مظاهر عظمة الله في خلق الكون
إنّ من مظاهر قدرة الله تعالى خلق الإنسان، فإنّه يُخلق من نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة، ثمّ عظام واللحم، ويبقى الجنين متصلاً بأمِّه ويتغذى من أحشائها حتّى يشاء الله ويأذن أن يخرج للحياة، ومن رحمة الله تعالى أنّ أول جهاز يعمل في جسد الإنسان هو جهاز التنفس، فأول ما يظهر من أعضاء الجنين هو الرأس، والحكمة في ذلك هو التنفس
مظاهر قدرة الله في الأرض
من رحمة الله بالعالمين أن بمكنونات أسمائه استدلال على وجوده سبحانه، وفي كل اسم من أسماء الله دلالة على قدرة وعظمة ولطف الخالق بعباده، وقد خصصنا هذا المقال لاستعراض صفة من صفات الله وأسمائه الحسنى التي تظهر قدرته وتسيير جميع ما خلق وفق إرادته تعالى وهي صفة القدرة. مظاهر قدرة الله في الأرض تتجلى قدرة الله وعظم شأنه سبحانه في الكون وما يدور به، فهو القادر الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته، ويُجري السحاب الثقال لتحيا بها الأرض بعد موتها، وهو القادرعلى الخلق، والأماته، والبعث، أمّا مظاهر قدرة الله في الأرض فهي كثيرة ويمكن إدراج بعضها وهي: الجبال قدّر الله تعالى وجود الجبال لتكون رواسي وأوتاداً للأرض كما في قوله تعالى قال تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)[النبأ:7]. وقوله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16] وفي هذا تفسير لقدرة الله تعالى حيث جعل وجود الجبال ضرورياً لتوازن القشرة الأرضية أي الغلاف الصخري، من خلال وصول الجبال إلى الغلاف الصخري، إضافة إلى المحافظة على توازن الأرض أثناء دورانها في محورها حول الشمس، كما تظهر قدرة الله تعالى في اختلاف ألوان الجبال حيث يدّل اختلاف اللون على العناصر المكونة لتلك الجبال، وفي اختلاف العناصر تنتج الأرض مختلف الثمارحيث يحتاج كل نوع من النبات عنصراً أساسياً لتكوينه. البحار من مظاهر قدرة الله تنظيم دورة الماء في الطبيعة حيث سخر الشمس لتبخِّر ماء البحار والأنهار، ويحملها الهواء لتشكّل سحاباً ويرسل الرياح، ثم إن شاء فتح أسباب نزول الغيث بقدرته من السماء. الرياح جعل الله الرياح لواقح للنباتات ليكتمل التكاثر وتنبت الثمار، كما سخّر النحل وغيرها من الحشرات لتكون لواقح لتنبت الأرض مختلف الثمار لتكتمل دورة الحياة الطبيعيّة. النبات يحفظ النبات توازن ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين في الهواء الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي خلال النهار حيث يمتصّ ثاني أكسيد الكربون ويحوّله من خلال ضوء الشمس الى مركّبات سكرية ويطلق غاز الأوكسجين كناتج من عملية التمثيل الضوئي، بينما يقوم النبات بعملية التنفس خلال الليل باستهلاك الأكسجين وإطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، كما يقوم النبات بعملية النتح من خلال فقدان بخارالماء عن طريق ثغور الأوراق، الأمر الذي يؤدي الى صعود العصارة من خلال الجذورمما يساهم في عملية تغذية النبات. مكونات التربة إنّ العناصر الأساسية التي تدخل في تكوين الأرض هي نفس العناصر اللازمة للإنسان لتستمر الوظائف الحيوية داخل الجسم والتي تبقيه على قيد الحياه وهذا دليل قاطع على أن الإنسان خلق من تراب.
