ما هي النار الأزلية
تشتهر بابا كركر بالنار الأزلية التي هي نار تخرج من الأرض على شكل متفرق. يرجع تاريخ هذه النار إلى عصور قديمة قبل الميلاد بكثير حيث كان الرعاة يجلبون أغنامهم إلى هذه المنطقة في الشتاء لتدفئتها عندما تشتد برودة الجو، هذه النار الطبيعية كانت المؤشر لجيولوجيين القرن الماضي للاستدلال على وجود النفط والغاز بالمنطقة.
الحقول النفطية
حقل نفط هو مكان يكثر فيه آبار النفط لاستخراج النفط الخام من باطن الأرض. تصل مقاييس حقل النفط أحيانا بطول عدة مئات الكيلومترات كما في السودان تحت الأرض. تنصب عليها أبراجا لحفر آبار لاستخراجه. تنصب على حقل البترول منشآت للاستخراج، والتكرير، والتصنيع ونقل النفط. ويوجد نحو 43.000 من حقول البترول معروفة في العالم. ويعتقد أن نحو 94% من من كمية النفط في العالم قد تم العثور عليها، وهي تتركز في نحو 1500 حقل.
وتختلف مساحة حقل النفط وتبلغ بين عدة هكتارات إلى عدة آلاف الكيلومترات المربعة. وعلى سبيل المثال يمتد الحقل الكبير حقل الغوار في المملكة العربية السعودية ويشمل نحو 3000 كيلومتر مربع.
وتوجد نحو 22% من احتياطي البترول في العالم (في أوروبا 90%) تحت سطح البحر وهي تستدعي مجهودات كبيرة لاستغلالها. وعلى مستوى العالم، فينتج نحو ثلث كمية البترول المستخرجة من منصات لاستخراجه من تحت سطح البحر.
أنواع النفط العراقي
وتضم محافظات الموصل وكركوك (التأميم) ودهوك وأربيل والسليمانية وصلاح الدين.
حقول بابا گرگر في كركوك
حقل باي حسن
حقل بلخانة
حقول جمبور
حقول جمجمال في كركوك
حقول حمرين
حقول خباز في كركوك
حقول صفية في الموصل
حقل عجيل في صلاح الدين
حقل القيارة في الموصل
حقل كركوك
حقول عين زالة في الموصل
حقول بطمة في الموصل
حقول باي حسن في كركوك
حقول كويسنجق
الوسط والغرب
وتضم هذه المنطقة محافظات ديالى وبغداد والأنبار
حقل شرق بغداد
حقل الأحدب
حقل بلد في محافظة ديالى
حقل بدرة
حقل المنصورية الغازي في محافظة ديالى ( مكتشف وغير مطور)
حقل عكاز الغاق في الأنبار ( مكتشف وغير مطور)
حقل عكاس في القائم في الأنبار
حقل نفطخانة في محافظة ديالى
الجنوب
وتضم هذه المنطقة محافظات البصرة وميسان وذي قار.
حقل أبو زرقان
حقل أبو غرب (ميسان)
حقول الرميلة في البصرة
حقل الزبير
حقل القرنة
حقل القرنة الغربي
حقل مجنون العملاق في محافظة البصرة
حقل نهر ابن عمر العملاق
حقل الحلفاية العملاق في البصرة
حقل الناصرية العملاق في محافظة ذي قار
حقل الغراف
حقل السندباد
حقل غرب الكفل
حقل الصبة
حقل الدجيلة
حقل جبل فوقي
حقول الناصرية
حقل لهيث
حقول بزركان
حقل فكة (ميسان)
حقل الشرهاني (ميسان)
حقل اللحيس في البصرة
حقل الطوبة في البصرة
حقل نور
حقول نفط كركوك
يمتلك العراق ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أنه يمتلك نحو 140 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج بينما تشير تقديرات متحفظة إلى أنه يقارب 74 مليار برميل، لكن التقديرات المتفائلة تتحدث عن 220 مليار برميل وتتركز أغلب حقول النفط العراقية في الجنوب و يتم تصديره عبر ميناء البصرة.
“النار الأزلية”
تعرف الشعلة التي تخرج من حقل كركوك أو بابا كركر بــ “النار الأزلية” وهي نار ناجمة عن اشتعال الغاز المنبعث من جوف الأرض بالقرب من الحقل النفطي بسبب وجود تصدعات في القشرة الأرضية. ويرجع تاريخ هذه النار إلى عصور قديمة قبل الميلاد بكثير، وحسب الروايات التاريخية، فمنذ عام 550 ق. م اندلعت هذه النار من تلقاء نفسها وظلت متقدة إلى يومنا هذا، تتحدى الأمطار والثلوج والرياح ولأنها تنطفأ أبدا فقد أطلق عليها هذا الاسم.
