للهدف أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو المرشد الذي يقوده إلى تحقيق ما يريد فحياة الفرد بلا هدف ليس لها قيمة ،و لذلك يجب على كل فر أن يجتهد في وضع الأهداف التي يريدها ،و خلال السطور التالية سوف نتعرف عزيزي القارئ على الطرق التي يمكن للفرد الاعتماد عليها من أجل وضع أهدف و خطة واضحة لحياته.
اصنع لنفسك هدف
هناك فارق كبير بين وجود الهدف وصناعة الهدف ، فدائما يصنع الأبطال أهدافهم فلا يكتفون بوجود الهدف فى الحياة بل يتحدون العوائق والصعوبات ويصنعون لأنفسهم أهدافا مضيئة تقودهم نحو تحقيق انتصارات وأمنيات تصعب على غيرهم من الأخرين.
ولكن ما العلاقة يا أصدقائى بين الهدف والنجاح ؟
صناعة الهدف أول خطوات النجاح فلا يأتى النجاح بطريقة عشوائية ، ولم يخلق النجاح لكسول بلا هدف يسعى إليه ، ونجاح الإنسان لا يقاس بنتيجة عمله وكفاحه فقط بل يقاس بمقدار ما واجه من تحديات وصعوبات.
فتخيل أنك حصلت على درجة علمية بسهولة فهل تستطيع أن تشعر بطعم النجاح ؟
وتخيل أنك واجهت العديد من العقبات والتحديات فى سبيل تحقيق هدفك فهل يعوضك نجاحك الباهر عن كل أوجه المعاناة ؟
هذا هو النجاح الذى يبنى على هدف لا يحطمه الفشل فأديسون مخترع الكهرباء قام بمئات المحاولات الفاشلة قبل تحقيق إنجازه ولو انه ترك نفسه فريسه للفشل ما استطاع أن يحقق النجاح.
شروط تحقيق الهدف
- التفكير في الأهداف الشاملة – أهم سؤال يجب أن يسأله الشخص لنفسه قبل أن يحدد هدفًا جديدًا لتحقيقه هو ” ما الشكل الذي ترغب في أن تبدو عليه حياتك؟ …
- تدوين الأهداف …
- العصف الذهني …
- إعداد خطة عمل …
- القابلية للقياس …
- البدء في التنفيذ …
- تحديد المواهب والخبرات …
- تفويض المهام الأقل أهمية لآخرين
كيف تضع هدف لحياتك ؟
أولاً يجب أن يحدد الفرد احتياجاته .. يجب أن يقوم الفرد بتحديد احتياجاته جيداً فمثلاً هو بحاجة للنجاح في دراسته لذلك عليه الاجتهاد في المذاكرة ،و بحاجة إلى الإلتزام بأداء الفرائض و فعل الخيرات لكي يتقرب من الله سبحانه و تعالى ،و بحاجة إلى أسرته لكي يشعر بالأمان ،و من ثم نجد أن حاجة الفرد للشيء تجعله يجتهد في سلك الطرق الناجحة التي تعينه على تحقيقها و عليه أن يقوم مراجعة كافة تفاصيل حياته جيداً ليعرف ما الذي حققه في الماضي ،و ما هي الأخطاء التي وقع فيها ..؟ ،و كيف يمكنه إصلاحها .
ثانياً تحديد نقاط القوة و الضعف .. يجب أن يحدد الفرد نقاط القوة التي يملكها ،و يعرف كيف يمكنه الإستفادة منها في تحقيق أهدافه و يعرف أيضاً نقاط ضعفه ،و كيف يمكنه التغلب عليها فيجب ألا يستسلم الفرد ،و لا يسعى لتحقيق ما يريد بحجة أنه لا يستطيع و هذا خطأ بل يجب أن يستغل ما لديه من قدرات من أجل الوصول إلى تحقيقها .
