ظاهرة كسوف حلقة النار
شهدت معظم دول العالم صباح يوم 21 يونيو من عام 2020 كسوف للشمس وكان هذا النوع من أنواع الكسوف الحلقي للشمس وهذا الحدث هو الثاني لكسوف الشمس 6 أشهر ، يصادف ذلك الحدث أول أيام فصل الصيف وهذا اليوم يعد هو اليوم الأطول نهارا في العام كله حيث يسمى بالانقلاب الصيفي وفي ذلك اليوم وصلت الشمس لأكثر انحراف وأكثر ميل لها.
حلقة النار الفلكية للشمس
تستعد بعض مناطق العالم، ومن بينها دول عربية، صباح يوم الأحد 21 من يونيو، لاستقبال حدث فلكي فريد.
ويتمثل هذا الحدث في ظاهرة كسوف الشمس، التي تتسم هذا العام بكونها كسوفا حلقيا، وهو ما يطلق عليه اسم “حلقة النار”، وتبدو الشمس خلاله أشبه بخاتم ذهبي، حيث يغطي القمر معظم أجزائها من الوسط.
وهذا الكسوف الحلقي في المنطقة هو الثاني بعد الكسوف الحلقي الذي شهدته معظم دول شبه الجزيرة العربية يوم 26 ديسمبر 2019.
ما هي حلقة النار أو الكسوف الحلقي؟
يعد الكسوف ظاهرة فلكية طبيعية تحدث عندما يمر القمر في المستوى نفسه بين الأرض والشمس، وفي 21 يونيو، أي الأحد، ستشهد العديد من دول العالم إما كسوفا جزئيا أو حلقيا مع ظهور القمر أمام الشمس بالنسبة للأرض.
ويحدث الكسوف، عندما يكون القمر في أقصى مرحلة من مداره حول الأرض، الذي يعرف فلكيا بـ”أوج القمر”، مما يعني أنه لن يستطيع حجب الشمس كليا في بعض المناطق، وبالتالي تتشكل ظاهرة “حلقة النار”.
ففي أقصى نقطة لحدوث الكسوف الكلي للشمس، سيحجب القمر ما يقرب من 99.4 بالمئة من النجم العملاق، رغم أن هذا لن يدوم إلا لجزء من الثانية.
الأحد، سيرى معظم سكان شبه الجزيرة العربية والدول العربية نوعين من الكسوف، الحلقي والجزئي، وبنسب متفاوتة، نظرا لأن الكسوف سيمر جنوبي العالم العربي.
متى وأين نراه؟
يبدأ مسار الكسوف الحلقي صباح الأحد من وسط إفريقيا، ويمر عبر جنوب السودان وجيبوتي، ثم اليمن فأجزاء من الربع الخالي، ثم سلطنة عمان، وبعدها يتجه باكستان والهند والصين، حتى ينتهي في المحيط الهادئ.
ويبدأ مسار الكسوف الحلقي بالقرب من مدينة “إيمبغوندا” شمال شرقي جمهورية الكونغو بحدود الساعة 08:47 صباحا بتوقيت الإمارات، ثم يتجه شرقا عبر الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، قبل أن ينتقل إلى اليمن وجنوب السعودية ويقطع سلطنة عمان متجها شرقا إلى المحيط الهادئ، على أن ينتهي بحدود الساعة 12:32 ظهرا بتوقيت الإمارات بعد رحلة تستغرق 3 ساعات و45 دقيقة.
وخلال مساره، يشاهد الكسوف حلقيا في المناطق التي يمر بها بنسبة تصل إلى 98 بالمئة، بينما المناطق المجاورة على جانبي المسار يكون الكسوف جزئيا.
ووفقا للمهندس محمد شوكت عودة، من مركز الفلك الدولي في أبوظبي، ستشهد الإمارات والدول العربية كسوفا جزئيا للشمس يستغرق حوالي 3 ساعات، بينما يكون “حلقيا” في السودان واليمن والسعودية وسلطنة عمان، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وقال عودة إن الكسوف الجزئي للشمس يشاهد من جميع الدول العربية، ما عدا معظم المغرب ومعظم موريتانيا، ويشاهد ككسوف حلقي في أجزاء من السودان واليمن والسعودية وسلطنة عمان.