مظاهر قدرة الله في خلق النبات
إنّ قدرة الله سبحانه في الكون عظيمة جداً وشاملة، ومطلقة؛ فلا يمكن تحديدها وحصرها، وهي تمتد لتشمل الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد، وسائر الكون، فهي تشمل الكون وما فيه، ومن مظاهر قدرة الله في الكون قدرة الله في النبات، حيث يعبر في كلُّ مظهر منها بجلاء ووضوح أنّ هذا الكون من صنع الله العليم الخبير، وفيما يأتي بعض الأمثلة على قدرة الله في النبات ضمن عدة مظاهر. مظاهر قدرة الله تعالى في النبات يعتبر النبات كائناً حياً ينمو ويعيش ويتنفس ويتكاثر ويحس ويسعد، حيث أجريت تجارب على نباتات معيّنة في ظروف معيّنة أظهرت أنّ هذه النباتات قد أصيبت بصدمات عصبيّة، فما أن انتهت هذه الظروف حتّى عادت إلى وضعها السابق. ينبت النبات من بذور خاصّة تحافظ على حيويتها وقابليتها للنمو متى وجدت الظروف المناسبة لذلك لفترات طويلة. يبدأ النبات بالنمو ليثمر من بذوره الخاصّة في ظروف معيّنة، حيث يُكوِّنُ جذراً يتغذى على مكوِّنات هذه البذرة إلى أن يستقل بذاته فيطرحها جانباً، وهو بهذه الخطوة يشبه الجنين الذي يبقى يتغذى وهو في رحم أمّه. تعدّ الجذور من ضمن مكوِّنات الجهاز الغذائي للنبات، والتي تختلف في سمكها ونوعها بحسب حاجة النبات للغذاء. توجد حول الجذور شعيرات دقيقة وظيفتها نقل العصارة الأرضيِّة (الغذائية) إلى أعلى بعمليّة معقدة بتأثير الضغط الأسموزي في النبات. تتنوع النباتات فمنها الحلو ومنها المر، ومنها الأخضر الغامق، ومنها الفاتح، ومنها ألوان أخرى، رغمّ أنّها تتغذى على العناصر الغذائيّة نفسها، وهي الضوء، والماء، والأكسجين، والفوسفور، والكبريت، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والأزوت، وفي هذا السياق يقول سبحانه: (وَهُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخرَجنا مِنهُ خَضِرًا نُخرِجُ مِنهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخلِ مِن طَلعِها قِنوانٌ دانِيَةٌ وَجَنّاتٍ مِن أَعنابٍ وَالزَّيتونَ وَالرُّمّانَ مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشابِهٍ انظُروا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَ وَيَنعِهِ إِنَّ في ذلِكُم لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ) [الأنعام: 99] تعتبر عملية النتح (التبخير) آية في الإعجاز قائمة بذاتها، ومن آثار النتح في النبات تساقط الأمطار، واعتدال الجو في عدة أماكن، وتقوم هذه العمليّة على تبخير الماء من الأرض، ليخرج من خلال أوراق النبات، ومن عظمة هذه العمليّة أنّ شجرة واحدة تُبخِّرُ من الماء ما لا يقل عن خمسمئة لتر، وتزداد هذه الكميّة تبعاً لشدة حرارة الجو، وقوّة الريح، ومن نتائج هذه العمليّة تلطيف حرارة الجو في الأماكن الكثيفة الأشجار، وكذلك سقوط الأمطار في الأماكن الاستوائيّة حيث كثرة النباتات والأشجار. التغذية الخاصة في النبات، حيث تتمُّ من خلال عملية التمثيل الضوئي، ويلعب فيها غاز ثاني أكسيد الكربون دوراً مهمّاً عندما يقابل المادة الخضراء والماء، لتكوِّن بذلك الغذاء في عمليّة معقدة حار معها العلماء. يتنفس النبات مثل الإنسان، حيث يتنفس الأكسجين ويُخرج ثاني أكسيد الكربون. يمتلك النبات قدرة على التحوُّر ليتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها، كما نلاحظ في الصبر، حيث الأشواك التي تغطي ألواحه، ليواجه بذلك الجفاف، ضمن عملية تحوريّة معقدة لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وكذلك في النباتات والأشجار الصحراوية، كأشجار السرو والصنوبر التي تتمتع بخصائص تحوريّة تتوافق والظروف التي تعيشها.
