نُقدم إليك عزيزي القارئ عبر مقالنا اليوم من موقع بحر موضوع في غاية الأهمية وهو انواع المحاسبة Accounting ، فالكثير من المواطنين يحتاجون إلى معرفته، خاصةً إذا كانوا يعملون في مجال التجارة بأشكالها المختلفة، فهذا العلم من العلوم الرئيسية، ولا غنى عنه، ويعتبر العمود الفقري لكافة الأنشطة الاقتصادية التي تحدث بأي مكان.
فمن خلاله يتم تسجيل وتبويب العمليات والمدخلات الحسابية التي تُعبر عن أحداث أو تكاليف اقتصادية بإحدى المنظمات التي تعمل وفق لنظام مُحاسبة دقيق.
وهي عبارة عن تلك المعلومات المادية التي يتم الاستعانة بها من قبل المستثمرين، والجهات المختصة بالضرائب، والمدراء، بالإضافة إلى متخذين القرار، فمن خلال قسم المحاسبة يتم توزيع الموارد المختلفة داخل المنظمات، الشركات، والمؤسسات الحكومية، ونجد أن كلمة المحاسبة مشتقة بالأساس من كلمة حساب مالي.
ونجد أن علم المحاسبة يهدف إلى تحديد الأنشطة الاقتصادية التي تمت في وقت مُحدد، وأيضاً معرفة صافي الربح، والتكلفة المالية العامة للمكان، مع إتاحتها للرقابة بأن تتدخل بكافة العمليات المادية التي تحدث، وبالأخص في حالة التعامل النقدي، ومن خلاله تُسجل العمليات التي تتعلق بالوحدة الاقتصادية.
تعريف المُحاسبة
- هو علم قائم بذاته وعبارة عن مجموعة من القواعد والمبادئ ويشير في الأساس إلى دراسة وقياس، وتفسير كافة الأنشطة المالية، من خلال عمل ملخص وتسجيل كافة التعاملات والعمليات المادية التي حدثت في إحدى الأماكن، وبعد ذلك يتم تقديم قوائم مالية على الأغلب تكون ربع سنوية، أو كل مدة زمنية مُحددة ومن خلالها يتم الإفصاح والإعلان عن كافة العمليات المادية التي حدثت خلال الفترة الماضية، وبالتالي يصل الفرد إلى الأهداف الاقتصادية والمالية التي يرغب في تحقيقها.
- ويتم تعريف المُحاسبة من قبل الجمعية الأمريكية على أنها تلك العملية التي تنقسم لثلاثة أنشطة وهم بالترتيب قياس المعلومات الاقتصادية ثم تسجيلها، وتوصيلها بعد ذلك من خلال وحدة النقد المتعلقة بالمجال الاقتصادي.
- وبكل تأكيد سنجد أن التقارير المالية المنظمة تُساهم في الارتقاء بالمؤسسة، ومعرفة وضعها سواء الاجتماعي أو المادي، أو الاقتصادي، أو غير ذلك، فكل ذلك من شأنه المساهمة في تطوير المؤسسة، والعمل على نجاحه.
- وفي تعريف أخر قال الدكاترة والعلماء المختصين بعلم الاقتصاد أن هذا العلم عبارة عن عدة طرق فنية، وخطوات يقوم بتنفيذها العاملين بالمجال، ومن خلاله يحدث عملية رصد للتعاملات المالية التي قامت بها الشركة أو المؤسسة، ومن ثم يتم قياس مدى التأثير الذي وقع على هيكلة المؤسسة.
- وعلى الأغلب تستند عملية المُحاسبة على قيمة الأرباح، والتكاليف، والمصروفات، والعجز، وغيرها من كافة الأمور التي تتعلق بالنشاط المالي والاقتصادي داخل الشركة، أو المنشأة.
انواع المحاسبة
المحاسبة المالية
- تعتبر الفرع الرئيسي وعصب علم المحُاسبة، وهي أساسه، فباقي الأنواع تدخل ضمن هذا النطاق، ويتم بناءها وفقاً للاستعانة ببعض الأجزاء، أو المخرجات المتعلقة بالمحاسبة المالية.
- ونجد أن هذا الفرع يهتم بالنشاط الاقتصادي للشركة، والقدرات والمقومات المالية الخاصة به.
- ونجد أن المبادئ المحاسبية تلعب دور كبير في توفير البيانات الكاملة الخاصة بالدائنين، والمستثمرين، والسلطات الضريبية، والمنظمين.
