الطبيعة

ما هي الزراعة المستدامة

ما هي الزراعة المستدامة

زراعة مستدامة – ويكيبيدياar.wikipedia.org › wiki › زراعة_مستدامة
الزراعة المستدامة هي ممارسة الزراعة باستخدام مبادئ علم البيئة، وهو دراسة العلاقات بين الكائنات الحية … ومن بين الخيارات الأكثر واقعية والتي غالبًا ما يتم إغفالها تطبيق الدورة الزراعية طويلة الأجل، والعودة إلى الدورات الطبيعية التي تغمر الأراضي المزروعة

مبادئ الزراعة المستدامة

ما هي الزراعة المستدامة. هناك تحول يحدث في المزارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة. إذ وعلى مدى عقود كنا ننتج الجزء الأكبر من غذائنا عن طريق الزراعة الصناعية، وهو نظام تهيمن عليه المزارع الكبيرة التي تزرع نفس المحاصيل عامًا بعد عام، مستخدمةً في هذه الزراعة كميات هائلة من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية التي تتلف التربة والماء والهواء والمناخ، وهذا النظام ليس مبنيًا ليدوم طويلًا، فهو يهدر الموارد التي يعتمد عليها ويقلل من جودتها.

ولكن يوجد عدد متزايد من المزارعين والعلماء المبتكرين الذين يسلكون مسارًا مختلفًا ويتجهون نحو نظام زراعي أكثر استدامةً بيئية واقتصادية واجتماعية. إذ يوفر هذا النظام مساحةً للمزارع من جميع الأحجام، ما ينتج مجموعة متنوعة من الأطعمة والألياف والوقود المعدلة حسب الظروف المحلية والأسواق الإقليمية، ويستخدم أحدث الممارسات الإبداعية القائمة على العلم والتي تحقق أقصى قدر ممكن من الإنتاجية والربح، مع تحقيق أقل قدر ممكن من الأضرار البيئية.

يدّعي بعض مؤيدي الزراعة الصناعية أن من آثار هذا التغيير السعر الذي يجب أن ندفعه لإطعام العالم، لكن في الواقع، فإن مجموعة متزايدةً من الأدلة العلمية تدحض هذا الادعاء، وتشير إلى أن نموذجًا أكثر استدامةً يمكن أن يكون مربحًا بنفس القدر ويلبي احتياجاتنا على المدى طويل.

مبادئ الزراعة المستدامة:
إذن، الزراعة المستدامة هي موجة المستقبل، ولكن ما هي بالضبط؟

في مجال الزراعة تُعتبر الاستدامة فكرةً معقدةً ذات جوانب كثيرة:

– اقتصادية: يجب أن تكون المزرعة المستدامة من الأعمال المربحة التي تسهم في اقتصاد قوي.

– اجتماعية: يجب أن تتعامل بنزاهة مع عمالها وتكون لها علاقة متبادلة المنفعة مع المجتمع المحيط.

– بيئية: الاستدامة البيئية في الزراعة تعني الإدارة الجيدة للنظم والموارد الطبيعية التي تعتمد عليها المزارع، وتتضمن أمورًا أخرى تشمل:

– البناء والحفاظ على تربة صحية.

– التحكم بالمياه بحكمة.

– التقليل من تلوث الهواء والماء والمناخ.

– الترويج للتنوع البيولوجي .

هناك مجال كامل من البحوث مكرس لتحقيق هذه الأهداف يُعرف بعلم البيئة الزراعية أو الأغرويكولوجيا- agroecology أي علم إدارة المزارع كنظم بيئية من خلال العمل مع الطبيعة وليس ضدها، إذ يمكن للمزارع المُدارة تحت المبادئ البيئية الزراعية تجنب الآثار الضارة دون المساس بالإنتاجية أو الربح.

هل المستدامة تعني عضوية؟
في حين أن معظم الأمريكيين ربما لم يسمعوا عن البيقية الموبرة أو شرائح (شرائط) البراري أو غيرها من الميزات الأساسية للمزارع المستدامة، فإن أي شخص زار السوق مؤخرًا قد سمع عن الأغذية العضوية. تضم حركة الزراعة العضوية، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين، نظامًا من ممارسات الاستدامة التي دُوّنت في معايير شهادات محددة من قبل وزارة الزراعة الأمريكية. يمكن للمزارع التي تحترم هذه المعايير تصنيف منتجاتها على أنها (عضوية – USDA Organic)، وهي ميزة يبحث عنها المزيد والمزيد من المتسوقين.