مظاهر قدرة الله في الكون سنة 3
إنّ المتأمّل في خلق الله تعالى للكون يرى عظمة وقدرة الله عز وجل ومعجزاته ويتعجّب لقدرته، ويزداد إيماناً وتقوى، فكلّ شيء في الأرض والسّماء مدبّر بمشيئته عزّ وجل
عظمة الله في الكون ونظامه الدقيق
لا شكّ في أن كلَّ ناظرٍ ومتأمّلٍ للكون يتعجّب من عظيم قدرة الله -تبارك وتعالى- على حسن تدبيره وإنشائه، فالانسجام المُعاين في الكون بالعين المجردة أو بالوسائل المعاصرة، إنما يُشير إلى عظيم قدرة الله في خلق هذا الكون الواسع، وأن هذا الكون بخوارقه ومعجزاته وبكواكبه ومجراته لم يوجد عبثاً، وهو يدلُّ على إتقانٍ وحكمةٍ في خلق ذلك، وليس الإبداع فقط في خلق تلك المجرات وإنشائها، بل أيضاً في وظيفة كل جزئيةٍ منها ودورها البارز في الحياة، فلا تجد شيئاً خُلق دون هدف أو حكمة، بل إن لكل شيءٍ حتى الجمادات وظائف وفق نظامٍ بالغ الدقة، كلُّ ذلك جاء بحكمةٍ من الله وعلمٍ مُسبقٍ أزلي. تعريف الكون يتساءل الكثير من الناس عندما يُطلق لفظ الكون على ماذا يدلُّ ذلك، وربما توهَّم البعض أموراً خارجةً عن المقصود بتلك اللفظة، أو ربما اعتقد البعض أن لفظة الكون تشمل فقط السماء وما يدور فيها، وتلك نظرةٌ قاصرة، حيث إنّ الكون يشتمل على مجموع المخلوقات الكائنة فيه، وجميع ما يتعلّق بها ويرتبط بها من قوى وعمليات متعددة في الزَّمان والمكان، فيشمل ذلك جميع المعارف الإنسانية التي توصَّل لها عن الوجود، وما لم يتوصَّل إليه أيضاً، فمهفوم الكون أوسع مما يتصوره الإنسان، وأكبر مما يتخيله. مظاهر قدرة الله في الكون الناظر في الكون يجد العديد من المظاهر الدَّالة على قدرة الله في خلق الكون وتدبيره، وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية في إثبات ذلك، ومنها مثلاً قول الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). ومن دلائل وعلامات ومظاهر قدرة الله في خلق الكون ما يلي: خلق السموات والأرض وما بينهما فإن من أبرز الدلائل الكونية على عظيم خلق الله وقدرته أن خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ومع تلك السرعة في خلق السماوات والأرض إلا أنّ خلقها كان بأعلى درجةٍ من الإبداع والإتقان، فرفع السموات بلا أعمدة وهو ما لا يمكن تصوُّره من ناحية المنظور البشري، وقد أُشير في كتاب الله إلى أن ذلك كان من إعجاز الله في كونه، وأن الله يتصرَّف في رفع السماوات بأمره فهو يمسكها إمساكاً يليق بجلاله، وبيده حفظها من أن تزول، ولإن زالت لزال معها الوجود كاملاً، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)، يقول علماء الفلك: (لو حاولنا استبدال قوى الجاذبية التي خلقها الله بين السموات والأرض بأعمدة فإننا نحتاج إلي ما يزيد عن مليار عمود، قطر الواحد منها خمسة أمتار يفصل بين كل منهما مسافة عمود واحد، وأصبحت الحياة على الأرض مستحيلة) وهذا اللأمر لا يُمكن تخيُّل وجوده على الحقيقة إذ تتعذر مع ذلك الحياة، وذلك يدلُّ على عظيم صُنع الله وإبداعه في خلقه. المجرات وما فيها من كواكب ونجوم وأقمار يدلُّ وجود الكواكب العديدة المتوزّعة بين المجرات، والأقمار الكثيرة واسعة الانتشار، والنجوم الهائلة