اسلاميات

قصة سيدنا آدم .. تعرف عليها في 6 مشاهد لبداية خلق الإنسان

قصة سيدنا آدم

آدم عليه السلام هو أبو البشرية، وهو أول من خلقه الله سبحانه وتعالى من البشر، وقد وردت العديد من مشاهد هذه القصة في الكتب السماوية مثل التوراة والإنجيل والقرآن، ففي القرآن مثلاً ذكرها الله تعالى في العديد من السور مثل البقرة والأعراف والحجر والإسراء والكهف وطه وص وغيرها، وقد تعرفنا من خلال نصوص القرآن وشرح السنة النبوية المطهرة لها على هذه القصة بالكامل، فتعالوا بنا نعرض طرفاً من الحديث لقصة سيدنا آدم عليه السلام، من خلال عرض بعض المشاهد حسب ما ذكره القرآن الكريم عنها.

المشهد الأول: ما قبل الخلق

لقد سبق خلق آدم أبو البشر كل المخلوقات على الأرض وفي السماء، وقد كان الملائكة يعبدون الله تعالى حتى أخبر الله تعالى ملائكته الكرام أنه سيخلق بشراً، وهنا تسائل الملائكة عن الحكمة من خلق البشر حتى أخبرنا الله عن الحكمة في قوله تعالى: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.

حيث توّقع الملائكة بأن ذرية آدم من الممكن أن تكون مفسدة وتسفك الدماء فيما بينهم، وذلك لأن فطرة البشر ليست كالملائكة، وبالتالي قد تحيد عن أوامر الله ونواهيه، لكن قضت حكمة الله تعالى ورد عليهم وقال سبحانه جل في علاه: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ.

المشهد الثاني: خلق آدم عليه السلام

بيّن الله تعالى للملائكة أنه سيخلق بشراً من طين، ثم ينفخ فيه من روحه، وبالفعل فقد جُمع من تراب الأرض الأحمر والأصفر والابيض والأسود ثم مزج التراب بالماء فأصبح صلصالاً من حمأ مسنون ثم تعفن الطين وظهرت من رائحة، ثم سوى الله تعالى الطين وتم بذلك خلقه للإنسان ثم نفخ فيه من روحه.

المشهد الثالث: الملائكة وإبليس والسجود لآدم عليه السلام

في هذا المشهد وبعد خلق آدم عليه السلام أمر الله الملائكة أن يقومون بالسجود تشريفاً لآدم عليه السلام، وبالفعل قام الملائكة بالسجود عدا إبليس الذي أعماه الكبر والغرور فرفض السجود لآدم عليه السلام، حيث قال الله تعالى له: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ.

فيرد إبليس ويجادل الله تعالى بمنطق الحسد والكبر ويقول: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ. ولكن بعد هذا الجدال وجد إبليس نفسه ملعوناً خارجاً من رحمة الله تعالى، حيث أمر الله تعالى هذا الأمر بقوله سبحانه وتعالى: قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

بعد هذا الأمر، امتلأ قلب إبليس بالحقد على آدم وذريته وأصبح كل همه الانتقام من آدم ومن ذريته وطلب من من الله تأخيره إلى يوم القيامة، وقد توّعد إبليس بالانتقام حيث قال لله تعالى: فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ.

المشهد الرابع: خلق حواء

بعد اكتمال خلق آدم، خلق الله من ضلعه حواء لتكون له زوج ثم بعد ذلك أسكنهما الجنة يتنعمان فيها بالنعيم الكبير وقد أمر الله تعالى آدم وحواء أن يعيشا في الجنة ويأكلا منها حيث يريدان عدا شجرة واحدة فقط.

وهنا تدخل إبليس بوساوسه إلى آدم وحواء من أجل أن يجربا الأكل من هذه الشجرة المحرمة، حتى نجح في إقناع آدم الذي أكل هو وزوجه حواء من الشجرة المحرمة وهنا قام آدم بعصيان الله والأكل منها ظناً منه كما قال له الشيطان إبليس أنه سيكون مخلداً فيها أبداً حيث قال الله تعالى لآدم عليه السلام عندما أصبح في الجنة: فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى.

حيث حذره الله من وساوس إبليس، ولكن آدم وحواء لم يسمعا هذا القول وغلبتهم وساوس إبليس الذي وسوس لهما من أكل الشجرة، حيث قال الله سبحانه وتعالى في ذلك: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ.

المشهد الخامس: توبة آدم وحواء وخروجهما من الجنة

بعد الوسوسة والأكل من هذه الشجرة وعصيان الله تعالى ندم آدم وزوجه وتابا إلى الله تعالى، حيث تعلّم فعل التوبة والاستغفار قبل الله تعالى توبته، ولكنه قال له أنه سيخرج من الجنة كما حذره أول مرة وسينزل إلى الأرض ويعمرها هو وذريته وعليه ان يحذر من إبليس اللعين وذريته حتى يأتي يوم القيامة فيحاسبهم بما فعلوا وبالفعل نزل آدم وحواء إلى الأرض.

المشهد السادس: النزول إلى الأرض والحكمة منه

وهو المشهد الأخير من قصة خلق سيدنا آدم، حيث نزل آدم وزوجه حواء إلى الارض، وقد قضى الله عليهما حياة الدنيا وهي الشقاء والكد والرزق والعمران في الأرض والسعي إلى الرزق، ومع هذه الأمور محاربة الهوى والدنيا والشهوات التي تجري في الإنسان مجرى الدم، فمن حارب هذه الشهوات نجا ودخل الجنة، ومن وقع فيها وأطاع الشيطان دخل النار، وهذا هو ما قضاه الله على آدم وبنيه.

وبالفعل نزل آدم إلى الأرض ونزلت معه زوجه حواء وأنجبا العديد من الذرية التي زادت مع مرور الزمن، وفي نفس الوقت كان إبليس اللعين يوسوس لهذه الذرية، حتى يومنا هذا هو وذريته من الشياطين، وسيبقى هذا الصراع على الإنسان حيث شهواته ونزواته ووساوس الشيطان حتى يوم القيامة، وقد قضى الله ذلك على البشرية.

لكن مع هذا الصراع فهناك أدوات ووسائل للحماية من الشيطان الرجيم أولها بالطبع التوبة والاستعانة بالله على هذه الشهوات والنزوات، وقد بيّن الله تعالى كل هذه الأمور في الدين الذي أنزل على مر الأزمان وكان الأنبياء الكرام يبينونه للبشر لهدايتهم إلى طريق الحق والبعد عن طريق الشيطان والضلال، وهذه هي القصة والحكمة من ورائها.

عرضنا في هذا المقال؛ قصة سيدنا آدم عليه السلام، وما وراء هذه القصة من حكمة خلص الإنسان وكيف أن هذه الحكمة مستمرة معنا إلى ان يشاء الله ويرث الأرض ومن عليها.

السابق
5 معلومات عن الأنبياء والرسل .. عددهم وخصائصهم وأهميتهم للبشرية
التالي
كتابة بحث عن اساليب التحفيز الذاتي وعناصره

اترك تعليقاً