حوار بين العلم والجهل، عند تخيل الحياة بدون علم وتكنولوجيا بدون حواسيب أو سيارات أو لقاحات وعلاجات للأمراض فستكون الحياة صعبة وبلا بهجة، فالعلم له أهمية كبيرة في عالمنا وفي حياتنا اليومية، وبدون العلم نصبح معاقون فمنذ اليوم الذي بدأ الإنسان فيه يشرب وبأكل ويلبس ثيابًا والكثير من الأمور الأخرى، أصبح العلم جزء مهم جدًا من الحياة، بينما الجهل هو الكلمة المضادة للعلم، فالعلم هو التعرف على الأمور بشكل عام أما الجهل فهو عدم العلم بها، ودائمًا ما كان يوجد الكثير من الصراعات بين العلم والجهل ولكن ينتصر العلم في نهاية المطاف.
حوار بين العلم والجهل
العلم: أنا العلم الذي اهتممت بتنوير الأمم وغيرت من مسارها، كما أعطيت العالم كل ما هو جديد كل يوم، وأنا الذي اشبه التلال التي تنثر الماء حولها، وأنا العلم الذي يعرفني الجميع ويضرب بي المثل في كل مكان في العالم، ماذا تفعل أنت يا هذا؟
الجهل: هل تحدثني أنا؟
العلم: نعم أنت، قل لي ماذ تفعل وتقدمه لمن حولك؟
الجهل: أنا أكذب على الناس لأجذبهم نحوي ولكي يهربوا من العلم وأنا الذي أخفف عليهم عبء العلم والأدب فالقلم يجهل حروفي وأقوم باستغلال ضعاف النفوس بكلامي الذي يقوم بجذبهم للجهل، أنا الذين يحبون العلم فلا أستطيع السيطرة عليهم.
العلم: ما أنت سوى ظلام ولا تستطيع أن تقول أي كلمات حسنة، فكل ما تريده هو عودة الناس إلى الظلام وجعلهم يعيشوا في ظلام تام.
الجهل: ما هذا الذي تقوله، أنت لا تعرفني، فأنا الذي أقوم بالسيطرة على عقول الناس بالأوهام والكذب عن طريق وعدهم باللؤلؤ والمرجان، لذا اصمت أيها العلم ولا تخبرني أي شيء آخر.
العلم: كل ما تقوله عبارة عن هراء، فأنا الذي أقوم بتعليم الإنسان طريقة الإمساك بالقلم، كما أصنع له عنوان، أما أنت فلا شيء سوى أنك جاهل وتعيش في ظلام وجهل أبديّ، أما أنا فأعيش في زمن العلماء والنور والعلم وأنا من يقوم بفتح أبواب العلم وأعلم الناس أصول الكلام.
الجهل: أيها العلم لو قمت بتحليل حروفي فستجد بها الكثير من المعاني القيمة فمثلا حرف الألف يعني استخدام الأوهام من أجل إضاعة الكثير من الأشخاص، أما اللام فتعني لن أدعهم يذهبوا للعلم أبدًا، وحرف الجيم يعني جميل أن لا أدع المرء يضيّع حياته بأكملها في الأوهام، وحرف الهاء يعني هربوا من العلم لكي يأتوا إلى لأساعدهم، وحرف اللام يعني لماذا تفكر أني لا أقدر على الكلام بينما أنا أستطيع الكلام بطلاقة.
العلم: ما هذا الذي تقوله، أنا حروفي تعني الكثير لمن يريد أن يتعلم فحرف الألف يعني أدور بالعالم كله من أجل تعليمهم فقط الأدب وجميع العلوم الأخرى، أما حرف اللام فيعني لي أهمية كبيرة حيث أن ربي فضلني عن الجهل كثيرًا، بينما حرف العين يعني عيون ربي ساهرة ترعى جميع محبي العلم وطلابه، وحرف اللام يعني لن أدع الجهل يسيطر على عقول الناس، وحرف الميم يعني مهما حاول الجهل فلن يقدر على أبعادي عن قيمة العلم.
الجهل: لا تسخر مني فرغم ضعفي إلا أني لست عدو للناس ولم أقوم بسفك دمائهم من خلال المخترعات الكثيرة ولم أقوم بتدمير الكون عن طريق الجرائم والحروب.