المتلألئة على عظيم خلق الله، حيث تتسع تلك المجرات والكواكب والأقمار والنجوم، وتُبحر في السماء المنظورة المعاينة بسرعةٍ رهيبةٍ، كما تدور في فَلَك السماوات دون أن تصطدم ببعضها، فكل شيءٍ يجري فيما قُدِّر له السير فيه، دون أن يحدث في ذلك خللٌ أو خطأ على كثرة تلك الأقمار والكواكب والنجوم وتعددها، ويتمُّ ذلك وفق نظامٍ متناسقٍ عالي الدقة، قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ*لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)، سخر الله تعالى القمر وجعله آية من آياته ودليلاً على قدرته وعظمته تبارك وتعالى، يستمد القمر نوره من الشمس، ويعكس هذا الضوء على الأرض، ويتحرك وفق نظام دقيق، تحدث بسببه ظاهرة تحوّل القمر من هلال إلى بدر، وينشأ عن ذلك حدوث الليل والنهار والشروق والغروب، وغيرها من الدلائل على قدرة الله تبارك وتعالى في خلق الكون، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )، وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، كل هذه الآيات والدلائل تشهد على عظيم قدر الله تبارك وتعالى وقدرته في هذا الكون الشاسع الذي يجري فيه كل شيء وفق نظام دقيق ومحكم قدّره الله سبحانه دون خلل أو اضطراب، فسبحان الله الخالق الذي قدر كل شيء فأحسن تقديره. كلٌّ في فلكٍ يسبحون مما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى ويدلُّ على عظمة خلق الكون قوله عزَّ وجل: (وَهُوَ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ)، وتَعني هذه الآية أنَّ كُلَّ جُرمٍ سَماوي سواء كان كوكباً أو نجماً أو قمراً فإنه يَسبَح أولاً في فَلَكِه، ثم يَسبَح في فََلََكِ الجُرم السَّماوي الأكبر منه في الحجم والمرتبة، والذي يُعتبر القائد لمجموعةٍ من الأجرام السماوية، فيسيران في الفلك نفسه، وبعد ذلك يَسبَح الاثنان في فَلَكٍ آخَر أكبَر من الذي كانا يسبحان فيه، ثم تدخل الأجرام الثلاثة في فلكٍ أكبر لجرمٍ آخر، وهكذا دواليك، ومثاله أنَّ القَمَر يَسبح أولاً في فَلَكِ الأرض التي هي أكبر منه في الحجم، ثم يسبح القمر والأرض في فلك الشَّمس التي هي أكبر منهما، والأرض والكَواكِب الأخرى وأقمارها يَسبَحُون كذلك في فَلَك الشَّمس، والمَجمُوعَة الشمسيَّة بكل ما فيها من الأجرام والكواكب والأقمار والنجوم الأُخرى تَسبَح في فَلَكٍ واحِد رئيسيّ هو فلك المجرَّة الكبرى، وتَسبَح هذه المجرة مَع باقي المَجَرَّات الأخرى المَحَليَّة في فلكٍ واحد. يُساوي عدد المجرات ثلاثين مجرَّة، فكلُّها تَسبَح حَول مَركِزِ المَجمُوعَة الَّذي يَقَع بَين مَجَرَّتِنا وَمَجَرَّة المَرأة المُسَلسَلَة (Andromeda Galaxy)، وتَسبَح مَجمُوعَتنا المَحَليَّة وما فيها من المجرّات مَع مَجمُوعات مَحَليَّة أُخرَى تحوي مجموعات أخرى من المجرات حَولَ مَركِزٍ يُطلق عليه اسم العُنقُود المَحَلّي، أو حَشد المَجَرَّات المَحَليَّة (Vigro Super cluster) وهذا الأمر بحدّ ذاته ربما يعجز العقل عن تصوُّره، فضلاً عن القدرة على إيجاد جزءٍ مثله، فما بالك بأن يوجد هو وغيره في غضون ستة أيامٍ فقط، فهل يدلُّ كلُّ ذلك إلا على عظيمٍ متصرِّفٍ قادرٍ حكيمٍ خبير.