ونوه إلى أنه بالنسبة للدول العربية فإن المناطق التي ستشاهد الكسوف الحلقي تقع داخل شريط ضيق يبدأ من جنوب السودان ويكون عرضه هناك 65 كيلومترا ويتجه شرقا ويستمر بالتناقص ليمر فوق اليمن ثم السعودية ثم عُمان، ويصبح عرضه في شرق السلطنة 33 كيلومترا فقط.
يذكر أن الكسوف سيبدأ في الإمارات عند حوالي الساعة 07:45 صباحا في أبوظبي، وتكون ذروته عند الساعة 10:40 ليشاهد جزئيا في معظم مناطق الدولة.
أما الباحث الفلكي ملهم محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، فقال إن جميع المناطق في السعودية ستشهد كسوفا جزئيا للشمس، وستكون أعلى نسبة في أقصى الجنوب في شرورة بنسبة 97 بالمئة، وأقلها في أقصى الشمال بالقريات بنسبة 39 بالمئة، بينما تكون في الرياض 73 بالمئة، ومكة 70 بالمئة، والدمام 74 بالمئة، وفقا لما ذكرته صحيفة “البيان” الإماراتية.
وتوقع هندي أن يستمر الكسوف بمتوسط ساعتين ونصف، لأن بداية الكسوف مختلفة من مدينة إلى أخرى، ومتوسطها الساعة 7:10 صباحا، ومتوسط ذروة الكسوف الساعة 8:20 صباحا، وينتهي الساعة 9:45 صباحا.
أما في سلطنة عُمان، فيبدأ الكسوف الحلقي من الغرب، وتحديدا من جنوب محافظة الظاهرة ثم محافظة الداخلية ما بين مدينتي أدم ونزوى ثم محافظة شمال الشرقية، ثم جنوب محافظة مسقط عند ولاية قريات.
وفي مصر، يستمر الكسوف الجزئي لمدة ساعتين تقريبا، حيث تبدأ رؤيته في الساعة 6:24 صباحا وتنتهي الساعة 8:24 صباحا بتوقيت القاهرة، وتكون ذروته الساعة 7:20 صباحا بالتوقيت المحلي، حيث سيغطي القمر قرص الشمس بنسبة 46 بالمئة.
وأشار عودة إلى أن أجزاء من هذه الدول ستشهد الحدث ككسوف حلقي، في حين أن باقي أجزائها وباقي الدول العربية ستشهده ككسوف جزئي.
وتتراوح نسبة الكسوف في المنطقة العربية بين كسوف حلقي في مسقط يغطي 98.4 بالمئة من الشمس، وكسوف جزئي يرى في أبعد عاصمة عربية شمالا، أي بيروت بنسبة 31.2 بالمئة، وموروني، عاصمة جزر القمر، جنوبا بنسبة 18 بالمئة، فيما ستشهد باقي المدن العربية الكسوف الجزئي بنسب مختلفة.
الكسوف الحلقي في بعض المدن العربية
حيث إن الكسوف الحلقي لن يمر في كل الدول العربية، هناك بعض المناطق والمدن التي ستشهد هذه الظاهرة، بنسب تتراوح بين 96.5 بالمئة، كما هو الحال في منطقة الحدود السودانية الجنوبية، و98.2 بالمئة في منطقة قريات العمانية.
الإنفوغرافيك المرافق يظهر كل ما يراد معرفته بشأن الكسوف وأنواعه، بما في ذلك الكسوف الحلقي ومساره والمدن والمناطق العربية التي سيمر بها، بالإضافة إلى مدته ونسبته.
كما يستعرض المدن والعواصم العربية التي سيشاهد فيها الكسوف الجزئي للشمس، وأوقات الذروة والنسبة المئوية له.
ظاهرة حلقة النار
ما هي حلقة النار أو الكسوف الحلقي؟
يعد الكسوف ظاهرة فلكية طبيعية تحدث عندما يمر القمر في المستوى نفسه بين الأرض والشمس، وفي 21 يونيو، أي الأحد، ستشهد العديد من دول العالم إما كسوفا جزئيا أو حلقيا مع ظهور القمر أمام الشمس بالنسبة للأرض.
ويحدث الكسوف، عندما يكون القمر في أقصى مرحلة من مداره حول الأرض، الذي يعرف فلكيا بـ”أوج القمر”، مما يعني أنه لن يستطيع حجب الشمس كليا في بعض المناطق، وبالتالي تتشكل ظاهرة “حلقة النار”.
