الدولة العباسية بالتفصيل عبر بحر مرت العصور الإسلامية بالعديد من الدول والخلفاء على مدار سنين طويلة، ومن أبرز تلك الدول التي حكمت العالم الإسلامي خلافة بني العباس Abbasids نسبًة إلى عم رسول الله ﷺ العباس بن عبد المطلب بن هشام، والتي حكمت لمدة 508 عام بعد اندثار الخلافة الأموية على يدهم، وهي تعتبر الخلافة الثالثة بعد الخلافة الراشدة الأولى والخلافة الأموية، وكذلك فهي السلالة الثانية من الحكام المسلمين.
أبرز خلفاء الدولة العباسية
- أول خلفاء بنو العباس ومؤسس الدولة العباسية هو الخليفة أبو العباس عبد الله السفاح والذي حكم في الفترة بين عامي 132ه الموافق 750 م حيث أُسست الدولة العباسية، وظل بالخلافة لمدة 4 سنوات حتى وفاته.
- كان المستعصم بالله العباسي هو أخر من خلف العباسيين في حكم بغداد والذي حكم لمدة 16 عام من مدة حكم الدولة العباسية، منذ عام 1242 وحتى عام 1258.
- وعندما حكم العباسيون القاهرة كان أحمد المستنصر بالله هو أول من تولى حكمها والذي بدأ حكمه في عام 1261 وحتى انتهى في عام 126.
- وفي عام 1517 أقفلت الستار على الدولة العباسية وزال مُلكها، وكان أخر حكامها وهو الخليفة محمد المتوكل على الله والذي كانت بداية حكمه عام 1507 ليمتد لعشر سنوات.
- هارون الرشيد من أبرز خلفاء الدولة العباسية وأشهرهم وهو الخامس بينهم، تولى خلافة المسلمين منذ عام 170ه وحتى وفاته عام 193ه، بلغت الخلافة الإسلامية في عصره أزهى عصورها وأعظم أمجادها، فقد شهدت البلاد في عصره ازدهارًا وعلوًا كبيرًا خاصةً في مجالات العلوم والعمارة والأدب والترجمة.
وصف سياسات الدولة العباسية الداخلية
- نظام الحكم في الدولة العباسية قائم على فكرة الخلافة، والحاكم هو أمير المؤمنين.
- انتقال الخلافة يتم عن طريق الوراثة من حاكم لآخر.
- اتخذت الخلافة العباسية من اللون الأسود شعارًا وراية لها.
- جُعلت من بغداد عاصمة للخلافة العباسية لجموع المسلمين منذ تأسيسها عام 145ه، وقد كانت العاصمة قبلها في دمشق قبل انتقالها إلى الكوفة وأخيرًا الأنبار.
- كانت العملة الرسمية المتداولة في أرجاء تلك الدولة الواسعة هي الدرهم والدينار.
- اتسعت رقعة الخلافة العباسية وامتدت حدودها من المحيط الأطلسي وصولًا لحدود الصين.
- اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب بعض اللغات مثل الفارسية والتركية.
ملخص تاريخ الدولة العباسية
كان قيام الخلافة العباسية بعد قضاءها على الدولة الأموية، وذلك بمساندة الفرس الذين حملوا حقدًا كبيرًا على حكام الدولة الأموية حيث اتبعوا معهم سياسة الاضطهاد والإقصاء عن أي منصب أو مركز هام في إدارة الدولة وشئونها.
استعان العباسيين أيضا بالشيعة من المسلمين وأججو الفتنة بينهم وبين بني أمية، ليكونوا شوكة في ظهورهم، مما ساعدهم في القضاء على الدولة الأموية وإقامة خلافتهم العباسية على أنقاضها.
العصر العباسي الأول
- بدأ هذا العصر الذهبي أو الأول عام 750م من الميلاد مع أول خليفة عباسي وهو عبدالله السفاح وامتد حتى انتهاء خلافة الواثق بالله عام 847م.
- أهم ما ميز ذلك العصر هو قوة الحكم واستقلالية البلاد ومنعة أركان الدولة واتساع رقعتها وسيادتها لجزء كبير من العالم.
العصر العباسي الثاني
- أو عصر الحرس التركي، والذي بدأ بتولي المتوكل مقاليد الحكم عام 847م ليستمر إلى أن تولى المستكفي خلافة المسلمين عام 946م.
- شهد العصر الثاني من الخلافة العباسية انحدارًا شديدًا في كافة سياسات الدولة وقوة حكامها، وتفككت وزادت الصراعات والانقسامات حتى سقطت وانتهى وجودها.
العصر العباسي الثالث
- أطلق عليه عصر النفوذ البويهي الفارسي.
- بدأ في عام 946م وانتهى في 1055م.
العصر العباسي الرابع
- استمر هذا العصر السلجوقي التركي لمدة 203 عام حيث بدأ في 1055م ألى عام 1258م.
