تنمية بشرية

كيف أخرج من العزلة

كيف أخرج من العزلة

عالمنا المنغلق الذى لا يشتمل على الكثير من الأصدقاء هو ما يساعد فى حالة الإحباط والدخول فى دائرة الاكتئاب المفرغة، ولكن الطب النفسى وجد فى التعرف على أصدقاء جدد أحد الاسترتيجيات المهمة للخروج من العزلة الاجتماعية التى يصنعها الشخص من حوله، وهو الأمر الذى جعل خبراء النفسية يتفقون على طرق بسيطة يمكنك بها اكتساب أصدقاء جدد.

  1. اقبل جميع الدعوات الاجتماعية، حتى إذا لم تبدو تشابه النوع الذي ستستمتع به، لأنك ببساطة لا تعرف أبداً من سوف تقابل.
  2. بناء الصداقات يحدث مع مرور الوقت، لذلك كن على علم أن التقرب الشديد للأشخاص قد يدفع الناس بعيدا ولا يجعلهم أصدقاء.
  3. اقبل أننا مختلفون، فمطالبة الآخرين بمشاركة معتقداتك وسلوكياتك قد تحد من تنوع الصداقات التي تقوم بها.
  4. اظهر أنك صديق جدير بالثقة وإيجابي، واستخدم محادثة متفائلة ومشجعة ولا تتحدث عن الآخرين.
  5. اغتنم أي فرصة للاختلاط مع الآخرين، قم بدعوة أشخاص لحضور الأنشطة التي نظمتها بدلاً من الانتظار دائماً لطلبها.
  6. استخدم شبكتك الحالية من العائلة والأصدقاء للتعرف على أشخاص جدد، واسأل ما إذا كنت مرحبًا بك لحضور أحد الأحداث الاجتماعية.
  7. ركز انتباهك على أشخاص آخرين ومصالح مختلفة، فالقلق بشأن نفسك وكيف تشعر يمنعك من الاتصال مع الآخرين.
  8. شاهد الآخرين الذين يبدون بمثابة صداقات سهلة، واعتمد بعض التقنيات التي يستخدمونها، فتأتي الثقة مع الممارسة، لذا امنح نفسك فرصة للتدرب.
  9. أظهر أنك مهتم بالآخرين، من خلال طرح أسئلة حول حياتهم ومصالحهم، وسوف تبقي المحادثة تتدفق عندها بينكم.
  10. راعى الصداقات القديمة والجديدة، وامنح الناس في حياتك الوقت والاهتمام الذي يستحقونه.

جدير بالذكر، أن الاكتئاب هو مرض نفسى يجعل الشخص يعانى من مجموعة من العلامات المرضية أهمها الحزن واللامبالاة والعزلة وفقدان الاحساس بالمتعة فى الأشياء وحب المشاركة فى الأنشطة والتحدث مع الآخرين، وكذلك يجعل الشخص مضطرب فى عادات النوم والطعام ويحتاج للعلاج النفسى والدوائى بحسب استشارة الطبيب النفسى.

أسباب العزلة المفاجئة

أسباب العزلة المُفاجئة، قد تظهر في عدة صور، منها ما يلي:

  1. فقدان شخص عزيز.
  2. صدمة مفاجئة.
  3. الحزن والزعل.
  4. تقلُب المزاج.
  5. الرسوب في الدراسة.
  6. الطرد من وظيفة أو خسارة مبلغ مالي.
  7. التوقعات السلبية.
  8. الخوف من الرفض.

أسباب العزلة الاجتماعية

تتعدد أسباب الوحدة والانعزال، فقد ينتقل الشخص من حالة الانعزال الجزئي إلى حالة الانعزال الكلي، ومرور الشخص المُصاب بالوحدة بأسباب تربوية أو بيئية أو هواجس أو التعرض في مرحلة عمرية معينة لشيء ما، قد يكون سبب مباشر في إصابته بمرض العزلة النفسية.

تربوية: (طريقة تربية الوالدين للأبناء عن طريق التخويف والردع بتعنيفهم في حالة الاختلاط بالأطفال بمحيط بيئتهم).
هاجسية: (الهاجس النفسي عن طريق تفكير الشخص أنه دائمًا على صواب والآخرين على خطأ، وتحويله إلى هذا الهاجس إلى مبدأ في التعامل، وأن مشاركتة الآخرين في رأي ما أو موضوع ما أمر غير مستحب، فهو يُفضل عدم الاختلاط بهم نهائيًا).
عمرية: (قد تكون التغيرات الفسيولوجية لدى المراهقين سببًا في العزوف عن التواصل مع الآخرين، فهي مرحلة انتقالية يمر بها الشخص، فتتغلب عليه الوسواس القهرية في تقييم الأمور والاحتياجات والأوضاع النفسية والاجتماعية والأسرية بشكل عام).
نفسية: (القلق والتوتر هي اضطرابات نفسية شائعة، وتعرُض بعض الاشخاص لها قد يؤدي بهم إلى الانطواء والوحدة والعزلة، وتكون محطة القلق هي المساحة التي تشغل الشخص، لذا يُفضِل اعتزال من حوله، لتفادي زيادة القلق الذي يُعاني منه).