ففي أقصى نقطة لحدوث الكسوف الكلي للشمس، سيحجب القمر ما يقرب من 99.4 بالمئة من النجم العملاق، رغم أن هذا لن يدوم إلا لجزء من الثانية.
الأحد، سيرى معظم سكان شبه الجزيرة العربية والدول العربية نوعين من الكسوف، الحلقي والجزئي، وبنسب متفاوتة، نظرا لأن الكسوف سيمر جنوبي العالم العربي.
أنواع الكسوف
الكسوف الكلي
يحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس.
وعندها تظهر الحلقة ماسية ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأس مخروط ظل القمر بالأرض.
ويتخذ الكسوف الكلي مساراً محدداً بسبب حركة الأرض والقمر.
الكسوف الجزئي عدل
يحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطح الأرض.
وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها أي أن قرص الشمس لن يشاهد كاملاً من هذه المناطق.
وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عند الاقتراب من منطقة (مسار) الكسوف الكلي، وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس
كسوف حلقي
يحدث عندما يكون القمر في نقطة بعيدة ما عن الأرض (لأن مسار القمر حول الأرض بيضاوي) فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرص الشمس، وفي هذه الحالة لايصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف قرص الشمس من الوسط في المناطق التي تقع في امتداد مخروط الظلّ وقد تصل فترة حلقتيه إلى اثنتى عشرة دقيقة وثلاثين ثانية وذلك بسبب المسافة الأكبر التي يجب على قرص القمر الصغير ان يقطعها.
الكسوف الهجين
هو ما بين الكسوف الكلي والكسوف الحلقي إذا شوهد هذا الكسوف كامل في نقطة وحلقي في أخرى فيعتبر هجين، أي خليط نوعين، كما أن هذا الكسوف نادر جداً.
حلقة النار في المحيط الهادي
تشهد منطقة في المحيط الهادئ يطلق عليها “حلقة النار” العديد من الزلازل والثورات البركانية، وتمتد على شكل قوس يبلغ طوله 40 ألف كيلومتر
كسوف الشمس في باكستان
في وقت مبكر من صباح الأحد غطى القمر 99.4٪ من الشمس لمدة تقل عن دقيقة كما شوهد من أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، على الرغم من أن القليل من المطاردين للكسوف الدولي لا يمكنهم السفر لمشاهدة الحدث حاليًا بسبب ظروف إغلاق كورونا، إلا أن علماء الفلك الهواة كانوا متواجدين لمتابعة هذا الكسوف الحلقي الشمسي النادر.
ووفقًا لموقع مجلة “فوربس” كان هذا النوع الخاص من كسوف الشمس الجزئي مرئيًا لمدة تقل قليلاً عن ست ساعات بين 03:45 UTC و 09:34 UTC ، من جمهورية الكونغو في وسط أفريقيا إلى غوام في المحيط الهادئ، جاءت بعض الصور الأولى من ليبيريا فى إثيوبيا.
في حين شهدت مساحات شاسعة من نصف الكرة الشرقي كسوفًا جزئيًا للشمس، ظهرت حلقة دقيقة حول القمر لمدة تتراوح بين 38 و 82 ثانية فقط، من مسار ضيق عبر جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا واليمن وعمان وباكستان والهند والتبت والصين وتايوان وغوام.
كسوف الشمس في أجزاء مختلفة من باكستان.
إليك ما كان يحدث في أحمد آباد ، الهند ، التي شهدت كسوفًا جزئيًا للشمس بنسبة 77٪ كحد أقصى
لا تخلط بين كسوف الشمس الحلقي وكسوف الشمسي الكلي، والذي يحدث عندما يغطي القمر الجديد 100٪ أو أكثر من الشمس، سيحدث كسوف الشمس الكلي المقبل في 14 ديسمبر 2020 .
سيحدث كسوف الشمس الحلقي التالي في 10 يونيو 2021 وسيكون مرئيًا من كندا وجرينلاند وروسيا، سيكون أول خسوف شمسي من نوع ما في أمريكا الشمالية خلال أربع سنوات فقط.
