المعادن الثقيلة) هو: 2 شخص لكل 1000.
التلوث الضوضائي
من أبواق السيارات الصاخبة إلى حفلات الزفاف بلغ ارتفاع التلوث الضوئي في مدينة القاهرة على مدار الساعة مستويات مثيرة للقلق مما أدى إلى مشاكل صحية.حيث أن السكان المقيمين في وسط المدينة يتعرضوا إلى مستويات ضوضاء إلى 90 ديسيبل في المتوسط ولا يتراجع أبداً عن 70 ديسيبل ويشبه قضاء يوم كامل داخل أحد المصانع وفقاً لدراسة أجراها المركز القومي للبحوث في مصر عام 2007 عن القاهرة أن مستويات الضجيج في الشوارع المختلفة في أوقات مختلفة من اليوم هي أكثر من الحدود التي وضعتها وكالة حماية البيئة ويمكن أن يساهم تلوث الضوضاء في العديد من المشاكل الصحية.
الآثار
تلوث الهواء والماء في القاهرة له تأثير مدمر على العديد من المعالم الأثرية في المدينة. فجامع السلطان الغوري ، على سبيل المثال هو واحد من العديد من المباني في وسط المدينة التي تغطيها قشرة رمادية وسوداء من تلوث الهواء. وجامع السلطان الغوري هو ممثل لقضايا تحلل المباني التاريخية في القاهرة لأنه موقع مهم من عصر المماليك ويحتوى على ضريح جنائزي ومسجد ولأن القشرة التي تظهر عليه تمت دراستها بالتفصيل. وتشمل المواقع الأخرى التي تم فحصها بالتفصيل في منطقة القاهرة الكبرى مثل الأهرام في الجيزة وباب زويلة وجامع الأزهر وقلعة صلاح الدين الأيوبى.
تظهر القشرة السوداء على الأجزاء العليا من الجدران الخارجية للآثار وغيرها من الأماكن ذات الأهمية الثقافية والتاريخية نتيجة لاحتراق الغازات الكربونية في بيئة من الرطوبة المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك تظهر القشور البيضاء على الأقسام السفلية من هذه الجدران. تتكوّن القشور البيضاء بواسطة ترسبات الهالايت أو الملح الصخري بسبب زيادة ملوحة التربة. وترتفع المياه الجوفية المحملة بالملح في دلتا النيل حيث تقع القاهرة وتترسب الأملاح في الأحجار الأساسية من الآثار التي ترتفع عن سطح الأرض في المباني الأثرية. يتزايد منسوب المياه الجوفية في جميع أنحاء مصر لأسباب متنوعة. وتشمل هذه تسرب مياه الصرف الصحي والتسلل أو المصنع أو الجريان السطحي الزراعي وعدم كفاية ضخ المياه الجوفية.
المباني المصنوعة من الحجر الجيري مثل جامع السلطان الغوري عرضة للتآكل بسبب التلوث لأن القشرة التي تشكل مشكلة في سلامة الحجر وتتساقط مما ينتج إزالة السطح الخارجي للمبنى بها. العديد من المواقع من العصر الإسلامي في وقت مبكر تتعطل بسبب ترسب الملح مع تلوث الهواء وارتفاع منسوب المياه الجوفية فضلا عن غيرها من الظواهر المدمرة والجهد الرئيسى لإنقاذ هذه المواقع الأثرية غير ممكن حاليا بسبب المناخ السياسي والاقتصادي لمصر. تؤدي البيئات المالحة والرطبة أيضًا إلى نمو الميكروبات وبدون التنظيف المنتظم سوف تستمر المباني التاريخية المصنوعة من الحجر الجيري بسبب ارتفاع مساميته في التاكل نتيجة للاستعمار البيولوجي.
ارتفاع منسوب ماء البحر
ارتفاع مستويات مياه البحار هي مشكلة بيئية أخرى يواجهها المكلفون بحماية المواقع الأثرية في مصر. على سبيل المثال تقع مدينة رشيد التي عثر بالقرب منها على حجر رشيد على ساحل البحر المتوسط وستكون تحت الماء في غضون عقود ما لم يتم التعامل مع تغير المناخ على نطاق عالمي. يعتبر موقع أبو مينا وهو موقع مسيحي قديم تم تصنيفه كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 1979والان أصبح في خطر التدمير الوشيك.
