يعد التواصل من أهم العمليات التي يقوم بها الإنسان لدواعي ،و أغراض متعددة سواء إن تحقيق ما يسعى إليه من أهداف أو تلبية حاجاته ،و رغباته الأساسية.
التواصل و وظائفه
مفهوم التواصل
لقد خلق الله الإنسان لكي يعمر الأرض و تطبيق كل ما أمره به الله سبحانه و تعالى و لا يمكن الإنسان أن يقوم بذلك إلا عن طريق التواصل مع المحيطين به ،و يعرف التواصل بأنه عبارة عن أحد حالات الفهم و الإستيعاب المتبادلة سواء إن كانت بين شخصين أو نظامين ،و في هذه العملية يكون هناك طرف يقوم بأرسال الرسالة ،و هو المرسل ،و الآخر يقوم بأستقبالها ،و هو المستقبل و يجب أن يتوافر لدى الطرفين الرغبة في اتمام عملية التواصل بالإضافة يقوم الطرفين بأستعمال ما لديهم من حواس من أجل إحداث أثر و تفاعل إيجابي ،آلياً يعرف التواصل بأنه عبارة عن العملية التي يتم من خلالها تبادل كل من الأفكار ،و الآراء ،و المعلومات ،و يتم ذلك من خلال عدة وسائل ،و طرق تتنوع ما بين لفظية ،و هي التي يعرفها الجميع ،و وسائل غير لفظية ،و التي تشتمل على الكتابة ،و الحركات ،و الصور ،و غير ذلك من الوسائل .
وظائف التواصل
تتميز وظائف التواصل بأنه ليست واحدة في كافة المجتمعات فهي متغيرة ،و تختلف من مجتمع لآخر ،و ذلك لأنها ترتبط بمجموعة عوامل تتنوع ما بين التقدم التكنولوجي ،و التطور المعرفي و من أبرز وظائف الإتصال ما يلي :
- وظائف تتعلق بالإعلام ،و هي ( الوظائف الإعلامية ) ،و تعتبر هذه الوظائف أساس عملية التواصل ،و ذلك لأنها تحمل مجموعة من الرسائل يجب أن تصل للجمهور ،و ذلك ليكون على دارية كاملة بما يحدث حوله .
- وظيفية تتعلق بفئة معينة من أبناء المجتمع ،و هي ( الوظيفة التعبيرية ) و بالطبع تنحصر هذه الوظيفة أو تتعلق بفئة ما لأنها تقوم بتقديم خطاب مختلف تماماً يتميز بكونه تجريدي ذات فكر مختلف ،و هذه الوظيفة شائعة عن أهل الشعر ،و المسرح و كل من ينطبق عليه لقب مبدع .
- وظيفة تعمتد على العقل و المنطق ،و هي ( الوظيفة الإقناعية ) التي تسعى إلى تقديم خطاب تتوافر به عدة شرواط ،و مميزات على رأسها العقلانية ،و محاكاة العقل و يتضح ذلك من خلال تقديمه الشواهد ،و الأدلة التي لا يجد الجمهور شيء بعدها سوى الإقتناع بشيء أو أمر ما .
أهمية التواصل
تكمن أهمية التواصل في فهم الآخرين ونقل الأفكار والمشاعر لهم، وإن القدرة على فعل ذلك بشكل جيد يعد أمراً مهماً، حيث أن الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وجميع الأشخاص في حياة الإنسان يحتاجون لفهم الشخص وتلقي المعلومات منه؛ فإذا كان مريضاً مثلاً يجب أن يتواصل مع الطبيب لإخباره بما يشعر تماماً.
عناصر التواصل
- المرسل …
- الرسالة …
- القناة …
- المستقبل …
- ردّ الفعل
أنواع التواصل
- التواصل اللفظي
- التواصل غير اللفظي
- التواصل البصري
- التواصل الكتابي
- التواصل الرسمي
- التواصل غير الرسمي
أهداف التواصل
- تبادل المعلومات ،و زيادة المعرفة .
- ايجاد حلول فعالة للتخلص من المشكلات .
- اتخاذ القرار بشكل سليم .
- تعبير الفرد عن كل ما يشعر به ،و ما يدور بذهنه من أفكار ،و آراء .
- فهم المواقف بشكل جيد ،و استيعابها .
- توجيه النصح ،و الإرشاد فيما يتعلق بمسألة ما .
- نشر القيم ،السامية ،و الحث على تبني الإتجاهات الصحيحة .
الفرق بين التواصل والاتصال
فرّق بعض الباحثين بين مفهومي الاتصال والتواصل، وقد تمّ التفريق بين هذين المصطلحين على النحو الآتي؛ يقتصر مفهوم الاتصال على وجود طرفٍ واحد فعال في عملية الاتصال مثل مشاهدة التلفاز والبرامج المختلفة وهي عملية ليست تشاركية، أمّا التواصل فهو عمليّة اتصالٍ مشتركةٍ ذهاباً وإياباً، كالتواصل بين المعلّم والطالب في الغرفة.