آيات تدل على قدرة الله في خلق الكون
ايات قرآنية عن عظمة خلق الله في الكون خلق الله هذا الكون العظيم فأبدع خلقه وجعل فيه من الدلائل التي تجعل العباد جميعاً يعلمون مدى قدرة الخالق وعظمته، وتمثلت هذه الآيات حولنا في كل ما هو متواجد سواء في الأرض أو في السماء، والذي سخرهم الله جميعاً من أجل خدمة الإنسان الذي يُعد من الآيات التي تدل على عظمة رب العزة في الخلق وهو ما وضحه القرآن الكريم في العديد من الآيات التي تتحدث عن عظمة خلق الله في الكون. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩) [الحج – الآية 18]. (نزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) [الرعد- 17]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5]. (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان – الآية 10]. ايات عن عظمة خلق الله في الكون العالم الذي نعيش فيه هو جزء صغير من كون عظيم قد خلقه الله والذي لا يزال الإنسان كل يوم يحاول جاهداً أن يكتشف المزيد منه والتعرف على أسراره التي تؤكد كل يوم أن هذا الكون لم يُخلق عبثاً وأن كل شيء فيه قد خُلقت بِنظام ومن أجل هدف محدد يقوم به ومن غيره يختل هذا النظام، وقد أوضح التنزيل الحكيم ذلك من خلال العديد من الآيات القرآنية عن إبداع الخالق في خلق كل ما هو متواجد حولنا سواء داخل عالمنا أو خارجه. (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد – الآية 2]. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان – الآية 29]. ﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَل أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الخَلَّاقُ العَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 81 – 83]. ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[11]. (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الشورى – الآية 5،4].
مظاهر قدرة الله في خلق الجبال
خلق الجبال
قال الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} [النبأ: 6، 7].
وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} [فاطر: 27، 28].
خلق الله تبارك وتعالى الجبال، وجعل فيها من المنافع ما لا يحصيه إلا من خلقها ونصبها.
وجعل سبحانه الثلج يسقط عليها، فيبقى في قُللها حاضناً لشراب البهائم والناس إلى حين نفاده.
ويذوب الثلج من الجبال تدريجياً، فتجيء منه السيول الغزيرة، وتسيل منه الأنهار والأودية، فينبت في المروج والوهاد والربى ضروب النبات والأشجار.
والله حكيم عليم، فلولا الجبال لسقط الثلج على وجه الأرض، فانحل جملة، وساح دفعة واحدة، فعدم وقت الحاجة إليه.
ولو انحل جملة لأهلكت تلك السيول ما مرت عليه من نبات وحيوان، ودار وإنسان.
وقد خلق الله الجبال مختلفة الأشكال والألوان والأحجام، متعددة المنافع والصفات:
فمنها جبال بيض، وجبال حمر، وجبال خضر، وجبال صفر، وغرابيب سود وغيرها من الألوان المختلفة.
ومنها جبال كبيرة، وأخرى صغيرة، وجبال طويلة، وأخرى قصيرة، وجبال متصلة، وأخرى منفصلة.
وفيها من المنافع والمصالح والجواهر والمعادن ما لا يحصيه إلا الذي خلقها وأبقاها وأرساها، وملأها بالمنافع التي عرف بعضها الخلق، واكثرها لم يعرفوه.
ومن منافعها أن الله جعلها أعلاماً يستدل بها الناس في الطرقات، في البر والبحر والجو.
ومن منافعها أن الله جعلها للأرض أوتاداً تثبتها، ورواسي لها لئلا تضطرب.
ومن منافعها ما يكون في حصونها وقللها من المغارات والكهوف والمعاقل التي هي بمنزلة الحصون والقلاع، وهي أيضاً أكنان للناس والحيوان: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} [النحل: 81].
ومن منافعها أنها ترد الرياح العاصفة، وتكسر حدتها، فلا تدعها تصدم ما تحتها، وجعلها سبحانه سبباً لرد السيول النازلة من أعلى، فلا تنزل جملة بل تأخذ ذات اليمين، وذات الشمال.
وخلقها الله عزَّ وجلَّ على أكمل هيئة وأنفعها، فلو طالت واستدقت كالحائط، لتعذر الصعود عليها والانتفاع بها، ولسترت عن الناس الشمس والهواء.