- وهي تستعين بمجموعة من مبادئ المحاسبة، وفقاً لمتطلبات تجهيز التقارير المختلفة الخاصة بالأنشطة التجارية داخل المؤسسة.
- ونجد أن الشركات العامة الدولية تلتزم بالإبلاغ عن معلوماتها المادية، طبقاً للمعايير الدولية التي ترتبط بالتقارير المالية.
محاسبة المراجعة
- من خلال هذا النوع يتم مراجعة كافة الحسابات التي أقامتها الهيئة أو الجهة، أو المؤسسة، ومطابقتها على أرض الواقع بما تم إنجازه لمعرفة مدى تواجد المصداقية والدقة في التقارير التي تم تقديمها من قبل الأفراد والأطراف الآخرين.
- وتُساعد محاسبة المراجعة في التعامل بمعايير ومبادئ المحاسبة المنصوص عليها، ومعرفة كل شئ بالفعل دون إخلال بأي مبدأ منهم.
- ويتم الاستعانة بمكتب مراجعة، أو مُحاسب قانوني؛ حتى يكون بمثابة طرف مُحايد وخارجي، ويكون عمله مُتعلق بالإدارة.
- تستعين به الشركات والمؤسسات الكبرى من أجل تطبيق الرقابة على النظام الداخلي، ومعرفة الأمور المالية بشكل دقيق ومنظم.
محاسبة التكاليف
- هذا النوع من المحاسبة يُساهم في معرفة تكلفة المنتجات سواء كانت في هيئة خدمات أو سلعة، وأيضاً من ضمن إختصاصتها مُعالجة التكلفة المادية، مع الاهتمام بالربح المادي.
- ويتم الاستعانة بهذا النوع من قبل المؤسسات المصنعة فيحدث ما يُسمى بالجرد الدائم، مع تسجيل كافة الأنشطة الإنتاجية، ويُساعد في متابعة تدفق المواد المخزنة، ومتابعة المواد الخام بدءً من مرحلة الإعداد الأولى حتى الوصول إلى مرحلة الإنتاج، وتحويلها إل سلع صالحة للاستخدام، وبالتالي يتم احتساب التكلفة المالية.
- وتعتمد محاسبة التكاليف على المحاسبة المالية في أنها تأخذ المعلومات منها، وبالتالي فهذا النوع يدخل ضمن فرع المحاسبة المالية؛ حتى يُحدد التكلفة المالية للمنتجات، وتوضيح مدى اختلاف السعر، وقياس انحرافه عن المعايير الفعلية.
- ومن خلالها يتم متابعة الإجراءات المختلفة مع معرفة تكلفة الإنتاج، والإطلاع على المبالغ التي تم هدرها سواء من خلال الوقت، أو المواد، فكل ذلك يتم احتسابه، والوقوف على أسبابه.
- وتُقدم المعلومات الكافية للتكاليف الخاصة باتخاذ كافة القرارات التي تتناسب مع طبيعة العمل داخل المؤسسة، وأيضاً تساهم في التعرف على أسباب الخسائر والأرباح،
- وليس هذا وفقط بل من ضمن الاختصاصات تطوير العملية الإنتاجية للحصول على عائد مادي كبير، وتحديد كافة الأنشطة التي تُسبب ربح، أو لا تُسبب أي أرباح، مع إيقاف المبالغ المهدرة، أو تخفيفها قدر الإمكان.
المحاسبة الإدارية
- إذا عَرفنا المحاسبة الإدارية سنجد أن المقصود بها عملية جمع المعلومات المالية، والغير مالية مع معالجتها بشكل صحيح، بناء على قواعد وأساليب مُعينة؛ حتى يتم الوصول إلى كافة البيانات التي تُساعد الإدارات المنتشرة بالمؤسسات المختلفة، وبالتالي يتم تحقيق كافة الأهداف التي ترغب المنشآت في الوصول إليها.
- تُشير إلى العملية التحليلية والقياسية المُحددة التي تُساهم في توصيل أي معلومة مادية من قبل الإدارة إلى المراقبة والتخطيط.
- تعبر عن جزء بسيط من كافة أنشطة المُحاسبة داخل المنشأة.
- نجد أن أغلب التقارير والبيانات المُحاسبية هي أساس فرع المحاسبة الإدارية، ويتم تجهيزها لمدراء الشركة بصورة أساسية، وهي تضمن أما ملخص لما حدث بالفترة الماضية، أو أبرز التوقعات التي من المفترض تحقيقها بالأيام المقبلة، وربما يكون التقرير به الاثنين معاً.