وحقل نفط كركوك هو أقدم حقول العراق وهو ثاني أكبر حقل نفطي في العالم بعد حقل الغوار في السعودية من حيث القدرة على الإنتاج بينما هو خامس أكبر حقل على الصعيد العالمي من حيث الحجم.
وصل إنتاج إحدى آبار الحقل إلى 100 ألف برميل يوميا لمدة طويلة بينما متوسط إنتاج البئر في الحقل حاليا 35 ألف برميل في اليوم.
وتم اكتشاف هذا الحقل عام 1927 ودخل مرحلة الانتاج عام 1934 بإدارة شركة نفط العراق بعد الإنتهاء من إنشاء خط أنابيب من كركوك إلى ميناءي حيفا في فلسطين قبل تأسيس اسرائيل وطرابلس في لبنان. في مرحلة لاحقا كان يتم التصدير عبر ميناء بانياس السوري إلى أن اغلقته الحكومة السورية أثناء الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت عام 1980 ووضعت أوزارها بعد ثماني سنوات.
ويتم تصدير إنتاج حقول كركوك حاليا عبر خط أنابيب النفط المار عبر الأراضي التركية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط..
يعتبر حقل كركوك أحد حقول النفط المهمة في العراق إذ تشير التقديرات إلى أن احتياطي الحقل يقارب 10 مليارات برميل من النفط من النوعية الجيدة. وتبلغ الطاقة القصوى للحقل مليون برميل يوميا، لكن متوسط الانتاج خلال الأعوام القليلة الماضية تراجع كثيرا حتى انخفض إلى نحو 150 ألف برميل في اليوم فقط..
لكن التقديرات تشير إلى أن إجمالي احتياطي محافظة كركوك من النفط يعتبر متواضعا مقارنة بباقي المناطق في العراق إذ لا يتجاوز 13 مليار برميل أي ما يمثل 12 في المئة من احتياطي العراق النفطي.
ومن أهم حقول محافظة كركوك كركوك او بابا كركر و جمبور وخباز وخورمال وباي حسن وأفانا.
مدينة العاب بابا كركر كركوك
مدينة كركوك (بالكردية: کەرکووک) هي مركز محافظة كركوك وخامس أكبر مدن العراق من حيث عدد السكان البالغ حوالي 900 ألف نسمة حسب إحصاء 2014، وتعتبر إحدى أهم المدن النفطية في العراق. كانت كركوك عاصمة لإيالة شهرزور أبان حكم الدولة العثمانية. وهي مدينة متعددة الأعراق، وخلال القرن العشرين شهدت المنطقة تغييرات ديموغرافية واسعة، خاصة بعد اكتشاف النفط فيها لتطلق حكومة العراقية آنَذاك عمليات تعريب سكانيًا وثقافيًا، حيث تحول السكان الكرد في كركوك من أغلبية إلى أقلية.
احتياطي نفط كركوك
يحتوي العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة “أوبك” بعد السعودية، على احتياطيات كبيرة من النفط، حيث يملك 530 حقلا نفطيا.
ويمثل احتياطي النفط العراقي، بحسب بيانات وزارة النفط العراقية، حوالي 10.7% من إجمالي الاحتياطي العالمي.
وتؤكد البيانات حفر نحو 115 حقلا نفطيا، تقدر احتياطاتها بنحو 311 مليار برميل، كما أن العراق يحتوي أيضا على 415 حقلا غير مكتشف، تزيد احتياطاتها عن 215 مليار برميل.
وتتركز حقول النفط والغاز المنتجة حاليا في محافظتي البصرة وكركوك، وتأتي بعدهما في الأهمية حقول محافظات ميسان وبغداد وصلاح الدين وديالى ونينوى.
تقدر كمية المخزون الاحتياطي لحقول النفط في كركوك، المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، بأكثر من 35 مليار برميل بقدرة إنتاجية تصل مابين 750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا.
ومن أبرز حقول النفط الوسطى والشمالية:
– حقل كركوك: يعتبر خامس أكبر حقل في العالم من حيث السعة، يقع في مدينة كركوك، يحتوي على 300 بئر، ويصل معدل إنتاج البئر الواحدة 35 ألف برميل يوميا.
– حقل باي حسن: يقع غرب حقل كركوك على شكل مواز له في الاتجاه. وآبار حقل باي حسن أعمق من آبار حقل كركوك، وبدأ الإنتاج فيه منذ يونيو/حزيران 1959.
