كيف

كيفية التوبة النصوحة في رمضان

” كيفية التوبة النصوحة في رمضان ؟” فهو من الأشهُر المُعظمة التي بسط الله فيها يده لكل تائب ونادم لأن يرجع إليه في هذه الأيام المُباركة حيث تُغل الشياطين وترفع الأعمال الصالحة إلى المولى عز وجلّ، ويصفح الله تعالى الصفح الجميل لكل مُهتدي شكور يرجوّ عفوه ورضوانه في الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن حيث يُضاعف رب العالمين الأجر والثواب لكل مُسلم خاشع في صلاته صادقًا في عباداته .

فقد قال المولى عز وجلّ في الذِكر الحكيم في سورة الحجر الآية 49 ” نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”،  إذ يستقبل رب العباد الصلوات والابتهالات من العباد في المساجد والمنازل ويغفر لمن يشاء فهو على كل شيءٍ قدير سُبحانه، لذا تصحبكم في درب إيماني تستعرض فيه أبرز سُبل التوبة إلى رب العِزة في شهر رمضان المُبارك من خلال هذا المقال، فتابعونا.

كيفية التوبة النصوحة في رمضان

يبرز فضل التوبة والمغفرة بذِكرها في العديد من المواضع في القرآن الكريم، حيث لا يتسنى للعبد أن يخطو خطوة في حياته من دون أن يغفر الله تعالى ما تقدم وما تأخر من ذنب بمغفرته الواسعة لا بعمل الإنسان.

إذ أن في خشوع وتضرع العبد طلب للمغفرة والرحمة من الله عز وجل، فهي تلك البداية التي ينطلق منها نحو الصدق مع النفس ومحاولة محو الخطايا، والتضرُع إلى المولى لمحوّ الذنوب والآثام التي ارتكبها الفرد، والخروج من شقاء المعاصي التي اقترفها الإنسان إلى رحمات المولى، فما هي أبرز طُرق التوبة إلى الله في شهر مُبارك مُكلل بالرحمة والغفران، هذا ما نستعرضه.

  • تُعتبر ليالي شهر رمضان فرصة عظيمة لكل تائب إلى الله، إذ يغفر الله الذنوب في هذا الشهر، وخاصةً في ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها في سورة القدر الآية الثالثة ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”.
  • حيث يُغلق الله تعالى أبواب النار في شهر رمضان المبارك، ويُكلل الشياطين، لذا تصير الفرص سانحة للعباد بالتوّجه إلى المولى عز وجلّ والاعتراف بالذنوب والخطايا والتوبة إليه، كما يغفر رب العالمين للمستغفرين والقائمين ليلاً للصلاة والابتهال، حيث إنه شهر تتنزل فيه الرحمات.
  • يجعل الله تعالى نفوس العباد تُهرول لقضاء العبادات التي من بينها فرض الصيام في شهر رمضان الذي يُخلص الجسم من الأمراض، ويُطهر القلب، ويصون النفس عن الخطايا، فيولي العبد أدباره عن كل المعاصي ورجع إلى الله تعالى باكيًا خاشعًا في صلاته راجيًا من الله تعالى التوبة النصوحة.
  • تُعد المداومة على الاستغفار من العبادات التي أمرنا الله بها والتي تغفر الخطايا والذنوب ويتوب المولى على عبادة بها، فقد قال تعالى في سورة المائدة الآية 74″ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، كما ورد في سورة الأنفال تأكيد أخر من رب العالمين على مغفرته للعباد وتقبُله للتوبة النصوحة  في الآية 38″ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ” .

التوبة النصوحة من الكبائر

إن الكبائر هي الخطايا التي تجعل المسلم على حافة الهاوية في الدنيا وعلى أبواب النار في الأخرة، فقد قال الحبيب المصطفى في قوله” أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور”، كما حذّر من الموبقات في حديث أخر في قوله ” اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.

