الظلال من جدران الموت كتاب من الكتب الفلسفية المثيرة للجدل، ففي الغالب تكون الكتب الفلسفية غريبة بموضوعاتها ومحتواها، منها ما يحادث نفس الإنسان مباشرة، ومنها ما يبعث الرعب في قلب القارئ، وهذا فنَّ حديث في الأدب إلى حد ما، ولكنَّ أيًّا من هذه الكتب لن يؤدي إلى موت القارئ بمجرَّد قراءة ما به، إلَّا كتاب الظلال من جدران الموت، هذا الكتاب الذي ظلَّ لسنين طويلة لغزًا حيَّر الناس، فمن مؤلفه؟ وما هو لغزه؟ هذا ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال.
كتاب الظلال من جدران الموت
كتاب الظلال من جدران الموت كتاب فلسفي من تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيدزي سنة 1863م، ويُعدُّ هذا الكتاب أخطر كتاب في العالم، حيث اشتهر بأنَّه كتاب قاتل، لا يلمَسه أحد من القرَّاء إلَّا ويكون الموت الحتميُّ في انتظاره، هذا الموت الغامض كان سببًا في إثارة جدل واسع حول هذا الكتاب، مما دفع الناس إلى البحث في السبب وراء موت كلِّ قارئ يمسكه ويقلِّب صفحاته، وجدير بالذكر إنَّه قد يسخر امرؤ من هذه القصة وقد يظنُّ أنَّها كلام عارٍ عن الصحة أو مبالغ فيه، وقد يربط آخرون القضية بالشعوذة والسحر والدجل، ولكنَّ الغريب هو أنَّ محتوى هذا الكتاب عادي جدًا، لا غرابة فيه ولا قصص مختلفة، ولكنَّ الغريب في الأمر أنَّ من يفتح هذا الكتاب ويحاول قراءة ما به ستكون نهايته حتميةً لا شكَّ فيها، فيموت من لمس الكتاب وقرأه مباشرة دون أيَّةِ أعراض غريبة.
مؤلف كتاب الظلال من جدران الموت
إنَّ مؤلف كتاب الظلال من جدران الموت هو الكاتب الأمريكي روبرت كيدزي، وهو أستاذ في علم الكيمياء، ولد في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1823م، حصل روبرت سي كيدزي على شهادة في الكيمياء وشهادة في الطب، وعمل طبيبًا طيلة 11 عامًا، وكان طبيبًا جراحًا في فترة الحرب الأهلية الأمريكية، ولمَّا بلغ سن الأربعين، عمل أستاذًا لمادة الكيمياء في كلية الزراعة الكائنة في ولاية ميتشيغان، وكان يُلقَّب في ولاية ميتشيغان أبو صناعة سكر البنجر، وقد توفي روبرت سي كيدزي في مطلع القرن العشرين وتحديدًا عام 1902م.
لغز الكتاب الذي يقتل كل من يقرؤه
كان روبرت كيدزي مؤلفُ كتاب الظلال من جدران الموت مهتمًا بالبيئة، يدرس مدى تأثير المواد السامة على جسم الإنسان، ومن بين الدراسات التي قام بها دراسة تؤكّدُ مدى خطورة وضع ورق الحائط على جدران البيوت، وهذا الورق كان منتشرًا بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينيات القرن الثامن عشر، ومن خلال بحثه ودراساته أثبت كيدزي أن ورق الحائط يحوي نسب خطيرة من مادة الزرنيخ القاتلة، وبعد هذا الاكتشاف حذَّر كيدزي الناس من خطورة ورق الحائط، ولكنَّهم لم يسمعوا ولم ينتبهوا لصيحاته وتحذيراته، فما كان منه إلَّا أن جمع عينات كثيرة من ورق الحائط التي تضمُّ نسبًا مرتفعة من الزرنيخ.
ثمَّ قام بوضع صفحة العنوان والمقدمة من كتاب الظلال من جدران الموت، ثمَّ لم يكتب أية كلمة أخرى، بل وضع ورق الحائط في الكتاب لتبلغ صفحاته 86 صفحة، جمع كيدزي ورق الكتاب من ورق الحائط الذي كان منتشرًا بكثرة بين الناس، هذا ما أدى إلى وفاة كلِّ من يقلِّب صفحات الكتاب متأثرًا بمادة الزرنيخ الموجودة في ورق الحائط الذي صمَّم منه كيدزي كتابه، وجدير بالذكر أيضًا إنَّ مادة الزرنيخ تُسمَّى سمَّ المشاهير لأنَّ كانت سببًا في تسميم عدد كبير من المشاهير في التاريخ، أبرزهم القائد الفرنسي نابليون بونابرت.
وفي الختام يمكن القول إنَّ مادة الزرنيخ التي شكَّلت مكونًا رئيسًا في صفحات كتاب الظلال من جدران الموت هي اللغز الذي حيَّر الناس وهي السبب وراء وفاة كلِّ من يقرأ الكتاب ويمسكه ويقلِّب ما به، وقد عرضنا هذا فيما مرَّ من هذا المقال كما سلطنا الضوء على مؤلف هذا الكتاب أيضًا.