قلة العلاقات الاجتماعية

أجريت العديد من الدراسات حول مشكلة العزلة الاجتماعية، فنتج عنها مجموعة من الأرقام والحقائق حول هذه المشكلة النفسية التي يجب التعرف عليها قبل التوصل إلى طريقة علاج، وفيما يأتي أبرز هذه الحقائق:

  1. يشعر ما يقارب 40% من عامة الناس بالعزلة في إحدى فترات حياتهم، ولكن على رغم ذلك فإن عدد قليل من هؤلاء الناس يعلم بانعكاسات العزلة وسلبياتها على صحتهم وحياتهم. ما يزيد عن 60% من الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة هم أشخاصٌ متزوجين في الأصل، ويعود ذلك غالبًا إلى عدم توفر الجانب العاطفي، كذلك بسبب قلة مشاركة المشاعر والعواطف لديهم مع الشريك.
  2. تزداد فرصة فقدان الحياة بنسبة تصل إلى 14% بالنسبة للأشخاص المصابون بالعزلة الاجتماعية، حيث إنّ هذا الأمر يجعل العزلة والتدخين على صعيد ومرتبة واحدة.

حب العزلة والصمت

حب العُزلة والصمت عند بعض الأشخاص يرجع لعدة أسباب، قد تتمثل في وجود حواجز على هيئة حاجز اجتماعي لتفاوت الطبقات، أو ثقافي لاختلاف اللغة، أو جغرافي لبُعد المكان، أو عائلي بسبب التجاهل إلى جانب أسباب أخرى، نتعرف عليها تباعًا:

  1. الحاجز الاجتماعي: بعض الأشخاص قد يُعانون من الحساسية المفرطة تجاه الآخرين من خلال نظرتهم لهم بتعالي أو نظرة دونية، وربما مادية، فهم يبررون لأنفسهم أن الجانب الاجتماعي يُمثِل حاجزًا في التواصل معهم.
  2. الحاجز الثقافي: لُغة الحوار والتعليم ودرجة الثقافة يؤثرون بشكل مباشر على طريقة التواصل الفكري مع الآخرين، واختلاف اللغة قد يُصعب عملية الاتصال والتواصل، لذا يُفضِل بعض الأشخاص اختيار العُزلة الاجتماعية كمخرج آمن للهروب من الحرج أو الوقوع في أخطاء ظاهرية.
  3. الحاجز الجغرافي: بُعد المسافات عن الأهل والأقارب والأصدقاء قد يؤجج المشاعر، ومع صعوبة الوصول إلى الأشخاص الذين نحبهم، بسبب الموقع الجغرافي، يُعجل من وقوع بعض الأشخاص في فخ العُزلة والصمت.
  4. الحاجز العائلي: طريقة تعامل بعض أفراد الأسرة أو العائلة مع الشخص الحساس نسبيًا، من خلال تجاهله أو التقليل من قدراته أو التوبيخ الدائم لسلوكياته، أو من خلال عدم التنقيب عن مواهبه وثقلِها، إلى جانب تهميشه بين أخواته، كُلها تؤدي إلى الهروب خلف باب العُزلة والصمت.
  5. التشوهات الخلقِية: إصابة بعض الأشخاص بتشوهات خلقِية منذ الصغر، تجعلهم يُفضلون العُزلة والصمت، واختيار العزوف عن من حولهم، قناعةً منهم أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم.

علاج العزلة النفسية

الاستعانة بمتخصص أو طبيب نفسي لعلاج مرض العزلة النفسية هو الملاذ الآمن للتخلص من آثار الوحدة والانطواء، فهو مرض شبيه بالقلق الاجتماعي، ويقوم المختص بوصف عقاقير طبية مضادة للاكتئاب تعمل على توازن مستويات السيروتونين في الدماغ، كما يتم وصف أدوية تُساعد على النوم، وإذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائي، يتم عمل جلسات باستخدام العلاج المعرفي السلوكي، الذي يُساعد مريض العزلة النفسية على التخلص النهائي والتام من المرض.

