تعرفوا معنا على جواب ماهي عاصمة الفرس بالمقال التالي, إذ كثيراً ما يتم البحث حول بلاد فارس وهو الاسم السابق الذي كان يطلق على إيران فيما مضى ويعود أصل هذه المنطقة الجغرافية إلى الفرس الذين كانوا متواجدين قبل ما يزيد عن ألف وخمسمائة عام قبل الميلاد، المنتمين إلى قبائل القوقاز الراحلين عن الهضبة الإيرانية والتي بقيت معروفة بذلك الاسم حتى العقد الثالث بالقرن التاسع عشر.
ظلت بلاد فارس معروفة بهذا الاسم إلى عام (1935م) حينما اتخذ الشاه (رضا بهلوي) قراره بتحويل ذلك الاسم لمملكة إيران الذي تم اشتقاقه من آري نسبة للآريين وهم من وصلوا قبل حوالي ألفي عام قبل الميلاد للجهة الغربية من البلاد بالتزامن مع فترة حكم الآشوريين الذين يرجع لهم المساهمة بتأسيس ونشأة الإمبراطورية الفارسية.
ماهي عاصمة الفرس
عاصمة بلاد فارس كانت تعرف باسم (المدائن) التي كان يعيش بها الأكاسرة الساسانية والذين عرفوا بعرب المدائن، ويعد من بين معالم عاصمة المدائن (طاق كسرى) الذي يمثل أحد القصور التاريخية التابعة لبلاد فارس، وفي الوقت الحالي أصبحت المدائن تقع بالجزء الجنوبي الشرقي من بغداد عاصمة العراق، وكان بعض الفرس يطلقون عليها الفهلوية تسيفون، أما عن تعداد سكانها فقد بلغ تقريباً حوالي ثلاثمائة ألف أربع وأربعون نسمة.
ملامح الفرس
- امتدت الملامح القديمة لبلاد فارس إلى أن أصبحت متضمنة أوسع وأكبر الأراضي المكونة لإيران حالياً، كذلك فقد تضمنت مجموعة من المناطق والشعوب والكثير من الدول، بل إنها قد امتدت حتى ونصلت إلى الأراضي المصرية وظل اسم بلاد فارس مستخدم لكي يشير إلى الأرض التي تتواجد عليها إيران في الوقت الحالي وصولاً لعام (1979م)، ومنذ ذلك الوقت أصبح الشائع في الغالبية العظمى من دول العالم هو استخدام اسم إيران.
- وقد تميزت مساحة بلاد فارس الجغرافية بالاتساع نتيجة شمولها الكثير من التضاريس الجغرافية حيث تتضمن وجود سلسلتين جبليتين هامتين وهما (جبال الزاجروس) التي تمتد من الجهة الغربيّة للبلاد حتى الجهة الشرقيّة الجنوبيّة، و (جبال البرز) التي تقع بالجهة الشماليّة من الدولة، امتداداً من الجهة الغربيّة الشماليّة للقوقاز حتى الجهة الشرقيّة عند خراسان.
- كذلك فإن بلاد فارس تنطوي على مساحات صحراوية شاسعة ومنها صحاري كوير ولوط الواقعتان بالجهة الشرقية منها واللتان لا تعدان صالحتين للحياة أو العيش بهما.
تاريخ الفرس
- ترجع نشأة بلاد فارس إلى الملك كورش الثّاني (سيروس الثّاني) مؤسسها، حينما قام باحتلال عاصمة الميديين والتي كانت معروفة فيما مضى باسم إكبتانا حيث فرض السيطرة التامة على الإمبراطورية الميدية، وبذلك اعتبر ذلك الاحتلال أولى الخطوات التي اتخذها في تأسيس ونشأة بلاد فارس إلى جانب ما خاضه من حروب معتمد في ذلك على إنشائه لتحالفات مع عدد من الملوك والحكام.
- وعقب انتهاء حكم كورش تولى اسنه كامبيسيس الثّاني مقاليد الحكم ومن ثم ضم مصر إلى بلاد فارس ولكن نتيجة لنشوب الصراعات والمشاكل أدى ذلك إلى مقتله، ومن ثم تسلم بعده الحكم (داريوس الأول) الذي تمكن من استعادة فرض السيطرة على الإمبراطورية الفارسية، والذي قام بتقسيمها إلى عشرين مقاطعة.
- وقد ساهمت كلاً من المقاطعات تلك فيما شهدته بلاد فارس من تطور وهو ما عمل على توفير الحماية المتطلبة للمال العام عن طريق اعتماده على ما تم استخدامه من ضرائب في دعم النفقات العامة، بناء الأسلحة البحرية، زيادة نفقات الأموال المتعلقة بالعمليات المُتخصّصة في إنشاء الطُرق، دعم عمليات الرّي المائيّ، التنقيب لاستخراج المعادن، وما إلى نحو ذلك من أنشطة تهدف لتطوير البلاد.
- وبالفترة الزمنيّة بين عامي 486 حتى 522 قبل الميلاد حرص داريوس على مد العديد من الطرق بأراضي بلاد فارس التي بلغ امتدادها ثلاث آلاف ومائتي كيلو متر بهدف تعزيز الربط والاتصال ما بين مناطق الإمبراطورية الفارسية من خلال الاعتماد على الخيول والرجال في حمل الرسائل ونقل الوثائق فيما بين مختلف المقاطعات.
- وقد ساعدت تلك الفكرة في بلوغ الرسائل وجهتها بأسرع وقت ممكن، كما تم استخدام اللغة الآرامية بكتابة كافة المنقول من الرسائل فيما بين مختلف المناطق، تلك اللغة تنتمي إلى أحد القبائل السورية، وقد شهدت انتشار ملحوظ ببابل وآشور وهو ما ساهم في بلوغها للعديد من الأماكن الأخرى، كما اعتنى داريوس واهتم بتأسيس بيئة إدارية بالإمبراطورية الفارسية واتخذ من الديانة الزرادشتيّة ديانة رسمية بالدولة.