التعليم

شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها

شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها

إذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها ، فإننا سوف نُجيبك من خلال مقالنا على هذا التساؤل المطروح بشدة عبر محركات البحث، إذ أن الخنساء تُعد واحدة من أهم الشخصيات المذكورة في تاريخ الشعر العربي، اسمها الحقيقي هو تماضر بنت عمرو السلمية من مدينة بجد وهي شاعرة مخضرمة اشتهرت برثاء أخيها صخر ومعاوية وأبناءها الأربعة بعد فقدهم جميعاً.

كما نعرض لم من خلال معلمي ومعلمات المملكة بعض أبيات الشاعرة المخضرمة الخنساء، إلى جانب توضيح الشرح الوافي لها من خلال السطور التالية.

شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها

  • الخنساء هي شاعرة مخضرمة عاصرت الجاهلية ثم دخلت في الإسلام، كان للخنساء أخوين هما معاوية وصخر، ذات يوم أراد أخيها معاوية أن يجبرها على الزواج من صديق له يسمى دريد، حيث ذهبت الخنساء إلى صخر ولجأت إليه فكان خير عوناً لها، بالإضافة إلى موقفه مع زوجها عبد العزّي عندما وقعوا في أزمة مالية كبيرة ليقوم صخر أخيها بقسم ماله إلى قسمين لتختار أخته الخنساء النصف الذي تريد من شدة كرمه.
  • رفضت زوجة صخر العمل الذي قام به واعترضت عليه ليرد بشدة قائلاً “والله لا أمنحها شرارها وهي حصان قد كفتني عارها، ولو هلكت مزّقت خمارها واتّخذت من شعرها صدارها”.

الخنساء ترثي اخاها صخرا

  • تمنت الخنساء أن يقف الزمن في تلك اللحظة التي علمت بمقتل صخر فيها، فكان أخيها شديد الكرم معها، فهو عونها في الدنيا، إذ نعرض لكم مناسبة قتل صخر فيما يلي:
  • كان يوماً مشؤوماً في حياة الخنساء، عندما رأى معاوية بن عمرو أسماء المريّة التي كانت عند السيد هاشم بن حرملة الغطفاني فأعجبه شدة جمالها وحسنها ليذهب ويدعوها لنفسه ولكنها امتنعت وردت عليه ليغضب ويذهب إلى هاشم الغطفاني ويغضب معاوية غضباً شديداً يتجهز لغزو بني مرّة قوم هاشم، بعدما رفض هاشم.
  • قام صخر بتحذير معاوية ونهيه عن فعل ذلك، لكن معاوية أصر على الغزو ليذهب مع أنصاره، ولكنه عاد ولم يذهب، بينما وصل الخبر إلى هاشم الغطفاني ليقول أن الجبن هو الذي منعه من القدوم، ومن ثم يغضب معاوية غضباً شديداً ويذهب نحو بني مرة، فعطش معاوية ليذهب مع أصحابة لشرب الماء، إذ تراهم امرأة من أنصار بني سهم بن مّرة وأخبرت هاشم وأخيه دريد ليقتلوا معاوية.
  • علم صخر بالأمر وأقسم على الثأر لأخيه، فذهب إلى بني مّرة ليأخذ ثأر أخيه وطلب من هاشم الشماء وهي فرس معاوية بعد أن زار قبره، إلى جانب أنه توعد بغزوهم في العام المقبل، ليعود بالفعل ويقتل دريد، واستمر صخر في حملاته على بنى مرّه لأنه لم يرتضي بهذا الثأر حتى أُصيب صخر إصابة بالغة في القتال من قبل ثور بن ربيعة الأسدي ليصبح صخر بقية حياته طريح الفراش مريضاً إثر هذه الضربة.

في حين أن زوجة صخر كانت تُجيب إذا سألها شخص عن حاله أنه بين الحياة والموت فلا هو حي ولا هو ميت، فيما عندما تُسأل أمه عنه تقول أنه بأفضل حال وهي تبكي ليقول صخر:

رى أمَّ صخرٍ ما تجفُّ دموعُها ** وملَّتْ سُليمى مَضْجعي ومكاني.

فأّيُّ امرئٍ ساوى بأمٍ حليلةً ** فلا عاشَ إِلا في شقاً وهوانِ.

كما جاءت الخنساء لتسأل عن حال أخيها، ليسمع صخر اليائس من الحياة سؤال أخته عليه، فأجابها لكي تطمئن ولكنه قد فقد الأمل.