ثالثاً وضع لائحة أو قائمة بأهدافه .. من الضروري أن يضع الفرد لائحة بكافة رغباته و كلما نجح في انجاز شيء ما عليه أن يقوم بحذف هذا الشيء من هذه اللائحة التي يجب أن تكون محددة بتاريخ و على الفرد ألا يؤجل شيء للغد بل يجب أن يسير على جدول محدد ليعرف من أين و متى سيبدأ ،و متى سينتهي ،و من الضروري أن يحرص الفرد ،و هو يكتب هذه الخطة أن يعتمد على أسلوب مميز و يراعي تسلسل الأحداث و يهتم بأدق التفاصيل .
خامساً علاج المشكلات .. يجب ألا يهرب الفرد من المشكلات التي تعترض طريقه بل عليه تحليلها جيداً ،و عليه أن يعرف ما هي العوامل التي أدت إلى قيام هذه المشكلات ،و اختيار أفضل الطرق لحلها و يحرص على تجنب الوقوع في المشكلات المشابهة لذلك مستقبلاً .
سادساً التصميم ،و الإرادة .. يجب أن يعلم الفرد أنه لا قيمة لحياته دون هدف ،و عليه أن يتحلى بالصبر ،و يستعد لبذل مجهود شاق لكي يصل إلى تحقيقه و يحاول تنمية مهاراته ،و قدراته من خلال الإعتماد على الأنشطة المفيدة كالقراءة فهي غذاء العقل ،و حضور المؤتمرات ،و الندوات و حضور الدورات التدريبية البحث وراء كل ما هو جديد من أجل زيادة ثقافته .
كيف أخطط لأهدافي
- التعرّف على الذات: وذلك يكون من خلال تحديد المهارات التي يمتكلها الفرد بشكلٍ دقيق جداً، كما يجب تحديد نقاط الضعف في الشخصية ونقاط القوة، مع أهمية عدم إعطاء الأمر سواءً الإيجابية أو السلبية حجماً أكبر من حجمها؛ بحيث تجعلك مغروراً أو تجعل منك شخصاً مقيّداً بأخطائه ونقاط ضعفه، فقد تجد لديك مهارات جيدة، وقد تجد مهاراتٍ بحاجة إلى عمل وجهد وتطوير.
- تحديد الهدف: ويكون ذلك من خلال وضع هدف أو مجموعة أهداف واضحة ومُحدّدة، كما يجب أن تكون أهدافاً مُناسبة لقدراتك وإمكاناتك، ويُفضّل البدء بالأهداف المتوسطة وذلك بهدف التدربّ على تنفيذ أهداف أعلى.
- تحديد زمن التنفيذ: وذلك من خلال وضع خطة زمنية مُحدّدة لتحقيق الهدف، بشرط الالتزام التام بهذه الخطة وعدم التقصير فيها؛ حيث يمكن تجزئة الهدف وتنفيذه على عدة أشهر أو على مدار عام، حيث يتم تنفيذ جزء الخطة كل فترة، فمثلاً لو أردت الحصول على شهادة معينة، فأنت بحاجة إلى التخطيط لأخذ مجموعة من الدورات التدريبية، لذلك يتوجب عليك أن تبدأ بالتنفيذ للخطوة الأولى وهي الالتحاق ببرنامج للتدريب.
- الكتابة والتدوين: من المهم أثناء وضع الأهداف وتحقيقها تدوين كلّ ما تقوم به، وذلك للتعرّف على ما تودّ إنجازه أو ما قمت فعلاً بتحقيقه، كما يجب أن تكون على يقين أننا جميعاً بشر، وأننا من الممكن أن نقع في بعض الأخطاء، لذلك عليك في كل مرة تخفق فيها أن تجلس قليلاً مع نفسك لتعرف السبب الذي وقف في وجه نجاحك.
- الثقة بالنفس: من المهم أن تتحلّى بقدرٍ كبير من الثقة بالنفس، وأن تُقوّي تواصلك مع الآخرين؛ حيث إنّه من المهم أن تكون محاطاً بأشخاص يرفعون من ثقتك بنفسك ويساعدونك على تحقيق أهدافك، ويقفون إلى جانبك في لحظات ضعفك من خلال الدعم المادي والنفسي.