– حقل جمبور: شمال شرق مدينة كركوك وهو مواز لحقلي كركوك وباي حسن. وقد بدأ الإنتاج فيه منذ أغسطس/آب 1959.
– حقل شرق بغداد: يبلغ إنتاجه عشرين ألف برميل يوميا.
– حقل النجمة: يقع في محافظة نينوى، ويصل معدل إنتاجه إلى أكثر من 100 ألف برميل يوميا.
– حقل الغراف: يقع في قضاء الرفاعي، ينتج حاليا أكثر من 100 ألف برميل يومياً من خلال 18 بئرا نفطية. وبحسب التقارير، سيبلغ إنتاجه منتصف عام 2017 أكثر من 230 ألف برميل يوميا، كما يقدر احتياطيه بنحو 900 مليون برميل.
وقالت وزارة النفط العراقية في تقرير نشر على موقعها مطلع الشهر الجاري إن إنتاج العراق من الخام في أغسطس/اَب الماضي بلغ نحو 4.38 مليون برميل من النفط.
وتوزع إنتاج العراق كالتالي: شركة نفط الشمال 165 ألف برميل يوميا، إقليم كردستان 376 ألف برميل يوميا، شركة نفط الوسط 206 آلاف برميل يوميا، شركة نفط البصرة، 3.221 مليون برميل يوميا، شركة نفط ميسان 412 ألف برميل.
حقل عين زالة النفطي
ان اكتشاف الحقول النفطية كثيراً ما يتم في المناطق النائية مما يستوجب توفير المكاتب والدور السكنية وغيرها من الابنية اللازمة للعاملين فيها. فقد يقتصر ذلك على عدد قليل من المساكن والمكاتب الجاهزة لتشكل ما يشابه القرى الصغيرة او قد تتوسع لتصبح مدن عامرة كمجمعات شركة ارامكو في الظهران في السعودية.
اما في العراق فقد اقيمت مجمعات سكنية مشابهة في حقول كركوك والبصرة ومحطات ضخ النفط بالقرب من بيجي (كي2) وحديثة (كي3) والقائم (تي1). اما اشهرها واجملها على الاطلاق فمجمع شركة نفط الموصل في عين زالة الذي اشبه ما يكون بمصيف او حتى مشتى اقيم على تلال عين زالة المرتفعة ذات الطبيعة الجميلة والهواء العليل.
فقد قضيت فيه امتع واجمل اربعة اشهر في بداية حياتي العملية من كانون الاول 1959 حتى منتصف نيسان 1960 لأعود لزيارته بمهام رسمية باشتياق بين الحين والآخر خلال سنوات عملي الطويلة في شركة نفط العراق في كركوك.
فما هو تاريخ تلك الشركة التي شيدته بعد اكتشافها للنفط في تلك المنطقة؟
عين زالة – مساكن كبار الموظفين
فقد قضيت فيه امتع واجمل اربعة اشهر في بداية حياتي العملية من كانون الاول 1959 حتى منتصف نيسان 1960 لأعود لزيارته بمهام رسمية باشتياق بين الحين والآخر خلال سنوات عملي الطويلة في شركة نفط العراق في كركوك.
فما هو تاريخ تلك الشركة التي شيدته بعد اكتشافها للنفط في تلك المنطقة؟
شركة انماء النفط البريطانية
British Oil Development Company
لقد تم اكتشاف النفط بكميات تجارية كبيرة في العراق لاول مرة في التاريخ في حقل كركوك العملاق من قبل شركة النفط التركية (شركة نفط العراق لاحقاً) عندما انفجرت البئر الاولى فيه في 14 تشرين الاول 1927 كما تم تفصيل ذلك في مقالتنا السابقة بعنوان (النفط واكتشافه في العراق). لقد اكد ذلك الاكتشاف تكهنات الدول العظمى فى ذلك الوقت كبريطانيا وفرنسا والمانيا وامريكا وغيرها عن تواجد حقول النفط الغنية في العراق مما فتح شهية تلك الدول للتسابق للمساهمة في الحصول على امتيازات نفطية لشركاتها اسوة بشركة نفط العراق.
تم على اثر ذلك في عام 1928 تشكيل شركة جديدة باسم شركة انماء النفط البريطانية المدعومة برؤوس اموال بريطانية للحصول على امتيازات نفطية في العراق والتي اصبحت تدعى فيما بعد بشركة نفط الموصل.
