ما هي مميزات جبل موسى
جبل موسى من أشهر جبال سيناء، إذ يزوره آلاف السياح؛ فالناظر من أعلى الجبل يتمكّن من رؤية مشاهد جميلة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصا في فترتي شروق الشمس وغروبها، ويقع قرب جبل كاترين (جبل طور سيناء)، والذي يوجد فيه دير سانت كاترين، ويحيط بالجبل مجموعة من قمم جبال جنوب سيناء. يوجد في الجبل كنيسة يونانية صغيرة وجامع صغير.
جبل موسى والسياحة
جبل موسى أو طور سيناء هو جبل يقع في محافظة جنوب سيناء في مصر؛ يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر. سمي بجبل موسى نسبة للنبي موسى الذي كلّمه ربه في هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر وفقًا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام.
جبل موسى من أشهر جبال سيناء، إذ يزوره آلاف السياح؛ فالناظر من أعلى الجبل يتمكّن من رؤية مشاهد جميلة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصا في فترتي شروق الشمس وغروبها، ويقع قرب جبل كاترين (جبل طور سيناء)، والذي يوجد فيه دير سانت كاترين، ويحيط بالجبل مجموعة من قمم جبال جنوب سيناء.
يوجد في الجبل كنيسة يونانية صغيرة وجامع صغير. كما تسقط الثلوج فوق هذا الجبل شتاءً.
ماذا تعرفون عن رحلة جبل موسى ودير سانت كاترين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2274 مترا فوق سطح البحر، هذا هو ارتفاع قمة جبل موسى بمدينة سانت كاترين، والتى يفد إليها فى هذه الفترة من العام سنويا، عشرات بل مئات الحجاج المسيحيين خاصة من طائفة الروم الأرثوذكس، من اليونان وقبرص وروسيا والمجر وعدد آخر من الدول الأوروبية والأمريكتين وأيضا من مصر.
يصعد الوافدون إلى المنطقة يوميا الى قمة الجبل لمشاهدة شروق الشمس من بين السحب المتكاثرة، ثم يهبطون الى سفح الجبل حيث دير سانت كاترين أحد أقدم الأديرة والكنائس فى العالم وأحد أهم معالم السياحة الدينية فى مصر على الخريطة العالمية حيث يتزايد زوار الدير مع احتفالات رأس السنة الميلادية، فى واحدة من اهم رحلات الحج المسيحى بزيارة الأماكن المقدسة.
عاش تجربة صعود الجبل ومرافقة الحجاج المسيحيين فى رحلة الاقتراب من الشمس على قمة جبل موسى، فى الثانية عشرة من منتصف الليل يبدأ تفويج المجموعات السياحية للصاعدين إلى الجبل الشاهق عبر مدقات جبلية تدور بشكل حلزونى حول جبل موسى، يمرون على حواف الجبال وأصواتهم تتعالى بالترانيم الانجيلية بلغاتهم المختلفة، كل مجموعة تسير خلف مرشدهم السياحى ودليل من البدو متحملين مشاق البرد، حيث تنخفض درجة الحرارة على قمة الجبل لتصل الى 4 درجات تحت الصفر، ولكن قلوبهم يدفئها الأمل سعيا وراء المشهد الخلاب لشروق الشمس من على قمة الجبل والنزول والتبرك بزيارة دير سانت كاترين فى رحلتهم للحج والزيارة الدينية، لإيمانهم أنه الجبل الذى تلقى عليه سيدنا موسى تعاليم التوراة.
الصاعدون إلى الجبل يخففون من أحمال حقائبهم قدر المستطاع لأن طول الرحلة التى تستغرق 5 ساعات تتطلب توفير الجهد، وتحتوى حقائبهم على المياه والعصائر والملابس الثقيلة لتحمل برودة الجو، وفى طريقهم يتواجد عدد من الاستراحات المبنية من الأسمنت صنعها البدو لراحة الأفواج الصاعدة للقمة تقدم لهم الشاى والمشروبات الساخنة والمأكولات الخفيفة لمساعدتهم على استكمال الطريق.
“أندرو” محاسب قادم من اليونان هو وزوجته لقضاء تجربة وصفوها برحلة العمر للصعود الى قمة جبل موسى لمشاهدة شروق الشمس ثم النزول الى دير سانت كاترين بسفح الجبل لعيش تجربة سيدنا موسى حسب وصفه، التقيناهما فى احدى الاستراحات على الجبل وقالا إنهما يجهزان لهذه الرحلة منذ عام ويشعران بالسعادة بسبب هذه التجربة أما الكسندر صديقهما فظل مشغولا طوال الوقت بترديد الترانيم المسيحية بلغته اليونانية.
“دليل الجبل”.. أبناء البدو المنتشرون على جبل موسى وفى محيطه من الأسفل، تلك هى مهنتهم الاساسية، حيث يرافقون الأفواج السياحية الصاعدين لمشاهدة شروق الشمس.. جميعهم من قبيلة واحدة وهى الجبالية التى وقعت ميثاقا قديما مع رهبان الدير بحمايته ورعايته والعمل بالسياحة وتقديم خدمات للسائحين القادمين الى دير سانت كاترين والصعود الى جبل موسى.
رافقنا أحدهم ويدعى سليمان الجبالى.. ارتدينا الجواكت والكوفيات وأغطية الرأس والقفازات بسبب برودة الطقس الذي ينخفض تدريجيا مع صعودنا إلى ان يصل حتى 4 درجات تحت الصفر على قمة الجبل.. واختار “دليل الجبل” الطريق القديم للصعود وهو “وادي الأربعين”، الذى يعد طريقا وعرا كمدق جبلى، واحتجنا لتشغيل كشافاتنا اليدوية حتى نستطيع السير فيه مع ظلام الليل الشديد.