كيفية تحديد الهدف
يجب أن تكون الأهداف المحددة إيجابية، فمثلاً ينبغي وضع هدف ممارسة التمارين الرياضية أو القراءة بدلاً من هدف قضاء وقت أقل أمام التلفاز. إدراك الهدف ورؤيته: يجب وضع هدف ملموس، فمثلاً ينبغي وضع هدف التحدّث إلى شخص جديد كل يوم بدلاً من هدف تعزيز الصداقة.
كيف احدد هدفي في الحياة
إنّ نجاح الإنسان في حياته لا يقتصر على جانب معيّن فقط، بل يتعدّى ذلك أن يكون ناجحاً في كل الجوانب أو بعضها، وتحديد الأهداف جزء مهم من منظومة النجاح وشروطه، ويستطيع المرء القيام بذلك عن طريق طرح الأسئلة المباشرة على النفس والبحث عن إجابات شافية لها تكون بعد ذلك منطلقاً له لبدء عمليّة التخطيط، وهذه الأهداف في حياة المرء متعدّدة تشمل جوانب عدة وهي:
- الجانب الرّوحاني: فيه يخطط المرء لعلاقته بالله عزّ وجلّ وإيمانه به واكتسابه القيم والمبادئ التي ترضيه وهو أساس كل الجوانب إذا صلُح صلحت واتّزنت بقيّة الجوانب، ومن الأسئلة المتعلقة بهذا الجانب والتي تُعين على تحديد أهدافه: هل أؤدي الفروض بشكل منتظم؟ كيف يمكن أن أرتقي بعلاقتي مع الله عزّ وجلّ؟ ما العبادات التي يمكنني الالتزام بها لتقوية علاقتي بخالقي؟ ما الصفات التي يحبها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لأتحلّى بها؟ هل أنوي القيام بعمرة أو حج في الفترة القادمة؟
- الجانب الشخصي: يشمل كل ما يخصِ الفرد من تعليم وعائلة وعلاقات شخصيّة وترفيه وغيرها، ويستطيع تحديد أهدافه فيه من خلال طرح الأسلة التالية على نفسه: هل علاقتي بمن حولي جيّدة؟ هل أقوم بواجباتي تجاه أمي وأبي؟ هل أقدّم الرعاية الكافية لشريك حياتي وأبنائي وأعتني بأمورهم بشكل جيّد؟ هل أقرأ كتباً بشكل دوريّ؟ هل أبحث عن معلومات أتثقف بها في الأمور التي تهمّني؟ هل حصلتُ على إجازة مؤخراً للترفيه عن نفسي وأخذت قسطاً من الراحة؟.
- الجانب المهني: هو ما يتعلّق بالوظيفة والعمل وما يساعد على تحسينهما، والأسئلة التالية تساعد على تحديد الأهداف المتعلقة بهذا الجانب: هل أنا مرتاح في وظيفتي الحاليّة وسعيد بوجودي فيها؟ هل لديّ خطة للارتقاء بموقعي ضمن السلّم الوظيفي الخاص بمهنتي؟ كيف يمكن أن أقدّم عملاً متميّزاً؟ وما الدورات التي تنمّي مهاراتي في وظيفتي؟ هل علاقتي برئيس العمل والزملاء طيّبة؟
- الجانب المادي: هو ما يخصّ الأمور الماليّة والدخل والاستثمارات في حياة الفرد، ولتحسينها وتحديد ما يمكن الارتقاء به فيما يتعلق بهذا الجانب تُطرح الأسئلة التالية: هل ما أجنيه من المال يكفيني لأعيش حياة طيبة وسعيدة؟ هل أطمح لدخل أعلى من الذي أحصل عليه في الوقت الحالي وكيف السبيل لذلك؟ هل أستطيع استثمار ما معي من المال في مشروع يزيد من دخلي؟ هل أقدّم المساعدة المالية للمحتاجين؟
- الجانب الصحي: هو الجانب الذي يُعنى بصحّة الإنسان البدنيّة واهتمامه بعاداته الغذائيّة ووزنه وغيرها، ولتحديد الأهداف المتعلقة بهذا الجانب تُطرح الأسئلة التالية: هل أتمتع بصحّة جيّدة؟ هل لديّ مشاكل صحّية تحتاج متابعة طبية مستمرّة؟ هل وزني ضمن المعدل الطبيعي لعمري؟ هل أحصل على غذاء صحّي و متوازن خلال يومي؟ كيف أستطيع أن أُبعد عن نفسي الضغوطات التي تسبب لجسدي الإرهاق؟
كيف احدد هدفي الوظيفي
جمع معظم الناجحين والمؤثرين حول العالم صفات كثيرة مشتركة، لكن الملفت أن أهم هذه الصفات هي معرفتهم منذ مرحلة مبكرة من حياتهم ما هي أهدافهم التي يريدون تحقيقها، وهو ما يفتقده حالياً عدد كبير من الشباب، وخاصة في المجتمعات الأقل تطوراً واهتماماً بالتعليم والتنمية.