العضوية والمستدامة كلمتان غير مترادفتين تمامًا، إذ تترك المعايير العضوية الحالية مجالًا لبعض الممارسات التي تُعتبر غير مثالية من وجهة نظر الاستدامة، كما أن ليس كل المزارعين الذين يستخدمون ممارسات مستدامة مؤهلون للحصول على شهادة وزارة الزراعة الأمريكية أو يسعون لها.

مع ذلك، من المرجح بدرجة كبيرة أن منتجات الفواكه والخضروات العضوية المعتمدة التي تجدها في السوق هي أكثر استدامةً من تلك المحلية المزروعة تقليديًا. لذلك إذا كانت قاعدتك الأساسية هي “ابحث عن الملصق العضوي”، فمن غير المحتمل أن تكون مخطئًا.

ممارسات الزراعة المستدامة:
على مدى عقود من العلم والممارسة، ظهرت العديد من الممارسات الزراعية المستدامة الرئيسية مثل:

– تناوب المحاصيل واعتناق التنوع: إن غرس مجموعة متنوعة من المحاصيل يمكن أن تكون له فوائد عديدة بما في ذلك توفير تربة صحية وتحسين مكافحة الآفات. وتشمل ممارسات تنويع المحاصيل البيئية تداخل المحاصيل intercropping- أي زراعة مزيج من المحاصيل في نفس المنطقة، والتناوب المعقد للمحاصيل لعدة سنوات.

ما هي الزراعة المستدامة زراعة المحاصيل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية الزراعة الصناعية المزارعون السياسة الزراعية نظام زراعي صديق للبيئة

– زراعة محاصيل الغطاء الأخضر: تُزرع هذه المحاصيل مثل البرسيم أو البيقية الموبرة في أوقات المواسم التي قد تُترك فيها التربة عارية. تحمي هذه المحاصيل صحة التربة وتبنيها عن طريق منع التعرية وتجديد مغذيات التربة ومراقبة الأعشاب الضارة، ما يقلل الحاجة إلى مبيدات الأعشاب.

– التقليل أو الامتناع عن الحرث: الجرف التقليدي (الحرث) يحضّر الحقول للزراعة ويمنع العديد من المشاكل التي قد تصيب البذور، ولكن يمكن أن يسبب الكثير من فقدان التربة. ويساهم الامتناع عن الحرث، أو الحرث المخفف الذي ينطوي على إدخال البذور مباشرة في التربة غير المحروثة، في التقليل من التآكل والتعرية، ويحسن صحة التربة.

– تطبيق الإدارة المتكاملة للآفات:(IPM) يمكن تطبيق مجموعة من الطرق بما يتضمن ذلك من ضوابط ميكانيكية وبيولوجية بشكل منهجي للحفاظ على تعداد الآفات تحت السيطرة مع تقليل استخدام المبيدات الكيميائية.

– دمج الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية: تميل الزراعة الصناعية إلى الفصل بين الإنتاج النباتي والحيواني، إذ تعيش الحيوانات بعيدةً عن المناطق التي يتم فيها إنتاج علفها، وتنمو المحاصيل بعيدًا عن الأسمدة الوفيرة المهملة. تبين مجموعة متزايدة من الأدلة أن التكامل الذكي بين إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات يمكن أن يكون توليفةً لمزارع أكثر كفاءةً وربحية.

– اعتماد ممارسات الحراجة الزراعية: عن طريق خلط الأشجار أو الشجيرات في عمليات المزارع، إذ يمكن للمزارعين توفير الظل والمأوى لحماية النباتات والحيوانات وموارد المياه، مع توفير دخل إضافي محتمل.

– إدارة النظم الكاملة والمناظر الطبيعية: إذ تعامِل المزارع المستدامة المناطق غير المزروعة بكثافة أو المزروعة بشكل مكثف جزئيًا مثل المخازن النهرية أو شرائط البراري باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المزرعة، وتقدر دورها في السيطرة على التعرية (التآكل) وتقليل الجريان السطحي للمغذيات ودعم الملقحات والتنوع البيولوجي الآخر.

