“الفضيلة هي الوسط بين الإفراط والتفريط” هكذا بدأت أول دقائق من عرض مقدمة فيلم ” أين المفر ؟“، الذي يأخذك في رحلة من التفكير والتأمل لواقعية الأمور، ويبتعد بك عن المثالية التي تُنهي كل طُرق الحياة دائمًا إلى النهاية السعيدة. عزيزي القاريء سنتعرف من خلال مقالنا التالي على “أين المفر” حالة سينمائية ترصد عواقب التمدن والتزمت بتوقيع المخرج حسين عمارة.
فريق عمل فيلم أين المفر
- فيلم أين المفر من بطولة: سهير رمزي، محمود ياسين، سعيد عبد الغني، ميمي جمال، محمد صبحي، عبدالله فرغلي، وفاروق يوسف.
- الفيلم سيناريو وحوار الأستاذ مصطفى محرم، ومن تأليف وإخراج حسين عمارة.
قصة الفيلم
- تتعرف “ليلى”على “علي” أثناء استقبال كليهما لصديقه في المطار، ليُفاجأ كل منهما أن صديقة ليلي هي زوجة صديق علي.
- تبدأ ليلى في التعرف على شخصية علي بعد مرور شهر العسل، فتُصدم بتزمته والذي يوقعها في حيرة: فهل هو يحبها حقًا، أم أنه يخاف عليها دائمًا من حياة التمدن كما يقول؟
- تُواجه ليلى دائمًا بصديقيهما الزوجين اللذين عادا لتوّهما من رحلتهما بلندن بأفكار ضد العادات والتقاليد الشرقية، فتزداد الصدامات والمواجهات بينهما وبين علي .
- ويصر علي رغم كل مافي الأمر على عدم اقتناعه بكل ما يراه تحت إسم المدنية والتحضّر من أصدقاء ليلى وصديقه وزوجته.
- يقرّر علي الذهاب بزوجته إلى شاليه بالإسكندرية، إعتقادًا منه أنه بذلك سوف يبتعد عن كل مايحاول النيل من زوجته، ومن حياته التي يريد معها.
- يحدث ما يخلف توقعات علي، فعن طريق “عبّاس” حارس الشاليه يستطيع إبراهيم بائع الجرائد، وعزت عامل العرض بسينما المنطقة تحريض عباس على الاعتداء على ليلى.
- يكتشف صديق علي الذي طالما ينادي بالثقة والتحضر، خيانة زوجته لهما مع أحد أصدقائهما، فيثور ويغضب عليها.
- ويُفاجأ علي عند اتصاله بليلى باستغاثتها، فيُسرع إليها ليجد جثة إبراهيم وعزت خارج الشاليه؛ إذ أطلق عليهما عبّاس الرصاص، ثم سلم نفسه للبحر حيث الغرق.
- ينتهي الفيلم على صدمة علي عندما يرى ليلى ممددة على فراش الزوجية، وآثار الاغتصاب تبدو عليها.
محور الأحداث والقضايا التي عرضها أين المفر
- يعرض الفيلم العديد من القضايا، وهي :
- كيف يمكن أن يفشل الزواج نتيجة التمدن الشديد، أو التزمت الشديد.
- ضرورة منح الفرصة الثانية عند الرغبة في إصلاح الأمور.
- أن التوسط في التعامل هو أساس نجاح العلاقات، واستقرارها.
- ضرورة إحترام الخصوصية، وعدم الخوص بالأسرار الخاصة بالأسرة.
- الثقة بآراء الوالدين، وإحترام خبراتهما، والإنصات لهما.
- نرى أن الفيلم على درجة كبيرة من الواقعية، خاصة وأنه قد عُرض في فترة حساسة بحياة المجتمع المصري، وهي فترة السبعينات، حيث المناداة بالانفتاح على العالم الغربي.
- نلاحظ من خلال قصة أين المفر -أيضًا- أن الكاتب وهو مخرج الأحداث قد عمل على تقديم الشخصيات بشكل طبيعي لا يتنافى مع وجودها بالحقيقة، فهي شخصيات من لحم ودم.
- لم يتنافَ الحوار أبدًا مع مضمون القصة، ولا تصور المخرج، بل إن تجسيد الشخصيات بهذه البساطة، وذلك الوضوح قد ساعد على تعميق الهدف الذي حاول المخرج توصيله للمشاهد.
- يدفع الفيلم المشاهد إلى حالة من التفكير تعلو تدريجيًا، بسبب التناقض الجريء الذي تم عرضه بين حالات التمدن، وحالات التزمت التي يراها، بين “علي” في مواجهة جميع أبطال الفيلم.
- يشعر المشاهد مع هذا التناقض وكأنه أمام حلبة مصارعة، فمن سينتصر؟ ليفاجأ في النهاية بأن “التشدد” الذي يكمن وراء كلا “المصارعين” هو من ينتصر في النهاية ويأتي بالعواقب الوخيمة.
- نعتقد أن الأستاذ حسين عمارة قد نجح عن طريق تقديمه لهذا العمل نادر العرض التليفزيوني حاليًا بتقديم قضية مُحترمة لعقلية المشاهد، وفعالة إلى حد كبير.