العلم: يا لك من شرير هل نسيت كل أفعالك السيئة؟ فأنت تتناقش من ناحية واحدة وتترك باقي المزايا الجيدة الأخرى، أنت من قمت بجعل الناس يعيشون الكثير من البلايا والموبقات، كما أنك حرمتهم من الصحة والتعليم وقمت بتخريب البلاد واقلقت راحة الناس فأفعالك قد شابهت أفعال الشيطان وأضراره، فبعد كل ما قلته فأنت مخطئ فيما قلته ولا شيء صحيح أبدًا، بل وأنك لا تقول كل الفوائد والمزايا وتناقش الموضوع من جانب واحد فقط.
الجهل: على الرغم من كل ما تقوله فانا أصر على موقفي فأنا الأفضل بين الجميع ويحبني كل الناس ولا يوجد اختلاف على ذلك.
أهمية العلم
- العلم في مجال الطب: ساعد العلم الإنسان على دراسة ومعرفة الكثير من المعلومات عن جسم الإنسان وساهم في إنقاذ ملايين الأشخاص حول العالم، فيمكن الآن علاج الكثير من الأمراض المستعصية عن طريق استخدام أدوية جديدة تم اختراعها، ودائمًا ما تُجرى دراسات وبحوث في محاولة الحصول على حلول للأمراض التي لا شفاء لها.
- العلم في مجال التواصل: يعتبر اختراع الإنترنت والهواتف المحمولة من أهم إسهامات العلم للبشرية فيما يتعلق بالاتصالات، فيمكنك بسهولة التحدث إلى أقربائك الذين يعيشون بعيدًا عنك عن طريق الضغط على بضعة أزرار، بالإضافة إلى أنه أصبحت الاجتماعات والمؤتمرات تتم بسهولة بفضل إنشاء وسائل التواصل بالفيديو.
- العلم في مجال التنقل: عند التحدث عن العلم والتكنولوجيا فلا يمكن التخلي عن صناعات السيارات ووسائل النقل الأخرى، ولقد تم اختراع وسائل نقل متعددة ومختلفة من أجل نقل الناس والآلات والمعدات الأخرى من مكان إلى آخر حول العالم، كما أن التنقل الجوي أصبح سهل بفضل العلم واختراعاته.
- العلم في مجال استكشاف الفضاء، يتسابق العلماء دائمًا على استكشاف وفهم الفضاء الخارجي والأرض التي نعيش عليها حيث يقوموا بتحليل الحوادث المختلفة التي تحدث في الطبيعة عن طريق العديد من التجارب، وتشمل هذه الدراسات دراسة طبيعة النجوم ومعرفة حجم الكون واكتشاف الكواكب الأخرى وطبيعتها، بالإضافة إلى معرفة عمر الأرض.
- العلم في مجال الكهرباء، باستخدام العلم تم انشاء محطات حرارية توفر الاحتياجات الأساسية من الكهرباء لكل أسرة، بالإضافة إلى أن الكهرباء تستخدم من أجل استخراج المياه من المحيطات والأنهار من أجل امداد المنازل والبيوت بها، لذا فإن العلم له دور كبير في مجال الكهرباء الذي يساهم في العديد من الاستخدامات.
- العلم في مجال الزراعة، باستخدام العلم تم وضع إجراءات مختلفة من أجل تحويل الأراضي القاحلة والصحاري إلى حقول خصبة يمكن أن يتم استخدامها لزراعة المحاصيل وتوفير الغذاء لعدد كبير من الأفراد، فقد استبدلت العربات التقليدية التي يجرها الثيران والمحاريث بالجرارات الحديثة مما سهل عملية الزراعة عن ذي قبل.
الجهل وآثاره السلبية
على الرغم من أن البعض يعتقد أن الجهل أمر لا يسبب الضرر إلّا أنه في الواقع يعتبر خطر جدًا وخاصةً على النفس، ويمكن أن يكون للجهل آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات، كما يمكن ان يكون الجهل نعمة عن طريق خلق الرغبة في معرفة المزيد وتعلم المزيد من العلوم، فعلى سبيل المثال يتيح الجهل فرصة البحث عن المعرفة والاكتشاف عن طريق طرح الكثير من الأسئلة الأمر الذي لا يحدث إلا إذا كان الفرد يمتلك عقلًا فضوليًا، وتشير الدراسات إلى أن البالغين الحاصلين على تعليم كافٍ يكونون أكثر سعادة واكثر تحكمًا في بيئتهم وفي حياتهم، بالإضافة إلى الثقة التي يكتسبها البالغين من خلال الشعور بالسيطرة التي يوفرها التعليم.