من المتوقع حدوث كسوف شمسي باستخدام التقويم الفلكي الذي يرسم بدقة مكان الشمس والقمر، فيما يتعلق بالأرض، حيث يكون ظل القمر في الفضاء، وعندما سيضرب سطح الأرض، وقد استخدام علم المثلثات الكروي لرسم كيفية تحرك ظل القمر عبر السطح بأبعاد ثلاثية.
خسوف كلي للشمس يوم الجمعة 2019
في 2020.. خسوفان بلا صلاة.. وكسوف جزئي واحد
تشهد الأرض خلال 2020، عددا من ظواهر الكسوف والخسوف للشمس والقمر على عدد من المناطق، 4 خسوفات للقمر من نوع (خسوف شبه الظل)، وكسوفان للشمس أحدهما حلقي والآخر كلي.
وأوضح الباحث الفلكي ملهم هندي أن السعودية والدول العربية تشهد اثنين من خسوفات القمر التي يطلق عليها (خسوفات كاذبة) كونهما من النوع شبه الظل الذي يصعب ملاحظته من العامة ولا تشرع له الصلاة، وذلك بسبب دخول القمر في منطقة شبه الظل للأرض وليس الظل الفعلي، ما يجعل التأثير على القمر خفوتا في إضاءته بنسبة 10% فقط، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانت تكذب الفلكيين عند حدوثه دون أن يلاحظوه.
وأكد هندي أن الخسوف القمري الأول سيحدث يوم الجمعة 10 يناير الجاري، بينما سيكون الثاني يوم الجمعة أيضا 5 يونيو القادم، وكلاهما سيبدأ قرابة الساعة الثامنة مساء ويستمر حتى منتصف الليل، فيما سيحدث أول كسوف حلقي يوم 21 يونيو القادم، على وسط أفريقيا واليمن وسلطنة عمان ووسط وشرق آسيا، وسيشاهده سكان السعودية وبقية الدول العربية ككسوف جزئي، تختلف مدته ونسبته حسب بعد الموقع عن مسار ظل القمر، مشيرا إلى أن أفضل المناطق لرصده هما نجران وجازان. أما عن خسوفي القمر الآخرين، فيحدثان في 5 يوليو و30 نوفمبر القادمين، وسيكون ملاحظا في الأمريكتين وأستراليا، وبعض أجزاء أفريقيا، في حين أن الكسوف الثاني والأخير خلال العام الحالي سيكون في 14 ديسمبر القادم، وهو كلي وسيشاهد فقط في جنوب قارة أمريكا الجنوبية.
أخبار الشمس الآن
تمر اليوم ذكرى تسجيل أول واقعة للكسوف الشمسى، عرفه البشر، والذى وقع فى عام 2136 ق.م. – بالصين، وهو ما يعتقد الكثير من العلماء أنه كان أول كسوف مسجل فى البشرية، ووصفت السجلات فى الصين القديمة كسوف الشمس على أنه “حينما تؤكل الشمس”، حيث اعتقدوا أن تنينا من خارج كوكب الأرض ابتلع الشمس تماما، ويقال إن الناس كانوا يقذفون الأوانى والمقالى فى الهواء لمطاردته.
بينما يعتقد مجموعة من علماء جامعة كامبريدج البريطانية، أنهم استطاعوا التوصل إلى تاريخ أول كسوف للشمس يذكر فى تاريخ البشرية، حيث أعلن الموقع الإلكترونى لجامعة كامبريدج أن عالما الفيزياء كولين هامفوريس من جامعة كامبريدج، وغريم ويدنجتون من جامعة أوكسفود، أن ذكر الكسوف الشمسى، جاء فى الكتاب المقدس.
وأعلن “كولين”، أن ذكر الكسوف الشمسى، جاء فى الكتاب المقدس، العهد القديم، سفر يشوع الإصحاح العاشر: “حينئذ كلم يشوع الرب، يوم أسلم الرب الأموريين أمام بنى إسرائيل، وقال أمام عيون إسرائيل: يا شمس دومى على جبعون، ويا قمر على وادى أيلون، فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه، فوقفت الشمس فى كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل”. فإذا كانت هذه الكلمات تصف ما حدث بدقة، فإنها تصف حدثا فلكيا كبيرا.
ظاهرة الخسوف
خسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية. وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا).
هنالك ثلاثة أنواع من الخسوفات
خسوف كلي ويحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض. وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً في أوقات منتصف الليل .
خسوف جزئي ويحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر، ويبدو ظل الأرض على وجه القمر.