ولو بسطت ممتدة على وجه الأرض، لضيقت عليهم المزارع والمساكن، ولملأت السهل، ولما حصل لهم الانتفاع بها، ولما سترت عنهم الرياح، ولما حجبت السيول.
ولو جعلت مستديرة كالكرة لم يتمكنوا من صعودها.
فكان شكلها الذي خلقت عليه أولى الأشكال وأليقها وأحسنها وأوقعها على وفق المصلحة.
وخلق الله فيها من النباتات والأدوية والعقاقير ما لا ينبت في السهول والرمال.
ومن منافعها ما ينحت من أحجارها للبيوت والمباني، والأصباغ على اختلاف أصنافها وألوانها.
وأودع الله عزَّ وجلَّ في الجبال من الجواهر والمعادن على اختلاف أصنافها من الذهب والفضة، والنحاس والحديد، والرصاص والألماس، والزمرد والزبرجد، وغير ذلك من المعادن النفيسة، والتي ما يزال الإنسان يجهل أكثرها.
وفيها ما يكون الشيء اليسير منه تزيد منفعته وقيمته على قيمة الذهب بأضعاف كثيرة كاليورانيوم والألماس وغيرها.
وفي الجبال من المنافع ما لا يعلمه ولا يحيط به إلا الله الذي فطرها وأبدعها، وقد عرف الإنسان من معادنها على ما يزيد على مائة نوع، وما جهله الإنسان أكثر.
وهذه المخلوقات والمنافع من أكبر الشواهد على قدرة باريها وفاطرها.
وهذه الجبال تسبح بحمد ربها، وتخشع له، وتسجد له، وتنشق وتهبط من خشيته كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)} [الحج: 18].
وقال سبحانه: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)} [ص: 17، 18].
وكل ما في الكون كائنات حية تسبح بحمد ربها، وتخشع له، ومنها هذه الجبال العظيمة التي تهبط من خشية ربها كما قال سبحانه: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)} [البقرة: 74].
وهذه الجبال العظيمة هي التي خافت كالسموات والأرض من ربها وفاطرها من حمل الأمانة، فأبت حملها، وأشفقت من ذلك كما قال سبحانه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} [الأحزاب: 72].
وقد فرق الله الجبال في الأرض، وفضل بعضها على بعض:
فمنها جبل الطور الذي كلم الله عليه موسى – صلى الله عليه وسلم -.
ومنها الجبل الذي تجلى له ربه فساخ وتدكدك من عظمة الله.
ومنها جبل أحد، الذي حبب الله رسوله وأصحابه له.
ومنها الجبلان اللذان جعلهما الله سوراً على بيته، وجعل الصفا في ذيل أحدهما، والمروة على ذيل الآخر.
ومنها جبل عرفات، فلله كم ينزل عليه من الرحمات، والعفو عن الذنوب العظام في يوم عرفة.
ومنها جبل حراء، الذي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخلو فيه بربه، حتى أكرمه الله بالرسالة في ذلك الغار.
فسبحان الكريم الذي يخلق ما يشاء ويختار، ويختص برحمته وتكريمه من شاء من الجبال والرجال، والأيام والليالي والبقاع.
وهذه الجبال العظيمة الشاهقة، لتعلم أن لها موعداً تنسف فيه نسفاً، وتصير كالعهن من هوله وعظمته، فهي مشفقة من هول ذلك الموعد منتظرة له، وهو يوم القيامة: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)} [الطور: 9 – 10].
وقال سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)} [طه: 105 – 108].
وهذه الجبال العظيمة مع شدتها وصلابتها، أخبر عنها خالقها أنه لو أنزل عليها كلامه لخشعت وتصدعت من خشية الله كما قال سبحانه: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)} [الحشر: 21].
فوا عجباً من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال .. تسمع آيات الله ومواعظه تتلى عليها .. ويذكر الرب جل جلاله فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب .. وتفر من المواعظ كفرار الحمر من الأسود: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [المدثر: 49 – 51].
فليس بغريب على الله عزَّ وجلَّ، ولا يخالف حكمته أن يخلق لها ناراً تذيبها إذا لم تلن على كلامه وذكره، ولم تروعها زواجره، ولم تؤثر بها مواعظه.