وهناك موضوع رئيسي يربط العديد من هذه الممارسات ألا وهو التنويع. ةتبسيط الأمور” هي نصيحة قد تكون جيدةً في العديد من المواقف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالزراعة فإن الأنظمة الأكثر استدامةً وإنتاجيةً تكون أكثر تنوعًا وتعقيدًا، مثل الطبيعة نفسها.

علم الزراعة المستدامة:
تُظهر أحدث العلوم، والتي يخرج الكثير منها من مراكز البحوث في الولايات المتحدة، كيف يمكن للممارسات الأغرويكولوجية (الإيكولوجية الزراعية) دعم المزارع الإنتاجية والربحية. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة جارية في مركز أبحاث مارسدين فارم Marsden Farm- التابع لجامعة ولاية أيوا- Iowa State University أن أنظمة دوران (تناوب) المحاصيل المعقدة يمكن أن تتفوق على الثقافة الأحادية التقليدية في كل من الإنتاجية والربحية.

تُعتبر البحوث المتعلقة باستنبات (إنتاج) أنواع جديدة من المحاصيل أمرًا ضروريًا أيضًا لنجاح نظام بيئي زراعي أكثر استدامةً، مما يوفر للمزارعين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من أنواع المحاصيل التي يمكن تكييفها بسهولة مع الظروف والممارسات الخاصة بالمزرعة. إلا أنه قد تضاءلت برامج بحوث الاستنبات في السنوات الأخيرة ما ترك المزارعين معتمدين بشكل متزايد على مجموعة محدودة من الأصناف المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المزارع الصناعية.

ولمساعدة المزارعين على تبني ممارسات مستدامة، من الأهمية بمكان أن نستمر في دعم أبحاث علم البيئة الزراعية إلى جانب التوعية والتعليم لمساعدة المزارعين على الاستفادة الفعالة من العلم المتاح. ولتحقيق هذه الغاية، نسّق اتحاد العلماء المعنيين- Union of Concerned Scientists UCS بيانًا وقّعه أكثر من 450 عالمًا وخبيرًا، يدعون فيه إلى زيادة الاستثمار العام في البحوث البيئية الزراعية.

الزراعة المستدامة و السياسة الزراعية:
في حين تواصل السياسة الزراعية للولايات المتحدة وضع حصة الأسد (الرصيد الأكبر) من الموارد العامة وراء دعم الإنتاج الزائد من الذرة وغيرها من المحاصيل السلعية، تتواجد بعض العلامات المشجعة، إذ تضمنت آخر إصدارات مشروع قانون المزرعة Farm Bill- أحكامًا لدعم المزيد من الزراعة العضوية، ولتسهيل الأمر على مزارعي الفاكهة والخضروات للتأهل للحصول على التأمين على محاصيلهم، ولمساعدة المزارعين على اعتماد ممارسات أكثر استدامةً في أراضيهم الزراعية الخاصة.

ولكن إذا أردنا أن تصبح الزراعة المستدامة النموذج السائد في الولايات المتحدة، فنحن بحاجة إلى المضي قدمًا أكثر. فقد نشرت UCS سلسلةً من التقارير والقضايا التي تقدم توصيات لتعزيز الزراعة المستدامة عبر السياسة الزراعية، كجزء من هدفنا العام المتمثل في توجيه نظامنا الغذائي نحو توفير الغذاء الصحي وبأسعار معقولة ومنتجة بشكل مستدام للجميع. ونحن نشجعك على إلقاء نظرة ثم الاتصال بممثليك لمطالبتهم بدعم سياسات الزراعة المستدامة.

خصائص الزراعة المستدامة

بات العالم يواجه العديد من التحديات، وخاصة المجتمعات النامية، أولها الزيادة المطردة في تعداد السكان والزيادة في استهلاك الغذاء والتوسع في الإنتاج الصناعي؛ مما أصبح يتطلب الاتجاه بالزراعة نحو مفهوم جديد هو الاستدامة.

تعتبر الزراعة أكبر المهن على وجه الأرض فهي التي تمد العالم باحتياجاته من الغذاء يوميًا والتي تصل إلى 7.3 مليار طن من الألبان سنويًا وإلى حوالى 2.25 مليار فنجان من القهوة يوميًا. كما وتشغل الزراعة حوالى 40 % من مساحة الأرض التي نعيشها عليها وتستهلك حوالى 70 % من موارد العالم المائية و 30 % من المحميات الخضراء في العالم.