خسوف شبه الظل ويحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتاً من دون أن ينخسف.
ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها جزء من ضوء الشمس عن القمر أي أن المراقب للشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئياً. ولا يصنف هذا النوع على أنه خسوف شرعي.
إذاً لكي يحدث الخسوف الكلي فإنه لا بد أن يحدث الخسوفان السابقان. وفي بداية الخسوف الكلي فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة الحمراء التي لا يمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض.
الخسوف الأفقي
عند رصد الشمس والقمر المخسوف في نفس الوقت يسمى هذا الخسوف بالخسوف الأفقي (Selenehelion). وهذا يمكن أن يحدث فقط قبل غروب الشمس أو بعد شروق الشمس مباشرة، وسوف يظهر كلا الجرمين فوق الأفق تماما في نقاط متعاكسة تقريبا في السماء ويمكن رؤية الشمس والقمر المخسوف في نفس الوقت لأن انكسار الضوء خلال غلاف الأرض الجوي يعكس صورتي كلا الجرمين فوق الأفق الشرقي أو الغربي ويظهران أعلى في السماء من موقعهما الهندسي الحقيقي. وهي خدعة بصرية مرئية .
القمر الدامي
بسبب اللون الأحمر القاني للقمر المخسوف كليا يطلق علية تسمية القمر الدامي. .مصطلح القمر الدامي ليس مصطلحا علميا ولكن أستخدم بسبب اللون المحمر للقمر الكامل المخسوف كليا، ويرجع ذلك إلى نفاذ طيف الشمس الأحمر (ذو طول موجة طويلة) في جو الأرض ويتشتت جزء الطيف الأزرق (ذو طول موجة قصيرة) (أنظر تبعثر ريليه) ، بالإضافة إلى عوامل التلوث الجوي التي تؤثر على كمية الأشعة عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض
وبالإضافة إلى ذلك، في 2010 بدأت وسائل الإعلام بربط هذا المصطلح مع توالي أربعة خسوفات كلية للقمر حدثت خلال عامي 2014–2015 وتفصل بين كل خسوف وأخر ستة أشهر.
سبب الظاهرة
تنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرضُ ضوءَ الشمس أو جزءاً منه عن القمر. بمعدل خسوفين لكل سنة. ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق. وتحدث تلك الظاهرة عبر المراحل التالية
يبدأ القمر بدخول منطقة شبه ظل الأرض (penumbra) فيبدأ ضوءه بالخفوت دون أن يخسف (خسوف شبه الظل بالمصطلح الفلكي). ومنطقة شبه الظل التي ينحجب فيها بعض ضوء الشمس عن القمر بسبب الأرض.
ثم يبدأ القمر بدخول منطقة ظل الأرض (umbra) فيبدأ الخسوف الجزئي. ومنطقة ظل الأرض هي المنطقة التي تنحجب فيها الشمس كاملة بسبب الأرض.
يخسف كامل قرص القمر عند اكتمال دخوله إلى منطقة ظل الأرض.
ثم يبدأ القمر بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي.
لماذا لا يحدث الخسوف والكسوف كل شهر؟
عند بداية أو نهاية الشهر القمري فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريباً. لذلك السبب لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين. وتمر الشمس مرتين كل سنة فيهما. لذلك تحدث تلك الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر.
وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح. وتستغرق الشمس فترة 346.62 يوم كي تعود إلى نفس العقدة وتلك الفترة تسمى السنة الكسوفية لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض. وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية فإن القمر يعود إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 سنة و 11.3 يوم أو ما تسمى بدورة الساروس للقمر والتي اكتشفها البابليون في عصور ما قبل الميلاد.
ماذا يحدث على سطح القمر؟
إن درجة حرارة سطح القمر المضاء بالشمس تبلغ أكثر من 130 درجة مئوية أي إذا وضعنا الماء فسوف يغلي مباشرة! وعندما تعترض الأرض أشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها تماماً تنخفض درجة الحرارة على سطح القمر إلى ما دون -99 درجة تحت الصفر، وهذا يعني أنه في غضون الساعة والنصف وهي مدة الخسوف تقريباً يعاني سطح القمر من تغير في درجة حرارته بحدود 229 درجة مئوية! (3).