واجهت مصر قضايا مماثلة في الماضي مع السد العالى على نهر النيل في أسوان. كان إنشاء بحيرة ناصر للسيطرة على تدفق النيل عبر مصر السفلى وتوليد الطاقة الكهرومائية يعني غمر مواقع مثل معابد أبو سمبل. أبو سمبل يوجد فيها معابد لرمسيس الثاني بني من الحجر الرملي ويضم اثنين من المعابد للمعبودات المصرية القديمة. أجريت الحفريات الأثرية في حالات الطوارئ والمشاريع لاسترداد أكبر قدر ممكن من هذه المواقع التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد للغاية من قبل المناخ الجاف. تم تقسيم معابد أبو سمبل إلى قطع ونقلها إلى جرف فوق مستوى الماء الجديد للنيل فوق السد. وتقف الآن على ارتفاع 60 متراً فوق المكان الذي كانت عليه في الأصل على منحدر يطل على بحيرة ناصر.
هناك نصب آخر مشهور تم نقله أثناء مهمة الإنقاذ كان مجمع المعبد في فيلة وهو موقع يوناني روماني كان في الأصل معبدًا للإلهة المصرية القديمة إيزيس ويقع الآن في جزيرة أجيلكا. أعطيت بعض المعالم الأثرية للمتاحف الأجنبية لمساعدتها في الحفاظ على المواقع التي غمرتها بحيرة ناصر. أربعة من هذه المعالم هي معبد ديبود الذي يقع الآن في باركي ديل أويست في مدريد في إسبانيا ومعبد إليسيا الذي يقع الآن في إيطاليا ومعبد تفاح الذي يوجد الآن في متحف ريجكسميوزيام أودهيدن في ليدن بهولندا ومعبد دندور الذي يتم عرضه في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.
السياحة
واحدة من أكبر الضغوط البيئية على أبو سمبل هي السياحة والقضايا المرتبطة بها. وقد أدت المناظر الطبيعية التي أجريت من أجل جعل الموقع يبدو أكثر إلى تضرر وجه الصخور الرملية الصخرية الحساسة. جلبت المناظر الطبيعية الرمال التي عملت مع الرياح إلى تآكل وجه نفرتاري على المعبد تقريبا وهي واحدة من زوجات رمسيس الثاني. في محاولة لحل هذه المشكلة تم زرع العشب حول قاعدة المعابد. وسقي العشب أيضا أضر بالموقع عن طريق رفع مستويات الرطوبة في الحجر الرملي. غالبًا ما يكون الناس مهملين في المواقع الأثرية وينتشرون فوق اللوحات الجدارية القديمة ويتسلقون إلى أجزاء من الآثار لالتقاط الصور الفوتوغرافية.
تسبب السائحون في إلحاق أضرار بمواقع أخرى في مصر مثل الهرم الأكبر خوفو والأهرامات الجيرية في الجيزة عرضة للتغيرات في الرطوبة والملوحة. تخضع الأهرامات باستمرار لإصلاحات لتنظيف الملح من الجدران في محاولة لمنع حدوث المزيد من الضرر. تم تركيب أنظمة التهوية داخل الهرم الأكبر وفي البنى الأخرى على هضبة الجيزة من أجل تقليل تأثير تنفس السياح.
مشكلة أخرى تجلبها السياحة هي الكتابة على الجدران تركت الكتابة على الجدران في غرف الأهرام منذ أن تم بناؤها منذ أكثر من 4000 عام عندما ترك عمال بناء الأهرامات بصماتهم على الجدران. ومع ذلك فإن الرسوم الجدارية الأخيرة في مقبرة الجيزة قد أضرت بالمواقع. يجب غالبًا إغلاق المعالم الأثرية وتجديدها لإزالة العلامات التي قام بها الزوار العصريون. في عام 2013 قام سائح صيني بنقل اسمه إلى جدار معبد الأقصر في جنوب مصر مما تسبب في غضب واسع النطاق وأشعل نقاشًا دوليًا حول السياح والكتابات بشكل عام.
التوسع العمراني
ساهمت السياحة بالإضافة إلى التوسع العمراني في تدهور المواقع خاصة في منطقة القاهرة الكبرى. كان الطريق الدائري المنصوص عليه في المخطط الرئيسي للقاهرة الكبرى الذي صدر في عام 1984 أكبر تهديد تنموي للآثار على هضبة الجيزة في ربع القرن الماضي. كان الهدف من الطريق هو تخفيف الضغط المروري على مدينة القاهرة. تم اكتشاف أنه يتم قطع العديد من المناطق المحمية على الهضبة وهو موقع الأهرام وأبو الهول وغيرها من المعالم الأقل شهرة.
احتجاجًا على المسار الجنوبي المخطط للطريق الدائري والذي سيشمل منطقة الأهرامات قامت اليونسكو بإزالة الأهرامات من قائمة التراث العالمي للضغط على الحكومة المصرية لتغيير خطط الطريق. أجبر الضغط وخسارة التمويل الناتج عن هذه العقوبة الحكومة على إعادة التفكير في مسار الطريق السريع واستعادت الأهرامات مكانتها كموقع للتراث العالمي.