قام ممثل شركة انماء النفط البريطانية بتقديم عرضاً شفهياً الى الملك فيصل الاول في ايار 1928 تضمن فقرة جديدة غير موجودة في اتفاقية 1924 مع شركة النفط التركية لانشاء خط سكة حديدية من العراق الى البحر الابيض المتوسط الشيء الذي كانت الحكومة العراقية تسعى لتحقيقه.
وفي كانون الاول 1928 قامت الشركة بتقديم عرضاً جديداً تضمن تقديم قرضاً للحكومة العراقية بمبلغ 2,100,000 باوند استرليني لمدة 30 سنة بفائدة قدرها 5.5 % ومنح الحكومة فرصة للمشاركة في اسهم الشركة بنسبة 25% حيث درس العرض من قبل مجلس الوزراء وتم رفضه لكونه مبني على مبدأ اعلان المناقصات ومشروط بنتائجها.
كان لانتشار خبر انشاء شركة انماء النفط البريطانية وسعيها للحصول على اتفاقية لاكتشاف النفط في العراق وقع كبير في الاوساط الدولية مما دفع الحكومة الايطالية، بعد حرمانها من المشاركة في شركة نفط العراق، للمطالبة باشراكها في المساهمة في هذه الشركة فتم على اثر ذلك في آب 1929 منح شركة النفط الوطنية الايطالية (أجيب) 40% من اسهم تلك الشركة.
شعر الالمان بالغبن ايضاً لعدم اعطائهم فرصة للمشاركة في الشركة، بعد ان خسروا حصتهم بشركة نفط العراق نتيجة خسارتهم الحرب العالمية الاولى، فتمت ترضيتهم في نيسان 1930 ليتم اعادة توزيع اسهم الشركة بنسبة 51% للمصالح البريطانية و 34% للمصالح الايطالية و 15% للالمان.
طالب الفرنسيون والسويسريون بعد ذلك باشراكهم في الغنيمة فتم لهم ذلك واعيد توزيع اسهم الشركة بشكل نهائي كالتالي، 51% للمصالح البريطانية و25% للمصالح الايطالية و12% للمصالح الالمانية و 12% للمصالح الفرنسية والسويسرية.
كانت شركة النفط التركية قد وقعت مع الحكومة العراقية اتفاقية النفط الاولى في اذار 1924 الا ان الشركة لم تستطع الالتزام ببعض شروط تلك الاتفاقية بالرغم من منحها سنة اضافية مما نتج عنه الغاء تلك الاتفاقية في تشرين اول 1928 والدخول في مفاوضات جديدة. وقد كان من حسن حظ الحكومة العراقية تلقيها العرض المذكور اعلاه من شركة انماء النفط البريطانية مما ساعد المفاوض العراقي للحصول على شروط افضل في اتفاقية اذار 1931 النهائية بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق والتي تم فيها تحديد منطقة امتيازها بالاراضي الواقعة شرق نهر دجلة من شمال العراق بمساحة قدرها 32,000 ميل مربع لتصبح بموجب ذلك الاراضي الواقعة غرب دجلة متوفرة للاستثمار من قبل شركات اخرى.
اتفاقية شركة انماء النفط البريطانية لعام 1932
British Oil Development
قامت على اثر ذلك شركة انماء النفط البريطانية مع شركات اخرى كشركة بيرسون البريطانية وغيتي الامريكية بتقديم عروضها للحصول على امتياز للتنقيب في المناطق الواقعة غرب نهر دجلة وبعد مداولات طويلة قررت الحكومة العراقية من حيث المبدأ قبول عرض شركة انماء النفط البريطانية.
تم على اثر ذلك الدخول في المفاوضات النهائية بين الحكومة العراقية و شركة انماء النفط البريطانية ليتم توقيع الاتفاقية بين الجانبين في 25 ايار 1932 والتي ندرج اهم بنودها ادناه.
– حددت منطقة الامتياز بتلك الاراضي الواقعة غرب نهر دجلة وشمال خط عرض 33 درجة بمساحة قدرها 46 الف ميل مربع.
– حدد سعر النفط باربعة شلنات (ذهب) للطن الواحد اسوة بسعر شركة نفط العراق على ان لا تقل واردات الدولة العراقية عن 200 الف باوند استرليني سنوياً خلال العشرين سنة اللاحقة لتاريخ تصدير اول دفعة من النفط . علماً بان الجنيه الاسترليني الواحد يحتوي على عشرين شلن وان الطن الواحد يحتوي على 7.578 برميل من نفط كركوك وان البرميل يحتوي على 35 غالون بريطاني.