الخسوف في الإسلام
للكسوف والخسوف أهمية دينية في المعتقد الإسلامي حيث تؤدى صلاة الكسوف أو صلاة الخسوف، عند كسوف الشمس أو خسوف القمر.
ظاهرة خسوف القمر
يدور القمر في مسار بيضاوي حول كوكب الأرض، وفي الوقت ذاته تدور الأرض في مدارها حول الشمس، وأثناء هذه الحركة يصادف وجود الأرض بين الشمس والقمر، فيحجب ظل كوكب الأرض ضوء الشمس عن القمر، فيحدث الخسوف القمري، وتحدث هذه الظاهرة الفلكية فقط عندما يكون القمر بدراً، أي عندما يكون مضاءً بالكامل؛ إذ عندها يتواجد القمر على استقامة واحدة (مثالية) مع الشمس والأرض، لكن لا يتكرر الخسوف في كل مرة يكون فيها القمر مكتملاً، ولا تحدث هذه الظاهرة كل شهر. ولمعرفة مزيد من المعلومات حول شرط حدوث الخسوف في طور البدر، يمكنك قراءة مقال لماذا يحدث خسوف القمر عندما يكون بدراً. أنواع خسوف القمر هناك ثلاثة أنواع أساسية لخسوف القمر: خسوف شبه الظل يحدث خسوف شبه الظل (بالإنجليزية: Penumbral Lunar Eclipse) عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل للأرض (Penumbra)، بشكل جزئي أو كلي، فيظهر القمر باهتاً، لذلك فهذا النوع من الخسوف ليس ملحوظاً بشكل واضح. الخسوف الجزئي يحدث الخسوف الجزئي (بالإنجليزية: Partial Lunar Eclipse) عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض (Umbra)، فيقع ظل الأرض على جزء من قرص القمر ويبدو ذلك الجزء معتماً، ويكون الخسوف جزئياً عندما لا يقع القمر على استقامة تامة مع الأرض والشمس، ومن الجدير بالذكر أنّ القمر يمرُّ بمرحلة الخسوف الجزئي في كل مرة قبل وبعد الخسوف الكلي. الخسوف الكلي يحدث الخسوف الكلي (بالإنجليزية: Total Lunar Eclipse) عندما يدخل القمر كاملاً منطقة ظل الأرض (Umbra)، فيمنع كوكب الأرض أشعة الشمس من الوصول إلى القمر، لكن رغم ذلك لا يظهر القمر معتماً، فبعض أشعة الشمس تمر خلال الغلاف الجوي للأرض يحصل لها تشتت وانكسار، فتنحني وتتركز على القمر ليظهر وجه القمر متوهجاً بشكل خافت بالنسبة للمشاهد على الأرض، أمّا بالنسبة لمشاهد يتابع الحدث على سطح القمر فسيرى الأرض وكأنّها قرص أسود يحجب الشمس كاملة، ويحيط بقرص الأرض حلقة مشعة من الضوء المنعكس تتوهج على أطراف الأرض، وهو تحديداً الضوء الذي يسقط على القمر خلال الخسوف الكلي. القمر الأحمر تحدث ظاهرة القمر الأحمر أو ظاهرة القمر الدموي (بالإنجليزية: Blood Moon) عندما يدخل القمر بشكل كامل منطقة ظل الأرض، فأثناء مرور ضوء الشمس في طبقات الغلاف الجوي، تشتت الجزيئات الصغيرة الموجودة في الغلاف الجوي الضوء الأزرق، مخلفة ورائها لوناً أحمراً ينحني وينعكس على ظل الأرض المنعكس على سطح القمر عندها يظهر القمر باللون الأحمر المائل إلى البرتقالي، وهذا اللون يشبه لون السماء عند شروق الشمس وغروبها.[٥] وقت حدوث خسوف القمر عندما يصادف وجود الشمس والأرض على استقامة واحدة مع القمر، يدخل القمر المنطقة التي تحجب فيها الأرض أشعة الشمس عنه، تسمى هذه الفترة بموسم الخسوف، وقد تستمر 34 يوماً، وتتكرر كل 6 أشهر تقريباً، وخلال تلك الفترة يحدث الخسوف في اليوم الذي يصبح فيه القمر مكتملاً أو مضاءً بالكامل.