- هناك مجموعة من المسئوليات التي تقع على عاتق العاملين في المحاسبة الإدارية ومن ضمنها إعداد المعلومات الإحصائية والمادية، وكافة البيانات المتعلقة بالمدراء، والموظفين المتواجدين داخل المنشأة، مع تجهيز التقارير الإدارية، والحسابات.
- وهنا نجد أن المحاسبة الإدارية تؤثر في نظام المُحاسبة الذي يساهم في تقديم الخدمات للإدارة، وتوثر هذه المُحاسبة على القرارات الإدارية المختلفة.
- تُساعد في التنسيق بين مجهودات الإدارات المختلفة داخل المؤسسة مما ينجم عنه الارتقاء والنهوض بالمكان.
- يستطيع صاحب القرار أن يتخذ أي قرار قصير الأجل، أو يومي من خلال المحاسبة الإدارية.
- لها دور في الإشراف على سياسات المؤسسة والعمل على تحقيقها بأفضل مستوى ممكن.
- وإذا تحدثنا عن المُحاسب الإداري سنجد من ضمن مهامه تطبيق وتنفيذ السياسات العامة للإدارة، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة ملاحظة أي انحراف عن المسار أو الخطة الموضوعة للمنشأة.
- هناك وظائف هامة تقوم بها المحاسبة الإدارية وهي إيجاد التكلفة، التخطيط والإعداد للميزانية، تحليل التكلفة والأرباح، إيجاد التكاليف المالية، وإنشاء تقارير الأداء.
محاسبة الشركات المتخصصة
- تُساعد محاسبة الشركات المتخصصة في التعامل مع المنشآت وفقاً للأساليب وطرق المحاسبة.
- توضح المعلومات المُتعلقة بآليات التعامل سواء داخل مجال مُحدد، أو في شتى المجالات المتنوعة.
محاسبة الضرائب والزكاة
- يُشير هذا النوع من المُحاسبة إلى الاهتمام بقيمة الزكاة أو الضريبة، فيتم تحديد القيمة وفقاً للقانون الموجود، أو وعاء الذكاة المتاح، ويطلق عليه في بعض الأحيان الوعاء الضريبي.
- وبالتالي فهذا النوع له دور كبير في تحديد المبلغ المالي للزكاة، والمبلغ المستحق دفعه إلى مصلحة الضرائب.
- يستند هذا النوع على الضرائب، وقانون الإيرادات، ولا يرتكز على البيانات المالية، فيتم إعداد الإقرار الضريبي من قبل الأفراد، والمؤسسات والشركات، والأماكن المختلفة الخاضعة للضرائب.
- الهدف من محاسبة الضرائب هو إتباع الذمة المالية، ومعرفة مصدرها بالنسبة للأشخاص، أو الشركات.
- وهذا النوع يحتاج من الفرد على الأغلب أن يستعين بمحاسب ضريبي؛ لمساعدته في تعبئة وتقديم إقراره الضريبي ولكن هذا الشرط ليس أساسي أو قانوني.
- تُركز محاسبة الضرائب على مجموعة من العناصر المختلفة منها المكاسب والخسائر التي تعرض لها الكيان، أو المؤسسة، والإعفاء الضريبي، والدخل المالي، بالإضافة إلى الإطلاع على المعاملات الأخرى التي تسببت في حدوث أعباء ضريبية.
- وإذا تحدثنا عن المحاسبة العامة سنجد أنها تُعبر عن تتبع الأموال الخاصة بالفرد أو الشركة سواء الخارجية أو الواردة، ومن الجدير بالذكر أن الإنفاق الشخصي لا يكون عليه دفع أي ضرائب.
محاسبة الشركات
- تهتم بالموارد والعمليات المالية التي تخص الشركات المختلفة، ومن بينها شركات الأسهم، والاكتتاب.
- وأيضاً من اختصاصاته توضيح كيف يحدث تصفية الشراكة بين الأفراد أو المؤسسات، وكيف يدخل أو يخرج شريك بشركة تضامنية، مع التعرف على العلاقة الدقيقة التي تجمع المنشأة بأصحابها الملاك.
- يُساهم هذا النوع في معرفة الخسارة والربح الذي جنته المؤسسة خلال فترة زمنية مُعينة، مع معرفة المصروفات والإيرادات المرتبطة بالشركة، فيتم تسجيلها وتحليلها بشكل دقيق.
