يتعرض الفرد للكثير من الخلافات و المشكلات مع من حوله ،و ذلك لعدة أسباب من بينها سوء المعاملة ،و عدم الإحترام ،و التقدير ،و لذلك من الضروري أن يتعلم الفرد كيف يضع حدود مع الآخرين.
الحدود الشخصية في علم النفس
الحدود الشخصية عبارة عن مبادئ أو قواعد أو حدود يخلقها الشخص بنفسه ليحدد لنفسه الطرق المعقولة والآمنة المسموح بها للأشخاص الآخرين أن يتصرفوا بها معه وكيف سيكون رده عندما يتعدى شخص ما هذه الحدود. ويتم بناء هذه الحدود من مزيج من المعتقدات والآراء والمواقف والخبرات السابقة والتعلم الاجتماعي.
كيف تضع حدود مع الآخرين ؟
- يجب أن يكون واثقاً من نفسه ،و يقوم بحصر جميع السمات ،و المميزات التي يتمتع بها ،و يحاول تطويرها ،و تنميتها ،و عليها أن يقوم بتعلم فن الحوار ،و آدابه ،و ذلك حتى ينجح في التواصل مع الآخرين بنجاح ،و يتكسب تقديرهم و احترامهم .
- يجب أن يحاول الفرد تثقيف نفسه ،و هذا من خلال تخصيص وقت للقراءة ،و المطالعة ،و البحث عن كل ما هو جديد ،و التحدث مع أهل العلم ،و المعرفة ،و ذلك لكي يصبح لديه حصيلة مميزة من المعلومات تمكنه من الدخول في نقاش مع من حوله .
- يجب على الفرد أن يتعلم كيف يكون حازماً حتى يستطيع اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ،و كذلك لكي ينجح في مواجهة من يتطاول عليه .
- يجب على الفرد أن يبتعد عن العنف ،و الغضب و الصراخ لأنه هذه الأساليب تدل على ضعف الشخصية على الفرد أن يلتزم بالأخلاق الحميدة كالتسامح ،و الصبر مع المحافظة على كرامته ،و احترامه ،و تقديره لذاته .
- يفضل أن يبتعد الفرد عن المزح مع الآخرين ،و لكن عليه أن يتعامل معهم ببساطة بعيداً عن التكلف ،و التصنع لكي ينجح في كسب ودهم ،و تقديرهم .
- تجنب الفضول الزائد ،و التدخل في خصوصيات الآخرين ،و ذلك حتى لا يعطي لهم الفرصة للتدخل في شئونه ،و خصوصياته .
- يجب أن يخبر الآخرين بأسلوب مميز بأن الأساليب التي يتعاملون بها معك تثير غضبك ،،و في حالة إذا تكررت أخطائهم عليه أن يبتعد عن مجالسة هؤلاء الأشخاص ،و يمكنه أن يتخذ إجراء آخر فمثلاً إن كان من يتطاول عليه أن يتمادى في أفعاله الغير مستحبة زميل له في العمل يمكنه أن يخبر رئيسه في العمل .
- على الفرد أن يختار من يتعامل معهم بعناية شديدة ،و يبتعد عن أصحاب الأخلاقيات و العادات الغير مستحبة ،و ذلك لكي يتجنب الخلافات ،و المشكلات ،و يحرص دائماً على التعامل مع أصحاب الأخلاقيات الطيبة ليستفيد منهم فهؤلاء الأشخاص يمنحون غيرهم طاقة إيجابية رائعة .
- يجب على الفرد أن يتعلم كيف يتعامل مع الآخرين بأحترام ،و تقدير ،ذلك حتى يجبرهم على احترامه .
- يفضل الإبتعاد عن الأنانية ،و التكبر لأن كل هذا قد يكون سبباً في تعرضه الكثير من الصراعات ،و المشكلات ،و هذا ما يعوقه عن الوصول لأهدافه .
اجعل بينك وبين الناس حدود
«اترك مسافة كافية بينـك وبـيـن الآخريـن. بعض البشـر ودك حـدود المعرفة معهم سلام واصمت وَلا تحرص على كثر الكلام الصمـت زين – الشاعر عبد الله علوش».
