تعريف النقاش:
الحوار أو النقاش هو تتادل الكلام بين عدد من الأثخاص بكل احترام وهدوء دون إدخال للعنصرية أو التعصب لرأي معين، ويعتبر مطلب أساسي من متطلبات الحياة، فمن خلال النقاش يتم التواصل بين الأفراد وتبادل الآراء والأفكار وفهمها، ومن خلال الحوار والنقاش يتبين حقيقة كل طرف من الأطراف المتحاورة ويظهر ما يخفيه عن الطرف الآخر، كما يساعد الحوار في إشباع احتياجات الإنسان للتواصل مع الغير، فيندمج مع البيئ التي تحيط به ويتواصل معها، وتساعده في معرفة وجهات النظر المتعددة والآراء المختلفة حول الموضوع، ويعرف الحوار بأنه تعاون الأطراف المتحاورة لغرض الوصول للحقيقة ومعرفتها، ويكشف كل طرف من خلاله عن ما يخفيه عن الطرف الآخر، ويقول الحافظ الذهبي إن المناظرات وضعت لكي تكشف الحق، وتغفيد العالم الأذكى للعالم الذي دونه، ولتنبيه الضعيف والغافل، وجاء النقاش في القرآن الكريم بمعنى الجدال بالحسنى.
آداب النقاش :
- ينبغي الالتزام بالوقت المحدد للحديث لكل فرد حتى يقدر على الاستماع والتركيز مع كل من يتحدث، فعلى من يناقش ألا يطيل الحوار والكلام ويبالغ فيه بل يجب أن يوجز، ويعطي فرصة للآخرين كي يعبروا عما بداخلهم ويقدر وقتهم، وعليه أن ينهي حديثه قبل أن يبدأ الآخرين بالملل.
- على المناقش أن يراعي استخدام الألفاظ الحسنة والكلام الطيب، وأن يناقش بأسلوب لبق ويبتعد عن تجريح وإيذاء الغير، ولا يحرج أحد أمام الآخرين، ويتحلى باللباقة وآداب النقاش خلال الحديث، وألا يستفز أو يسخر من أحد أو يستهزئ به.
- مراعاة حسن الإنسات والاستماع للأطراف الأخرى التي تتحاور، وأن يصغي للطرف الآخر وألا يقاطعه قبل أن ينهي حديثه، ولا يركز كل تفكيره على كيفية الرد على الطرف الآخر دون أن ينتبه لما يقوله.
- يفضل أن يتم النقاش بمكان محدود العدد فالحوار المفتوح العدد قد يسبب الفوضى والصراعات، وقد يغطي على الحق ويشوش الأفكار، وقد لا تتاح الفرصة للكل لكي يساهم ويثري ذلك الحوار لكثرة العدد.
- على المتحاور أن يكون لديه هدف يسعى للوصول إليه من الحوار وحقيقة يرغب في فهمها، فيبتعد عن الرياء والسمعة والرغبة في إبراز النفس، ويجب إنهاء الحوار في حالة نشوب النزاعات والخصام كي يحافظ على آداب النقاش.
- يجب احترام الطرف الآخر، ويجب أن يكون الاحترام متبادل بين كل أطراف النقاش، واستعمال الأسلوب والعبارات اللبقة اللائقة، وألا يتحول النقاش إلى ساحة للحرب يحاول كل طرف أن يكسب نفسه فيجرح الآخرين ويؤذيهم.
فوائد النقاش:
- يساهم النقاش في زيادة الفهم والمعرفة والعلم عند الأفراد.يساهم النقاش في خلق وتبادل الثقة بين الأفراد المشاركين.
- يساهم النقاش في استيعاب الفرد لمدى معرفته عن الموضوع الذي يتم النقاش حوله وحجم المعلومات التي يمتلكها بخصوصه.
- يساهم النقاش في تناقل الخبرات بين الأشخاص.
- يساهم النقاش في بناء مهارات التحليل والتفكير النقدي.
أهداف النقاش:
- التعرف على الآراء ووجهات النظر المتعددة للأطراف تجاه موضوع النقاش.
- يساهم في تعديل الأفكار غير الصحيحة وتقويمها.
- يساهم في إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة من خلال الأدلة المنطقية المقنعة الواضحة.
- يساهم في الوصول إلى حل وسط يرضي الأطراف التي تتحاور.
- يساهم في الوصول والبحث حيى يتم الوصول إلى أفضل النتائج والتطرق إليها في حوارات قادمة في ذات الموضوع.
كيفية اختيار موضوع للنقاش:
- يجب تحديد مدى معرفة الحضور عن الموضوع في البداية، وبذلك سيتم تحديد المناسب لهم، فعندما يتم معرفة مدى معرفة الأفراد حول الموضوع سيتم تحديد الموضوع المفيد والمناسب لهم بدقة.
- تحديد المكان الذي سيتم فيه النقتش، فالمكان يلعب دور في إدراك مستوى معرفة الأشخاص وثقافتهم، فيتم اختيار الموضوع المناسب لهم، فثقافة الأفراد تعكس مقدار تقبلهم للموضوع في الأساس.
- تحديد الفئة العمرية الموجهة لها النقاش والتي يناسبها الموضوع الذي سيتم النقاش حوله، فيجب تحديد الفئة العمرية التي سيتم النقاش معها، فيجب تحديد ما إذا كان النقاش سيتم مع الأطفال أو مع الشباب أو مع الكبار، لأن كل فئة تناسبها موضوعات معينة تختلف عن الفئة الأخرى.
- يجب تحديد الخطوط العريضة بعد الاستقرار على الموضوع بصورة مبدئية، فيتم وضع الخطوط العريضة للنقاش، فعندما يتم اختيار الموضوع فذلك لا يعني أن الأفراد يمكنهم أن يناقشوه دون نقاط معينة محددة يتحركون حولها، وإذا كان النقاش مفتوح فقد يتحدث الآخرين في نقطة بعيدة عن الموضوع من الأساس، فلذلك لا بد من تحديد الخطوط العريضة للموضوع كي لا يتخطاها الآخرون.
- يجب اختيار طريقة تناول الموضوع في النقاش، وذلك معتمد على عدد الحضور، وطبيعة الموضوع لأن كل كموضوع يمكن أن يتم النقاش حوله بطريقة مختلفة، فيجب معرفة عدد الحضور ومستوى ثقافتهم ومدى معرفتهم عن الموضوع والفئة العمرية الحاضرة، فيتم من خلال ذلك تحديد الطريقة التي سيتم بها نقاش الموضوع للوصول إلى أفضل نتيجة وإثراء للحوار بالفعل.