بالإضافة لما سبق هناك أيضاً عوامل سلبية مؤثرة عند التفكير والشروع في تحديد الأهداف الوظيفية وهذه أهمها:
- رغبة الوالدين بشكل خاص، وتأثيرهم بهذا الشأن والأهل بشكل عام.
- ميول الأصدقاء المقربين وتوجهاتهم.
- الوضع المادي والمكانة الاجتماعية.
- الخوف من الفشل والإخفاق فيمابعد.
كي تحدد هدفك الوظيفي بنجاح، هناك نقاط أساسية يجب أن تكون ماثلة أمامك قبل اتخاذ واحد من أهم القرارات في الحياة:
- إعرف قدراتك ومهاراتك
يجب أن تلم بجميع نقاط قوتك وضعفك، بحيث تعرف العوامل التي ستساعدك على التفوق، ومواهبك التي ستميزك عن غيرك وتمكنك من تحقيق النجاح بجدارة.
- حدد قيمك ومبادئك
كلما كان لهدفك جانب أخلاقي وإنساني مبني على هويتك، كلما كنت أكثر إصراراً على السعي لأجل تحقيقه.
- ماهي طموحاتك وأحلامك؟
شغفك هو المحرك الأكبر لكل ماتقوم به في حياتك، احرص على أن يكون هدفك عبارة عن طموح وحلم مرتبط بشكل قوي مع ما تحب ويهمك بالدرجة الأولى.
- ما الذي يلهمك ويحفزك؟
كل الإنجازات العظيمة كان سببها حافز أو إلهام معين، سواء بسبب شخص أو حدث ما، ارتباط هدفك بحافز كبير في حياتك سيجعلك تفجر كل طاقاتك.
- الاستمتاع بتحقيق الهدف
إذا لم تستمتع بالعمل لأجل تحقيق هدفك فكر في هدف آخر مباشرة، فالعمل الذي لا يرتبط مع الاستمتاع يعتبر مجرد مهمة ثقيلة ومملة.
وفي الأخير هذه نصائح مفيدة لكل شخص يجد صعوبة في اختيار هدفه الوظيفي:
- لاتجعل إرضاء الآخرين أو تحقيق الثراء السريع أو المكانة الاجتماعية أهم أسباب اختيارك لهدفك.
- إجعل أهدافك واقعية قابلة للتحقيق وللقياس أيضاً، لأجل معرفة ما تم إنجازه من فترة لأخرى.
- الهدف الصعب سيمنحك متعة التحدي وقابلية التطور، بينما الهدف السهل سيحد من قدراتك ويصيبك بالخمول، أما الهدف المستحيل فسيصيبك بالإحباط والشعور بالذنب.
- لا تتردد في أخذ النصيحة من أشخاص تثق فيهم وعندهم معرفة وخبرة كبيرة لأجل مساعدتك في تحديد هدفك الوظيفي المستقبلي.