تبكي خناسٌ على صخر وحقَّ لها شرح

اشتد المرض على صخر وظل طريح الفراش لمدة عام وأكثر بقليل حتى مات صخر في يوم كلاب عام 615 ميلادياُ، إذ انهارت الخنساء بعد موت أخيها صخر، فمن قبله عام 612 مات أخيها معاوية لكن صخر كان خير العون لها في ذلك الوقت أما الآن فمات العون والسند في الدنيا.
حيث إنها لم تستطع أن تتمالك نفسها، فظلت تبكي على قبره وترثيه طيلة حياتها، فيما جاءت أبيات الخنساء ورثائها لأخيها على النحو التالي:
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ أخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ كأنّ عيني لذكراهُ
إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذْ رابهَا الدَّهرُ أنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ إذا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وأسرار تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتّى إذا اذكرت
فإنما هيَ إقبالٌ وَإدبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَانْ،
رتعتْ فإنَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ أحلاءٌ وَأمرارُ وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ

وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا

وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ

وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ شرح

تعرض الخنساء في رثائها الشجاعة المتمثلة في أخيها صخر الجميل الذي كان يسعى للحروب والنصر والمشهور بذلك، كما أنها تذكر الحب والعطف الذي كان يظهره لها صخر، وكيف أصبحت الدنيا بدونه فهي قاسية شديدة الظلمة عليها، فيما تقول الخنساء:

وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ
فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ
معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثقة
كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ إخبارُ فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ أرقبهُ
حتّى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها
لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ
لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم
وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ
فقدْ أصيبَ فما للعيشِ أوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ
كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ
آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ
جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّارُ في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ
في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَأحجارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ
دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
ورفقة ٌ حارَ حاديهمْ بمهلكة ٍ
كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ
وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ

أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة

كانت تقول الخنساء بعد موت أخويها وأبناءها خاصة أخيها صخر أنها أعظم العرب مصيبة، ليصدق العرب على كلامها، حيث إن سألها أحد أيهما أوجع صخر أم معاوية قالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد، واستمرت في رثاء أخيها صخر وقالت:

أعَينِ ألا فَابْكي لِصَخْرٍ بدَرّة ٍ
إذا الخيلُ منْ طولِ الوجيفِ اقشعرَّتِ
إذا زجروهَا فِي الصَّريخِ وَطابقتْ
طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وهَرّتِ
شددتَّ عصابَ الحربِ إذ هيَ مانعٌ
فألْقَتْ برِجْلَيها مَرِيّاً فَدَرّتِ
وَكانتْ إذا مَا رامهَا قبلُ حالبٌ
تَقَتْهُ بإيزاغٍ دَماً واقمَطَرّتِ وَكانَ ابُو حسَّانَ صخرٌ اصابهَا
فارغثهَا بالرُّمحِ حتَّى أقرَّتِ كَراهِيَة ٌوالصّبرُ منكَ سَجيّة ٌ
إذا ما رَحى الحرْبِ العَوَانِ استَدَرّتِ
أقامُوا جنابْي رأسهَا
وَترافدُوا على صَعْبِها يَوْمَ الوَغى فاسبطَرَّتِ
عَوَانٌ ضَرُوسٌ ما يُنادى وَليدُها
تلقَّحُ بالمرَّانِ حتَى استمرَّتِ
حَلَفْتَ على أهْلِ اللّواءِ لَيوضَعَنْ
فما أحْنَثَتْكَ الخَيْلُ حتّى أبَرّتِ
وخَيْلٌ تُنادى لا هَوَادَة َ بَيْنَها
مَرَرْتَ لها دونَ السَّوَامِ ومُرّتِ كانَّ مدلاً منْ أسودِ تبالة ٍ
يكونُ لها حَيثُ استَدارَتْ وكَرّتِ

على صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

تبكي الخنساء بشدة على أخيها صخر وتصفه بأنه أعظم الفتيان، الذي حزن وجزع كل بنى عمرو عليه، إذ كان صخر الملجأ لها من كل مصاعب وأزمات الحياة وعندما مات ضاق الكون الواسع بها وظلت تبكي وترثي أخيها الحنون بقية عمرها حيث قالت:

بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها

بِعُوّارٍ فَما تَقضي كَراها

على صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ

إِذا ما النّابُ لَم تَرأَم طِلاها

فَتى الفِتيانِ ما بَلَغوا مَداهُ

وَلا يَكدى إِذا بَلَغَت كُداها حَلَفتُ بِرَبِّ صُهبٍ مُعمِلاتٍ

إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ مُنتَهاها

لَئِن جَزِعَت بَنو عَمروٍ عَلَيهِ

لَقَد رُزِئَت بَنو عَمروٍ فَتاها

لَهُ كَفٌّ يُشَدُّ بِها وَكَفٌّ

تَحَلَّبُ ما يَجِفُّ ثَرى نَداها

تَرى الشُمَّ الجَحاجِحَ مِن سُلَيمٍ

يَبُلُّ نَدى مَدامِعِها لِحاها عَلى رَجُلٍ كَريمِ الخيمِ أَضحى

بِبَطنِ حَفيرَةٍ صَخِبٍ صَداها لِيَبكِ الخَيرَ صَخراً مِن مَعَدٍّ

ذَوُو أَحلامِها وَذَوُو نُهاها

وَأوْجَعَني الدّهرُ قَرْعاً وغَمْزَا

تشكو الخنساء الزمن لأنه أضاع منها أبنائها وأخويها الاثنين الذي انفطر قلبها عليهم، حيث إنها عاشت الكثير من الآلام الصعبة، حتى أنها تصف ما مرت به بالعجز الشديد، فتقول:

