منوعات

المرونة النفسية

ما هي أنواع التفكير

المرونة النفسية, إدراك تام للعواطف والمشاعر والأحاسيس بما فيها المشاعر السلبية. غير المرغوب بها، والقدرة على التكيّف مع الشدائد

المرونة النفسية

يعرّف علماء النفس المرونة النفسية Psychological Resilience بأنها إدراك تام للعواطف والمشاعر والأحاسيس بما فيها المشاعر السلبية. غير المرغوب بها، والقدرة على التكيّف مع الشدائد أو الصدمات أو التهديدات .  أي مصدر للتوتر بما في ذلك المشاكل الأسرية أو المشكلات الصحية الخطيرة أو ضغوطات العمل والضغوط المالية، وعلى هذا الأساس حدد عالما النفس “كاشدان” و”روتربرج” المرونة النفسية كمقياس لطريقة تكيف الشخص مع المتطلبات الظرفية المتقلبة.
المرونة النفسية تمكّن الفرد من تطوير عميق للشعور بالذات.  وذلك بعد التصرف مع تلك الأزمات على أساس قيم وأهداف وقناعات طويلة المدى والتأثير بدلاً من الانفعال والتصرف على أساس المشاعر المتولدة خلال الأزمة وردود الفعل. والتي تكون قصيرة المدى مرتبطة بحدث معين غالباً ما تزول بزواله، كون الأفكار والعواطف مؤشرات غير موثوقة للقيمة بعيدة المدى لأي حدث أو أزمة.

أهمية المرونة النفسية

الوعي العاطفي:

الأشخاص ذوو الوعي العاطفي المتقد والحي يعرفون ما يشعرون به وسبب تولّد هذا الشعور لديهم. وبالتالي لديهم القدرة على تفهم مشاعر الآخرين بشكل أفضل لأنهم يعملون على وضع أنفسهم مكان أولئك الآخرين.  وهذا النوع من الفهم العاطفي للناس يساعد على الاستجابة بشكل مناسب للآخرين وما يصدر عنهم من أقوال أو تصرفات وبالتالي التعامل بشكل أفضل مع المشاعر الصعبة التي تنتج أثناء المواقف المختلفة كالغضب أو الخوف.

العزيمة والإصرار:

الأشخاص المرنون لا يشعرون بالعجز أو اليأس عندما يواجهون تحدياً .ما سواء كان يهدف لتحقيق أهداف خارجية أو يعمل لترسيخ استراتيجيات تأقلم داخلية لدى الشخص وهذا ما يجعلهم أكثر قدرة على مواصلة العمل نحو هدف ما عندما يواجهون عقبة ما.

القدرة على التحكم الداخلي بالمشاعر والأفكار: 

الأشخاص المرنون نفسياً غالباً ما يؤمنون بأن ما يحدث لهم في حياتهم سببه هم وليست قوى خارجية صادرة عن الآخرين ويعتقدون أن التحكم في حياتهم مصدره ذواتهم لا الخارج. وهذا ما يجعلهم يشعرون بضغط أقل خلال المواقف المختلفة لأن الأشخاص الذين لديهم موضع تحكم داخلي ونظرة واقعية للعالم . يمكن أن يكونوا أكثر مرونة في التعامل مع الضغوطات في حياتهم وأكثر توجهاً نحو الحلول، كما يشعرون بإحساس أكبر للسيطرة على حياتهم وامتلاك زمام الأمور.  وهذا بالنتيجة يجعلهم في المستوى الأقل من الضغط النفسي والعصبي.

التفاؤل والإيجابية:

 يميل الأشخاص المرنون نفسياً إلى رؤية الإيجابيات في معظم المواقف التي يمرون. بها مهما كانت سلبية ويبحثون عن تلك الإيجابيات من منطلق إيمانهم بأنفسهم وبقوتهم . وهذا ما يغير طريقة تعاملهم مع المشاكل من عقلية الضحية إلى عقلية القادر والمنتصر.