[٥] يتراوح وقت الخسوف بين عدة دقائق إلى عدة ساعات اعتماداً على نوع الخسوف، والمنطقة التي يُشاهَد منها الخسوف، ويحدد نوع الخسوف عدد المرات التي يمكن أن يتكرر فيها، إذ يحدث الخسوف الجزئي مرتين على الأقل خلال العام، أمّا الخسوف الكلي فنادراً ما يحدث، أي أنّنا لا نستطيع رؤية الخسوف كل شهر؛ لأنّ مدار القمر ومدار الأرض لهما مستويان مختلفان يدوران فيهما، إذ يميل مدار القمر عند دورانه حول الأرض بمقدار 5° تقريباً عن مدار الأرض حول الشمس، مما يمنع تواجدهم على استقامة واحدة في كل دورة قمرية، ففي اليوم الذي يكون فيه القمر بدراً قد تكون الأرض أعلى من القمر أو أسفل منه فلا تحجب عنه ضوء الشمس ولا يحدث الخسوف الكلي، ويحدث الخسوف فقط عند التقاء مستوى مدار القمر ومع مستوى مدار الأرض في أماكن تسمى العقد (بالإنجليزية: Nodes)، عندها فقط يكون القمر على استقامة تامة مع الأرض والشمس، ومن الجدير بالذكر أنّ مستوى مدار القمر ليس ثابتاً، وهذا يُفسر اختلاف المواقع التي يحدث فيها الخسوف. يمكن مشاهدة خسوف القمر بالعين المجردة دون الحاجة إلى معدات خاصة، وليحظى الشخص بفرصة مشاهدة الحدث بشكل واضح يجب أولاً أن يكون في الجهة الليلية من الكرة الأرضية، وأن تكون السماء صافية خالية من الغيوم، وأن تكون المنطقة قليلة الأضواء، وألا يعترض مجال الرؤيا أبراج أو أشجار، وقد يستمر الخسوف عدة ساعات، أمّا في الخسوف الكلي فيمتد الخسوف قرابة الساعة او أقل؛ بسبب وجود القمر في منطقة ظل الأرض في هذا النوع من الخسوف.
أهميّة ظاهرة خسوف القمر للعلماء استفاد اليونانيون القدماء عبر التاريخ من ظاهرة خسوف القمر في العديد من الأمور، حيث درسوا شكل ظل الأرض الساقط على القمر، واستنتجوا أنّ شكل الأرض دائري، كما استفاد عالم الفلك أرسطرخس الساموسي من توقيت خسوف القمر في تقدير قطر القمر، وباستخدام القياس الذي قام به إراتوستينس لقطر الأرض استطاع استنتاج المسافة بين الأرض والقمر، ثمّ قام هيباركوس وبطلميوس بتحسين القياسات وحددوا القطر القمري، وحددوا المسافة بين الأرض والقمر بدقة. وفي القرن السابع عشر، تمّ الاستفادة من ظاهرة الخسوف القمري من أجل تحسين تحديد خطوط الطول، وفي الوقت الحالي أصبح بالإمكان إجراء قياسات دقيقة خلال خسوف القمر باستخدام أشعة الليزر المنعكسة عن عاكسات تمّ وضعها على سطح القمر خلال البعثات الفضائية إلى القمر، حيث سمحت هذه التقنيات بعمل قياسات أكثر دقة لتسارع القمر وتباطؤ دوران الأرض، كما أتاح تحليل الضوء المنكسر من الغلاف الجوي للأرض خلال ظاهرة الخسوف القمري قياس سمك طبقة الأوزون والتي تنحصر بين 50-80 كم فوق سطح الأرض. تغيرات تطرأ على القمر أثناء الخسوف موجة الصدمة الحرارية يضيء سطح القمر بسبب سقوط أشعة الشمس عليه وانعكاسها عنه، وفي العادة تغيب الشمس عن القمر ببطئ، فتنخفض درجة حرارته تدريجياً، أمّا في حالة خسوف القمر فإنّ الأرض تحجب ضوء الشمس بشكل كلّي عن سطح القمر فتنخفض درجة الحرارة بشكل مفاجئ وسريع في فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 10-30 دقيقة ما يؤدي إلى حدوث صدمة حرارية (بالإنجليزية: Thermal Shock) تتسبب في تفتت صخور قشرة القمر وتسرب بعض الغازات من داخل القمر، ففي عام 1971م تمّ رصد التغير في درجات الحرارة أثناء