- بالإضافة إلى ذلك نجد أن هذا النوع من المحاسبة يكون له دور في التعرف على المعلومات المُتعلقة بحقوق الملكية داخل الشركات المختلفة.
المحاسبة الحكومية والقومية
- وهذا النوع من المُحاسبة يختص بالحسابات المالية الخاصة بالدولة والمنظومات الحكومية، ويُساهم في التحكم بتقرير المحاسبة الخاص بنشاطات الحكومة، مع السيطرة على عمليات التسجيل، وهذه هي الطريقة المتبعة داخل المنشآت الحكومية من أجل فرض الرقابة على مصروفات كل وزارة وهيئة، والإيرادات الخاصة بها.
- وعلى الأغلب يكون الاهتمام هنا مُوجه نحو الميزانيات والموازنات العامة، وإجراء المُعالجات لها في حالة النقصان أو إذا كانت فائضة.
- وأيضاً تُساهم المحاسبة الحكومية والقومية في تغطية عجز الموازنات، مع تحديد القيمة المرتقبة والمتوقعة للإيرادات المالية.
محاسبة ضريبية
- يتم الاستعانة بها داخل الدوائر الحكومية، ومن خلالها يُحسب القيمة المالية التي يجب دفعها من قبل المؤسسات والأفراد إلى الحكومة، حتى تتواجد في الميزانية العامة للدولة، وبالتالي يتم احتساب التكلفة المراد دفعها من قبل الخدمات المؤسسية، والأنشطة التجارية، أو المواطنين.
- ويتم العمل بهذا النوع من المحاسبة وفقاً للقوانين الضريبية المتبعة داخل الدولة
فروع المحاسبة
توضح هذه الصورة الأنواع والفروع المختلفة لعلم المحاسبة والذي شرحناهم بالسطور الماضية وهم كالآتي:-
أنواع المحاسبة الإدارية
- كما أشرنا سلفاً فالمحاسبة الإدارية تعتبر من ضمن الفروع الخاصة بإدارة الأعمال، وهي من شأنها أن تُحلل العمليات المالية التي تقوم بها المنشآت، ومن بينها التكلفة الخاصة بالتسويق، والاستيراد، والترويج، والتصنيع، والتوزيع، حتى نصل فيما بعد إلى الربح المادي، وذلك بناء على ما تم إنجازه من عمليات مالية.
- وبعد هذا التحليل يتم إعداد استبيان وتقرير مع تسجيل كافة الأحداث بصورة دقيقة، وهو ما يُساعد المؤسسة عل اتخاذ القرارات الصائبة.
- وبالتالي يتم التفكير في الإستراتيجية والخطة التي ستسير عليها المنشأة خلال الفترة المستقبلية، وذلك وفقاً للأداء الذي وصلت إليه في الأحداث والأنشطة الاقتصادية.
وإذا تحدثنا عن الفروع والأنواع المتعلقة بالمحاسبة الإدارية سنجد أنها كالآتي:-
- تحليل التدفق النقدي.
- تحليل وتفسير القيود والعوائق.
- إدارة حسابات القبض.
- تقدير وتقييم وإدارة تكلفة المنتجات.
- تحليل معدل دوران وتقلب المخزون.
- مقاييس الرفع المالي.
- تحليل التوجهات العصرية، وإعداد الموازنات للمؤسسات.
أهمية المحاسبة
علم المُحاسبة بكل فروعه يلعب دور كبير داخل المؤسسات فهو مسئول عن الآتي:-
- توفير البيانات والمعلومات المالية للموظفين والإدارة؛ ومن هنا يتم اتخاذ الإجراءات والقرارات الملاءمة.
- تساهم في إعداد وتجهيز عدة قوائم مالية ومن ضمنها المركز المالي، قائمة الدخل، وبواسطتها يتم توفير البيانات الخاصة بالدائنين والعملاء الذين يتعاملون بشكل أساسي مع المؤسسة.
- تعتبر مصدر هام، وإثبات قانوني لكافة المجريات والأحداث التي تعرضت لها الشركة أو المؤسسة، خلال مدة زمنية مُعينة، فيكون هناك تقرير سنوي، ويُسمى بالسنة المالية.
وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا ، وتحدثنا من خلاله عن أنواع المحاسبة المختلفة وأشكالها، وأهمية وجودها داخل كل مؤسسة