وتتحقق الاستدامة في الزراعة من خلال ثلاث دعائم رئيسية؛ الأولى مراعاة تحقيق المردود الاقتصادي أو الربحية وذلك بالنظر إلى النشاط الزراعي باعتباره استثمارًا، والثانية هي خلق وابتكار النظم الاجتماعية الجديدة من خلال المشروعات الزراعية وتشغيل الأفراد المعنيين وتنميتهم وتدريبهم، أما الثالثة فتكمن في البعد البيئي من خلال الحفاظ على البيئة وتنوعها. وتتأتى هذه الدعائم من خلال استغلال كل الموارد المتاحة أفضل استغلال وحمايتها وتنميتها من أجل توفير الغذاء الآمن النظيف والمنتجات الزراعية باستمرار وعلى المدى الطويل وبأقصى كفاية لأفراد المجتمع الزراعي المضطلع بتلك المشاريع الزراعية وكذا المجتمع غير الزراعي. كما وتحقق هذه الدعائم أيضًا الربحية المرجوة لأصحاب الاستثمارات، وتحافظ على البيئة المحيطة على المدى الطويل مع توفير التنوع البيئي، فإن لم تحافظ الزراعة على البيئة وتنوعها لن تتوفر البيئة اللازمة لاستمرار الاستثمار الزراعي واستدامته وبالتالي لن يتوفر الغذاء الكافي والآمن للمجتمع.

خطوات تحقيق الزراعة المستدامة:
• تنمية التنوع البيئي والحفاظ على الأنواع البيئية غير الضارة ؛
• الحفاظ على الأرض وجودة التربة ؛
• حُسن إدارة مصادر المياه واستهلاكها ؛
• تخطيط وابتكار النظم والمجتمعات الريفية الجديدة وتنميتها صحيًا واجتماعيًا ؛
• رفع كمية وجودة الإنتاج الزراعي ؛
• حُسن استغلال الأراضي الزراعية ؛
• كفاءة وترشيد استهلاك الطاقة؛
• مراعاة التغيرات المناخية.

أهداف الزراعة المستدامة

ثلاث أهداف رئيسية للزراعة المستدامة، الصحة البيئية، الربحية الاقتصادية، و العدالة الاجتماعية و الاقتصادية. ساهمت مجموعة متنوعة من الفلسفات و السياسات و الممارسات فى تحقيق هذه الاهداف. الناس بمختلف قدراتهم من مزارعين و مستهلكين تشاركوا هذه الرؤية و ساهموا فيها.

ترتكز الاستدامة على مبدأ أننا يجب أن نلبى إحتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الاجيال المقبلة على تلبية إحتياجاتها الخاصة. لذلك الاشراف على كلٍ من الموارد الطبيعية و البشرية ذو أهمية قصوى. الاشراف على الموارد البشرية يشمل النظر فى المسئوليات الاجتماعية مثل ظروف العمل و المعيشة للعمال، إحتياجات المجتمعات الريفية، و الصحة و سلامة المستهلك فى الحاضر و المستقبل على حد سواء. الاشراف على الموارد الطبيعية و يشمل الاشراف على الاراضى و الموارد الطبيعية و تعزيز هذا المورد الاساسى على المدى الطويل.

و من أجل إستدامة التفاهم يتوخى هذا النظام الاستدامة فى أوسع معانيها من المزرعة الفردية الى النظام البيئى المحلى و المجتمعات المحلية المتضررة من النظام الزراعى الحالى على حد سواء محلياً و عالمياً. التركيز بشكل كبير و شامل على عواقب الممارسات الزراعية الحالية على كل من المجتمع و البيئة. نهج الزراعة المستدامة يعطينا الادوات لإستكشاف الترابط بين الزراعة و غيرها من جوانب بيئتنا. نهج الزراعة المستدامة يعنى أيضاً جهود البحث و التعلم فى تخصصات متعددة و هذا لا يتطلب فقط أراء المتخصصين و لكن أيضاً المزارعين و عمال المزارع و المستهلكين و صانعى السياسات و غيرهم.