فإن ارتكاب تلك الأمور تستوجب التوبة النصوحة إلى الله عز وجلّ، فما هي أفضل الطُرق التي تُمكن العبد النادم على ارتكابه الكبائر في حياته من الرجوع إلى الله، هذا ما نستوضحه بالتفصيل فيما يلي:

  • يرجع العبد حقوق كل ذي حق، وأن يتعهد بألا يقترب من رزق عباد الله، إذ أن رب العالمين لا يقبل الظُلم لعبادة، ومن ثم الاستغفار والقيام بصلاة التوبة، كما ورد في قول الله تعالى في سورة هود الآية 52 ” وَ يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ”.
  • تُعد الصدقة هي أحد أهم العبادات التي تُساعد العبد المؤمن في التوبة النصوحة إلى الله عز وجلّ.
  • فما أجمل من شهر رمضان الذي تسوده أجواء إيمانية تساعد العبد التائب على الرجوع إلى الله وطلب المغفرة، حيث يعتق الله في هذا الشهر عباده من النار ويغفر الذنوب والآثام، فقد جاء في حديث قدسي عن الله عز وجلّ ” يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم” رواه مسلم.
  • فيما لا يجوز التوبة والدعاء لله بصلاح أمور التائب إليه وهو على معصية، حيث يتوجب التوقف عن المعاصي التي تعوّد التائب على فعلها، ومن ثم التوّجه إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار لله عن ما اقترفه من ذنوب، حيث يُعد الندم على الذنب من السُبل الأساسية التي تقود إلى التوبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الندم توبة”.

كيفية صلاة التوبة

إذا أراد العبد الصالح الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى في شهر رمضان الكريم فعليه بصلاة التوبة؛ فما هي صلاة التوبة وكيفية القيام بها؟، هذا ما نستعرضه فيما يلي:

  • تُعتبر صلاة التوبة هي أحد سُبل الاستغفار والرجوع إلى الله جراء اقتراف العباد الذنب والآثام ولعلنا مع زيادة الأوبئة وانتشارها نُدرك ضرورة الاستغفار عن الذنوب والتوبة إلى المولى عز وجلّ بقيام الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام، حيث جاء في حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”.
  • تؤدى صلاة التوبة بعد الوضوء والصلاة ركعتين بأن ينوي المسلم التوبة النصوحة، فعن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُ حْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ الآية 136 من سورة آل عمران”وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.
  • يؤكد أيضًا مشروعية القيام بصلاة التوبة هو ما جاء عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ”.
  • يتوجب على التائب فور اقتراف ذنب أن يتوجه للصلاة على وضوء ويُصلي ركعتين للمولى عز وجلّ خاشعًا نادمًا على أفعاله، مُستغفرًا، فيما يجوز القيام بصلة التوبة في أي وقت، حيث يُؤديها العبد بمفردة وليس في جماعة إذا أنها من النوافل التي لا تجوز فيها الجماعة.
  • يجوز للعبد التائب النادم إلى الله تعالى أداء صلاة التوبة في أي وقت، كما يرى الفقهاء ضرورة صلاتها في حال اقتراف العبد المعاصي ما كبر منها وما صغر، وأن يتوّجه العبد إلى الفور إلى المولى عز وجلّ، مُتضرعًا إلى الله بالمغفرة.كيفية التوبة النصوحة في رمضان

ذكرنا في هذا المقال العديد من السُبل التي تقود العباد خلال رحلتهم للبحث عن مغفرة الله وتوبته وغفرانه، وخاصةً في شهر رمضان الكريم التي تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار لتُصبح فرصة عظيمة للمؤمن الخاشع التائب لطرق أبواب رحمة الله ومغفرته الواسعة لينهل من كرمه وعطفه ورحمته ويرتدي ثوب المغفرة في أجمل صوره بعد أن يندم ويستغفر ويقنت إلى المولى عز وجل يطرُق بابه الذي لا يوّصد أمام عبدٍ شكورًا نادمًا على ما اقترفه بالذنوب.

السابق
كيفية الغسل من الدوره
التالي
كيف تعرف من يحبك دون أن يتكلم

اترك تعليقاً