إن كنت لا تمانع في فتح الباب على مصراعيه أمام تجاوزات البعض في الأمور التي تخالف قيمك الدينية والاجتماعية فأنت لديك مشكلة، وإن كنت من الناس الذين يسترسلون كثيراً في الكلام مع الآخرين لدرجة إخبارهم بأدق تفاصيل حياتك، ومن ثم تعض أصابعك ندماً فأنت لديك مشكلة في احترام الذات، وإن كنت من الذين يكشفون أموراً شخصية قررت يوماً أن تظل طي الكتمان حتى لا تخالف قيمك ومبادئك فأنت بالفعل لديك مشكلة كبيرة في وضع الحدود مع الآخرين.
عدم وضع الحدود الصحيحة أشبه بترك باب بيتك غير مقفل والسماح للغرباء أو المتطفلين بالدخول ليثيروا الفوضى.
لذا يعاني اليوم الكثيرون من بعض الأشخاص الذين يتمادون في التطاول على حقوقهم، والتقليل من شأنهم والذي يدفعهم للشعور بعدم الأهمية والضعف. ولكن هذا التطاول والسيطرة لم يأتِ من فراغ بل بسبب ضعف شخصية المتطاول عليه لأنه يسمح للآخرين بالتمادي، واتخاذ القرارات بالنيابة عنه في حين من المفترض أن تنتج أغلب هذه القرارات من تفكيره الشخصي.
السماح للآخرين بتجاوز الحدود واختراق الخصوصية واستنزاف الوقت قد يتسبب بألم نفسي وإجهاد على المدى البعيد بسبب عدم القدرة على إيقاف الآخرين عند حدهم. لذا من المهم أن يتم التحديد للآخرين أين تنتهي الحدود الشخصية ومن أين تبدأ مساحتهم وذلك من شأنه أن يتيح للشخص تحديد التواصل المقبول معهم.
يرى بعض المختصين أنه يتوجب وضع حدود واضحة في علاقات الشخص بمحيطه القريب والبعيد منذ بداية تأسيس العلاقة، بحيث ترسَم هذه الحدود بود وتقدير الطرف الآخر لضمان الاحترام والحفاظ على الخصوصية. فكيف يمكننا أن نضع الحدود مع الآخرين من دون أن نتسبب في جرحهم؟
أولاً لا بد من احترام الذات والثقة العالية بالنفس من دون تكبر أو غرور، إثارة انتباه الآخرين في حال تم تعديهم للحدود بلباقة بعيداً عن الخلاف والعصبية الزائدة لأن هذا التعدي قد يصدر أحياناً عن جهل الطرف الآخر. أما إذا كان هذا الشخص متعمداً في تعّدي الحدود ويقصد الإهانة فلا بد من الابتعاد عنه، لأن هؤلاء الأشخاص يتسببون في ضغط نفسي لا يحتمل.
الحدود الشخصية تعبر عن احترام وحب الذات، فاحترام الشخص لنفسه والنظر إليها بتقدير يحتم على الآخرين احترامه وعدم التدخل في أموره الشخصية.
فهذه الحدود تشعر الشخص بالثقة في العلاقة والانتماء، ولكن إن لم يتمكن من معرفة مساحة علاقاته، فإنه لن يشعر بالراحة في أية علاقة يقيمها في حياته. فبرسم الحدود الصحية مع الآخرين يكون كل من يتعامل معه أكثر حرصاً على احترامه وإدراك كيفية التعامل معه على الدوام من دون تخطي الحدود لضمان نجاح واستمرارية العلاقة.
كيف أضع حدود للناس
- ضع الحدود بسرعة كلما وضعت الحدود باكراً كلما كان ذلك أفضل. …
- حدد المعوقات …
- حدد الأنماط …
- ضع حدوداً واسعة …
- قم بتغيير عملية فرض الحدود وفقاً للشخص …
- حافظ على صلابتك
اعمل حدود في التعامل
- إخبار الأصدقاء باستمرار حول الحدود في الحياة اليومية من خلال التكلم معهم بشكل مباشر ومحاولة إلزامهم بالحدود الشخصية وتوضيح العواقب التي يمكن حصولها عند تخطيها من قبلهم.
- تقييم فعالية وضع الحدود للآخرين بشكل منتظم والنظر بمدى التزامهم بها لإجراء التعديلات الضرورية.
- التمسك بأن يكون لبقاً في الحديث مع الأصدقاء وإبلاغهم حول الحدود الخاصة.
كتاب كيف تضع حدود بينك وبين الآخرين
لتحميل الملف اضغط هنا
الحدود في العلاقات ppt
لتحميل الملف اضغط هنا