– تقوم الشركة بدفع بدل ايجار سنوي قدره 100 الف باوند استرليني في كانون الثاني
1933 ليرتفع بعد ذلك سنوياً بمبلغ 25 الف باوند استرليني لغاية 200 الف باوند استرليني
في عام 1937 وليستمر كذلك للسنين اللاحقة.
– تقوم الشركة بتصدير النفط بطاقة لا تقل عن مليون طن في السنة بعد سبع سنوات ونصف من تاريخ توقيع الاتفاقية.
– حددت مدة الامتياز ب 75 سنة من تاريخ توقيع الاتفاقية اسوة باتفاقية شركة نفط العراق.
حقلي نفط عين زالة وبطمة وخطوط انابيب النفط من كركوك وعين زالة الى طرابلس وبانياس
الجارة المزعجة
لقد اثار النجاح الباهر الذي حققته شركة انماء النفط البريطانية حفيظة جارتها شركة نفط العراق لاسباب عديدة منها:
– حصولها على امتيازها للتنقيب واكتشاف النفط بفترة قصيرة وجهد يسير في المنطقة الواقعة على حدودها الغربية والتي تزيد مساحتها البالغة 46 الف ميل مربع على مساحة امتيازها البالغة 32 الف ميل مربع بكثير.
– قيام شركة انماء النفط البريطانية بتقديم شروط افضل مما جاء في اتفاقيتها لعام 1924 مما قوى من موقف المفاوض العراقي خلال مفاوضاته مع شركة نفط العراق لاحقاً ومكنه من الحصول على شروط افضل في اتفاقية اذار 1931 النهائية بين الحكومة العراقية وشركة نفط العراق اهمها استحداث مبدأ ضريبة الايجار السنوية المغرية ومبدأ تحديد ايرادات الحكومة السنوية الدنيا الواجب دفعها بغض النظر عن كميات النفط المصدرة سنوياً.
فاخذت شركة نفط العراق المسنودة من قبل مالكيها الاقوياء والاغنياء، شركات النفط العالمية الكبرى، كشركة النفط البريطانية وشركة النفط الفرنسية وشركة شل الهولندية والشركات الامريكية تتحين الفرصة المناسبة للايقاع بهذه الجارة المتطفلة والمزعجة بهدف الاستيلاء على امتيازها والتخلص منها نهائياً.
شركة نفط الموصل المحدودة
Mosul Petroleum Company limited
بدأت مشاكل شركة انماء النفط البريطانية المالية تظهر في وقت مبكر بعد قيامها باعمال التنقيب والحفر المكلفة فتم تشكيل شركة باسم (حقول نفط الموصل) في كانون الاول 1932 باموال ايطالية وبريطانية والمانية وفرنسية وهولندية وسويسرية وعراقية لامدادها بالاموال اللازمة مقابل رهن بعض اسهمها.
قام بعد ذلك المساهمون الفرنسيون والسويسريون ببيع حصتهم البالغة 12% لشركة النفط الوطنية الايطالية في آب 1934 ليتبع ذلك بيع بعض المساهمون البريطانيون حصتهم البالغة 10% لشركة النفط الوطنية الايطالية كذلك لتصبح اسهم الشركة مملوكة بواقع 47% للايطاليين 41% للبريطانيين و12% للالمان.
وفي اذار 1936 كان هناك دفعة ايجار مستحقة للحكومة العراقية بمبلغ ربع مليون باوند استرليني لم تستطع الشركة تسديدها فاستغلت شركة نفط العراق الجارة الغنية تلك الفرصة التي طال انتظارها للقيام باجراء مفاوضات مع شركة انماء النفط البريطانية بحجة مساعدتها. فتم على اثر ذلك قيام شركة نفط العراق بانشاء شركة ممولة باسم (الموصل القابضة المحدودة) لتامين الاموال اللازمة لشركة انماء النفط البريطانية مقابل حصول شركتها (الموصل القابضة المحدودة) على نسبة من اسهم شركة (حقول نفط الموصل) .
قامت شركة نفط العراق بعد ذلك بوقت قصير باستبدال اسم (شركة الموصل القابضة المحدودة) باسم (شركة نفط الموصل المحدودة).
استمرت مشاكل شركة انماء النفط البريطانية المالية بالازدياد للفترة من 1936 الى 1940 واستمرت شركة نفط الموصل المملوكة من قبل شركة نفط العراق بتزويدها بالاموال اللازمة مقابل الاستيلاء على المزيد من اسهمها الى ان اضطرت شركة انماء النفط البريطانية اخيراً، بعد ان ارهقتها الديون المتراكمة، للتنازل عن كامل امتيازها وحقوقها لشركة نفط الموصل في عام 1941.