وبعد مسافة قصيرة من الصعود ظهر سور من الأحجار بداخله أشجار الصنوبر وغيرها من النباتات وهو سور كنيسة الأربعين، التى يرجع تسميتها وفقا لروايتين الاولى نسبة إلى وادي الأربعين وأخرى إلى الأربعين شهيدا المسيحيين الذين رفضوا ترك الدير المسيحي والعودة الى الوثنية فى عهد الملك ليسينيوس فى أرمينيا الصغرى عام 320م، وأدى ذلك إلى قتلهم بطرق وحشية وغالبا ما تكون هذه الكنيسة مغلقة أمام الزيارات.
استكملنا رحلة صعودنا حتى وصلنا الى مكان تاريخي أخر والمعروف بـ”حجر موسى” وهو وفقا لتاريخ المنطقة الحجر الذى ضربه “موسى” بعصاه فانفجر منه الماء للشرب وكان ملفتاً للنظر وجود سور من الحجارة على الصخرة الأثرية ملحق به كنيسة صغيرة، وشرح سلمان لنا ان هذه الكنيسة الصغيرة بنيت بعدما سرق الاسرائيليون خلال احتلال سيناء حجرا مماثلا كان بجانبه، وعندما حاولوا نقل الحجر الثاني قام رهبان دير سانت كاترين ببناء كنيسة بسور حجري على هذا الحجر خلال الليل لمنع الاسرائيليين من نقله صباحا وهو ما حدث بالفعل وتبقى آثار محاولة السرقة شاهدة حتى الآن عبارة عن قضيب حديدى تم دقه فى الحجر، كما وجدت صخرة كبيرة أخرى بجوار حجر موسى منقوش عليها كلمات باللغة السريانية.
وواصلنا رحلتنا صعودا وسط ظلام الليل الذى ينيره ضوء القمر الخافت وأضواء مصابيحنا ورأينا خلال الصعود أنوار المنازل البدوية، أسفل الوادي، حيث أنهم يعيشون فى حضن الجبل منذ سنوات طويلة، ووصلنا الى نقطة الالتقاء بين الطريق القديم الذى نسلكه “وادي الأربعين”، والطريق الحديث نسبيا الذي يسلكه معظم السياح والحجاج المسيحيين من طائفة الروم الارثوذكس، لنشاهد قوافل الجمال التي تحمل الزوار من مختلف دول العالم والبعض يفضل الصعود على أقدامه ولكن هذا يتطلب الكثير من الجهد والتعب، وبعد ذلك يستكمل صعود الجبل من خلال السلالم التى يصل عددها الى 750 سلمة حجرية بناها الرهبان منذ أكثر من 600 عام.
* الوصول الى القمة
فى الساعة 5 فجراً وصلنا مع كل الأفواج السياحية الى قمة الجبل لننتظر مايقرب من ساعة لرؤية شروق الشمس بمنظرها المبهر وأنوارها الدافئة والسحاب بشكله الأبيض الجميل الذى تراه محيطا بك وانت على قمة الجبل وبعد ان تشبعت روحنا بهذا المنظر الجميل الذي أبدعه المولى سبحانه وتعالى، بدأنا فى التعرف على ما يوجد بقمة هذا الجبل فهناك كنيسة ومسجد صغيران.. الكنيسة حسب المعروف عنها أنها شيدت على المنطقة التى تسلم فيها النبى موسى ألواح الشريعة او الوصايا العشر، ويعود بناؤها لفترة الإمبراطور جوستنيان، اما المسجد فهو يعود للفترة الفاطمية وشيد بالقرب من الكنيسة على القمة من نفس نوع الحجر الجرانيتي الذى شيدت منه الكنيسة.
وتستطيع من أعلى جبل موسى رؤية قمم الجبال الأخرى مثل جبل سانت كاترين والذي يعتبر اعلى جبل في مصر وجبل الربوة والصفصافة وجبل عباس والذي يرجع اسمه نسبة الى عباس حلمي باشا والذي شيد قصر على قمته.
* فرش إيليا
فى الساعة 7 صباحاً بدأت رحلة النزول من جبل موسى باتجاه دير سانت كاترين سلكنا الطريق الأصعب ولكنه الأكثر إبهارا بمناظره من خلال الجبال الخلابة والآثار الدينية التي تمر بها فبعد نزول الـ750 سلمه الحجرية، سرنا على طريق مدق صغير، ويصادفك فيه وحدة صحية مغلقة بالجنازير ولا تقدم اى خدمات للزائرين تسير بجوارها وتستكمل طريقك للنزول حتى تصل الى منطقة رائعة الجمال أشجار الصنوبر والنباتات تحيط بـ3 مبان صغيرة تزين المنطقة وسط أحضان جبل موسى وهذا المكان يعرف باسم “فرش النبي إيليا” نسبة الى وجود مغارة النبى إيليا او إيلياس، وهى حسب التوراة المنطقة التى هرب فيها من قومه لكى يتعبد في الجبل وبتلك المنطقة توجد ثلاث كنائس صغيره واحدة لإيليا والأخرى ليوشع، والثالثة للقديسة مارينا.
* سانت كاترين
بعد ذلك تبدأ النزول عبر الصخرة التى أنشأها الرهبان فى القرن السادس الميلادي وتسمى “سلالم التوبة” وبها بوابتان صخريتان الأولى تسمى بوابة الاعتراف ثم بوابة الغفران وأثناء النزول يبدأ دير سانت كاترين في الظهور بشكله التاريخي الباهر كقطعة فنية وسط جمال الطبيعة والجبال الشاهقة كأوتاد راسخة كأنها تحمى الدير فى أحضان الطبيعة.
استكملنا رحلتنا صوب الدير حتى وصلنا فى الساعة 9 صباحاً ليبدأ “سليمان” دليلنا وسط الجبال في شرح تاريخ الدير الذى أنشأ بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين عام 432م، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعلياً بالبناء عام 545م، ويحتوى على رفات للقديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية وهى سبب تسمية الدير بسانت كاترين اى “القديسة كاترين”.