التحول للزراعة المستدامة هو مجموعة من الخطوات الصغيرة و الواقعية بالنسبة للمزارع. إقتصاديات الاسرة و الاهداف الشخصية توثر على سرعة أو الى أى مدى يمكن أن يصل المشارك فى النظام. من الضرورى أن ندرك أن كل قرار صغير يمكن أن يحدث فرقاً و أن يساهم فى دفع العجلة نحو إستمرار الزراعة و المفتاح للمضى قدماً فى هذا النظام هو الارادة لإتخاذ الخطوة التالية.

أخيراً من المهم الاشارة الى أن الوصول الى نظام الزراعة المستدامة هو مسئولية كل المشاركين فى النظام من مزارعين و عمال و واضعى السياسات و الباحثين و تجار التجزئة و المستهلكين، كل مجموعة لها دور تلعبه و مساهمة فريدة من نوعها لتعزيز مجتمع و نظام الزراعة المستدامة.

البوست التالى يعتبر أستراتيجيات محددة لتحقيق نظام الزراعة المستدامة و قد تم تقسيمها لثلاث مجموعات: الزراعة و الموارد الطبيعية، ممارسات الانتاج النباتى و الحيوانى، و السياق الاقتصادى و الاجتماعى و السياسى و هى تمثل مجموعة من الافكار لاُناس إلتزموا بتفسير مفهوم الزراعة المستدامة فى إطار ظروفهم الخاصة.

