شخصيات نسائية

الملكة إليانور آكيتيان ملكة فرنسا و انجلترا

إليانور آكيتيان ، هي واحدة من أهم و أقوى الشخصيات و السيدات في فترة العصور الوسطى ، حيث أنها ورثت ممتلكاتها الضخمة في سن الخامس عشر ، مما جعلها أشهر و أفضل عروس في وقتها ، و قد أصبحت هي ملكة فرنسا و ملكة انجلترا ، و تولت أيضا قيادة الحملة الصليبية الموجهة للأرض المقدسة ، و ليس هذا فقط بل أنها عملت على إنشاء الكثير من طقوس محكمة الفرسان ، كما أنها هي والدة ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا و قائد الحملة الصليبية .

الحياة الباكرة لإليانور آكيتيان
– ولدت إليانور في منطقة في جنوب فرنسا في عام 1122م ، و قد تعلمت على يد والدها المثقف الكبير ويليام العاشر ، و الذي كان دوق منطثة اكيتين ، فقد تعلمت على يده الأدب و الفلسفة بعدد من اللغات ، كما أنها تدربت أيضا على قسوة و حكمة الحياة ، و ذلك عندما أصبحت هي وريثة والدها عندما أتمت عامها الخامس .

– و قد عاشت حياة مبهجة و نشيطة حتى وفاة والدها ، و عندها فإنها قد أخذت لقب والدها و وظيفته و ورثت أيضا الأراضي الواسعة خاصته ، و من حينها فإنها أصبحت هي أكثر فتاة شابة و جميلة في منطقة أكيتين ، و العروس الأكثر حظا و جمالا في المنطفة بأكملها ، و قد وضعت تحت وصاية ملك فرنسا نفسه ، و خلال ساعات فإنها قد خطبت لأبنه و وريث عرشه الأمير لويس ، كما أنه قد أرسل الملك أكثر من خمسة مئة رجل لنقل إليانور إلى منزلها الجديد .

الملكة إليانور ملكة فرنسا
– تزوج الأمير لويس من إليانور في يوليو 1137م ، و لكن سرعان ما توفى الملك ، و أصبح زوجها لويس هو الملك بعد عدة أسابيع من زفافها ، في فترة قليلة و لم تكن تعرف زوجها كثيرا ، و لكنها وجدت نفسها في قصر باريس و محاطة بالكثير من الأعمال و الواجبات اللازمة تجاه وطنها الجديد ، حيث أنه في نهاية السنة قد تم تتويج لويس و إليانور ملكا و ملكة فرنسا

– لويس و إليانور في السنوات الأولى لهم كملوك ، قد تعرضوا للكثير من الصعوبات و النضالات مع الخدم الخاص بالكونت ثيوبالد ، و مع البابا في روما أيضا ، و لأن لويس كان مازال صغير ، فإنه قد وقع في الكثير من الأخطاء العسكرية و الدبلوماسية مما قد نتج عنه وجود خلاف كبير مع البابا في روما و الكثير من اللوردات ، مما نتج عنه صراعات كثيرة مات فيها المئات من الأبرياء و ظل في هذا الصراع حتى استجاب لدعوة البابا في المشاركة في الحملة الصليبية عام 1145م .

– و إليانور لم تترك زوجها و سافرت معه في الحملة الصليبية ، و لكنها لم تسري على ما يرام ، و لكن العلاقة بين إليانور و لويس قد نمت بشكل متزايد ، ولكن بعد عدة سنوات محفوفة فقد قامت إليانور بإلغاء عقد جوازها ، و من بعدها فقد واجه لويس الكثيرمن الانتقادات العامة و المتزايدة ، و قد أفصلا الملك و الملكة في عام 1152م و تركت إليانور للملك ابنتانها في حضانته .

إليانور آكيتيان ملكة لإنجلترا
– عادت إليانور إلى أرضها في بواتييه و عرفت بأسطورة محكمة الحب ، كما أنها اشتهرت بأنها قامت بتشجيع ثقافة الفروسية ، و قد أثرت أيضا على الأدب و الشعر و الموسيقى في هذه المنطقة ، و ظلت في انجلترا حتى عام 1173م و قد عرفت بفنها و أشعارها التي قد نشرت في الكثير من الأماكن و ظل تراثها يتحاكى عليه أفضل مؤرخون هذا العصر ، كما أنها تزوجت من ملك انجلترا و أنجبت منه .

– وفي عام 1173م فإنه قد فر ابن إليانور الأصغر هنري إلى فرنسا ، و ذلك للتآمر ضد والده و الاستيلاء على العرش الانجليزي ، و قد قيل أن إليانور تقوم بمساندة ابنها ودعمه في خططه ضد زوجها ، مما قد جعل الملك يأمر بحبسها بتهمة الخيانة ، و بعد القبض عليها ظلت في السجن ستة عشر عام ، متنقلة بين القلاع المختلفة للمملكة ، و كان يقال أيضا أنه تم حبسها و تلفيق هذه التهمة لها لأنها قامت بقتل عشيقة الملك المفضلة روزاموند .

– و بعد عدة سنين و قيام الثورات ، فقد عاد ابنها هنري الأصغر إلى انجلترا و لكنه كان مريض و استسلم للمرض و توفى في عام 1183م ، و لكنه كان دائم الإلحاح على الملك للإفراج عن والدته ، حتى تحقق بالفعل ما تمناه و خرجت إليانور من السجن و ذهبت إلى مكانها في انجلرتا عام 1184م ، و ظلت تتردد على الملك في المناسبات الرسمية و الاحتفالات المهمة كملكة .

وفاة إليانور آكيتيان
– و بعد وفاة زوجها الملك فقد تولى العرش أبنها ريتشارد ( الملقب بريتشارد قلب الأسد ) ، و كان أول قرار قد اتخذه هو الحرية الكاملة لوالدته و حرية تواجدها في قصر الملك ، و كانت في هذه الفترة إليانور فقد تولت إليانور هي مقاليد الحكم بأسم ابنها ريتشارد ، و الذي قد ذهب في ذلك الوقت في قيادة الحملة الصليبية الثالثة مكان والده .

– و عاد ريتشارد بعد ذلك و ظل حاكم لإنجلترا حتى توفى في عام 1199م ، و تولى من بعده أخاه الأصغر جون ، و ظلت إليانور على قيد الحياة حتى تولى أبنها الأصغر جون مقاليد الحكم ، و كانت مصرة على دعم حكم ابنها جون ضد ثورة حفيدها أرثر ، و لكنها بعد ذلك توجهت إلى دير في فونتيفورد لتصبح راهبة به حتى وفاتها في عام 1204م

السابق
إيفا بيرون الملكة التي خدعت شعبها
التالي
الدكتورة نسرين البنوي أستاذ الإقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز

اترك تعليقاً