أدبيات

الفيلسوف إمبيدوقليس

ميلاده ونشأته:

هو إمبيدوقليس ابن ميطون ابن إمبيدوقليس، ولد عام 484 ق.م، ويذكر أنّه كان أحد مواطني مدينة أكراجاس، حظي بعائلة مشهورة ولامعة، ذات صيت ذائع، فقد اشتهر جده بتربية خيول السباق، وقد قال إراتوسثينيس في كتابه الإنتصارات الأولومبية مستشهداً بالفيلسوف أرسطو أن جد الفيلسوف كان هو الفائز في أولمبيات الفترة 71 في المسابقات الرياضية.

وكان إمبيدوقليس تلميذاً للفيلسوف فيثاغورث، وهناك رواية تقول بأن إمبيدوقليس قد أتهم آنذاك بسرقة محاضرات أستاذه فيثاغورث، وبناءً عليه صدر قراراً بحرمان إمبيدوقليس من المشاركة في المناقشات والمحاضرات، ففي ذلك الوقت كان الفلاسفة الفيثاغوريون يتشاركون في الحوار والمناقشات.

وفي المبحث السوفسطائي للفيلسوف أرسطو أشار الى أن إمبيدوقليس كان أول من ابتكر الريطوريقا، وأنه كان يتّبع طريقة هوميروس، وبأنه كان بارعاً في صياغة العبارة وإتقانها، وفي استخدام أساليب المجاز والاستعارة وباقي المحسنات البديعية في الشعر.

وقد أضاف الفيلسوف أرسطو بأن إمبيدوقليس قد نظّم العديد من القصائد، وأنه ألّف مسرحيات تراجيدية وأعمالاً اتخذت التوجه والطابع السياسي، إلّا أنّ هيراقليديس بن سيرابيون أن المسرحيات التراجيدية ليست من تنظيم إمبيدوقليس.

وذكر بأن إمبيدوقليس كان ثرياً وكان يسلك في طابعه وسيماه مسلك أقرب الى سلوك الملوك من الثياب والعادات والطباع، وكان معتزاً بحريته، وأضاف طيمايوس أنّ فيلوسفنا كان محباً للديموقراطية، وأنه نادى بالمساواة بين أفراد شعبه، فقد ذُكر أنه كان يوجه عنايته وجهده في قضايا تهم الشعب، ويروي طيمايوس أنّ إمبيدوقليس كان صاحب شخصية مغرورة وأنانية وظهر ذلك جلياً في أبيات شعره.

فلسفة إمبيدوقليس:

العناصر الأربعة لفلسفة إمبيدوقليس:

كانت نظرياته تقوم على أربعة عناصر وهي:

  • النار.
  • الماء.
  • التراب.
  • الهواء.

المحبة والبغضة:

بالإضافة الى العناصر الأربعة السابقة ذكر فيلسوفنا المحبة، التي بها تتحد العناصر الأربعة النار والماء والتراب والهواء، وتتفرق هذه العناصر بالنزاع والتشاحن. وتتسم هذه العناصر بالتغير المستمر.

أعمال أخرى للفيسلوف إمبيدوقليس:

هناك قصيدتان له الأولى الفيزيقيا والثانية التطهرات تتكون من خمسة الآف بيت من الشعر، أما مبحثه في الطب يصل إلى ستمئة بيت، ومؤسس ما تقوم عليه الضوء والرؤية، وكيف نرى الأجسام في أعيننا، وغيرها من الأعمال التي أحدثت تغييراً كبيراً في العلم فيما بعد.

وفاته:

هناك عدة روايات عن مكان وفاته وعن العمر الذى توفى به وطريقة وفاته، فهناك رواية تقول أنه فُقد بعد المشاركة في تقديم أضحية، التي شارك فيها ما يقارب ثمانون شخصاً، فروى أحد الأشخاص أنه في منتصف الليل بعد انتهاء الوليمة سمع صوتاً مرتفعاً ينادي باسم إمبيدوقليس، فنهض من مرقده، فرأى هذا الرجل نوراً في السماء، وضوءاً كضوء القناديل والمشاعل.

وفي رواية أخرى أنه قد ألقى بنفسه في فوهة بركان، ثم اختفى عن الأنظار، وكانت غايته من ذلك أن ينضم الى أرباب الخالدين، وذلك لإثبات ما تم الترويج عنه أنه قد أصبح إلهاً. فكذّب وعارض طيمايوس هذه الروايات المختلقة وقال بأن إمبيدوقليس قد رحل الى شبه جزيرة بيلوبونيس وأنّه لم يعد أبداً الى صقلية، فقاد تيمايوس إلى إعلان أنّ طريقة وفاة إمبيدوقليس لم تكن معروفة.

أما عن العمر الذي توفي فيه فهناك رواية تقول أنه توفي في عام 424 ق.م وهي المرجحة، أي في سن الستين من عمره.

السابق
فلسفة الوجود خلال العصور
التالي
الفلسفة في العصور الوسطى والحديثة

اترك تعليقاً