فوائد الزراعة المستدامة

تشكل الزراعة المستدامة إحدى أهم ممكنات استراتيجيات الأمن الغذائى الشامل لعديد من الدول اليوم وذلك سعيا منها للقضاء على الجوع وتعزيز أمنها الغذائى الوطني، والذى يأتى متوافقًا مع هدف توفير الحماية البيئية. وتركز هذه الممارسة على توفير إمدادات كافية من الأغذية للأفراد دون إضافة المزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.
ويعد تطبيق أفضل الممارسات الزراعية التى تعزز الإنتاج الغذائى الصحى مع الأخذ فى الاعتبار الواجب البيئى أمرًا ضروريا لدعم حركة التنمية المستدامة العالمية. ومما لا شك فيه أن الجهود الرامية إلى تعزيز الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية يضمن حصول الجميع على حاجته من الغذاء ويضمن استمرار تلك الموارد للأجيال القادمة، حيث تعد هذه الموارد المحدودة أمرًا ضروريًا للبقاء على قيد الحياة. وتركز الزراعة المستدامة وفق أفضل النظم العالمية على ركائز التنمية المستدامة الثلاثة وهي: البعد البيئى والبعد الاجتماعى والبعد الاقتصادي، والجدير بالذكر بأن نظام العلامة الزراعية المستدامة الإماراتية يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الركائز، كما يركز على نهج إدارة العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء بحيث يتم توظيف الموارد المتجددة لدعم إنتاج الغذاء.
وفى ظل هذا المنعطف تأتى أهمية الابتكار والتكنولوجيا الزراعية المتقدمة وبناء القدرات البشرية فى تطوير القطاع الزراعي. ووفقًا لمقال نشر على الإنترنت على موقع «ناشيونال جيوغرافيك» فإن الزراعة المستدامة تتضمن: «ممارسات زراعية تحاكى العمليات الإيكولوجية الطبيعية». ولتنفيذ ذلك يتطلب الأمر توظيف الأدوات اللازمة لزراعة الطعام بطريقة طبيعية وصحية.
ولقد شهدنا مؤخرًا ظهور التكنولوجيا الزراعية (AgTech) مثل: الزراعة الرأسية، وعلوم البيانات وتطبيقات إنترنت الأشياء لخدمة الزراعة، والطائرات الزراعية بدون طيار، والهندسة الجينية، ونظم الزراعة المغلقة. وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم استيراد ٩٠٪ من الأغذية، تكتسب هذه التكنولوجيا AgTech قوة فى ضوء الجهود التى تبذلها الدولة لإنتاج المحاصيل المزروعة محليًا على الرغم من التحديات التى تواجهنا مثل: ندرة الموارد المائية والأراضى الصالحة للزراعة. حيث تساهم هذه التكنولوجيا فى إنتاج أغذية صحية ذات قيمة غذائية عالية وتكون خالية من بقايا المبيدات الحشرية والكيماويات مما يرفع من مستوى جودتها وسلامتها الغذائية.
ولتحقيق رؤية وأهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائى التى تم إطلاقها عام ٢٠١٨، نعمل على عدة مرتكزات لتعزيز تكنولوجيا الزراعة وتعزيز سبل إنتاج الغذاء بشكل مستدام فى دولة الإمارات. ومن هنا عملنا فى مكتب الأمن الغذائى مع فريق المسرعات الحكومية وأكثر من (٥٠) جهة حكومية اتحادية ومحلية وممثلين من القطاع الخاص على برنامج «تسريع تبنى التكنولوجيا الزراعية الحديثة»، والذى حقق عددا من النتائج أهمها، تطوير دليل موحد لمواصفات ومعايير البناء المخصص لمنشآت الزراعة الحديثة، وإطلاق رخصة الزراعة الحديثة الموحدة المبنية على الأنشطة، وتطوير تشريعات لتنمية قطاع الاستزراع السمكي، بالإضافة إلى إطلاق العلامة الوطنية للزراعة المستدامة الأولى من نوعها المتوافقة مع أطر تقييم الزراعة المستدامة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
بجانب ذلك كان لنا توجهنا العالمى لتعزيز أمننا الغذائى من خلال إطلاق مسابقة «تحدى تكنولوجيا الغذاء» مؤخرًا. حيث تدعو المسابقة رواد الأعمال والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم لإيجاد حلول ممكنة تكنولوجيًا لتحديات الزراعة وإنتاج الغذاء وإدارته فى دولة الإمارات. سيتم تكريم أربعة فرق فائزة وسوف يتقاسمون جائزة قدرها مليون دولار أمريكى خلال أبريل القادم لتمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع غذائية على أرض دولة الإمارات.
وفيما يتعلق بتنمية القدرات البشرية أطلقت الإمارات العربية المتحدة برنامج (زراعي) ‹Ziraai› لتوفير التدريب اللازم، ودعم التسويق، وتقديم القروض المعفاة من الفوائد لمواطنيها المشاركين فى القطاع الزراعي. ويعد ما سبق مجرد أمثلة على برامج حكومة دولة الإمارات المتعلقة بالزراعة المستدامة. فعبر دول مجلس التعاون الخليجى تشارك العديد من الدول الأعضاء فى مبادرات مماثلة كجزء لا يتجزأ من برامج الأمن الغذائي.
وتحقق الزراعة المستدامة تقدمًا سريعًا فى جميع أنحاء العالم، حيث يواصل عدد متزايد من الدول تبنى هذا النهج الاستراتيجى فى الزراعة. وبالتالى يجب أن نرحب بالطرق الجديدة ونجد باستمرار طرقًا لتوفير الغذاء لمجتمعاتنا المتنامية باستمرار.

الزراعة والتنمية المستدامة

– نسبة المساحة الزراعية المخصصة للزراعة المنتجة والمستدامة
يجسد المقطع المتعلّق بالزراعة المنتجة والمستدامة الأبعاد الثلاثة للإنتاج المستدام: البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وستمنح أداة القياس – المسوحات الزراعية – البلدان المرونة في تحديد الأولويات والتحديات ضمن الأبعاد الثلاثة للاستدامة. وستكون نسبة المساحة الزراعية المخصصة للزراعة المنتجة والمستدامة هي تلك المزارع التي تفي بالمؤشرات المختارة في جميع الأبعاد الثلاثة. وسيقيس هذا المؤشر التقدم نحو تحقيق الهدف 2-4 من أهداف التنمية المستدامة.

ضمان وجود نظم إنتاج غذائي مستدامة، وتنفيذ ممارسات زراعية متينة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمحاصيل، وتساعد على الحفاظ على النظم الإيكولوجية، وتعزز القدرة على التكيّف مع تغير المناخ وعلى مواجهة أحوال الطقس الشديدة وحالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الكوارث، وتحسِّن تدريجيا نوعية الأراضي والتربة، بحلول عام 2030

التأثير
يقيس هذا المؤشر التقدم المحرز في تحقيق زراعة أكثر إنتاجية واستدامة. وتتكون من مؤشرات فرعية ذات صلة ستزود الحكومات بالمعلومات الاستراتيجية للسياسات القائمة على الأدلة.

