ثقافة عامة

تسمى بالمدينة الوردية

إحدى مدن الدول العربية تسمى بالمدينة الوردية ، وهي مدينة تاريخية وأثرية لها مكانتها على مر التاريخ، وسميت بهذا الاسم لإنها وردية اللون فمعالهما وأحجارها وصخورها وردية اللون، فما اسم هذه المدينة وما تاريخها وما أهم معالمها ؟ كل ذلك سنتعرف عليه لاحقًا.

تسمى بالمدينة الوردية

هي مدينة قديمة تقع في المملكة الأردنية الهاشمية، وتعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وهي كانت ذات يوم عظيمة لدرجة أنها أصبحت موقع أثري مهم للدولة ولجذب السياح، وتسمى بالمدينة الوردية بسبب الوجه الصخري الوردي الغامق لها، أي أن حجارتها وصخورها وردية اللون، والمدينة التي تسمى بالمدينة الوردية هي البتراء، فالبتراء تسمى باسم المدينة الوردية، بسبب لون الأحجار المستخدمة في مبانيها، وتم تسمية البتراء كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1985م، ولاحظ المؤرخون وعلماء الآثار أن البتراء تتميز بهندستها المعمارية الفريدة بالإضافة إلى ابتكار محدد قام به بدو الأنباط الذين أسسوا المدينة، وبالنظر إلى التضاريس الجبلية الوعرة التي تحيط بمدينة البتراء، لن تبدو البتراء كمكان منطقي لبناء مدينة، ومع ذلك استغل الأنباط هذه الجغرافيا عندما أقاموا هياكلها الرئيسية، وقام الأنباط باستخدام تقنية العمارة المقطوعة بالصخور، بالإضافة إلى نحت العديد من مباني المدينة من الأسطح الحجرية المحيطة، ومع تطور الثقافة النبطية ومع سعي الرومان والبيزنطيين لاحقًا إلى ترك بصماتهم الخاصة على المدينة، بدأت العمارة في مدينة البتراء تأخذ مزيجًا من الثقافات المختلفة التي احتلتها خلال هذا التطور بينما حكم الرومان المدينة بعد الأنباط وقبل البيزنطيين، وتم بناء طريق البتراء الروماني، وكان هذا الطريق بمثابة الطريق الرئيسي للبتراء، وتم بناء بوابات مزخرفة على الطراز الروماني لتمييز مدخل المدينة ومع ذلك فإن تأثير الأنباط على تصميم المدينة وبنيتها لم يتم القضاء عليه بالكامل من قبل الحكام اللاحقين.

موقع المدينة الوردية

البتراء تسمى بالمدينة الوردية ، وتقع البتراء على بعد حوالي 150 ميلاً جنوب عمان عاصمة الأردن، وفي منتصف الطريق بين دمشق وسوريا والبحر الأحمر، مما جعلها مركز تجاري مثالي مناسب في المنطقة، ويعتبر موقع البتراء هامًا من قبل المؤرخين وعلماء الآثار على حد سواء، بسبب هندسته المعمارية الجميلة المنحوتة في الصخور ونظام إدارة المياه المبتكر، والذي جعل المنطقة صالحة للسكن، نظرًا لأن موقع البتراء محاط بالصحراء والتضاريس الجبلية الوعرة.

تاريخ مدينة البتراء

تأسست مدينة البتراء كمركز تجاري من قبل الأنباط، وهم قبيلة عربية بدوية أصلية، وسرعان ما جمع الأنباط الذين يعيشون ويتاجرون في البتراء قدرًا كبيرًا من الثروة، جاءت إمبراطورية يونانية وهاجمت المدينة في عام 312 قبل الميلاد، حيث يمثل هذا الحدث أول إشارة إلى البتراء في التاريخ المسجل، ونجح الأنباط في مقاومة الغزاة اليونانيين من خلال الاستفادة من التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة، وكانت الجبال بمثابة جدار طبيعي، مما يدعم البتراء؛ ومع ذلك لم يكن التوغل اليوناني آخر مرة تتعرض فيها مدينة البتراء للهجوم، حيث غزا الرومان البتراء في عام 106 قبل الميلاد، وأجبروا الأنباط في النهاية على الاستسلام، واستمروا في حكم المدينة لأكثر من 250 عامًا حتى منتصف القرن الرابع بعد الميلاد، وعندما دمر الزلزال العديد من مبانيها فيما بعد سيطر البيزنطيون في النهاية على المنطقة، وحكموا البتراء لنحو 300 عام.

معالم مدينة البتراء

كما قلنا سابقًا فإن البتراء هي مدينة قديمة منحوتة من نفس الجبال التي توجد فيها، وقد تم بناؤها في البداية كعاصمة لشعب الأنباط، ولقد أنشأوا نظامًا متطورًا للتحكم في المياه وواحة اصطناعية لتزويد هذه المدينة الصحراوية الرائعة بالوقود، وظلت المدينة مستقلة لعدة قرون، محمية بشكل طبيعي من التكوينات الصخرية المحيطة بها، ونذكر فيما يأتي بعض من معالم مدينة البتراء:

  • السيق: هو ممر بطول 1300 ياردة يبدأ عند المدخل الرئيسي المذهل للبتراء، ويمتد الوادي ببقايا قوس عملاق والذي انهار خلال زلزال عام 1896م، ويعد السيق الجانب الأكثر روعة من المشي إلى البتراء فهو الجمال الطبيعي للصخور الرملية متعددة الألوان بالإضافة إلى أنه ابتكار أهل البتراء.
  • قصر البنت: قصر البنت هو المبنى المستقل الوحيد المتبقي في البتراء بعد قرون من الزلازل والفيضانات التي تعرضت لها مدينة البتراء، ويبلغ ارتفاعه 76 قدمًا، وكان قصر البنت بمثابة المعبد الرئيسي في هذه العاصمة النبطية القديمة، وتم حجز المعبد والمذبح بالداخل حصريًا للكهنة الذين يقدمون تضحيات عامة، ولكن سُمح لعامة الناس بدخول المنطقة المرصوفة.
  • قبر الجرة: هو القبر الأكبر بين جميع المقابر الملكية، وتم نحت المقبرة عام 70 بعد الميلاد، كما وتتميز هذه المقبرة بفناء ضخم وغرفة رئيسية، وتوجد ثلاث حجرات فوق المدخل مباشرة، ويسد الغرفة المركزية حجر مرسوم عليه رجل مدفون، وفي القرن الخامس تم تكريسها ككنيسة كما وخضعت للتجديدات على مر السنين.
  • الخزنة: عند الخروج من السيق يواجهه على الفور ضخامة مذهلة لما يسمى بالخزنة والتي هي أجمل وأفضل نصب تذكاري في البتراء، وهي عبارة عن مزيج فريد من العمارة الهلنستية والنبطية، وكان من المفترض أن يكون قبرًا لملك نبطي، لكن العلماء يعتقدون أنه تم استخدامه لاحقًا كمعبد.

وفي النهاية نكون قد تعرفنا وبالتفصيل على المدينة التي تسمى بالمدينة الوردية ، من موقعها، وتاريخها، ومبانيها ومعالمها المتعددة والمميزة، والتي جعلت منها مكان أثري وسياحي يجذب السياح من شتى دول العالم.

السابق
طريقة تفعيل خدمة موجود ورسوم الخدمة
التالي
تعرف على أفضل 10 فوائد للقرنفل

اترك تعليقاً