و”كاترين” فتاة من عائلة ارستقراطية وثنية ولدت بالإسكندرية 194م آمنت بالمسيحية أثناء اضطهاد الإمبراطور مكسيمينوس للمسيحيين وهاجمته ليقوم بإحضار 50 عالماً ورجال دين واساتذة، كانت كاترين تثق فيهم لكي يقنعوها بالعودة للوثنية ولكن المفاجأة التي هزت الإمبراطور أنها تمكنت من إقناعهم بالدخول الى الدين المسيحي وهربت إلى ان علم مكانها وقتلها، لتظهر بعد ذلك رفاتها فى حلم أحد الرهبان بدير جستنيان فنقلت رفاتها ووضعت داخل هيكل الكنيسة بصندوق رخامي وأصبح الدير يعرف باسمها منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
أهم مباني الدير هى الكنيسة الكبيرة وشجرة العليق التى من المعروف أنها اشتعلت لتهدى سيدنا موسى الى الطريق ومسجد صغير بنى فى عصر الفاطميين وهو مبنى بالطوب اللبن والحجر الجرانيتى وهناك مخطوط فى الدير ينص على أن الجامع بنى فى عهد الحاكم بأمر الله، بالإضافة الى بئر سيدنا شعيب ومكتبة الدير التي تحتوى على مخطوطات وكتب تاريخية
كيف نحافظ على جبل موسى
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بمناطق جنوب سيناء، إنه جاري تطوير مدينة سانت كاترين بشكل يجعلها علي خريطة السياحة الدينية العالمية .
وأكد أن أعمال مشروع تطوير وادي الدير بسانت كاترين يشمل إنشاء سور بمدخله بارتفاع 3 أمتار وعرض من 50 إلى 70 سم “بالدبش” مثبتًا فيه سور من الكريتال مع إعادة رصف الطريق الرئيسي المؤدي إلى الدير باستخدام مواد طبيعية من الأحجار النارية أو التي تتفق مع طبيعة الموقع وإزالة أعمدة الإضاءة الحالية وإعادة استخدامها بمكان آخر بالمدينة واستبدالها بأسلوب لا يتعارض مع طبيعة الموقع واشتراطات اليونسكو.
وأضاف “ريحان” ان المشروع يتضمنترميم الكنيسة والمسجد أعلى قمة جبل موسى مع الحفاظ على الطابع الأثرى وإعادة تشغيل مركز الزوار الخاص بمحمية سانت كاترين وإنشاء سوق للبدو ونقلهم من منطقة البازارات إلى منطقة جوار مركز الزوار وإعادة تأهيل المحلات الموجودة بالقرية البدوية أمام مركز الزوار وفتح المجال لزيارة أماكن الجذب السياحية حول الدير لمركز الزائرين ومعرض الآثار والحفريات الأثرية وحديقة الدير.
وتابع:”ويجرى تطوير شبكة الطرق المؤدية إلى الدير ومنها طريق (شرم الشيخ – سانت كاترين)، و(سانت كاترين – طابا).
وأشار إلى أنه جاري إنشاء طريق وادي حبران لربط سانت كاترين بطور سيناء وإسناد عملية تخطيط المدينة لأحد بيوت الخبرة المتخصصة.
وأوضح أن المشروع يتضمن دراسة ومقترحات ممثلى الشركات السياحية منها ضرورة توفير رحلات طيران يومية من شرم الشيخ إلى سانت كاترين والعودة ورحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين والعودة وأسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين.
عرض مقترحات للحفاظ على جبل موسى
تواجه السياحة الجبليّة معوقات أدّت إلى توقّفها في جنوب سيناء، بعد غلق الكثير من الجبال ومنع سير سيّارات الدفع الرباعيّ بين دروبها، وذلك ضمن الإجراءات الأمنيّة التي اتّخذتها القوّات المسلّحة كإجراءات احترازيّة لمواجهة العناصر الإرهابيّة ومنع انتشارها وتسلّلها في جنوب سيناء بعد انطلاق العمليّة العسكريّة الشاملة في شمال سيناء ووسطها.
تأثّرت السياحة بكلّ أنواعها في سيناء سواء أكان في جنوبها أم في شمالها، خصوصاً السياحة الجبليّة التي توقّفت حركتها في جنوبها وذلك بسبب الإجراءات الأمنية مثل غلق عدد من الجبال ومنع سير السيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في السياحة الجبلية، وذلك وفقاً للاقتراح برغبة الذي قدّمه عضو مجلس النوّاب عن جنوب سيناء عطيّة موسى جبلي في 4 تمّوز/يوليو من عام 2018 إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزيـر الدفـاع والإنتـاج الحربيّ القائـد العـامّ للقوّات المسلّحـة الفريق أوّل محمّد زكي بشأن توقّف حركة السياحة الجبليّة في محافظة جنوب سيناء، وكذلك توقّف سيّارات السير الخاصّة بسيّارات الدفع الرباعيّ.
تفقد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أعمال مشروع تطوير وادي الدير بسانت كاترين للوقوف على آخر المستجدات والتوجيهات اللازمة لاستكمال المشروع.