علاج العزلة والانطواء

إليك أبرز طرق تساعد في التغلب على الشعور بالإنطواء والعزلة:

  1. التعرف على بعض الأصدقاء: حتى وإن كان عددهم محدود، فوجود بعض الأشخاص في حياتك سيساعد في مقاومة شعور الميل للوحدة، على أن يكون هناك تواصل دائم معهم.ويمكن أن يكون في حياتك صديق وفي تحكي له المشكلة ليساعدك في التغلب عليها ويشجعك على عدم البقاء بمفردك.
  2. الإنضمام إلى مجموعات: سواء في النادي أو الأنشطة المختلفة، فيجب البحث عن نشاط جماعي تقوم به، لتعتاد على التواجد وسط أشخاص اخرين والعمل في فريق، فهذا يساعد كثيراً في التغلب على الإنطواء.ويمكن ممارسة رياضة جماعية، فهي من الطرق الفعالة لتكوين علاقات إجتماعية، كما أن الرياضة تساعد في زيادة الثقة بالنفس.
  3. وضع أهداف في الحياة: فعندما يكون لدى الشخص خطط وأهداف يسير عليها، يتمكن من تجاوز هذه المشكلة، لأنه يسعى جاهداً لتحقيق هذه الأهداف،.
  4. كثرة التطلع والمعرفة: فهذا يزيد كثيراً من لباقة الشخص وقدرته على الحديث مع الاخرين، وبالتالي تزداد الثقة في النفس، وهذا يؤدي إلى إهتمام وشغف الأشخاص المحيطين بالتواصل مع الشخص الذي يميل للعزلة.
  5. التغلب على المشكلات: حيث أن المرور بمشكلة ما لا يعني توقف الحياة، بل يجب أن تواجه ما حدث وتبدأ في تفادي أسبابه مستقبلاً، كما أن التواصل مع الأشخاص سيساعد كثيراً في نسيان ما حدث بشكل أسهل وأسرع.

علاج العزلة والاكتئاب

  • المعالجة الدوائية
  • المعالجة النفسانية
  • المعالجة بالتخليج الكهربيّ (المعالجة بالصدمة الكهربائية – Electroconvulsive treatment Electroshock treatment – ECT)

كما إن هنالك طرق لعلاج الاكتئاب لم تستوف البحث والتجريب مثل الطرق المقبولة المذكورة أعلاه، من بينها:

  • التنبيه (التحفيز) الدماغي
  • علاجات مكمِّلة وبديلة.

ثمة حالات معيّنة يستطيع طبيب العائلة فيها علاج الاكتئاب بنفسه.

ولكن في حالات أخرى، هنالك حاجة للاستعانة بمعالِج نفساني مؤهّل لعلاج الاكتئاب، طبيب نفسي، اختصاصي علم النفس أو عامل اجتماعي.

من المهم جدا أن يكون للمريض دور فعّال في علاج الاكتئاب. فبالتعاون والعمل المشترك، يستطيع الطبيب (أو المعالِج) أن يقرر، سوية مع المريض، نوع علاج الاكتئاب الأفضل والأكثر ملاءمة لحالة المريض، مع الأخذ بالاعتبار ماهية الأعراض ودرجة حدتها، الخيار الشخصي للمريض، القدرة على دفع تكاليف علاج الاكتئاب، الأعراض الجانبية لعلاج الاكتئاب وعوامل أخرى.

ومع ذلك، ثمة حالات يكون فيها الاكتئاب صعبا جدا لدرجة تحتم على الطبيب، على شخص قريب أو غيره، متابعة علاج الاكتئاب ومراقبته عن كثب حتى يسترد المريض عافيته ويصل إلى وضع يستطيع فيه أن يشارك، بفاعلية، في عملية اتخاذ القرارات.

طرق علاج الاكتئاب

فيما يلي وصف مفصّل لطرق علاج الاكتئاب:

1- الأدوية

تتوافر في الأسواق عشرات الأدوية لعلاج الاكتئاب. يستطيع غالبية الناس التخفيف من أعراض الاكتئاب عن طريق الدمج بين الأدوية والعلاج النفسي.

غالبية الأدوية المضادة لحالة الاكتئاب فعّالة وناجعة بنفس المقدار. لكن بعضها قد يسبب أعراضا جانبية حادة جدا وخطيرة.

مراحل علاج الاكتئاب

  • الاختيار النموذجي الأول: يبدأ العديد من الأطباء علاج الاكتئاب بواسطة الأدوية المضادة لمرض الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية (Selective serotonin reuptake inhibitors – SSRI)
  • الاختيار النموذجي الثاني: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA – Tricyclic antidepressants)
  • الاختيار النموذجي الأخير: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مُثَبِّطُات أُكسيدازِ أُحادِيِّ الأَمين (Monoamine oxidase inhibitor – MAOI)

العزلة الاجتماعية PDF

لتحميل الملف اضغط هنا 

 

السابق
مفاتيح التفكير الابداعي
التالي
مفهوم تسيير الموارد البشرية

اترك تعليقاً