إن من لم يلن لله قلبه في هذه الدار، ولم ينب إليه، ولم يبك من خشيته، فليتمتع قليلاً، فإن أمامه الملين الأعظم، وسيرد إلى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم كما قال سبحانه: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)} [الغاشية: 25، 26].
يا حسرة على العباد .. متى يستفيدون من عقولهم؟ .. ومتى يرون بأبصارهم؟ .. ومتى يؤمنون بقلوبهم؟ .. وماذا ينتظر المكذبين لربهم.
{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24)} [الانشقاق: 20 – 24].
وإذا عرفنا قوة السموات والأرض .. وقوة الملائكة العظام .. وقوة المياه والرياح .. وقوة البحار والجبال.
فكم تكون قوة الجبار الذي خلق هذه المخلوقات .. ؟.
وكم سعة خزائنه التي وسعت هذه المخلوقات العظام .. ؟.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} [الأعراف: 155].
من مظاهر قدرة الله تعالى في خلقه
عند التأمل حولنا، فإننا نجد أنّ الله أبدع في خلقه للكون، وظهر إبداعه في كثيرٍ من الأمور والتفاصيل الدقيقة، فقد خلق السماء في سبعة أيام ، وخلق الأرض وأوجد فيها كلّ ما يمدها بالحياة من إنسان، ونبات، وحيوان، وفضّل الإنسان على غيره من المخلوقات ووهبه الكثير من النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، كالغذاء، والرزق، والأبناء، وغيرها. ومن مظاهر قدرة الله في خلقه هي خلق الإنسان، فقد أبدع الله في خلقه، وجعله آية من آياته، فهو يمتلك جسداً وبناءً داخليّاً مميزاً، فيقول سبحانه وتعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات:21]، وفي هذا المقال سنذكر مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان. مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان الدم تقدّر كميّة الدم في جسمه بحولي خمسة لترات، ويصل وزنها إلى ستين كيلوغراماً. يقدر عدد كريات الدم الحمراء في جسم الرجل بخمسة مليون خليةٍ في المليمترٍ المكعب، ويساوي عددها عند المرأة أربعة مليون ونصف. يزيد عدد كريات الدم الحمراء عند الأشخاص الذين يقطنون ويعيشون في المناطق المرتفعة؛ بسبب نقص الأكسجين في بيئتهم. ينتج الجسم أكثر من الف خليةٍ يومياً؛ لتعويض النقص فيها، والتالف منها. الرئتين يبلغ وزنهما إلى يقارب (1.13) كيلوغراماً. يدخل إليهما ثلاثمئةٍ من الحجرات الدقيقة عند استنشاق الأكسجين. قد يعادل حجمهما حجم حمام السباحة لو تمّ فردهما، وفكّ خلاياهما. العين لها القدرة على التمييز والتفريق بين أكثر من 1.000.000 لونٍ مختلفٍ، حيث تبلغ دقتها 576 ميجا بيكسل. تعدّ عضلتها أسرع عضلة تتفاعل مع الجسم. يتكوّن غشاء شبكيتها من إحدى عشرة طبقة. لها القدرة على التقلّص في أقلّ من ثانية. الكلية تحتوي على وحداتٍ صغيرةٍ يطلق عليها الكبيبة، وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ كبيرةٍ من الأوعية صغيرة الحجم، حيث يصعب رؤيتها بالعين المجردة، وعددها يقارب المليونين، ولو وضعت في صفٍ واحدٍ بحيث يكون كلّ منها بجانب الآخر لوصل طولها إلى ثمانين كيلومتراً. يبلغ وزن الكليتين معاً مائة وأربعين غراماَ. يمرّ عليهما ما يعادل 1930 لتراً من الدم بشكلٍ يوميّ، حيث تعملان على ترشيحه، وتصفيته من السموم والملوثات، ثم يقومان بمهمة إعادة المواد النافعة وغير الضارة إلى الدم. القلب يتولى مهمةً كبيرةً تتمثل في ربط مائة ترليون خليةٍ في الجسم. ينبض أكثر من مائة الف نبضةٍ يومياً. يضخ ما يقارب (43.000) لترٍ من الدم بشكلٍ يوميّ. مظاهر أخرى يحتوي اللسان على (10.000) خليةٍ. جعل الله لكل طعمٍ نتذوقه باللسان منطقته الخاصّة به، حيث يمكن تذوق الطعم الحلو بطرف اللسان، في حين يتم تذوق الطعم المالح من الجانبين الأماميين له. تستطيع الحرارة التي تصدر من جسم الأنسان في اليوم الواحد على جعل أربعين لتراً من الماء بدرجةِ حرارةٍ تصل إلى الغليان. تستطيع عظام الفخذ أن تحمل وزناً يساوي الطنّ. تعمل سبعة عشر عضلة ًعندما يبتسم الإنسان، فهي تعمل معاً في سبيل صنع هذه الابتسامة.