وصرح خالد عليان مدير عام مناطق آثار جنوب سيناء بأن متابعة المشروع جاءت من قبل الدكتور جمال مصطفى رئيس القطاع ومعالى السفير محمد حجازى مستشار وزير التنمية المحلية ومسئولى التنسيق الحضاري ومجلس الوزراء ومجلس مدينة سانت كاترين ومحمية سانت كاترين والتخطيط العمراني بمحافظة جنوب سيناء وجهاز تعمير سيناء والشركة المنفذة والجهات الأمنية المختلفة ومنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بأن التطوير يشمل إنشاء سور بمدخل الدير عند منطقة السلسلة ارتفاعه من الخارج ناحية انتظار السيارات 3م عرضه من 50 إلى 70سم بالدبش مثبت فيه سور من الكريتال واستبدال رصف الطريق الرئيسى المؤدى إلى الدير من الأسفلت الحالى إلى استخدام مواد طبيعية من الأحجار النارية أو مواد تتفق مع طبيعة الموقع وإزالة أعمدة الإضاءة الحالية وإعادة استخدامها بمكان آخر بالمدينة واستبدالها بأسلوب إضاءة لا يتعارض مع طبيعة الموقع واشتراطات اليونسكو.
وأضاف الدكتور ريحان بأن المشروع يشمل ترميم الكنيسة والمسجد أعلى قمة جبل موسى مع الحفاظ على الطابع الأثرى وإعادة تشغيل مركز الزوار الخاص بمحمية سانت كاترين وإنشاء سوق للبدو ونقلهم من منطقة البازارات إلى منطقة جوار مركز الزوار وإعادة تأهيل المحلات الموجودة بالقرية البدوية أمام مركز الزوار وفتح المجال لزيارة أماكن الجذب السياحية حول الدير(مركز الزائرين، معرض الآثار، الموقع والحفريات الأثرية، حديقة الدير).
وتابع الدكتور ريحان بأن المشروع يشمل تطوير شبكة الطرق المؤدية إلى الدير ومنها طريق شرم الشيخ – سانت كاترين وطريق سانت كاترين – طابا وإنشاء طريق وادى حبران لربط سانت كاترين بطور سيناء وإسناد عملية تخطيط مدينة سانت كاترين لأحد بيوت الخبرة المتخصصة والارتقاء بمدينة سانت كاترين تراثيًا وفنيًا وتنسيق حضارى وعمرانى لتكون مدينة مميزة عالميًا وعدم استحداث أى مبانى جديدة تقيد بانوراما الموقع التراثى.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن المشروع يتضمن دراسة مقترحات ممثلى الشركات السياحية من توفير رحلات طيران يومية من شرم الشيخ إلى سانت كاترين والعودة، رحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين والعودة، رحلات طيران إسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين والعودة.
جبل موسى biblical Mount Sinai
طور سيناء (بالإنجليزية: Mount Sinai، بالعبرية: הר סיני), ويعرف أيضاً بالأسماء التالية: جبل موسى وجبل حوريب Mount Horeb,، هو اسم جبل في شبه جزيرة سيناء، مصر وهو موقع محتمل لجبل سيناء الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس، والذي يعتبر مكاناً مقدساً لأتباع الديانات الإبراهيمية. ذُكر اسم جبل سيناء عدة مرات في سفر الخروج وأسفار أخرى في الكتاب المقدس، كما ورد ذكره في القرآن الكريم. حسب المعتقدات اليهودية، المسيحية والإسلامية، كان طور سيناء هو المكان الذي تلقى فيه موسى الوصايا العشر.
الجغرافيا
قمة جبل موسي عام 1912.
يبلغ ارتفاع جبل سيناء 2285 متر ويقع بالقرب من مدينة سانت كاترين في منطقة سيناء. وهو ثاني أعلى قمة جبلية في مصر بعد جبل كاترين بارتفاع 2629 متر. وهو محاط من جميع الجهات بقمم جبلية أعلى ضمن هذه السلسلة الجبلية.
الجيولوجيا
تشكلت صخور طور سيناء في المرحلة المتأخرة من تطور الصفيحة العربية النوبية. يظهر طور سيناء تركيباً دائرياً يتألف من صخور گرانيتية قلوية متداخلة ضمن أنواع مختلفة من الصخور، منها الصخور البركانية. وتشير الطبيعة الصخرية في طور سيناء بصفة عامة إلى تكون صخوره من أعماق مختلفة.
الأهمية الدينية
المقالة الرئيسية: طور سيناء في الكتاب المقدس and دير سانت كاترين
يعتبر طور سيناء من الأماكن المقدسة في الديانات اليهودية، المسيحية والإسلام.
اليهودية
حسب المعتقدات البدوية، والكتاب المقدس، فطور سيناء هو الجبل الذي أنزل الله عليه شرائع بني إسرائيل. ومع ذلك، فحسب المعتقدات المسيحية المبكرة فإن هذا قد حدث على جبل سربال المجاور عند سفح الدير الذي تأسس في القرن الرابع؛ وعند القرن السادس نُقل الدير إلى سفح جبل كاترين، اتباعاً لتوجهيات جوسفوس الذي زعم أن سيناء كانت أعلى جبل بالمنطقة.
المسيحية
اسم جبل يطلق عليه أيضًا جبل حوريب واسم البرية المحيطة بهز ويذكر الكتاب المقدس برية سيناء وجبل سيناء 35 مرة، وفي 17 مرة تسمى حوريب وقد قضى العبرانيون عند هذا الجبل سنة في طريقهم من مارَّة وإيليم والبحر الأحمر، من مايو إلى ابريل، ووصلوا إليه بعد قيامهم من مصر بثلاثة أشهر (خروج 19: 1). وكان يبعد عن قادش برنيع مسيرة إحدى عشر يومًا عن طريق جبل ساعير (تثنية 1: 2) وعلى مسيرة ثلاثة أيام من مصر (خروج 5: 3). وكانت تحيط بهذا الجبل برية كافية لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة (خروج 19: 2) وكانت البرية قريبة من الجبل حتى يمكن مسّه (خروج 19: 12) وقد أعطى الله الشعب الوصايا العشر من على هذا الجبل، وعمل معهم العهد أن يكون إلهًا لهم وأن يكونوا شعبًا له (خروج 20: 1 و24: 8) ولا يسجل لنا الكتاب المقدس أن أحدًا زار هذا الجبل بعد ذلك إلا إيليا حين هرب من وجه إيزابل (1 ملوك 19: 8).
