الغاز وفوازير

ما هو الشيء الذي له اوراق وليس له جذور

ما هو الشيء الذي له اوراق وليس له جذور

تعريف اللغز الشعبي

  •  اللغز في أصل اللغة “حفرة يحفرها اليربوع في جحره تحت الأرض وقيل هو جحر
  • الضب والفأر واليربوع بين القاصعاء و النافقاء سمي بذلك لأن هذه الدواب تحفره مستقيما إلى الأسفل ثم تعدل عن يمينه وشماله عروضا تعترضها تعمية ليخفى مكانه بذلك.
  • وتتفق كل المعاجم على هذا المفهوم الذى نقل من معناه الأول المادى الحقيقى إلى المعنى
  • الثانى ارد اازي ليدل على التعمية في الكلام فيقال ” ألغز في كلامه، إذا عمي مراده”.
  • فإذا مفهومه المصطلحى هو الميل بالكلام عن مراده و الإتيان به مشتبها أو ملتبسا .
  • إلا أن عاميتنا في الجزائر لا تستعمل مصطلح لغز و لكن بديلا عنه لفظ
  • ” الأحجية ” والأحجية في حد ذا تحمل معنى عاما تتفق فيه المعاجم العربية وهو مخالفة.

المعنى اللفظي

  •  هى الأحجية الأحجية وقد حاجيته محاجة وهجاء فحجته.
  • ويبدو من هذا التعريف أن لها علاقة بالعقـل و الذكاء و الفطنة إذ قـال الأزهري:”
  • والأحجية الحجية هي لعبة أغلوطة يتعاطاها الناس بينهم وهى من نحو قولهم أخرج ما فى
  • يدى ولك كذا” ومن ثم نجد مصطلح الأخوة بالواو والأحجية بالياء ولكن الياء أشهر والفعل منها حاجيته.
  •  واللغز”شكل أدبى قديم قدم الأسطورة والحكاية الخرافية كما أنه كان تساويهما في الإنتشار و لم يكن اللغز فى الأصل مجرد كلمات محيرة تطرح للسؤال عن معناها بين تلك الأصحاب في الأمسيات الجميلة “
  • لذا يجب البحث فيه كعمل أدبى شعبى أصيل لا يقل أهمية وشأنا عن الأنواع الأخرى.

الملاحظة فى الألغاز

  •  الملاحظ في الألغاز أن ألفاظها التي وضعت معظمها استعارات وكنايات ومجازات وهذه ليست عادية في هذا النوع الأدبى الشعبى مما أسفر عن أسماء عديدة سمى اللغز منها : المعاناة والعويص و الرمز و المحاكاة و أبيات المعاني و الملاحم و المرموس و التأويل و الكناية و التعويض و الإشارة و التوجيه و المعمى و الممثل و معنى الجميع واحد و اختلافهما بحسب اختلاف وجوه الاعتبارات…”
  •  فإذا أحسست أن واضع اللغز يريد أعداءك سميته معاوية، وإن كان صعبا الفهم عويص الإستخراج سميته عويصا و إذا عددته قد عمل على وجه و أبواب سميته لغزا وإذا عددت صاحبه لم يفصح عنه سميته رمزا و يقارب ذلك الإشارة
  • أما إذا عددت من حاجاك يريد إستخراج مقدار عقلك سميته محاجة و إن عددت صاحبه يوهمك شيئا و يزيد غيره سميته لحنا و ربما عددته من حيث أنه ستر عنك ورمس فهو المرموس و الرمس هو القبر مؤولا و سميت فعلك تأويلا.
  • إذا عددته من حيث أن صاحبه لم يصرح بغرضه سميته تعويضا و كناية و إذا عددته من حيث أنه ذو وجوه سميته الموجه  كان فعلك التوجيه  إذا عددته من حيث أنه مغطى عليك سميته معمى
  •  كما قال الزمخشري: ” ألغز كلامه : عماه ولم يبينه”

نشأته و تطوره

  •  يقول موريس بلومفيلد عند ما بحث عن الألغاز البراهماتية في خطاب ألقاه في مؤتمر الفن والعلم سنة 1904م:” أنّ اللغز نشأ منذ قديم الزمان حين كان العقل البدائى يمرن نفسه على التلاؤم مع الكون الذى يحيط به ذلك أنه كلما كانت الرؤية أكثر نضارة  ازدادت الرغبة في إدراك ظواهر الطبيعة وظواهر الحياة  وإدراك القوانين التى تحيط بالإنسان.
  •  فإن الأطفال يحبون الألغاز و مثلهم البدائيون و لهذا كذلك فإننا نجد الأنواع الأدبية الشعبية مثل الأسطورة والحكايات الشعبية والحكايات الخرافية تتضمن الألغاز
  • فاللغز يشير إلى غموض الحياة و هو فى الوقت نفسه يمثل إدراك العقل البكر إنه تعليل ينطبق على نشأة كل الأنواع الأدبية الشعبية و لا يقتصر على اللغز فحسب كما إّنه لم يوضح لنا سبب نشأة اللغز فى سؤال و جواب معينين.
  • و إذا كان هدفنا الوصول إلى تفسير مقنع فلا بد من العودة بالتراث الشعبى إلى الوراء عندما كان دور اللغز عند البدائيين لا يقل أهمية عن دور الطقوس الأخرى .
  • هنا يحضرنا بحث جيمس فريزر ” الغصن الذهبي ” فهو يذكر عادة بعض قبائل الهند الصينية حين تجتمع قبل موسم حصاد الأرز و يطرح بعض الأفراد الألغاز لحلها و عند حل كل لغز يصيح الجميع:” دع أرزنا ينمو فى الجبال و السهول “
  •  ثّم يمنع طرح الألغاز للحل في الفترة بين انتهاء موسم حصاد وموعد الزرع الثّانى

