لما خلق الله الخلق جعل من آياته اختلاف الألسن والبيان فقال الله تعالى (واختلاف ألسنتكم وألوانكم) فكانت هناك مجموعة كبيرة من اللغات المتنوعة والتي ينطق بها كل قوم أو كل جنس فالدول مفترقة على هذه اللغات كما أن الحديث حول هذه اللغات المتنوعة والمتعددة من المسائل ذات الأهمية الكبيرة، ولكن حتى داخل اللغة الواحدة فاللهجات أيضا تختلف، فليس جميع الخلق على لسان واحد عندما يريدون التعبير عن الأشياء بل إن الاختلاف بينهم موجود ظاهر، ولذلك كانت الاهتمامات الكبيرة بالنظر إلى التقارب والتباعد وإيجاد آليات الفهم، حتى إن القرأن الكريم كان يقرأ بطرق مختلفة حتى جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخذ المصاحف كلها وحرقها إلا مصحفا واحدا جمع المسلمين عليه وهو على حرف قريش، وعلى هذا الأساس ففي العرب ألسن متنوعة ومختلفة ولكل بطن من بطونهم كلمات يتعارفون عليها تؤدي مفهوما معينا يمكن أن لا تؤديه في بطن أو مكان آخر، كما أن هذه الكلمات أو المصطلحات من المسائل التي تعد ذات أهمية بالغة بإصابتها اللغة لكن أحيانا قد تجنح للخطأ للعجمة التي دخلت علة العرب ويكون الأمر أن لا وجهة لهم في ذلك، ولذلك مع تنوع الكلمات واختلافات مدلولها، أو اختلاف الألفاظ واتفاق المدلول فهذا الأمر هام وجيد، وسنكتب عن كلمات بدويه ومعناها بالحضري.
البدو و الحضر
يكثر الحديث عن موضوع البدو والحضر كما أن الكتابة عن هذا الأمر من الأهمية بمكان ولما كان للبدو تعريف واضح وهو دلالة على السكان الذين يعيشون حياة التنقل غير المستقرة في الصحاري ومن خلال رعي الأغنام وغير ذلك، فإن الحضر تدل على الناس أهل الاستقرار ممن عاشوا الحياة المدنية ودخلوا البيوت والمساكن التي تعني لهم الحياة المستقرة والأعمال الثابتة كما أن مراكز الدول والتي يكون فيها الخدمات الهامة والأساسية وإنجازها تكون في المدن، فبيوت أهل الحضر أو المدن بيوت زاهية أما أهل البداوة فبيوتهم ليست كذلك بل غالبا ما تميل للطين والعشش، كما أن من الفروق أن اللهجة المدنية الحضرية تميل للين والطبيعة الصفاتية أما اللهجة البدوية فهي تميل للخشونة وكذلك طبيعة الحياة وصفاتهم أقرب لذلك من الصعوبة والخشونة والحدة، ولذلك هناك فرق واضح في كلمات بدويه ومعناها بالحضري.
كلمات بدويه ومعناها بالحضري
- إن هناك مجال للكتابة بشكل طويل عن هذا الفرق بين كلمات بدويه ومعناها بالحضري وكذلك الوصول إلى هذا الأمر الذي يعد من الأمور الهامة، وقد كانت ولا زالت الفروق بين الكلمات البدوية والحضرية لها مكانتها الكبيرة، وهذه كلمات بدويه ومعناها بالحضري مما له قيمة عند أصحاب الفريقين، وكذلك من الباحثين عن هذا الأمر أو هذا الخصوص، أو المجال الذي يلقى اهتماما كبيرا، ومن ذلك:
- الوكاد/الأكيد
- عانه/شوفه
- مير/ لكن , بس.
- كود/يمكن , ربما.
- الشنق/صوبك , مكانك
- مرجوج/ خبل او مجنون
- مطفوق/ متهور
- اونس المرض/ اشعر بالألم
- ياعلك العوق/ عسى المرض يصيبك
- ياعلك النفاد/عساك تموت.
- طس/انقلع
- ورا / ليش
وفي هذا السياق الذي يرشد إلى اختلاف اللهجات بين الكلمات البدوية وما يوازيها من الحضرية تتبين الكثير من الاختلافات والتباعد الرهيب بين النمطين وهذا الأمر من الأمور التي لها عناية في العديد من المصنفات التي انشغلت بذلك، وإن لم تجد هذه الألفاظ من يوضحها أو يفسرها من البدوي للحضري أو من الحضري للبدوي فإن الأمر سيكون في غاية السوء ولن يتمكن الطرفان فهم بعضهما البعض، ولذلك كانت كلمات بدويه ومعناها بالحضري مسألة هامة وفي غاية القوة.