وهناك رأيان عن موقع جبل سيناء، الأول أنه جبل سربال في وادي فيران، ويؤيد هذا القول يوسابيوس، ولكن لا توجد عند جبل سربال برية تكفي لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة. والقول الآخر انه جبل موسى، ويوافق على ذلك جستنيان ويقول يوسيفوس أن جبل موسى عظيم الارتفاع ومن المستحيل تسلقه لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار ولا يستطيع أحد أن يطيل النظر إليه دون أن تؤلمه عيناه لأنه شديد الضوء.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ويظن يوسيفوس أن هذه الأحوال الطبيعية تجعل جبل موسى أكثر استعدادًا لأن يكون الجبل من فوقه أعطيت الشريعة. ويقول البعض أن موقع سيناء في أرض آدوم ولكن لا يتفق هذا القول مع ما ورد في الكتاب المقدس عن رحلات العبرانيين في البرية. ويقع وادي الرحلة أسفل هذا الجبل، وتبلغ مساحته أربعة أميال مربعة، وهو يكفي لأن يعسكر فيه العبرانيون. وتوجد اليوم عند جبل موسى أديرة وكنائس اكتشفت فيها بعض النسخ القديمة من الأسفار المقدسة، في اللغات اليونانية والسريانية والجورجية والأثيوبية والسلافية والعربية وغيرها. وقد اكتشفت النسخة السينائية للكتاب المقدس في اللغة اليونانية في دير القديسة كاثرين وقد كتبت في القرن الرابع الميلادي.
دير سانت كاترين
دير سانت كاترين (باليونانية: Μονὴ τῆς Ἁγίας Αἰκατερίνης)، يقع في جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية فهم ليسوا مصريين أو عربا ولا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، وإنما هم من أصول يونانية، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
مميزات جبل موسى
جبل موسى… مغامرة روحية في جنوب سيناء
سانت كاترين (جنوب سيناء):
جبل المناجاة أو جبل موسى من الأسماء التي يشتهر بها الجبل الذي تجلى الله عليه للنبي موسى عليه السلام في جنوب سيناء، هذا الجبل الذي بات رمزًا يجمع أتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، أصبح قبلة لعشاق تسلق الجبال وعشاق مغامرات السفاري الجبلية.
تتطلب رحلة جبل موسى إعدادًا وتجهيزًا مسبق، لأنك يجب أن تكون مقيمًا في أحد الفنادق القريبة من منطقة سانت كاترين سواء في شرم الشيخ أو دهب أو طابا. ويجب أن تقوم بالحجز مع مرشد سياحي يعرف دهاليز الجبل جيدًا. تبدأ الرحلة في منتصف الليل باللقاء تحت سفح الجبل ليتم تقسيم راغبي التسلق إلى مجموعات تلتقي كل منها بالمرشد أو الدليل الخاص بها؛ فمن الممنوع صعود الجبال دون الدليل حتى ولو لمسافة قصيرة، وهو في الغالب من بدو سيناء، ويجيد عددًا من اللغات منها الروسية والإيطالية بجانب الإنجليزية.
يبدأ المرشد المغامرة بشرح لتاريخ المنطقة وخطوات الرحلة. يبدأ بعدها في اختيار اسم يطلقه على مجموعته لينادي به عليهم خلال رحلة الصعود والهبوط للتأكد من أن أحدًا لن يضل الطريق. ولا تخرج هذه الأسماء عن نطاق البيئة التي تخرج منها مثل «سمسم»، «سانتا»، «علي بابا»، «سلامة»، وغيرها من الأسماء التي تضفي على الرحلة أجواء المغامرة. قبل الصعود يتسلم كل فرد كشافًا كهربيًا ليساعده في الاهتداء إلى طريقه بين الصخور، ويبدأ الجميع في الانطلاق على وعد باللقاء على القمة في انتظار لحظة شروق الشمس وهي تغمر سلاسل الجبال بنورها.
ويبلغ ارتفاع جبل موسى 2285 مترًا، وبالقرب منه جبل سانت كاترين بلونه الأخضر، فهو أعلى قمة في مصر ويبلغ ارتفاعه 2641م فوق سطح البحر، وجبل الصفصافة وارتفاع قمته 2145م، وجبل الصناع وارتفاعه 1969م وجبل أحمر وارتفاعه 2037م، وجبل قصر عباس وارتفاع قمته 2341م، لذا فإن قمة جبل موسى تتيح لك أروع منظر طبيعي بين قمم الجبال التي تتلون بألوان مختلفة، حيث يرجع عمر تلك المنطقة لملايين السنين وما قبل التاريخ.
يستغرق تسلق الجبل نحو 6 ساعات، ويجب أن تستعد له جيدًا حيث يتطلب ملابس مريحة وثقيلة أيضًا حيث تنخفض درجات الحرارة إلى الصفر على القمة، كما تتساقط الثلوج أحيانًا، وبالطبع يجب أن يختار رفيقك المريح من الأحذية الرياضية. يتطلب الوصول إلى القمة، السير لمسافة تبلغ نحو 7 كيلومترات، بالإضافة إلى صعود ما يزيد على 750 درجة سلم صخري، والطريف أن الجميع يبدأ الطريق في منتهى النشاط والحيوية وبعد نصف ساعة فقط من السير على الأقدام تبدأ علامات الإرهاق واللهاث والرغبة في الاستسلام والعودة مرة أخرى إلى البداية. يمكنك ركوب أحد الجمال التي يرافقها البدو لمن تعرض للإجهاد مقابل مبلغ زهيد حيث يسير بك الجمل إلى نقطة السلالم الصخرية.