طبيعة اللغز

  • إذا ما تصفحنا التراث وجدنا أن اللغز قد ورد فيه بصور مختلفة فقد يكون اللغز إمتحانا قاسيا ينتهى بالحياة أو الموت أى أن الشخص المسؤول قد ينجح في الوصول إلى الحل الصحيح فيمنح الحياة مع الجزاء الحسن أو أنه يفشل فى الوصول إلى الحّل فيقتل. و
  • مثل ذلك لغز أبو الهول الذى ورد ذكره فى ثنايا أسطورة أوديب وهناك نوع آخر من الألغاز هى تلك الألغاز البسيطة التى تعيش معنا حتى اليوم وقد سبق أن قدمنا نماذج منها و
  • يمكن أن نطلق عـلى هذه الألغاز إسم “ألغاز المغالطة ” المسؤول في هذه الحالة يظّل يبحث عن حل يتوقعه
  • فإذا الحل بعيد كل البعد عما كان يتوقعه وقد ألفنا في مثل هذه الألغاز حينما تطرح للحل ـ أن يوجه للمسؤول حينما يعجز عن الحل عبارة “غلب حمارك ؟ ” وأحسب أنّ هذه العبارة تعنى أنه إذا كان حمارك قد أكه التعب فدعه يعيش بمعنى آخر أنه يتحتم عـلى هذا الشخص الذى عجز عن الوصول إلى الحلّ أن يستسلم ويطلب الأمان وعليه فالمسؤولية في كلا النوعين السابقين يسعى إلى الوصول للأمان.
  •  وترد هذه الألغاز عادة في شكل كلمات مسجوعة أو منظومة تلقى فى السياق العامة والخاصة فى قالب أسئلة لإختبار الذكاء فتذكر الصفات البعيدة أو القريبة.

اللغز والأسطورة

  • لقد حاول البعض تفسير الألغاز باعتبارها بقايا تحولت إلى لعب لبعض أسئلة الحكمة التى كانت تدور في الزمن الماضي حول أشياء وأسرار دينية وأسرار لبعض العادات والممارسات الدينية و يضربون المثل على ذلك ببعض الأسئلة والإختبارات الحكيمة التي نجدها في كتب المعرفة القديمة التي تدعى بالراجفيد : ” RIGUEDA “أو الأداء “EDDA ، “.
  • قد نشر بوليس JOLLES بعض الدراسات التي حول أنّ يؤكد فيها هذا الرأي ويدافع عنه بتقديم مزيد من الشواهد و الأدلة على صحته و خلاصة رأيه أنّ: ” اللغز هو نظيرالأسطورة فكلا النوعين يستهدف الوصول إلى المعرفة و إلى الفهم عن طريق السؤال و الجواب “
  •  إذا فاللغز يشابه الأسطورة كون النوعين يتجهان نحو الهدف عن طريق السؤال و الجواب إلا أنّ الفرق بينهما هو أنّ الأسطورة في حد ذاك عبارة عن جواب على سؤال
  • متضمن فيها و غير محدد تحديدا مباشرا فى حين أن اللغز يأخذ شكل السؤال الذى يستلزم إجابة السامع له .
  •  ومن ذلك يثبت السامع  من خلال حل لغز أنه أهل للدخول فى الجماعة الدينية أو الروحية التى يمثلها أو ينوب فيها السائل.
  • و يرى بويكارتPEUCKET ” :أنّ الأساس الفكري للغز يكمن في أسلوب الفكر
  • وهو يوجد ذه الصفة في العديد من الثقافات البدائية و المختلفة فعند تلك الشعوب مازال اللغز يمثل عملا من الأعمال الجادة التى يبدل فيها السامع أقصى الجهود من أجل الوصول إلى الحّل السليم و بذلك يبتعد عن التسلية أو اللعب على خلاف ما هو عليه فى ثقافتنا المعاصرة.

سؤال

  • ماهو الشئ الذي له أوراق وليس له جذور

الإجابة : الكتاب.

السابق
الأطعمة التي تزيد حمض اليوريك وتقلله ومضاعفات زيادته
التالي
مواعيد عمل مكتب التصديقات بوزارة الخارجية السعودية والشروط المطلوبة

اترك تعليقاً