أهم مظاهر تقدم وازدهار العباسيين
- اهتم خلفاء العباسية خاصةً هارون الرشيد وابنه المأمون اهتمامًا كبيرًا بالعلوم المختلفة وعلا قدر العلماء علوًا عظيمًا، فتم ترجمة العديد من الكتب بمختلف اللغات وفي شتى المجالات، وأقاموا مجالس خاصة بالمناظرة الأدبية والعلمية.
- تمت ترجمة الكثير من الكتب العلمية من الحضارات المختلفة إلى العربية مثل الإغريق والهنود والفرس واليونان.
- طور العباسيون العديد من العلوم، واخترعوا الكثير من الاختراعات الحديثة في مجالات عديدة مثل الطب والعمارة، فاخترع العالم العباسي المسلم إبراهيم الفرازي الإسطرلاب.
- وجه بنو العباس عناية خاصة بالفلسفة الإسلامية، وتمت في عهدهم تدوين مذاهب الفقه الإسلامي الكبرى سواء عند أهل السنة منهم الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية، أو مذاهب الشيعة مثل الزيدية و الجعفرية.
- من أبرز المجالات التي شهدت تقدمًا ملحوظًا تحت رعاية الدولة العباسية المجال الأدبي والفني، ومن أشهر معالم هذا المجال الكتاب الشهير ألف ليلة وليلة وترجمة كتاب كليلة ودمنة.
غروب شمس الخلافة العباسية وانهيارها
تركزت أغلب أسباب سقوط الدولة العباسية عام 1258م والتي استمرت على مدار خمسة قرون حول:
- التعدد السياسي والديني والعنصري، حيث نشأ صراع كبير بين الطوائف الدينية المختلفة من ناحية، وكذلك بين الفرس والأتراك والعرب من ناحية أخرى، بل وبين الأمراء والحكام العباسيين أنفسهم.
- انغماس الولاة والحكام في الملذات وحياة الترف وانشغالهم عن شئون إدارة البلاد، مما جعلها مطمعا للعديد من الحركات الانفصالية والتدخلات الخارجية.
- زيادة نفوذ غير العرب مثل الأتراك و الفرس وتسلطهم على كافة المناصب والمراكز العليا في الدولة، وتحديهم للخلفاء العباسيين وتمردهم عليهم.
- الفتن والصراعات القائمة نتيجة تولية الخليفة العهد لأكثر من ولي عهد واحد.
- ظهور بعض الحركات الثورية والتي انشقت عن الخلافة العباسية مستغلة بعد المسافة بينها وبين العاصمة العباسية وتباعد أطراف البلاد بصورة كبيرة مما شجعهم على التمرد والانفصال عنها، مثل حركة الأغالبة والفاطميين وحركة الأدارسة.
- الصراع مع العديد من الدول على خلافة المسلمين مثل الدولة الأموية بالأندلس، والعبيدية بشمال أفريقيا
- نتيجة للصراعات والخلافات التي تكالبت على الدولة العباسية فقد استنزفت مواردها الاقتصادية ونفذت خزائنها، وزيادة الضرائب.
- لتسقط الدولة العباسية عام 1258م بعد غزو التتار لبلادها وتمكن هولاكو خان من السيطرة على أغلبها، فقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله وأبناءه و دمر البلاد ونهبها وحرق معالمها.
وإن ظلت الدولة العباسية متماسكة ظاهريًا فقط حتى ظهور الدولة العثمانية عام 1519م؛ وتمكنها من فتح بلاد الشام ومصر والسيطرة الكاملة عليها لتنتقل إليهم خلافة المسلمين تحت قيادة سلطانهم الأول سليم الأول في العاصمة الجديدة القسطنطينية.
الدول المنشقة عن الخلافة العباسية
- دولة الأغالبة والفاطميين والأدارسة والموحدين والتي تركزت في منطقة شمال أفريقيا.
- الدولة الطولونية والإخشيدية والتي اتخذت من مصر والشام عاصمة لها.
- حكم السلاجقة في بلاد العراق وفارس.
- الحمدانيين والدولة الأموية السابقة للدولة العباسية والمقامة في الأندلس.
- بعض دول بلاد فارس مثل الصفارية والسامانية والزيدية والبويهية.
الدولة العباسية في مصر
بدأت الخلافة العباسية في مصر منذ عام 923ه، وقد اتخذت من القاهرة عاصمة لها ومركزًا للحكم، بعد سقوطها في بغداد نتيجة دخول المغول إليها وتدميرها وقتل الخليفة.
ظلت مصر حينها تحت حكم المماليك وعلى رأسهم السلطان الظاهر بيبرس، فكان الحكم الفعلي في قبضتهم، يديرون كافة شئون البلاد ويتحكمون بكل تفاصيلها، في حين أصبح الخليفة العباسي مجرد مركز شرفي منحصر في مبايعة السلاطين والدعاء لهم في المساجد، فأصبحوا مجرد رمز للخلافة العباسية.