تتضمن رحلة صعود الجبل 5 استراحات، تستقبلك الاستراحة البدوية الأولى بعد ساعة تقريبًا من بداية صعود الجبل، حيث يقدم البدو من خلالها المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات لمن هم في حاجة إليها، يمكنك تناول الشاي البدوي أو القهوة أو الكاكاو أو العصائر والمشروبات الغازية وقطع الحلوى والسناكس، وشراء بعض التماثيل والبيض الحجري الملون، ولمن يشعر بالبرد يمكنه استئجار «بطانية» لكي يتدثر بها، كما يمكنك خلالها التزود بالماء والاسترخاء للحظات، ثم تبدأ نداءات المرشد لمواصلة الرحلة الشاقة. وتكسر الدردشة والسمر مع الأشخاص المرافقين لك في الرحلة صعوبة الرحلة حيث تتعرف على أشخاص من مختلف دول العالم.
وقد يظن كثيرون أن صعود السلالم الصخرية أهون من السير لمسافة 7 كيلومترات، إلا أن صعوبة السلالم أنها عبارة عن كتل صخرية متعرجة وأيضًا مرتفعة يصل ارتفاعها إلى 75 سنتيمترًا في بعض الأحيان. لا بد من الحذر في الصعود لأنك ستفاجأ بأفواج من السائحين، خصوصًا من أفريقيا، يتسلقونها بسرعة قد تؤدي لسقوطك. وبعد نحو ساعتين من تسلق الصخور، سوف تجد نفسك على القمة الشاهقة بين السحب، وسوف تجد طريقًا شبه ممهد بين صخور وكنيسة صغيرة حيث يصلي قسيس بالمسيحيين ويقومون بتوزيع قطع من البسكويت على كل من يمر عليهم، وبجوارهم ترى اليهود يلتفون حول حاخام ينشدون تراتيلهم، وحولهم تجد المسلمين يصلون الفجر ويبتهلون إلى الله.
يتجمع السائحون ويفترشون قمة الجبل في انتظار شروق الشمس، هنا يمكنك التقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية الرائعة حيث ترى منظرًا بانوراميًا لجبال سيناء ووديانها، وهنا سوف يذهب كل التعب والإرهاق الذي شعرت به وتغمرك نشوة الإنجاز فأنت على القمة. وتعد لحظة الشروق من أروع ما يكون حيث ستشعر أنك في مواجهة الشمس تغمرك أشعتها الدافئة تستشعر معها عظمة الخالق وقدرته.
وبعد نحو ساعة من الاستمتاع بالشمس، يصحبك المرشد في رحلة النزول التي غالبًا ما تكون أسهل، ففي الصباح يمكنك مشاهدة منازل البدو في أحضان الجبال، وأشهرهم قبيلة الجبالية.
وقبيل مغادرة الجبل يصطحبك المرشد للتجول في أقدم دير في العالم هو دير «سانت كاترين» المشيد على طراز قلاع القرون الوسطى، يحيط بالدير سور عظيم، سمي الدير باسم «كاترين» التي هربت من الإسكندرية خوفًا من اضطهاد الإمبراطور الروماني لها لاعتناقها المسيحية، وعاشت تتعبد في هذه المنطقة التي سميت باسمها.
يحتوي الدير على مكتبة تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات اليونانية والسريانية والعربية، وتعتبر مكتبة الدير هي الثانية من ناحية الأهمية في العالم بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث العدد وقيمة المخطوطات النادرة وهي نحو 3500 بمختلف اللغات.
ويحتفظ الدير بنسخة من وثيقة «العهدة المحمدية» التي تعهد فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بخط يده الشريفة، بحماية ساكني الدير في كل زمان عندما لجأ إليه المطارنة والرهبان طلبًا للحماية فما كان من النبي الأكرم إلا أن تعهد بذلك ملزمًا المسلمين بحمايته إلى يوم الدين.
ويعتبر هذا الدير الوحيد في العالم الذي يحتضن بين أرجائه مسجد، وهو مسجد «الحاكم بأمر الله»، الذي بُنِي بالحجر الجرانيت في العصر الفاطمي في القرن الحادي عشر الميلادي، وتوجد أسفل الجامع المعصرة التي وهي معصرة لعصر الزيتون. وهنا تنتهي الرحلة ويصطحبك المرشد بعدها لتناول الإفطار والاسترخاء قليلاً وشراء المنتجات البدوية، قبل أن يقلك إلى الفندق الذي تقيم به. هذه الرحلة الجميلة من الرحلات التي لا تنسى، لكنها لا تصلح لاصطحاب الأطفال أو كبار السن لما تتطلبه من مجهود بدني لكنك ستكررها كلما استطعت.
صعود جبل موسى
سجل اليوم سائح إيطالى رقما قياسيا جديدا فى صعود قمة جبل موسى بمدينة سانت كاترين فى جنوب سيناء خلال 35 دقيقة، وقال الشيخ إحمد الجبالى مستشار دير سانت كاترين لشئون قبائل سيناء، إن المغامر الإيطالى ريكاردو كسر اليوم الرقم القياسى لصعود جبل سيناء خلال 35 دقيقه.
أضاف فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن هذا التوقيت قياسى جدا، مشيرا إلى أن مغامر إيطالى آخر سبق وسجل صعود الجبل فى 46 دقيقة.
وأوضح أن السائح الإيطالى يبلغ من العمر 24 سنة ومصر بمرافقة 5 ايطالين وتم صعودة للجبل اليوم.
أكد أن سانت كاترين مدينة جاذبة للمغامرين عشاق الطبيعة من كل العالم، لافتا إلى أن أهالى سانت كاترين أسعدهم هذا الإنجاز وانه قام بعد انتهاء السائح من صعود الجبل وعودته بإهدائه هدية باسم أهالى كاترين وهى زهرة الحياة البرية التى تنبت أعالى الجبال.