وبذلك تخلصت شركة نفط العراق من غريمتها نهائياً والاستيلاء على امتيازها بصورة كاملة، عن طريق شركتها الفرعية (شركة نفط الموصل المحدودة)، لتوسع رقعة امتيازها بصورة كبيرة لتشمل كافة الاراضي العراقية الواقعة شمال بغداد اي شمال خط عرض 33 درجة والبالغة 78 الف ميل مربع.
اكتشاف حقل نفط عين زالة
لم تتمكن شركة انماء النفط البريطانية من اكتشاف اي حقل للنفط لعدة سنوات من التنقيب والحفر حتى استطاعت بعد فوات الاوان من اكتشاف حقل عين زالة في عام 1939. وكان ذلك بعد ان انهكتها الديون والمشاكل المالية المستعصية ووقوعها تحت رحمة غريمتها شركة نفط العراق الغنية كما ذكرنا اعلاه التي استطاعت في نهاية الامر من الاستيلاء على حقل عين زالة.
يقع الحقل على بعد حوالي 80 كيلومترا شمال غرب مدينة الموصل وقد تبين بانه صغيرالحجم بطول 16 كيلومتر وعرض 4 كيلومتر تقريبا ويحتوي على مكمنين كما موضح في الشكل ادناه.
يقع المكمن العلوي على عمق 1,600 متر تحت سطح الارض ويتراوح سمك صخوره النفطية من 75 الى 90 متراً بينما يقع المكمن السفلي على عمق 2,225 متراً تحت سطح الارض ويقدر اقصى سمك لصخوره النفطية بحوالي 400 متر ويتصل المكمنان عبر شقوق ضيقة جداً خلال شريط من الصخور الصلدة.
اما نفط عين زالة فهو اثقل من نفط كركوك حيث تبلغ كثافة مكمنه العلوي 33.7 درجة بمقياس معهد النفط الامريكي ويحتوي علي نسبة 3% من الكبريت. اما نسبة الغاز المذاب فيه فتقدر بحوالي 290 قدم مكعب لكل برميل. اما كثافة نفط مكمنه السفلي فتبلغ 31.4 درجه بمقياس معهد النفط الامريكي ويحتوي علي نسبة 2.6% من الكبريت.
حقل عين زالة وبعض اباره
مقطع في مكمن حقل عين زالة
اللون الاسود يوضح الصخور النفطية
تأخر تطوير هذا الحقل بسبب استمرار الحرب العالمية الثانية لعدة سنوات ليباشر بتطويره في اواخر اربعينيات القرن الماضي ليبدأ انتاج النفط منه في عام 1951 حيث بلغت طاقته الانتاجية القصوى 25,000 برميل باليوم وهي انتاجية واطئة جداً مقارنة بالحقول العراقية الاخرى التي يصل انتاج بعضها مليون برميل باليوم.
اما طاقة اباره الانتاجية فتعتبر واطئة كذلك حيث يقدر معدل الانتاج من ابار المكمن العلوي ب 5,000 برميل باليوم ومن المكمن السفلي ب 4,000 برميل باليوم.
استقر الانتاج من هذا الحقل بعد عدة سنوات من انتاجه على معدل يتراوح بين 18,000 الى 19,000 برميل باليوم ليضمن بالاشتراك مع انتاج حقل بطمة معدل يزيد عن 20,000 برميل باليوم اي ما يعادل مليون طن سنوياً وهو الحد الادنى المطلوب تصديره بموجب اتفاقية النفط الموقعة مع الحكومة العراقية.
كان انتاج النفط في الاعوام الاولى من عمر الحقل يستخرج بصورة تلقائية تحت ضغط
المكمن نفسه الذي بدأ بالتناقص تدريجياً مما تطلب المحافظة عليه بحقن الماء في اول الامر الذي لم يدم طويلا لينتهي باستعمال المضخات في نهاية الامر.
اكتشاف حقل نفط بطمة
تم اكتشاف هذا الحقل الموازي لحقل عين زالة في عام 1952 في منطقة تقع جنوب شرقه وعلى بعد عشرة كيلومترات منه تقريباً حيث يبلغ طوله 12 كيلومتر وعرضه 6 كيلومتر تقريباٌ. يتألف الحقل من قبتين منفصلتين شرقية وغربية حيث يكمن معظم النفط في مكمن القبة الغربية الذي يقع على عمق 1,150 مترا تحت سطح الارض. اما نفط هذا الحقل فهو اثقل من نفط عين زالة حيث تبلغ كثافته 29.8 درجة بمقياس معهد النفط الامريكي.