الدعم الاجتماعي:

يلعب الدعم الاجتماعي دوراً مهماً في تعزيز المرونة النفسية لدى الأفراد كما أنه يحسن الصحة العقلية بشكل عام، لأن الإنسان عندما يكون ضمن بيئة إيجابية داعمة فسيكون أقوى بالطبع مما ينعكس على تصرفاته. وهذه القوة تأتي عادة من محيط العائلة والأصدقاء.

الحس الفكاهي:

الأشخاص ذوي المرونة النفسية يميلون إلى امتلاك حس فكاهي يمكّنهم من التعاطي ببعض الفكاهة مع صعوبات الحياة، تلك الفكاهة النابعة من القوة وليس من السخرية والاستهتار.  وهذا الأسلوب من التفكير تدفعهم لرؤية الصعوبات على أنها تحدٍّ لا تهديد. هذا ما يجعل التعامل مع تلك المواقف أقوى وأسهل.

استراتيجيات المرونة النفسية

  1. عزز تواصلك مع الآخرين:

    • يمكن أن تكون العلاقات مع الأشخاص الإيجابيين والتواصل معهم عاملاً مقوياً في بناء المرونة النفسية لأن التواصل معهم يجعلك تشعر بأنك لست وحيداً في مواجهة الأزمات، وهنا يجب الاعتماد على أشخاص جديرين بالثقة ويقدرون مشاعرك ويعطونك النصيحة الصادقة.
    • بعض الأحداث الصادمة قد تسبب ألماً يؤدي للانعزال ولإهمال بعض الأشخاص لأنفسهم والابتعاد عن محيطهم.  في وقتٍ يجب أن يتذكروا أهمية قبول المساعدة والدعم ممن يهتمون بك.
    • يمكن الانضمام لمجموعة من الأشخاص الإيجابيين الذين قد تشترك معهم بأمور معينة. أو حتى إن كانوا يختلفون عنك ببعض الأشياء اختلافاً يحفز الفضول ويعزز المهارات الجديدة، فهذا كله من شأنه أن يتيح لك جانباً من الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه وبالتالي استعادة الأمل والشعور بالسعادة والرضا.

      2-حافظ على صحتك الجسمانية:

      • اهتم بجسمك لأنه هو الذي يحملك ويقوم بالوظائف التي تحتاجها لتكمل حياتك قوياً.. نفسياً وجسدياً، والاهتمام يتضمن الصحة العقلية لأن التوتر جسدي بقدر ما هو عاطفي، لذا فإن اتباع نمط حياة إيجابي يتضمن التغذية السليمة، والنوم الوفير، وشرب المياه بما يكفي، والتمارين الرياضية المنتظمة.. يمكن أن يقوي جسمك للتكيف مع التوتر ويقلل من عبء المشاعر السلبية مثل القلق أو الاكتئاب.
      • مارس تمارين التأمل واليقظة النفسية مثل اليوغا والممارسات الروحية الأخرى كالصلاة ما يساعدك على استعادة الإيجابية في المشاعر والأفكار ويهيئ بالنتيجة للتعامل مع المواقف التي تتطلب المرونة النفسية.. ومن الجيد أن تتأمل في الجوانب الإيجابية من حياتك وتتذكر الأشياء التي تُشعرك بالامتنان.
      • ابتعد عن الأدوات السلبية للتنفيس عن ألمك وقلقك والمقصود بتلك الأدوات الكحول والتدخين أو المخدرات أو مواد أخرى تقود للإدمان السلبي، وبدلاً عن ذلك ركز واعمل على التحكم يتوترك وإدارته وتحويله لموجه إيجابي لمشاعرك وتصرفاتك لا العكس.

      حدد أهدافك بعيدة المدى

السابق
تعريف الفضاء للاطفال
التالي
خط التبخر وردي

اترك تعليقاً