النتائج الرئيسية
تكمن الزراعة المستدامة في صميم خطة عام 2030، والخطوة الأساسية الأولى لضمان القضاء على الجوع. في حين أن العديد من أهداف التنمية المستدامة تتناول القضايا المتعلقة بالزراعة، فقد كُرّس مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2-4-1 لها بالكامل.

كان هناك نقاش كبير على مدى السنوات الثلاثين الماضية حول كيفية تحديد “الزراعة المستدامة”. بما أن الزراعة تساهم في التنمية – كنشاط اقتصادي، ومصدر لكسب الرزق ومزود ومستخدم للخدمات البيئية – تشير خطة عام 2030 إلى أن جميع القطاعات، بما في ذلك الزراعة، ينبغي النظر إليها من خلال ثلاثة أبعاد للاستدامة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

ولا يختلف المؤشر2-4-1، المعرّف باسم ” نسبة المساحة الزراعية المخصصة للزراعة المنتجة والمستدامة”. وفي الماضي، تم تعريفه بشكل أساسي وفقًا للمعايير البيئية. فإذا كانت التربة سيئة أو إذا لم تتم إدارة المياه إدارة سليمة، فقد تعتبر المزرعة غير مستدامة. أما في السنوات الأخيرة، فقد تمّ إدراك بأن الاستدامة أبعد من ذلك بكثير، فهي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، ووضع المزارعين في صلب الأمور. فإذا كانت المزرعة غير سليمة اقتصاديًا أو غير قادرة على مواجهة الصدمات الخارجية، أو إذا كانت رفاهية العاملين في المزرعة لا تُراعى، فلن تكون المزرعة مستدامة.

تم تطوير هذا المؤشر من خلال عملية خاضها أصحاب المصلحة المتعددون تضم الإحصائيين والخبراء التقنيين من البلدان والمنظمات الدولية، والمكاتب الإحصائية الوطنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وهو يجمع بين المواضيع المتعلقة بالإنتاجية والربحية والمرونة والأرض والمياه والعمل اللائق والرفاهية من أجل استيعاب الطبيعة المتعددة الأبعاد للزراعة المستدامة.

ويجري اختباره تجريبيا في بلدان مختارة من مناطق مختلفة.

نتائج الزراعة المستدامة

إن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للاستدامة مفهومة بشكل جزئي أيضًا. وفيما يتعلق بالزراعة الأقل تركيزًا، فإن أفضل تحليل معروف في هذا المجال هو دراسة نيتنج (Netting) حول أنظمة صغار الملاك عبر التاريخ. وتعرف مجموعة أكسفورد المعنية بالاستدامة (Oxford Sustainable Group) الاستدامة في هذا السياق بشكل أوسع، آخذة في الاعتبار التأثير على جميع أصحاب المصالح ومن خلال نهج شامل.

ومع الأخذ في الاعتبار الموارد الطبيعية المحدودة بأي تكلفة محددة وفي أي موقع محدد، فإن الزراعة التي تفتقر إلى الكفاءة أو المضرة بالموارد المطلوبة تستنفد في نهاية المطاف الموارد المتوفرة أو تضعف القدرة على تحمل تكلفتها والحصول عليها. كما أنها قد تُحدث آثارا خارجية سلبية مثل التلوث، فضلاً عن التكاليف المالية والإنتاجية.

علاوة على ذلك، يجب تفسير طريقة بيع المحاصيل ضمن معادلة الاستدامة. فـالغذاء الذي يتم بيعه محليًا لا يتطلب طاقة إضافية للنقل (بما في ذلك المستهلكون). أما الغذاء الذي يتم بيعه في أماكن بعيدة، سواء في أسواق المزارعين أو في المراكز التجارية، فيؤدي إلى تكبد مجموعة أخرى من تكاليف الطاقة مقابل المواد والعمالة والنقل.

الزراعة المستدامة doc

لتحميل الملف اضغط هنا

الزراعة المستدامة ppt

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
دعاء للاخ الكبير , ادعية جميلة لاخي الكبير , اجمل دعاء للاخ المهموم
التالي
تعرفوا على أذكار الصّباح والمساء

اترك تعليقاً