يصنف هذا الحقل ضمن الحقول العراقية الصغيرة جداً حيث ان انتاجه لم يتجاوز اكثر من 5,000 برميل باليوم حيث بدأ الانتاج منه بصورة تلقائية في سنواته الاولى وبالمضخات في السنين اللاحقة.
منشآت حقلي نفط عين زالة وبطمة
شيدت منشآت حقل عين زالة اولا ليتم تشييد منشآت حقل بطمة بعد ذلك مباشرة في عام 1953 لتصبح منشآت الحقلين منظومة متكاملة تشمل ما يلي:
– عشرات الآبار سواء للانتاج او للمراقبة او لحقن الماء.
– انشاء محطتين لعزل الغاز الاولى في حقل عين زالة والثانية في حقل بطمة.
عازلة الغاز عن النفط
– مد انبوب بقطر 8 عقدة وطول 15 كيلومتر من حقل بطمة لنقل نفط بطمة تحت الجاذبية الارضية الى خزانات التصدير في عين زالة ليتم مزجه مع نفط عين زالة هناك قبل تصدير المزيج.
– انشاء خزانات تصدير النفط في عين زالة.
– انشاء محطة ضخ لتصدير النفط في عين زالة.
– مد انبوب بقطر 12 عقدة وطول 216 كيلومتر لنقل النفط المزيج من عين زالة الى محطة ضخ (كي2) بالقرب من مدينة بيجي ليتم تصديره من هناك عبر خط انبوب شركة نفط العراق القديم قطر 12 عقدة الى طرابلس في لبنان.
مد انابيب 12 عقدة كركوك ¬- طرابلس – 1933
– انشاء محطة لتوليد الكهرباء.
– انشاء محطة ضخ ماء على نهر دجلة بالقرب من ناحية زمار القريبة ومد انبوب بقطر 8 عقدة لنقل الماء الى عين زالة.
– بناء مجمع يحتوي على مكاتب ومخازن وورش ونوادي ومطاعم وحمامات سباحة وساحات تنس وملعب كولف وغير ذلك من المنشآت الضرورية والترفيهية.
– بناء دار ضيافة لكبار الموظفين العزاب والزائرين بمهام رسمية اضافة الى 42 دار سكنية انيقة لكبار موظفي الشركة وعوائلهم.
تشييد العديد من البنايات السكنية التي تحتوي على عشرات غرف النوم مع مرافقها لمختلف الموظفين والحرفيين والعمال دون عوائلهم التي عادة ما تعيش اما في مدينة الموصل او في القرى المجاورة لعين زالة.
تشييد مدرج ملائم لنزول واقلاع طائرات الشركة الصغيرة لنقل الموظفين والبريد والمواد والمعدات بين كركوك وعين زالة.
نهاية شركة نفط الموصل المحدودة
لم تتمكن شركة نفط الموصل من اكتشاف حقول نفط جديدة فاستمرت بانتاجها الرتيب من حقلي عين زالة وبطمة بمعدل مليون طن بالسنة اي حوالي عشرين الف برميل باليوم وهو الحد الادنى المطلوب في اتفاقيتها مع الحكومة العراقية لغاية تأميم شركة نفط العراق في الاول من حزيران 1972.
لقد شمل التأميم كافة منشآت شركة نفط العراق بضمنها منظومة خطوط انابيب تصدير النفط من كركوك الى الحدود السورية التي تشمل خط تصدير نفط عين زالة ما بين محطة ضخ (ك-2) بالقرب من مدينة بيجي والحدود السورية مما نتج عنه عدم استطاعة شركة نفط الموصل القيام بتصدير نفطها عبره فقامت بتسليم منشآتها الى الحكومة العراقية اسوة بمنشآت شركة نفط العراق وبذلك اسدل الستار على هذه الشركة نهائياً.
قامت وزارة النفط على اثر ذلك باستلام وتشغيل منشآت حقلي عين زالة وبطمة بالرغم من انخفاض الانتاج الى معدلات متدنية جداً حتى استيلاء داعش المجرمة على المنطقة.
