هل يؤثر اختلاف الزاوية في دقة القياسات التي تجريها ، سؤال يحتاج إلى قدر من التّفكير العميق، والتّحليل، وفهم السّؤال فهمًا علميًّا دقيقًا للخروج بإجابة صحيحة، فمثل هذا النّوع من الأسئلة يتعلّق بعلم الفيزياء، وفهم أساسيّاته البسيطة، والإلمام ببعض قوانين الرياضيّات.
زاوية النظر
يعتمد تحديد حجم الأشياء التي تراها العين على مدى قربها منها، أو زاوية نظرها لها إن كانت من الأعلى، أو من الأسفل، أو بزاوية مائلة عن اليمين أو عن اليسار، فالعين لا ترى الأشياء المحيطة بحجمها الحقيقي بل بأبعادها الظّاهريّة، وللتّوضيح أكثر فلنفترض وجود عمودين كهرباء متماثلين بالحجم تمامًا، ولكن أحدهما يبعد عن العين مسافة أكثر من الأوّل، عندها سترها العين العمود القريب منها أكبر من العمود البعيد عنها، وهو ما تفسّرة زاوية النّظر، ويمكن تطبيق هذه النظريّة عند النّظر لكلا العمودين من جهة اليمين أو اليسار، فمسافة الجسم، وزاوية النّظر يتناسبان تناسبًا عكسيًّا، بمعنى أنّه كلما كان الجسم بعيد كانت زاوية النّظر إليه صغيرة، وعليه تقل أبعاده الظّاهريّة فتراه العين أصغر، والعكس صحيح.
هل يؤثر اختلاف الزاوية في دقة القياسات التي تجريها
للإجابة على السّؤال المحوري للمقال وهو: هل يؤثر اختلاف الزاوية في دقة القياسات التي تجريها، لابد من تطبيق فيزياء زاوية النّظر الذي ذكرناه في الفقرة السّابقة، على هذا السؤال، لفهم الحالة، وتحليلها، والخروج بجواب، لا بد أن نعرف أنّ هناك معيارين لتحديد دقّة القياس، الأول الدّقة، والثّاني الضّبط، وكل منهما يمثّلان خاصيّة من خصائص القيم المقاسة، إذ تعرّف دقّة القياس على أنّها الإتقان في القياس، أمّا الضّبط يعني دقّة نتائج القياس بقيمة مقبولة، إذ تعتمد الدقّة على الطّريقة المتّبعة في القياس، والأداة المستخدمة في القياس، فإذا كانت الأداة تحتوي على تدريجات بقيم أصغر كانت القياسات أكثر دقّة، وللخروج بنتائج دقيقة لابد من النّظر لتدريجات أداة القياس بعين واحدة، وإغماض الأخرى، وزاوية النّظر لها متعامدة عليها، أمّا إذا كانت زاوية النّظر لهذه التدريجات بزاوية مائلة ستختلف دقة القياس، وستكون غير مضبوطة.
وممّا سبق الجواب على سؤال هل يؤثر اختلاف الزاوية في دقة القياسات التي تجريها، يكون بالإيجاب، وهو ما يُفسّر بعلم الفيزياء باختلاف زاوية النّظر أي أنّ دقّة القياس تختلف باختلاف موقع الجسم من العين عند النّظر إليه من زوايا مختلفة.
