لا تجعلي من متاعبكِ وهُمومكِ مَوضوعاً للحديث … لأنّكِ بذلك تخلقين حاجزاً بينكِ وبين السّعادة
عائض القرني
احذرْ المتشائم؛ فإنّك تُرِيَه الزّهرة فيُرِيك شوكها، وتعرض عليهِ الماء فيخرج لكَ منه القذى، وتمدح لهُ الشّمسَ فيشكو حرارتها.
أنتَ الّذي تلوّن حياتك بنظرك إليها, فحياتك من صنع أفكارك، فلا تضع نظّارة سوداء على عينيك.
إذا رأيتَ الصّحراء تمتدّ وتمتدّ فاعلم أنّ وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
تعيشُ مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً ، وعندك الخبزُ الدافئُ ، والماءُ الباردُ ، والنومُ الهانئُ ، والعافيةُ الوارفةُ ، تتفكّرُ في المفقودِ ولا تشكرُ الموجود.
واصبرْ وما صبرُك إلاَّ باللهِ ، اصبرْ صَبْرَ واثقٍ بالفرجِ ، عالم بحُسْنِ المصيرِ ، طالبٍ للأجرِ ، راغبٍ في تفكيرِ السيئاتِ ، اصبرْ مهما ادلهمَّت الخطوبُ ، وأظلمتِ أمامك الدروبُ ، فإنَّ النصر مع الصَّبْرِ ، وإنَّ الفرج مع الكَرْبِ ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً.
إنّ الذي يعودُ للماضي ، كالّذي يطحنُ الطّحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالّذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم.
في كل مكان تجدينَ ظلاماً في حياتك ما عليكِ إَّلا أن تنيري المصباح في نفسك.
الكون بُني على النظام‘ فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.
إنّ النّاس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلف ؛ لأنَّ الريح تتّجه إلى الأماِم .
الماءُ ينحدر إلى الأماِم ، والقافلُة تسير إلى الأماِم ، فلا تخالف سنة الحياة .
إنّ التحوّل من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة ولكنّها جميلة.
أوصيك كل يوم بأربع بالتّلاوة والذّكر والقراءة والمشي فالتّلاوة للرّوح والذّكر للقلب والقراءة للعقل والمشي للجسم.
إنّ النّصر مع الصّبر .. وإنّ الفرج مع الكرب .. وإنّ مع العُسر يُسرا.
أنت شيءٌ آخرُ لم يسبق لكَ في التاريخِ مثيلٌ، ولن يأتي مثُلك في الدنيا شبيه.
لا تنتظر شكراً من أحد، ويكفي ثواب الصّمد، وما عليك ممّن جحد وحقد وحسد.
فسلّمَ وقتَك من الضياعٍ ، وعمرُك من الإهدارِ ، ولسانُك من الغيبةِ ، وقلبُك من القلقِ ، وأذنُك من الخنا، ونفسُك من سوءِ الظنِ.
عُمرك يوم واحد، فلا هو أمس الّذي ذهب بخيره وشرّه ، ولا الغد الّذي لم يأتِ إلي الآن.