رحلات جبل موسى
منذ أن تطأ قدمك المدينة الآثرة، لايوجد حديث جانبى أو فى مجموعات سوى عن هذه المغامرة التى يحلم بها كل زائر، فهى مغامرة يختلط فيها جمال الطبيعة وسحرها وقدسية كل متر تخطوا فوقه الأمر الذى يزيح عن كاهلك أى صعوبات قد تعانيها، إنها رحلة صعود “جبل موسى” التى يأتى لها الجميع حول العالم حالمين بتتبع آثر نبى الله موسى عليه السلام، حاملين دعواهم لمسافة أكثر من ألفى متر فوق سطح البحر، ليناجوا ربهم فى سطرة الليل أملين فى الاستجابة.
هنا تستمع إلى حكايات كثيرة عن من يأتون لصعود الجبل، فمن بينهم من يشتهى للمغامرة ومنهم من ساقه اشتياقه لسهرة روحانية وثالث حالم بمشهد شروق للشمس على أقدس بقعة على وجه الأرض، وآخرون يحملون دعوات مختلفة بالشفاء من المرض والرزق بالأبناء للمحرومين، هنا الدوافع مختلفة والهدف واحد.
نصائح بدوية قبل بدء الرحلة
وقبل أن تبدأ رحلة الصعود ستتلقى بعض النصائح ممن خاض التجربة قبلك، أو من سكان البدو المتواجدون فى المنطقة، فأنت تحتاج إلى حقيبة على الظهر حتى لاتعيق عملية صعودك، وتأكد من ارتداءك “حذاء رياضى” يتحمل الصخر وأرضية الجبل، و”جاكيت” ثقيل لانخفاض درجة الحرارة فوق قمة الجبل، وبالطبع كاميرا لتسجيل تلك اللحظات التى لا تُعوض.
ساعة الصفر عند منتصف الليل، ولتبدأ الرحلة ليس عليك إلا أن تتجمع مع أصدقائك، لتأخذك عربة حتى أسفل الجبل قبل مدخل دير سانت كاترين، وهناك تبدأ مشوار البحث عن دليل بدوى ليقودك إلى قمة الجبل، ومرشد سياحى من البدو أيضا يشرح تاريخ الجبل والقمم المجاورة له خلال الرحلة.
والأمر لن يستغرق دقائق للإتفاق مع الدليل والمرشد والمبلغ غير مبالغ فيه، فلن تحتاج إلى أكثر من 300 جنيه، فالمنطقة زاخرة بالبدو منذ أول الطريق هناك من يبيع مياه ومأكولات للرحلة، وآخرون يبيعون بطاطين صغيرة الحجم يمكن أن تستعين بها إذا أشتد البرد.
وللجبل طريقان أحدها ممنوع صعوده خاصة فى مساءا لأنه خطر، والثانى هو المعتاد الذى يقودك له الدليل البدوى، وفى بداية الطريق يوجد جمال قد تقودك لارتفاع معقول حتى أول استراحة، لاتتردد فالمسافة كبيرة والأمر شاق، وفى الطريق ستجد استراحات بعد كل كيلومتر تقريبا، يتم التوقف عندها للراحة، وقبل قمة الجبل يوجد 750 درجة سلم، يتخللهم استراحة واحدة، أما وقت الصعود فيختلف من شخص لآخر ولكن المتوسط ثلاث ساعات.
رحلة صعود جبل موسى حيث تجلى المولى عز وجل لنبيه
صعود جبل موسى ليس كأى جبل آخر، والذى تجد أرضة كما تكون كتل جبلية مفتته متراكمة فوق بعضها البعض نتيجة تجلى المولى عز وجل لموسى، ووتقول سورة الأعراف: “لَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ، قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا”، نعم فهنا تحدث الله لنبيه ، وهنا تلقى موسى الوصايا العشر وفقًا للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
وتوجد فى تلك المنطقة ثلاث قمم جبلية جبل موسى الذى جعله الله دكا، وقمة “المناجاه”، ويقال عنه أن هذا الجبل هو الذى حدثت فوقه المناجاه بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى وقد شيدت فوق قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات، وإلى الشمال الغربى توجد قمة “جبل الصفصافه” ويقال أن هذا الجبل الذى كان يقف عليه موسى عند إلقائه الوصايا العشر على قومه، حيث أنهم كانوا يقفون فى سهل الراحة الذى يقع إلى الشمال الغربى.
وبعد ساعات من الصعود قد تصل إلى القمة قبل الفجر بقليل، فيستعد الجميع للصلاة، وهنا لاتفرق بين مسلم ومسيحى ويهودى، فكل يصلى بطريقته لرب العالمين الواحد الآحد، وينتظر الجميع مشهد شروق الشمس من خلف الجبال، لتأتى بأمل جديد، بقبول الله لدعوة الداعين، وإجابة السائلين، وبعد الشروق تستعد الوفود لرحلة العودة، التى يخفف من عنائها تلك الليلية التى لن تتكرر.
وبين نشوة من تمتع بالرحلة تجد جزء آخر يشعر بالحزن لعدم تمكنه من الصعود أغلبهم لأسباب صحية أو لكبر السن، ولأن رحلة صعود جبل موسى هى الأبرز فى الجولات السياحية لسانت كاترين، كشفت محافظة جنوب سيناء أن هناك مقترح لإقامة “تليفريك” فى المدينة يكون مساره من الوادى المقدس إلى أعلى جبل موسى مرورا بدير سانت كاترين، وسيكون هناك اجتماعات ستتم بين محافظة جنوب سيناء ووزارة الآثار لبحث إمكانية إقامته مع الحفاظ على الأثر دون أى أضرار.