حقل نفط خانة
نفط خانه بلدة عراقية في محافظة ديالى وسط العراق قرب الحدود العراقية الإيرانية كان سكانها من أبناء القومية الكردية أثناء الحرب العراقية الإيرانية تم تهجير سكانها وفق سياسة التعريب، تقع قربها حقول نفطو تحتوي على ابار للنفط عثرت عليهاشركات بريطانية بعد الاحتلال البريطاني في العام 1924 وتعتبر من اغنى مناطق محافظة ديالى بعد زيارة صغيرة إلى الموقع وجدت عدد من اثار وهياكل البيوت المهدمة حيث اضاف أحد المواطنين بان هذه المنطقة هجر اهاليها بعد نشوب الحرب العراقية الإيرانية في العام 1988 وتحولت إلى منطقة عسكرية بحتة حيث انشأ فيها معسكرات ومقرات لحرس الحدود وبعد الحرب الأمريكية العراقية وبعد سقوط نظام صدام حسين تحديدا بالعام 2003 بدأت العوائل الكردية بالرجوع إلى هذه المنطقة الا انهم وجدوها صحراء قاحلة لا تسكنها سوى الذئاب
نفط داغ
* يتميز موقع المحافظة بأهمية كبيرة ؟
– وذلك لكونه يمثل الجسر الرابط بين محافظات شمال العراق من جهة وبين محافظات وسطه وجنوبه من جهة اخرى.
* يمتاز سطح محافظة كركوك بتنوع مظاهر التضاريس من تلال وهضاب وسهول ؟
– لانها تتميز بموقع انتقالي بين المنطقة المتموجة ومنطقة السهل الرسوبي.
* ابرز المظاهر التضاريسية المحافظة :
١- التلال – وتتركز في الاقسام الجنوبية الغربية من المخافظة ، واهمها تلال حمرين والتي يصل ارتفاعها ٣٥٠ م وبعرض(٥-١٢) كم ، وتلال نفط داغ و كاني دوميلان
٢- الهضاب – وتتركز في الاقسام الشمالية الشرقية من المحافظة ، واهمها هضبة كركوك يبلغ ارتفاعها مابين(٢٠٠-٣٠٠) م
السهولة – تتركز في معظم اقسام سطح المحافظة..
* تكون السهولة في محافظة كركوك ؟
– سبب تكوينها يرجع الى الترسبات التي تحملها الانهار الجارية ومنها سهل حمرين والحويجة.
* المناخ:
تقع المحافظة ضمن مناخ السهوب وهو مناخ انتقالي بين مناخ البحر المتوسط ويقع في الاقسام الشمالية وبين مناخ شبه الصحراوي في الجنوب ، وتكون درجات الحرارة معتدلة في الاقسام الشمالية ومرتفعة في الاقسام الجنوبية ، الامطار تزداد في الاقسام الشمالية وتقل كلما اتجهنا جنوبا تتراوح بين(٣٠٠-٦٠٠) ملم..
الموارد المائية :
تقسم الى قسمين رئيسين :
١- المياه السطحية : تتمثل بالروافد التي تجري بها
* الزاب الصغير : هو احد روافد نهر دجلة يجري في الاقسام الشمالية الشرقية من المحافظة ويجري بين محافظتي اربيل و كركوك.
* العظيم : ويجري في الاقسام الجنوبية الغربية من المحافظة.
٢- العيون والينابيع: تبع من سفوح الجبال والمرتفعات وتعتمد على الامطار الساقطة وتتركز في اغلب اقسام المحافظة وخاصة في حمرين وكاني دوميلان.
مشاريع السيطرة والخزن تتمثل بسد دبس ومشروع ري الحويجة على الزاب الصغير.
طرق النقل والمواصلات :
كما ذكرنا سابقا لها اهمية كبيرة بين ربط الشمال بالوسط والجنوب لذلك لها طرق نقل متعددة داخلية و خارجية كما تظم خطا لسكة الحديد يربطها بمحافظة صلاح الدين وحتى حديثة في الانبار ،
النشاط الاقتصادي :
* الزراعة: تتميز المحافظة بسيادة الطابع الزراعي اذ تزرع فيها المحاصيل الزراعية مثل القمح و الشعير والمحاصيل الصناعية مثل الذرة و القطن و زهرة الشمس ، وتوفر العديد من المراعي الطبيعية لتريبة الحيوانات.
*- الصناعة والثروة المعدنية : تشتهر المحافظة بالصناعات الانشائية كالاسمنت والغذائية والاستخراجية ، واهم الحقول فيها بابا كركر وباي حسن و جمبور ، فضلا عن حقول الغاز الطبيعي و الكبريت.
نبذة تأريخية:
اسم كركوك مشتق من كلمة كركر وتعني شعلة النار الملتهبة. واهم ما يميز كركوك قلعتها الشاخصة وتضم معالم المنطقة القديمة كموقع جرمو و سوق كركوك بجانب القلعة ، كانت كركوك لواءا تابعا الموصل عام ١٨٧٩ وفي عام ١٩٧٦ استبدل اسمها بلواء كركوك الى محافظة كركوك.