كانت مدينة القاهرة تتعدى على هضبة الجيزة لعقود من الزمان. حيث زاد السكان كثيراً لدرجة أن هناك الآن شقق على بعد بضع مئات من الياردات من الأهرامات. أصبح تطوير الضواحي وملاعب الغولف وسلاسل الوجبات السريعة الآن أقرب إلى أبو الهول والأهرام أكثر مما هو قانوني حسب المتحدث باسم اليونسكو سعيد ذو الفقار. “لا يمكنك أن تقسم هذا الموقع كما لو كانت شريحة من اللحم” قال سعيد أيضا “سوف يفقد الموقع الأثرى تفرده… إنه في انتهاك تام لاتفاقية التراث العالمي في مصر التي وقعت وهو ينتهك القانون المصري “.
الكثافة السكانية
مصر هي البلد الأكثر كثافة سكانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع أكثر من 96 مليون نسمة. وبما أن غالبية الجغرافيا المصرية تتكون من صحراء شاسعة فإن 43.1٪ من المواطنين يعيشون في المناطق الحضرية على طول النيل أو البحر الأبيض المتوسط، مثل القاهرة أو الإسكندرية أو أسوان.
القاهرة ليست فقط أكبر مدينة في العالم العربي حيث يبلغ عدد سكانها 12.3 مليون نسمة ولكنها أيضًا واحدة من أكثر المدن كثافةً سكانية. وذُكر أن محافظة القاهرة لديها كثافة سكانية حضرية تبلغ 45,000 لكل كيلومتر مربع (117,000 لكل متر مربع) في عام 2012 هذا يعتبر 1.5 مرة كثافة مانهاتن. وجاء في تقرير من جامعة الإمارات العربية المتحدة أن “هذا النمط من النمو الحضري له وجهان متناقضان. فمن ناحية تعمل المدن الضخمة كمحركات للنمو الاقتصادي والاجتماعي ولكن من ناحية أخرى فإن معظم هذا يصاحب ذلك أيضًا تقليل الفقر وتدهور البيئة على حد سواء “. ركزت الكثير من سياسة الحكومة على الكثافة السكانية باعتبارها المساهم الرئيسي في العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مثل الضوضاء وتلوث الهواء وحركة المرور الكثيفة ومحدودية المساكن وضعف الصحة العامة.
يبذل المسؤولون الحكوميون في القاهرة جهوداً لتحقيق اللامركزية في ترتيبات المعيشة والعمل منذ عام 1970 كوسيلة لتحسين نوعية الحياة. وبدلاً من التركيز على تحسين البنية التحتية داخل المدينة فإن العديد من الحلول المقترحة تشمل نقل السكان إلى مناطق حضرية حديثة الإنشاء في الصحراء. يعمل هذا المقترح على حل العديد من القضايا الخاصة مثل البناء على الأراضى الزراعية ومحدودية الوصول إلى المياه. وأكد الرئيس السابق مبارك على ضرورة التوسع الصحراوي في خطاب ألقاه أمام البرلمان في عام 2006 قائلاً: “إن مغادرة وادي النيل الضيق إلى الصحراء بطريقة مخططة ومنظّمة في جميع أنحاء البلاد أصبح ضرورة لا مفرّ منها. من هذه الحقائق لم يعد غزو الصحراء شعارًا أو حلمًا بل هو ضرورة تمليها الزيادة السكانية المتصاعدة فالمطلوب ليس نزوحًا رمزيًا في الصحراء بل إعادة النظر في توزيع السكان في جميع أنحاء البلاد.
اقترح مخططو المدن بناء المدن الكبرى التي بنيت من الألف إلى الياء لنشر السكان خارج القاهرة. مثل القاهرة الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر وهي تقسيمات جديدة تم بناؤها لاحتواء الملايين بحلول عام 2020 ولها المقر الرئيسي الذي يوجد حاليًا في القاهرة. لا تزال هذه المدن المخططة قيد الإنشاء ولكنها بالفعل موطن لمناطق صناعية كبيرة والعديد من الجامعات. في الآونة الأخيرة اقترحت الحكومة المصرية بناء عاصمة جديدة بالكامل. ومع ذلك تشير التقارير إلى أن هذه الأساليب قد حققت نجاحًا محدودًا وأن اتباع نهج مختلف أمر ضروري من أجل تخفيف تأثير العديد من المشكلات الحضرية.
المشكلات البيئية PDF
لتحميل الملف اضغط هنا