المحافظة تدرس خطة تطوير سانت كاترين ومشروع تلفريك لأعلى جبل موسى
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى فاروق الصياد، أحد المسئولين عن تطوير منطقة سانت كاترين لـ”اليوم السابع”، إن التلفريك سيكون بديل لمن لا يتمكن لصعود الجبل عن طريق التسلق والجمال التى يستخدمها البدو، لأن رحلة صعود الجبل مرهقة فى الصعود، وسنستعين بشركات عالمية لتنفيذ المشروع وستراعى كل معايير السلامة والأمان والحفاظ على الأثار الموجوده فى المكان.
وأوضح الصياد، أن الصعود للجبل هو الأساس فى السياحة لمدينة سانت كاترين لذلك هناك عمليات تطوير كثيرة له يتم العمل عليها حاليا بالتعاون مع مجلس المدينة، ولكن تطوير سياحة الجبال لها خطط آخرى فى التطوير ونقوم حاليا بدراسته وتذليل الصعوبات التى تواجهنا، والتى من أهمها عملية التنسيق مع الجهات التى يتبعها الجبل وخاصة وزارة الأثار، لافتا إلى أنها لها تحفظات على مشروع التلفريك ولكن يتم حاليا دراسة المشروع مع وزير الآثار خالد العنانى بالتعاون مع المحافظ اللواء خالد فودة.
وأشار أحد المسئولين عن تطوير منطقة سانت كاترين، إلى أن سانت كاترين تعمل على مواسم بعينها، فالجو هنا له طبيعة خاصة ومتغير، وله فترة مواسم يرتفع خلالها الموسم السياحى، وهناك فترة آخرى مثل شهر ديسمبر ويناير وفبراير تكون المنطقة والجبال مغطاة بالكامل بالجليد، وبالتالى لايكون لدينا كثافات عالية.
وفى سياق متصل، قال المحافظ اللواء خالد فودة، إن هناك عمل جارى على تطوير سانت كاترين لوضعها فى مكانتها السياحية التى تستحقها، من حيث البنية التحتية والفندقية، وكذلك تطوير مطار سانت كاترين ليتم افتتاحة فى 2019 ليكون جاهزا لاستقبال الرحلات السياحية، مشيرا إلى أهمية رحلة صعود جبل موسى والتى يأتى إليها السياح بالأساس لسانت كاترين، وعندما يبدأ حيز العمل الأمور ستختلف فى المدينة.
ورغم أن سانت كاترين ليست ضمن مسار العائلة المقدسة إلا أن فودة، أكد على أن قدسيتها الدينية الكبيرة تحتم أن تضمها الشركات السياحية كرحلة اليوم الواحد ضمن برامج الوفود القادمة لرحلات العائلة المقدسة، لزيارة جبل موسى ودير سانت كاترين، نح فقط نحتاج إلى إدراجها فى الخريطة السياحية.
مقترحات للحفاظ على جبل موسى
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إنه يوجد نشاط مكثف من وزارة الآثار لتطوير منطقة سانت كاترين، والتنسيق بين جميع الجهات المعنية منها وزارة التنمية المحلية والتنسيق الحضاري ومجلس الوزراء ومجلس مدينة سانت كاترين ومحمية سانت كاترين والتخطيط العمراني بمحافظة جنوب سيناء، وجهاز تعمير سيناء والشركة المنفذة والجهات الأمنية المختلفة، ومنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية، تمهيدا لوضع المدينة على خريطة السياحة العالمية.
وأكد أن أعمال مشروع تطوير وادي الدير بسانت كاترين الجارية تشمل إنشاء سور بمدخل الدير عند منطقة السلسلة ارتفاعه من الخارج ناحية انتظار السيارات 3 أمتار، وعرضه من 50 إلى 70سم بالدبش، مثبت فيه سور من الكريتال، وتم استبدال رصف الطريق الرئيسي المؤدي إلى الدير من الأسفلت الحالي، لاستخدام مواد طبيعية من الأحجار النارية أو مواد تتفق مع طبيعة الموقع وإزالة أعمدة الإضاءة الحالية وإعادة استخدامها بمكان آخر بالمدينة، واستبدالها بأسلوب إضاءة لا يتعارض مع طبيعة الموقع واشتراطات “اليونسكو”.
وأضاف “ريحان” أن المشروع يتضمن ترميم الكنيسة والمسجد أعلى قمة جبل موسى مع الحفاظ على الطابع الأثري، وإعادة تشغيل مركز الزوار الخاص بمحمية سانت كاترين، وإنشاء سوق للبدو، ونقلهم من منطقة البازارات إلى منطقة جوار مركز الزوار، وإعادة تأهيل المحلات الموجودة بالقرية البدوية أمام مركز الزوار، وفتح المجال لزيارة أماكن الجذب السياحية حول الدير لمركز الزائرين، و معرض الآثار والحفريات الأثرية و حديقة الدير.
وتابع أنه يتم تطوير شبكة الطرق المؤدية إلى الدير، ومنها طريق “شرم الشيخ – سانت كاترين”، وطريق “سانت كاترين – طابا”، وإنشاء طريق وادي حبران لربط سانت كاترين بطور سيناء، وإسناد عملية تخطيط مدينة سانت كاترين لأحد بيوت الخبرة المتخصصة، والارتقاء بمدينة سانت كاترين تراثيا وفنيا، والتنسيق الحضاري والعمرانى لها لتكون مدينة مميزة عالميا، فضلا عن عدم استحداث أي مباني جديدة تقيد بانوراما الموقع التراثي.
وأوضح أن المشروع يتضمن دراسة مقترحات ممثلي الشركات السياحية من توفير رحلات طيران يومية من شرم الشيخ إلى سانت كاترين والعودة، ورحلات طيران يومية من القاهرة إلى سانت كاترين والعودة، ورحلات طيران إسبوعية من أثينا إلى سانت كاترين والعودة.