عبارات عن قدرة الله في الكون
عظمة الخالق عبارات عن قدرة الله في الكون
مظاهر قدرة الله في الكون تجل ت قدرة الله تعالى في خلق الكون فخلق السماوات والنجوم التي تزي نها وبينها المسافات الشاسعة في نظام في غاية الابداع أذهل جميع علماء البشر وفي السماء ملائكة عظام لا يحصي عددها إلا الله فلا. دلائل قدرة الله في الكون دلائل قدرة الله عز وجل في الكون خلقا وإبداعا أكثر من أن تحصى ولكن لعل من أهم ها. ايات قرآنية عن عظمة خلق الله في الكون خلق الله هذا الكون العظيم فأبدع خلقه وجعل فيه من الدلائل التي تجعل العباد جميعا يعلمون مدى قدرة الخالق وعظمته وتمثلت هذه الآيات حولنا في كل ما هو متواجد سواء في الأرض أو في السماء.
خلق الكون لا شك في أن كل ناظر ومتأم ل للكون يتعج ب من عظيم قدرة الله تبارك وتعالى على حسن تدبيره وإنشائه فالانسجام الم عاين في الكون بالعين المجردة أو بالوسائل المعاصرة إنما ي شير إلى عظيم قدرة الله في خلق هذا الكون.
عظمة الخالق عبارات عن قدرة الله في الكون. قدرة الله في الكون مع بيان بعض آيات قدرته في الكون وأنه خلق كل شئ فأحسن تقديره والتي تدعو إلى التأمل والتدبر في عظمة الخالق وبديع صنعه ودلائل قدرته 27 10 2015 14138. قدرة الله إن المتأمل في خلق الله تعالى للكون يرى عظمة وقدرة الله عز وجل ومعجزاته ويتعجب لقدرته ويزداد إيمانا وتقوى فكل شيء في الأرض والسماء مدبر بمشيئته عز وجل وفي هذا المقال سنقدم لكم كلمات جميلة عن قدرة الله تعالى. مظاهر عظمة الخالق مظاهر عظمة الخالق جل وعلا تتجل ى في كل شيء حولنا بأشكال لا ت عد ولا ت حصى فأي إنسان يتأمل الكون ومخلوقاته يستدل بعقله على وجود خالق عظيم قادر وعلى الرغم من تقد م العلم وتطو ره الهائل ما زال العلماء. خاطرة عن قدرة الله في الكون كلمات عن عظمه الله تعالي مروه عادل 2 مارس 2020 الإثنين 1 16 مساء الله و حده قادر على كل شئ و القادر اسم من اسماء الله.
هذه بعض الابيات الشعريه التي تكشف عن مدى عظمة الله في خلقه سبحانه ما اكرمه وما اعظمه. خلق الكون من كمال قدرته عز وجل أن ه خلق السماوات وما بينهما والأرض وما فيها من جبال ودواب في ستة أيام وهو. لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك ولعل ما في النفس من. عظمة الخالق كيف أصف الطبيعة الغن اء كيف أصف زقزقة العصافير الشجي ة كيف أصف الروعة الأخ اذة للكون كيف أصف زخرفاته وجمال ح ل ل ه تعجز الكلمات ويجف حبر القلم عن تعديد خوالج النفس تجاه هذه الآيات الرب انية المعجزة.