تعرف على اهمية التخطيط لأي شيءٍ، قبل الإقبال عليه أو الخوض فيه، من الأمور الهامة في حياتنا، فهي تدرس الخطوات الأولى لذلك الشيء، وسبل تحقيقه على أكمل وجه، كما أنها تتضمن احتمالات النجاح والفشل، والتبعات المترتبة على هذا الشيء في الحالتين، وسبل مواجهة المشاكل والعثرات المحتملة والمتوقعة دائمًا، وغيرها من الأمور، التي سنبحثها تفصيلًا من خلال المقال التالي.
مفهوم التخطيط :
نبدأ أولًا بتعريف التخطيط، فالتخطيط هو بالأساس العملية المسؤولة عن إعداد الخطط وتنظيمها فيما يتعلق بشيءٍ ما، وهو يُعرف كذلك، على أنه عملية الصياغة لجملة من الفرضيات، المتعلقة بوضعٍ ما، ويعتمد التخطيط في مجمله على استعمال أساليب التفكير الدقيق، وذلك بغية اتخاذ القرارات المناسبة لتطبيق سلوكيات بعينها تجاه ذلك الشيء في المستقبل القريب، كما أن التخطيط يُعرف أيضًا على أنه النشاط الذي يقوم الأفراد في المجتمع على تطبيقه في كافة شؤونهم العامة، كما أن يستند بالأساس إلى تكوين خطة ذهنية، قبل أن تتحول بدورها إلى خطة فعلية حقيقية قابلة للتنفيذ على الأرض، وهو أيضًا يشير إلى الحرص الكامل على التفكير في الأشياء، قبل الدخول فيها ومباشرة العمل بها.
اهمية التخطيط :
تتمثل القيمة الحقيقية أو الأهمية الفعلية في التخطيط، وفقًا للتعريفات التي أوردناها سابقًا، حيث أن التخطيط يعد واحدًا من أهم الوظائف في مجال الإدارة، وقد وضعت وظيفة التخطيط لعدة اعتبارات مهمة ترتبط بها، وهي تشمل، العمل بكل جد واجتهاد على التقليل من نسب المخاطرة المعتادة في الأنشطة المختلفة والمشروعات وغيرها، إلى جانب تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المُتاحة والموضوعة بين يدي المستخدمين للتخطيط أو المستندين له، إلى جانب تحقيق الربط والوصول إلى حالة من التكامل، بين مختلف المراحل المتعلقة بالتنسيق، وذلك عبر اتخاذ أنسب القرارات وأصحها وأكثرها دقة، مع الأخذ في الاعتبار، وضع كافة الأولويات الخاصة بالعمل، والقيام بترتيبها، بحسب اتفاقها مع الاحتياجات المختلفة، كذلك تقديم المساهمة والمساعدة في السيطرة على جميع المشاكل التي تخص الأعمال والأنشطة المختلفة، وأيضًا الحرص التام على توفير حالة الرضا الدائم داخل بيئة العمل ذاتها، وأخيرًا المُشاركة في تقديم تصور دقيق وتنبؤ واضح بشكل المستقبل الذي يخص النشاط أو العمل المُخطط له.
أنواع التخطيط :
يُصنف التخطيط إلى حزمة من الأنماط أو الأنواع، نتناول منها:
أولًا: بحسب الطبيعة التأثيرية للتخطيط، وهو ينقسم هنا إلى ثلاثة أقسام:
1- التخطيط الاستراتيجي: وينطوي التخطيط الاستراتيجي بالأساس على المساهمة في إحداث حالة من التغيير النوعي داخل المؤسسة أو المنشأة، على أن تطبيق ذلك التغيير عبر الإدارة العليا في تلك المؤسسة أو المنشأة، على أن يكون التأثير المترتب عليه مدرجًا تحت بند طويل الأجل، ومن بين الأمثلة التي يستخدم فيها التخطيط الإستراتيجي هو الشروع إنشاء مراكز أو أسواق تجارية جديدة.
2- التخطيط التكتيكي: وهذا النوع من التخطيط تحديدًا يتم تطبيقه بالتعاون والاشتراك بين كلٍ من الإدارة العليا في المؤسسة والإدارة الوسطى فيها، ويعتبر التأثير الخاص به متوسط الأجل، وهو يستهدف تقديم المساعدة للنوع الأول وهو التخطيط الاستراتيجي، ومن أهم الأمثلة عليه هو دراسة كمية الطلب وحجمه داخل السوق بالنسبة لمنتج بعينه.
3- التخطيط التشغيلي: ويختلف هذا النوع من التخطيط تحديدًا عن النوعين السابقين، في كونه يُطبق عبر كلًا من الإدارة الوسطى في المنشأة والإدارة الدنيا بداخلها، إلا أن تأثيره يشبه النوع السابق، فهو متوسط الأجل، ومن بين الأمثالة التي تندرج تحته هو عملية تحديد الموارد الخاصة بالمنشأة والتي تكون في حالة احتياج حقيقية لاتمام عملية الإنتاج فيها.
ثانيًا: بحسب المدة الزمنية:
وهناك ينقسم التخطيط إلى ثلاثة مستويات، المستوى الأولى وهو التخطيط قصير الأجل والذي يبدأ من الأيام أو الأسابيع أو حتى الشهور لكنه أقل من العام، يليه في المستوى الثاني التخطيط متوسط الأجل وهي التي تزيد عن العام الواحد وتقل عن الخمسة أعوام، والمستوى الثالث والأخير، وهو التخطيط طويل الأجل، والذي يصل مداه إلى خمسة أعوام.