فوائد التواصل
- على صعيد التوظيف: تسهم وسائل التواصل الاجتماعيّ في توفير الجهد والوقت للحصول على الوظيفة المناسبة، باختيار الشخص المناسب؛ بحيث يوفّر الشخص والجهة المسؤولة عن العمل الكثيرَ من الجهد والوقت في إجراء المقابلات مع مئات الأشخاص.
- التسويق: والتسويق عبر شبكات التواصل أصبح أكثر ما تعتمد عليه الشّركات والتجّار؛ حيث يصل اسمهم ومنتوجاتهم إلى أكبر عددٍ من الناس بأقلِّ وقت، كما لتلك الوسائل ميّزاتٌ مهمةٌ في تحديد اهتمامات كل شخص، وتوجيهه إلى الأماكن المناسِبة له؛ حيث تحدد ذلك بحسب تفاعله وتعليقاته وإعجابه، فتزوّده دومًا بعناوين الصفحات المناسبة لاهتماماته، والمرصودة من خلال نشاطاته على مواقع التّواصل.
- التفاعل المباشر: فمن خلال وسائل التّواصل الاجتماعيّ، يتمكّن الإنسان -ولا سيما صاحب مشروعٍ تجاريٍّ ما- من التّواصل مع المستهلكين مباشرةً، ومعرفة مدى نجاح عملهم، وجودة منتجاتهم، وصداها على أرض الواقع من خلال تفاعل المستهلكين أو العملاء في المواقع المخصّصة لذاك المُنتَج، من دون الحاجة إلى وسيط.
- الحصول على شُركاء وبناء علامةٍ تجاريّة: فمن خلال تلك الوسائل، يستطيع الإنسان التّعرّف على الشركاء االمناسبين للعمل معه، من حيث المكان، والتوجّهاتُ التجارية وغيرها، وكل ذلك وغيرُه يساعد في بناء علامةٍ تجاريّة، وتحقيق نجاحٍ على المدى السّريع، وبشكلٍ مواكبٍ للعصر، وبذلك يكون قد عرض المقال أهمية التواصل الاجتماعيّ.
التواصل الإنساني
تعلمنا الكثير من وباء كورونا؛ ومن أهم الدروس حاجة الإنسان إلى التواصل الإنساني أكثر من حاجته إلى وسائل التواصل التقنية. العلاقات الإنسانية لا تعوضها هذه الوسائل مهما بلغ تطورها. وباء كورونا شكل خطراً حقيقياً أدى إلى الحجر الصحي والابتعاد عن الاجتماعات والبقاء في البيت مع العائلة بعيداً عن الأقارب والأصدقاء والزملاء. كل هذه الاحترازات ضرورية جداً ولمصلحة الجميع. تجاوب الناس مع كل القرارات والتعليمات والإجراءات التي تتخذها الدول لإدراكهم أنها في النهاية وسيلة للحد من انتشار الوباء حتى القضاء عليه.
في ظل هذه الظروف الصعبة لم أتفاجأ بسماع من يخضع للحجر الصحي وهو يزهد بكل وسائل التواصل الاجتماعي ويتمنى اللقاء بأحبابه ليسلم عليهم ويقبلهم ويحتضنهم. يتمنى هذه الأمنية رغم أن وجود هذه الوسائل في هذه الظروف الخطيرة ساهم في التواصل والدعم الإنساني وتتبع الأخبار والتعليمات بسرعة.
إنه أحد الدروس والعبر التي يتذكرها الإنسان في الظروف الصعبة. كورونا وضع الإنسان أمام وضع غاية في الصعوبة، يجد نفسه معزولاً ويمنع من الاقتراب من الناس ناهيك عن الاختلاط بهم، ثم يزهد بوسائل التواصل ويتمنى عودة التعامل الإنساني المباشر، ثم يتذكر أن من نعم الله الكثيرة وجود وسائل التواصل الحديثة التي تبقيه جزءاً من العالم وتخفف من ألم العزلة رغم أنها لا يمكن أن تكون كافية لإشباع احتياج الإنسان إلى الإنسان.
وحين تنتهي الأزمة -بمشيئة الله- يعود الإنسان إلى علاقاته الإنسانية بشكل مختلف وشكل أفضل. تجربة البقاء في البيت عززت العلاقة الأسرية، وروح المسؤولية والتعاون لمصلحة الجميع. ستكون العلاقات الإنسانية أقوى داخل الأسرة وفي المجتمع، سيسود الحب، والرغبة في السلام.
الإنسان البعيد عن العلاقات الاجتماعية، أدرك أهمية هذه العلاقات وتمنى زوال كورونا كي يبدأ صفحة جديدة من التواصل الإنساني مع الآخرين.
أدرك الإنسان قيمة الوطن والعائلة والصداقة والصحة، استيقظ على نبذ الأنانية والعنصرية والكراهية. سيعيش العالم بروح التسامح، سيدرك البشر أن الآلة لا تحل محل الإنسان. إن لم يفعل الإنسان فهو لم يتعلم وسيكون هو المشكلة وليس الحل.
مفهوم التواصل PDF
لتحميل الملف اضغط هنا