تَعَرّقَني الدّهْرُ نَهْساً وَحَزَّا

وَأوْجَعَني الدّهرُ قَرْعاً وغَمْزَا وافنى رجالي فبادروا معاً

غُودِرَ قلبي بهِمْ مُسْتَفَزّا

كأنْ لم يَكونُوا حِمًى يُتّقَى

إذِ النَّاسُ اذْ ذاكَ منْ عزَّبزَّا وكانُوا سَراة َ بَني مالِكٍ

وزَيْنَ العَشيرَة ِ بَذْلاً وعِزّا

وهمْ في القديمِ أُساة ُ

العديمِ والكائِنونَ منَ الخَوْفِ حِرْزَا وهمْ منعوا جارهمْ والنّسا

يحفِزُ أحشاءَها الخوْفُ حَفْزَا غداة َ لقوهمْ بملمومةِ رداحٍ

تغادرُ في الأرضِ وكرَّا

ببيضِ الصّفاحِ وسمرِ الرّماحِ

فبالبِيضِ ضَرْباً وبالسُّمرِ وَخْزَا وخَيْلٍ تَكَدَّسُ بالدّارِعينَ

وتحتَ العَجاجَة ِ يجمِزْنَ جَمزَا ومن ظنّ ممّنْ يُلاقي الحروبَ

بأن لا يصابَ فقدْ ظنَّ عجزا نَعِفّ ونَعْرِفُ حَقّ القِرَى

ونَتّخِذُ الحَمْدَ ذُخراً وكَنْزَا

ونَلْبَسُ في الحَرْبِ نَسْجَ الحديد

ونَسحبُ في السّلمِ خَزّاً وقَزّا

فانحَدَرَ الدّمعُ منّي انحِدارَا

تذكر الخنساء أخاها في كل وقت، إذ أنها بمجرد تفكيرها تنحدر الدموع من عينها مثل السيول، وتصف أخويها وأبناها بالأبطال اللذين ضاعوا منها، ولا سيما إذا جفت دموعها من عينها من كثرة البكاء، فإنها تنعصر منها المياه لتخرج من شدة الحزن عليهم، إلى جانب أن الأرض تضيق الخناق عليها من كل جهه مما يوحي بضياع الأمل واليأس التام للخنساء فتقول:

ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
فانحَدَرَ الدّمعُ منّي انحِدارَا وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها
شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها
وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى
وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا يقينَ وتحسبهُ قافلاً
إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ
وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا
وهاجِرَة ٍ حَرّها صاخِدٌ
جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا
لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ
وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ
كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ
وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا
كانَّ القتودَ اذا شدَّها
على ذي وسومٍ تباري صوارا
تمكّنُ في دفءِ ارطائهِ
أهاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟
فدارَ فلمَّا رأي سربها
أحسَّ قنيصاً قريباً فطارا
يشقّقُ سربالهُ هاجراً
منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا
فباتَ يقنّصُ أبطالهَا وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا
ضاقتْ بيَ الأرضُ وَانقضَّتْ محارمهَا
حتَّى تخاشعتِ الأعلامُ وَالبيدُ
وَقائلينَ تعزَّي عنْ تذكُّرهِ

فالصَّبرَ ليسَ لأمرِ اللهِ مردودُ

يا صَخْرُ قد كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ به

فقدْ ثوى يومَ متَّ المجدُ وَالجودُ

فاليومَ أمسيتَ لاَ يرجوكَ ذو أملٍ

لمَا هلكتَ وَحوضُ الموتِ مورودُ

ورُبّ ثَغْرٍ مَهولٍ خُضتَ غَمْرَتَهُ

بالمُقْرَباتِ علَيها الفِتْيَة ُ الصِّيدُ

نصبتَ للقومِ فيهِ فصلَ أعينهمْ

مِثلَ الشّهابِ وَهَى مِنهُمْ عَباديدُ شرح تحليل

قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر

استخدمت الخنساء العديد من الأساليب والصور في قصيدتها، فيما نذكر بعض هذه الأساليب والصور التي تظهر قيمة الخنساء الشعرية الكبيرة فيما يلي:

  • في بداية القصيدة استخدمت الخنساء السؤال البلاغي، وذلك لأنها لا تريد الجواب من المستمع.
  • تعاملت في قصيدها بكلمة “ذَرَّفَت” لتدل على غزارة الدموع التي بكتها في رثاء أخيها صخر.
  • كما أدخلت الخنساء الاستفهام البلاغي على قصيدتها لتعظم الحزن التي شعرت به عند موت أخيها صخر، إلى جانب أنه توضيح يشير إلى عظمة فاجعة الموقف.
  • قامت الخنساء باستخدام أساليب المبالغة للتخصيص والتأكيد على حزنها وجزعها الشديد.
  • استخدمت أساليب القصر للتخصص والتوكيد.
  • تعاملت في أبيات القصيدة بالتجريد لتدل أن الرثاء تخاطب بها نفسها.
  • استخدمت الخنساء التصريع والاستعارات المكنية والتشبيهات مما يدل على قوة بلاغة الخنساء الشعرية.
السابق
الفرق بين خط الرقعة والنسخ
التالي
وصفات للمكرونة المسلوقة

اترك تعليقاً