الخسوف الكلي في موقعين على سطح القمر، إذ سجلت أبولو 12 درجات الحرارة في موقع يسمى محيط العواصف (بالإنجليزية: Ocean of Storms)، حيث انخفضت عنده درجة الحرارة من 75.7° درجة مئوية إلى 102.7-° درجة مئوية، كما سجلت أبولو 14 درجات الحرارة في موقع فرا ماورو (بالإنجليزية: Fra Mauro)، حيث انخفضت عنده درجة الحرارة من 67.8° درجة مئوية إلى 102.7-° درجة مئوية. البقع الساخنة كشفت صور الأشعة تحت الحمراء التي تمّ التقاطها للقمر وقت الخسوف من قِبل مرصد (Slooh) المجتمعي وجود المئات من البقع الساخنة (بالإنجليزية: Hot Spots)، كما تمّ ملاحظة وجود مساحات كبيرة ذات حرارة أعلى من محيطها، وعندما تمّ مسح الفوهات الموجودة على سطح القمر وُجد أنّ بعضها يبدو وكأنّه تشكّل بسبب نمط إطلاق حراري ناتج بشكل أساسي عن حرارة الشمس المخزنة وليس من حرارة القمر الداخلية، كما في فوهة تيخو (Tycho)، وهناك حفر أخرى تبدو كأنها تشكّلت بسبب نمط حراري مختلف ناتج عن مصدر حرارة داخلي للقمر، كما في حفرة غاسندي (Gassendi)، وعلى الرغم من مرور أكثر من 50 عاماً على دراسة ظاهرة البقع الساخنة، وطرح العديد من النظريات لتفسيرها، لكن لم يتمّ تحديد تفسير واضح لوجود هذه البقع أثناء تواجد القمر بالكامل في منطقة ظل الأرض تأثيرات ظاهرة خسوف القمر تالياً تأثيرات ظاهرة الخسوف على كوكب الأرض: مدة الخسوف وعلاقته بالمد والجزر ترتبط ظاهرة المد والجزر بحركة كل من الأرض والقمر وموقعهما بالنسبة لبعضها البعض وبالنسبة للشمس، وبتأثير أكبر من القمر بسبب قربه للأرض، إذ يزداد تأثير قوة جاذبية القمر عند تواجد كل من القمر والشمس على استقامة واحدة مع الأرض، ويبلغ المد والجزر أقصاه عندما يكون القمر مكتملاً، ويستمر تأثير ظاهرة خسوف القمر كاملة ما يقارب 3 ساعات، في حين تستمر مرحلة الخسوف الكلي عندما يتواجد القمر في منطقة ظل الأرض حوالي ساعة، مع وجود بعض الفوارق بين كل خسوف وآخر. تأثير الخسوف على الحياة البرية منذ عدة قرون ساد اعتقاد أنّ الحياة البرية تتصرف بشكل مختلف خلال خسوف القمر، وقد أظهرت دراسة أُجريت على نوع من القرود الليلية عام 2010م من قِبل قسم علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) في جامعة بنسلفانيا تغييراً واضحاً في نشاط القرد أثناء الخسوف، وتعزي الدراسة ذلك إلى تغير مستويات الإضاءة خلال مراحل الخسوف. تأثير الخسوف على الناس وفقاً لوكالة ناسا فإنّه لا يوجد أي دليل علمي يثبت وجود تأثير جسدي على الناس خلال خسوف القمر، إلّا أنّه يمكن أن يكون له تأثيرات نفسية عميقة قد تؤدي إلى آثار جسدية بسبب معتقدات بعض الناس عن هذه الظاهرة، والإجراءات التي يتخذونها بسبب تلك المعتقدات. الفرق بين خسوف القمر وكسوف الشمس يحدث كل من الخسوف القمري والكسوف الشمسي عندما يكون القمر والأرض والشمس على استقامة واحدة، ويكمن الاختلاف بينهما في موقع الأرض والقمر، فالخسوف القمري يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر، أي أنّ ظل الأرض على القمر هو الذي يشكل الخسوف القمري، أمّا الكسوف الشمسي يحدث عند مرور القمر بين الأرض والشمس، فيمنع أشعتها من الوصول إلى الأرض، أي أنّ ظل القمر على الأرض يكوّن كسوف الشمس.